Jul 3, 2020
عمله الجديد الذي قدمه بالتزامن مع بلوغه ٩٠ عاماً بعنوان "هذا أيضًا تاريخ الفلسفة" يحاول الفيلسوف -المولود عام 1929- الإجابة عن سؤال يشغله دائماً عن وظيفة الفلسفة في عالم اليوم.
ويسعى هابرماس عبر دراسة تاريخ أكثر من ٣ آلاف سنة من تاريخ الفلسفة، في مشروعه الأخير الصادر في مجلدين وقرابة 1700 صفحة، إعادة صياغة شاملة للتاريخ البشري، معتبراً أن تجزئة الحياة الحديثة وتقسيمها استنفد قدرة الفلسفة على الأسئلة الجريئة، ويدرس الفيلسوف الألماني تقدم الإنسانية عبر تحليل "العقل العام" وتطوره تاريخه.
ويدرس هابرماس كيف ظهرت الأشكال السائدة اليوم من الفكر الغربي "ما بعد الميتافيزيقي" باستخدام منظور تحليلي للعلاقة بين الإيمان والمعرفة ينبثق عن تقاليد قديمة محورية في الإمبراطورية الرومانية؛ ويتتبع هابرماس كيف فصلت الفلسفة نفسها عن الدين وأصبحت علمانية.
ومع ذلك يؤكد هابرماس أن التجربة الدينية وثيقة الصلة بفلسفة الحداثة المعاصرة رغم محاولات علمنتها،
تراث مدرسة فرانكفورت الفلسفية ونقد ما بعد الحداثة، يعتبر أن التاريخ هو "قصة تعلّم الإنسانية"
التنافر المعرفي
ويخصص الفيلسوف الألماني مساحة لدراسة اللغة أو "مصدر العقلانية البشرية، ومخزن المعرفة المتراكمة" كما يسميها، والوسيلة التي يمكن من خلالها تحديث المعرفة وتطويرها، ويناقش أيضاً إشكاليات متعددة حول مسألة "التنوير" والحداثة.
وولد هابرماس في سياق مجتمع الطبقة الوسطى البروتستانتية في ألمانيا الغربية، ليصبح أبرز فلاسفة أوروبا المعاصرين بتاريخ مهني امتد لما يقرب من ٧ عقود، وضع خلاله نظامًا فلسفياً يربط بين نظرية المعرفة واللغويات وعلم الاجتماع والسياسة والدين والقانون.
تخلى هابرماس عن فكرة دراسة الطب لمتابعة دروس الفلسفة، ورفض أفكار الوجودية السائدة واليأس الثقافي؛ وبدلاً من ذلك أصبح واحدا من أبرز منظري مدرسة فرانكفورت الفلسفية مع ماكس دوركهايمر وثيودور أدورنو
علينا أن نكافح من أجل إلغاء النيوليبرالية".
وحذر الفيلسوف الألماني -الذي يوصف بأنه وريث تركة مدرسة فرانكفورت التي ابتكرت مفاهيم فلسفية مثل الهيمنة التقنية والعقل الأداتي- من تزايد خطر الشعبوية الوطنية واليمين المتطرف، معتبرا أن السلطات السياسية تعامت عنه بذريعة معاداة الشيوعية المهيمنة.
الدين والعلمنة
هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، وصف هابرماس الديمقراطيات الغربية المعاصرة بأنها "مجتمعات ما بعد علمية" وقال إن المجال العام يجب أن يستوعب التنوع الديني ويسمح بمشاركة المواطنين المتدينين
لا ينبغي أن يتمتع المواطنون المتدينون والعلمانيون بوصول متساوٍ إلى المجال العام فحسب، ولكن أيضاً يجب عدم استبعاد المساهمات الدينية من الحقل المعرفي لأنها ذات أهمية خاصة.
"التنازلات" الفكرية للدين
الدور التأسيسي للمسيحية الغربية في الفلسفة الحديثة، وتتبع صعود العقلانية معتبرا أن "عملية العلمنة لا تزال غير مكتملة" إذ لا يوجد بديل عن أخلاقيات العدالة والحب الدينية، بحسب تعبيره.
تراث ديني
وأوضح هابرماس أن التراث الديني الغربي (اليهودي المسيحي) لم يكن مجرد مرحلة عابرة في بزوغ الفكر والسياسة الحديثة، بل ساهم -وربما لا يزال يساهم- في تشكيل جوهره الأساسي.
وعابرا للصراعات بين الكنيسة والدولة في أوروبا في العصور الوسطى، يصل هابرماس إلى إيطاليا في القرن الـ13 كنقطة تحول جديدة، أو موقع ظهرت فيه الأشكال المبكرة للرأسمالية البدائية مثل التمايز الوظيفي وتقسيم العمل في المجتمع.
وفي تأريخه لعصر بزوغ المذهب البروتستانتي الذي افتتحه الراهب الألماني مارتن لوثر (توفي 1546) يجادل هابرماس بأن هجوم لوثر على السلطة الكنسية، لم يؤد فقط إلى تفاقم انشقاق الكنيسة والدولة وإنما لنشأة عقلانية تمنح فيها السلطة للحجة الأكثر إقناعا وليس القدرة على فهم النص المقدس.
وبشكل عام يعيد هابرماس بناء التفاعلات بين الإيمان المسيحي والمعرفة الدنيوية ليس كعملية للصراع، وإنما كمساحة للتعلم المتبادل والتثاقف.
*
أبوظبي - اختارت جائزة الشيخ زايد للكتاب بمركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس للفوز بجائزة “شخصية العام الثقافية”، وذلك تقديراً لمسيرته الفكرية الحافلة التي تمتد لأكثر من نصف قرن.
قدّم هابرماس مساهمات نوعية وعميقة في حقل الفلسفة على نحو أثرى العديد من التخصصات، كدراسات التواصل والثقافة، والنظرية الأخلاقية، واللغويات، والنظرية الأدبية، والعلوم السياسية، والدراسات الدينية، واللاهوت، وعلم الاجتماع.
جعلته الصوت الأكثر حضوراً وتأثيراً في الحياة الثقافية الألمانية على مدى أكثر من 50 عاماً، وما لقب شخصية العام الثقافية إلّا تأكيدٌ على تميّز مسيرته ونتاجه الفلسفي المهم والذي أثر في الثقافة العالمية ومنها الثقافة العربية”.
هابرماس آخر أعلام مدرسة فرانكفورت وصاحب نظرية الفعل التواصلي لبناء مجتمع عقلاني يقوم على الحوار
ينتمي الفيلسوف الألماني هابرماس إلى مدرسة فرانكفورت النقدية، وهي مدرسة للنظرية الاجتماعية والفلسفة النقدية أسسها عددٌ من المفكّرين، منهم ماكس هوركهايمر وتيودور أدورنو وهربرت ماركوز، ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، ويعدّ هابرماس من الجيل الثاني لهذه المدرسة التي تستند إلى الفرويدية والهيغلية والماركسية.
وربط هابرماس بين التقاليد الأوروبية والأنجلو أميركية في التفكير، وتنوّعت الموضوعات التي تناولتها أعماله من النظرية الاجتماعية السياسية إلى الجماليات ونظرية المعرفة واللغة إلى فلسفة الدين، وقد أثّرت أفكاره في الفلسفة وفي الفكر السياسي القانوني وعلم الاجتماع ودراسات التواصل ونظرية الجدل والبلاغة وعلم النفس واللاهوت، وتتميّز أعماله بوجود اتجاهين جوهريين، الأول يتعلّق بمجال الفكر السياسي، أما الثاني فيدور حول قضايا العقلانية والتواصل والمعرفة.
يعدّ الفيلسوف هابرماس صاحب نظرية الفعل التواصلي من أجل بناء مجتمع عقلاني حداثي يقوم على أخلاقيات الحوار، لذلك اهتمت فلسفته بالمحاور التي تهم الإنسان الحديث، مثل أزمة الفرد وآليات السيطرة، ووهم حرية ما بعد الحداثة، وكيفية التحرّر من قبضة المؤسسات التي تمسخ الجوهر الإنساني، إلّا أن أطروحته الفلسفية المعروفة بالخطاب النقدي الخالي من الهيمنة، تظل الأطروحة الأوسع شهرة والأكثر تأثيراً، فهابرماس يشدد على أن الفعل التواصلي لا يستطيع أن يحصل على مشروعية حقيقية قائمة على سلطة العقل إلّا في إطار خطاب نقدي خال من التحيزات والحواجز والقيود.
*
May 6, 2021
«عطب في التواصل»!
هابرماس، وهو آخر سلالة مدرسة فرانكفورت، له ميله لخطابات يسارية شعبوية، تؤله الديمقراطية، وتقدس الصناديق، رغم أن له كتاباً عن «الحداثة وخطابها السياسي» ضمنها فصلاً عن الديمقراطية بعنوان «التشكيلة ما بعد القومية ومستقبل الديمقراطية» يقول فيه: «المبادئ الأساسية للديمقراطية الليبرالية، وهي الحكم الذاتي والشعب والموافقة والتمثيل والسيادة الشعبية، صارت بوضوح إشكاليات» (ص 124)، بل قدم نقداً لخطاب الديمقراطية التقليدي، ولكنه في رسالة الاعتذار يعود لذات اللغة ويتراجع من دون الشعور بضرورة فهم أعمق للدول الملكية في الخليج، والتي تمثل ذروة التنمية في الشرق الأوسط.
هابرماس في بيانه نقض أسس التواصل التي تقوم عليها مجموع نظرياته في الفلسفة والاجتماع، إذ التواصل بطبيعته عبارة عن تلاقي الأضداد أكثر من تلاقي الأشباه، والتواصل عملية يصنفها بأنها من ذروات التشكيل الاجتماعي، ومن الأسس التي تبنى عليها المعرفة.
كتاب كارل أوتو آبل عنه «التفكير مع هابرماس ضد هابرماس». لقد قدمت الإمارات نماذج عليا في التواصل الأممي على المستوى الاجتماعي، ودعمت قيم التسامح من أعلى هرم القيادة، ورعت اتفاقيات مهمة بين الأديان لتخفيف حدة التنافر والكراهية في هذا العالم.
*
ترفض جائزة مالية من نظام يتصدّر الثورة المضادّة التي عاثت دماء ودمارا في العالم العربي، هذا أضعف الإيمان.
مفهومٌ أن تشكّل الإمارات مغناطيسا للباحثين عن المال السريع، وهي قصة نجاح اقتصادي مشهود على مستوى عالمي. لكن ما علاقة ذلك بالفكر والثقافة والفلسفة والشعر والكتابة والصحافة ..؟
بدأت الحكاية في دبي قبل أبوظبي. اعتمد نموذجها على التجارة الحرّة والانفتاح بلا حدود، اقتصادية ولاأخلاقية، فالإمارة شكلت متنفّسا اقتصاديا واجتماعيا للمنطقة والعالم، خصوصا بعد تراجع هونغ كونغ وحصار إيران وانهيار المنظومة الاشتراكية، صارت دبي ملاذا ماليا لغسل المليارات وتجارة البشر، ذلك وغيره تطلب غسلا من خلال القوة الناعمة.
بعد دخول أبوظبي على الخط، فهي ليست كدبي، لا تحتاج تجارة ولا انفتاحا ولا أبراجا .. لديها فائض مالي يغنيها عن ذلك، وهي تعتمد القوة الخشنة، لا الناعمة، وتجلّى ذلك في انقلاباتها وتدخلاتها العسكرية الفجّة في اليمن وليبيا وسورية والسودان وغيرها.
تأسّت أبوظبي بتجربة دبي في غسل الجوائز والمنتديات والمؤتمرات، ولكنها بعد اندفاعها في مسار التطبيع واجهت تململا من المثقفين العرب، وتجلى ذلك في عزوف عن الترشح للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، الجائزة كشفت بؤسا لا يعرفه العالم، عندما اختير رسام الكاريكاتير السوري، علي فرزات، عضو لجنة تحكيم في "البوكر"، ثم منع من دخول الإمارات لحضور حفل توزيع الجائزة.
بإمكان الإمارات أن تحتفل بشاعر المليون، وستجد من يقرضون الشعر النبطي مديحا لشيوخها وكرمهم، بإمكانها أن تحتفي بحثالات الصهاينة والإسلاموفوبيا تحت عنواني نشر السلام والتسامح ومقاومة الإرهاب، بإمكانها أن تقيم مسابقاتٍ لأجمل الراقصات، يمكنها أن تقيم مسابقةً لشيوخ التيار السلفي المدخلي تحت عنوان "جائزة الشهيد محمود الورفلي" وكذلك تيار التصوف، وتيار تفسير الأحلام باسم يوسف .. وغير ذلك من تياراتٍ وشخصياتٍ تسبّح بحمدها وتدور في فلكها.
لم تبلغ الإمارات هذا المستوى من النرجسية والغرور، لولا رخص من يسمون عربيا مثقفين عربيا، فثلّة من هؤلاء، وخصوصا من اليسار المتعفن الذي يعرّف اليسار بمعاداة الإسلاميين، نذرت نفسها لتجنيد أنصار للإمارات، وربما رشّحوا كارل ماركس نفسه شخصية العام في الجائزة.
ليست الإمارات وحدها من تغسل سياستها بالجوائز السخية، وليست البلد العربي الوحيد الذي لديه معتقلو رأي، المطلوب موقف أخلاقي ممن يعتبرون أنفسهم مثقفين برفض تلك الرشاوى المغلفة بجوائز ومنتديات ومؤتمرات، وهذا سيقطع أرزاق متعهدي تلك الاحتفالات، لكنه سيعيد الاعتبار للمثقف، باعتباره عدو الاستبداد، لا خادمه.
درس ألمانيا لم يبدأ بفيلسوف حر، بدأ بصحافة حرة، فمجلة دير شبيغل نشرت مقالا يستهجن قبول هابرماس الجائزة من بلدٍ لا يحترم حقوق الإنسان، وهو ما نبّهه إلى الخطأ الذي وقع فيه، فتراجع، وكانت فضيحةً دولية لغسل الجوائز . وما كان ذلك ليكون لو فازت "دير شبيغل" من قبل بجائزة نادي دبي للصحافة لأفضل تحقيق استقصائي!
*
بناء فضاء عمومي متخيّل للنظريات الاجتماعية يتناقش فيه مع ماكس فيبر وإيميل دوركهايم وجورج هربرت ميد وتالكوت بارسونز وكارل ماركس وأعضاء مدرسة فرانكفورت وهابرماس نفسه.
*May 6, 2021
"النظام في الإمارات يقوم على انعدام الحرية وعلى قمع منهجي للمطالب الديمقراطية. المعارضون ينتهي بهم الأمر بسهولة في السجن. لا توجد انتخابات جديرة بهذا الاسم. تعيش النخبة الحاكمة في عالم من الامتيازات والحقوق الخاصة".
الغربيين الذين يزورون الإمارات يلاحظون بالكاد ذلك، حيث ينبهرون بروح التسامح والجمال المعماري وبالثقافة الرائعة، ويلتقون بمخاطبين من ذوي التعليم العالي. "الكثير من هذا يجب تصنيفه كجزء من الدعاية".
"الحرية والمساواة والأخوة" بعيدا، وهكذا انتقلت مثل كبرى سمعت إبان الثورة الفرنسية عام 1789 الى مدينة ترير.
*
نظرية الفعل التواصلي
هابرماس من هذه الفلسفة الانتقال بالعقلانية من كونها ممارسة الذات إلى ممارسة المجتمع، من عقلانية الفرد إلى عقلانية المجتمع، العقلانية التي تتجلى في الحياة اليومية للناس عبر النشاط التواصلي، لا أن تظل العقلانية تدور في إطار فلسفة الوعي التي تضع العلاقة بين اللغة والفعل، كالعلاقة بين الذات والموضوع، حيث الذات هي التي تقوم بعمل شيء ما للموضوع، في حين يرى هابرماس أن العقلانية ينبغي أن تكون فعل المجتمع من خلال اللغة بوصفها أداة للتواصل.
في تحليله الاجتماعي لهذه الفلسفة، يرى المحاضر في علم الاجتماع إيان كريب في كتابه (النظرية الاجتماعية من بارسونز إلى هابرماس) الصادر سنة 1992م، أنها ترتكز وتتقوم على ثلاثة عناصر أساسية، هي:
أولا: إن العقلانية بهذا المعنى ليست مثالا نقتنصه من وسط السماء، بل هو موجود في لغتنا ذاتها، وتستلزم هذه العقلانية نسقا اجتماعيا ديمقراطيا يشمل الجميع، ولا يستبعد أحدا، وهدفه ليس الهيمنة، بل الوصول إلى التفاهم.
ثانيا: لابد من نظام أخلاقي ومعايير أخلاقية، يجري التوصل إليها عبر نقاش عقلاني حر، وعن طريق الإقناع العقلي وليس عن طريق القوة والقسر، ويعتمد في مضمون هذه المعايير على ظروف المجتمع الخاصة.
بمعنى أن يكون للتواصل معايير أخلاقية تنظم عملية التفاهم والتبادل الفكري بين الناس، وتستند هذه الأخلاقيات على مبادئ عقلية، وهي التي يصطلح عليها هابرماس بأخلاقيات التواصل.
ثالثا: وجود مجتمع ديمقراطي يكون فيه للجميع فرص متكافئة للوصول إلى أدوات العقل، للمساهمة في الحوار، حتى يكون لكل فرد صوت مسموع يحسب حسابه عند اتخاذ القرارات..
أولا: إن العقلانية بهذا المعنى ليست مثالا نقتنصه من وسط السماء، بل هو موجود في لغتنا ذاتها، وتستلزم هذه العقلانية نسقا اجتماعيا ديمقراطيا يشمل الجميع، ولا يستبعد أحدا، وهدفه ليس الهيمنة، بل الوصول إلى التفاهم.
ثانيا: لابد من نظام أخلاقي ومعايير أخلاقية، يجري التوصل إليها عبر نقاش عقلاني حر، وعن طريق الإقناع العقلي وليس عن طريق القوة والقسر، ويعتمد في مضمون هذه المعايير على ظروف المجتمع الخاصة.
بمعنى أن يكون للتواصل معايير أخلاقية تنظم عملية التفاهم والتبادل الفكري بين الناس، وتستند هذه الأخلاقيات على مبادئ عقلية، وهي التي يصطلح عليها هابرماس بأخلاقيات التواصل.
ثالثا: وجود مجتمع ديمقراطي يكون فيه للجميع فرص متكافئة للوصول إلى أدوات العقل، للمساهمة في الحوار، حتى يكون لكل فرد صوت مسموع يحسب حسابه عند اتخاذ القرارات..
*
«إكسبو 2020»
وقت سابق من هذا الشهر، حث البرلمان الأوروبي الدول الأعضاء على عدم المشاركة في المعرض، والشركات على سحب رعايتها. اكسبو 2020
تقرير إلى ما وصفه بـ "الاضطهاد المنهجي للمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والمحامين والمعلمين الذين يتحدثون عن قضايا سياسية وحقوقية في الإمارات العربية المتحدة"، بالإضافة إلى "ممارسات الدولة غير الإنسانية بحق العمال الأجانب" الذين يشكلون 80٪ من سكان الإمارات.
رفضت وزارة الخارجية الإماراتية التقرير، قائلة إن المزاعم الواردة فيه "غير صحيحة من حيث الوقائع". كما أصرت على أن قوانين الدولة تنص على المعاملة العادلة لجميع المواطنين والمقيمين.
وزارة الخارجية الإسرائيلية تشرف مباشرة على الجناح الإسرائيلي في «إكسبو 2020»، محاولةً تقديم الكيان الإسرائيلي بصورة دولة متعددة الثقافات، تعرض إنجازاتها الثقافية والعلمية والطبية والتقنية في مجالات مختلفة مثل الزراعة، وترشيد استهلاك المياه، وتكنولوجيا المعلومات، وسواها.
كشفت صحيفة «تلغراف» البريطانية أنّ الشرطة الإسرائيلية ستعمل بشكل دائم من الإمارات العربية المتحدة في سابقة تاريخية.
كل هذه الوقائع لم تحث الدولة اللبنانية ودولاً عربية وإسلامية أخرى على مقاطعة «إكسبو 2020»،
كل هذه الوقائع لم تحث الدولة اللبنانية ودولاً عربية وإسلامية أخرى على مقاطعة «إكسبو 2020»،
المشاركة تحاول تقديم دولة الاحتلال الإسرائيلية كدولة متقدمة علمياً وثقافياً وحضارياً، لطمس حقيقة قيامها على القتل والاحتلال والاستيطان، وتورّط مؤسساتها وشركاتها كافة، بما فيها الأكاديمية والثقافية والتقنية في مساندة المؤسسة العسكرية وآلة الدمار الإسرائيلية. وما فضيحة برمجية التجسس «بيغاسوس» إلا مثالاً على نيات الكيان الإسرائيلي العدوانية، حتى تجاه الدول «الصديقة» له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق