الخميس، 7 أكتوبر 2021

الدولة السعودية الرابعة

Aug 9, 2021

 حذر البنك من أن الطبقة الوسطى قد تكون أكثر عرضة لآلام التقشف والقيود المالية.

ستعتمد قدرة دول الخليج العربي ومن بينها السعودية، على تجديد عقودها الاجتماعية دون اضطرابات لتجنبها خلق مظالم جديدة وعلى حل المظالم القائمة.

تداعيات المظالم القائمة والاستقطاب المتزايد داخل المجتمعات الخليجية، بالإضافة إلى برامج الهندسة الاجتماعية الواسعة قد وضعت المحافظين ضد الليبراليين.

حقوق الأجانب مقابل الحقوق الممنوحة لأطفال الزيجات المختلطة بين السعوديين وغير السعوديين، والتراجع عن الدين في الحياة العامة، وإجراءات التقشف كنقاط احتكاك محتملة في المملكة.

العقد الاجتماعي المتغير في المملكة العربية السعودية، حذرت الباحثتان ميرا الحسين وإيمان الحسين من أن الحكومة تحتاج إلى إدارة التغيير الاقتصادي والاجتماعي السريع، وذلك جزئيا من خلال توفير معلومات أوضح للجمهور.

*

التحول من الدين إلى القبيلة

تشيد بالملك عبد العزيز ورجاله وتأسيسهم لهذا البلد العظيم"، وذلك في إشارة إلى توحيد نجد والحجاز وميلاد المملكة العربية السعودية عام 1932.

المجتمع السعودي الذي ينتمي جله الآن إلى فئة الشباب، والذي عرف ظهور قيادات سياسية شابة، مر بتحولات عديدة شملت حتى الفكر الديني "الذي أصبح أكثر انفتاحاً على بعض الموضوعات التي كان يراها في السابق تتصادم مع الدين".

مضاوي الرشيد، ترى أن ما تشهده السعودية في السنوات الأخيرة يشكل المرحلة الثالثة في مسيرة بناء القومية السعودية التي يتم تخيلها من قبل حكام المملكة وتُفرض على المجتمع السعودي.

بدأت المرحلة الأولى مع بداية تأسيس الدولة حيث استعمل النظام السعودي القومية الدينية مركزاً على الوهابية كقوة تصهر المجتمع في إطار ديني واحد، ثم جاءت نهاية الستينيات التي شهدت تبني النظام السعودي للقومية الأممية الإسلامية، التي استخدمت في سياق الحرب الباردة وكوسيلة لكسب الشرعية الدينية خارج حدود المملكة٬ وكخطاب قومي في مواجهة تيارات القومية العربية والتيارات اليسارية".

المرحلة الثالثة، فتقول الأكاديمية المقيمة في لندن، إنها بدأت في ثمانينيات القرن الماضي، وتزامنت مع صعود نجم الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز، ومع "شعور النظام السعودي بخطر القومية الإسلامية الأممية وقبلها القومية الدينية، خاصة بعد حادثة الحرم المكي عام 1979".

 شهدت سنوات حكم الملك عبدالله (2005- 2015) تنفيذ عدد من السياسات التي عززها حكام المملكة الحاليون، شملت هذه السياسات تخفيف بعض القيود الاجتماعية والحد من سلطة المؤسسة الدينية فضلاً عن تبني برنامج ابتعاث طموح تمكن عبره آلاف من السعوديين والسعوديات من تلقي دراستهم الجامعية في الخارج.

 ثالوث يرتكز عليه السعوديون في بناء قوميتهم الجديدة تتشكل أضلاعه من الهوية الوطنية السعودية ثم الهوية العربية وثالثاً الانتماء الديني. أما روافد الهوية الوطنية، فتقوم بحسب الأكاديمي السعودي على "الانتماء للبلد ووجود علاقة فريدة تربط بين الحاكم والمحكوم".

"قومية شوفينية"

صوصية العلاقة التي تجمع السعوديين بحكامهم والتي تقوم على طاعة ولي الأمر والتعامل الأبوي بين الحاكم والمحكوم، وهي العلاقة التي قد تبدو غير مفهومة بالنسبة للبعض في الغرب أو لبعض العرب من ذوي الانتماءات اليسارية والعلمانية".

 خطاب موجه إلى الشباب السعودي بهدف "تجييشهم والتركيز على ولائهم لمحمد بن سلمان كشخص".

نحن الآن أمام قومية عنصرية، استعلائية، شوفينية تنبع من العمق السياسي والداعم للنظام السعودي وتفرض على المجتمع بأسره دون السماح بوجود أي صوت معارض أو مشكك في سياسات بن سلمان".

Sep 23, 2021

 منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، إذ تأسّست في عام 1932، وتحتفل باليوم الوطني في 23 سبتمبر، وهذا يعود إلى المرسوم الملكي الذي أصدره الملك المؤسّس عبد العزيز، بإعلان اسم المملكة العربية السعودية وذلك في 21 جُمادى الأولى 1351 هـ، الموافق 23 أيلول/ سبتمبر 1932. وقد أصبح هذا اليوم يوم إجازة رسمية للدولة للاحتفال باليوم الوطني في عام 2005 في عهد الملك عبدالله. السعودية دولة تحتضن أهم المقدّسات الإسلامية، مكّة المكرمة والمدينة المنورة، وتملك ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم، فالتقديرات تشير إلى أن الاحتياطي يُقدر بـ268.5 مليار برميل، وهي أكبر منتج للنفط، إذ يبلغ إنتاجها أكثر من 11 مليون برميل يومياً، فهي بذلك تجني نحو 600 مليون دولار بمعدل يومي.

رغم مرور عقود من الزمن، والثروة الطائلة. لم تستطع العائلة الحاكمة من بناء وطن يمثل إرادة المواطنين، إذ هناك مشاكل وأزمات تتعلق بالوطن والوطنية وحقوق المواطنين، ومع مرور الزمن تتأزّم وتتصاعد هذه الأزمات؛ فالبلد قد تمّت تسميته باسم العائلة الحاكمة السعودية نسبة إلى آل سعود، عبر الفرض والقوة والاستبداد والقمع...، وسياسة التفرقة والعنصرية والطبقية والطائفية المتأصّلة في عقلية العائلة الحاكمة التي تتعامل مع المواطنين، بل بين أفرادها بنفس الطريقة المريضة أي العنصرية والطبقية والتفرقة بين الأمراء، إضافة إلى غياب المشاركة الوطنية وعدم احترام حقوق الإنسان والتعددية والتنوّع الثقافي والهُوية للمواطنين، وعدم وجود أي عملية ديمقراطية واحترام رأي الشعب باحترام ممثلين ونواب له في مجلس الشورى، مجلس بلا أي صلاحيات...، توجد أقاليم في المملكة تاريخها وثقافتها وهويتها تمتدّ لمئات السنين وهي تحاول البقاء رغم الاستهداف من قبل العائلة الحاكمة عبر فرض فكر وثقافة وهوية أحادية على الجميع ما يعني قتل التنوّع والتعددية وهوية المواطنين وقتل المواطنة والوطن. هل سيتمكن العهد الجديد في السعودية من بناء دولة حضارية تمثل إرادة الشعب ووطن للجميع لا للعائلة الحاكمة، أم سيحدث العكس المزيد من التهميش والتغييب والإقصاء للمكوّنات الوطنية «الشعب» بشعارات وأسماء جديدة رنّانة مثل الانفتاح والتحرّر والرؤية الجديدة؟

السماح للمرأة بقيادة السيارات، والسماح بفتح دور للسينما وبرامج الترفيه والفعّاليات السياحية في البلاد. ونحن مع إعطاء الشعب حقوقه وهذه الأمور هي أبسط الحقوق في سلّم حقوق المواطنة والإنسان التي حُرم منها، ولكن الشعب يطالب بالأكثر أهمية والأهم من ذلك، فهو يريد العدالة الاجتماعية والكرامة والمشاركة الحقيقية والفعلية لجميع الشعب في بناء الدولة والبداية في اختيار الدستور عبر صناديق الانتخاب المباشر واختيار الحاكم واختيار الشعب لممثليه في مجلس الشورى والمجالس المحلية في المناطق بطريقة الانتخاب المباشر، والحق بمحاسبة المسؤولين، ومحاسبة كل فرد في السلطة وتطبيق قانون. من أين لك هذا؟ ومحاربة الفساد والاستبداد لبناء دولة حضارية تمثل إرادة الشعب. مرّت عقود منذ تأسيس المملكة السعودية، لكنّها إلى اليوم لم تصل إلى مستوى دولة وبناء وطن حقيقي يحترم كلّ المواطنين على أساس المواطنة، فالمواطنة غائبة إذاً لا توجد أية مشاركة حقيقية للشعب في إدارة الوطن واتخاذ القرارات المصيرية للوطن. حيث إن المواطنة هي المشاركة الحقيقية الواقعية للمواطنين في إدارة الوطن لا أن تُخطف البلاد من قبل العائلة الحاكمة والتعامل بأن الوطن مجرد مزرعة والناس عبيد العائلة الحاكمة!

الفكر التكفيري التدميري الوهابي في مناهج التعليم الذي صُرفت المليارات على نشره، هو وراء ظهور داعش في العراق وسوريا، وبوكو حرام في أفريقيا وغيرهما

 بعد عام 2013 قام أتباع المدرسة السلفية الجهادية الذين يؤمنون بفكر المؤسسة الدينية الحكومية الوهابية بعمليات إرهابية مسلحة وانتحارية داخل المملكة لتطبيق ما يؤمنون به من فكر، فشعرت السلطة الحاكمة أن ما قد زرعته ارتدّ عليها أي انقلب السحر على الساحر، ومع مجيء الملك سلمان الداعم الكبير السابق للفكر السلفي الوهابي، والمدرسة الدينية، انقلب على تلك المؤسسة الدينية وجرّدها من أدوات القوة وظهر ابنه ولي العهد سلمان كي يتبرأ أمام العالم من ذلك الفكر. ما جعل البلاد تدفع الثمن وتغرق في التشدد والتطرف والتكفير، فيما تبنى محمد بن سلمان فكراً جديداً معاكساً باسم «الانفتاح والتحرر».


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق