الطرق الشائعة لبناء محفظة تقاعد مثالية هي قاعدة 110، تساعدك في بناء محفظة متوازنة وفق سِنّك ومستوى قدرتك على تحمل المخاطرة.
أحد المبادئ الأساسية للاستثمار هو تقليل المخاطرة تدريجياً مع تقدمك في السن لتناسب وضعك الحالي، المتقاعدون لا يتمتعون برفاهية انتظار عودة أسواق الأسهم بعد انخفاضها لأي سبب، لديهم قدرة أقل في تحمل المخاطرة الكبيرة. ولأجل ذلك تم استحداث هذه القاعدة لكي تعطيك التوزيع الصحيح حول أي مدى يجب أن يكون الاستثمار آمناً بالنسبة إلى مرحلتك وسنك في الحياة.
تخصص نسبة من قيمة محفظتك الاستثمارية في أسواق الأسهم مساوية لـ110 ناقصاً عمرك، والباقي يكون مخصصاً في استثمارات وأصول قليلة المخاطرة، مثل السندات أو الصكوك.
لو كان عمرك 35 سنة، نطرح مقدار عمرك من الرقم 110، وهذا يعني أنه يجب أن تكون محفظتك مخصصة بنسبة %75 في أسواق الأسهم و%25 في أصول واستثمارات قليلة المخاطرة وذات دخل ثابت مثل السندات أو العقارات.
القاعدة تراعي فارق السن، كلما كنت أصغر سناً كانت لديك القدرة على تحمل أي مخاطر محتملة في أسواق الأسهم ومخاطر الانكماش والتضخم، وسوف تعطيك وقتاً لتتمكن من التصحيح، فهي مرحلة بناء ثروة، بحيث تنمو قيمة محفظتك بوتيرة أسرع.
أما لو كنت على وشك التقاعد، وتخطط للعيش من استثماراتك على المدى القصير، فيجب أن يكون نوع استثمارات محفظتك مستقراً، بحيث يكون معظمها من الاستثمارات ذات التذبذب المنخفض والدخل الثابت، عادة ما يكون المستثمر القريب من سن التقاعد غير قادر على التعويض والصبر لسنوات أخرى حتى يتحسن ويعود السوق، بالتالي تتغير سياسة هذا المستثمر المتقدم في السن من السعي لتكوين الثروة إلى الاحتفاظ بالثروة، وهذا ما تحققه قاعدة 110.
سابقاً، كانت هذا القاعدة تعمل بنسبة مئوية من الأسهم تساوي 100 ناقصاً عمر المستثمر بدلاً من الرقم 110، لكن بسبب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية أدى ذلك إلى لتغير هذا الرقم ليكون 110، مثل ارتفاع متوسط عمر السكان وأسعار الفائدة والضرائب وقوانين التقاعد، كلها ساهمت ليكون تخصيص نسبة أكبر من قيمة المحفظة للأسهم لكي تساعد في تحقيق عائد للمتقاعد لأكثر من 30 سنة بعد تقاعده بدلاً من 20 سنة.
قد يرتفع هذا الرقم ليصبح 120 بدلاً من 110 للمستثمرين، الذين لديهم شهية أكبر للمخاطرة وسعي لتحقيق نمو أسرع، وهذا يعني تعرّض أكبر من قيمة المحفظة للأسهم والباقي يكون للسندات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق