السبت، 6 نوفمبر 2021

الهيمنة الثقافية . ثقافة الصورة ****** وهم الشريك المناسب . الحب في السينما

 Jun 14, 2020 تُعدّ الثقافة سلاحًا خطيرًا في أيدي القوى العظمى يمكنها من خلاله فرض هيمنتها على العالم، ومن أكثر الأسلحة الثقافية خطورة نجد سلاح الصورة، الذي تستغله هذه القوى لتمرير أنساق ثقافية تدعو إلى الهيمنة والإمبريالية والتوسّع الإمبراطوري، خصوصًا بعد اندثار وسائل الاستعمار التقليدي بكافه أشكاله. فالصورة ليست مجرد نسق أيقوني يحمل معنًى وقيمًا جمالية فقط، بل تتعدى وظيفتها الفنية لتتحول إلى نصوص خطابية ذات قيمة تفاعلية مفعمة بالقيم الثقافية والأنساق الخفية التي تهدف إلى توصيل معان أيديولوجية وسياسية واستعمارية في المتلقين.

تتعدد الوسائط التي تعتمد على الصورة، فمنها ما هو ثابت مثل القصص المصورة “الكوميكس” ومنها ما هو متحرك “أفلام السوبر هيروز” لاعتمادها على وسائل تكنولوجية حديثة من سينما وتلفزيون وإنترنت وجرافيك وغيرها من المؤثرات الصوتية والضوئية والبصرية القادرة على تأويل الصورة وشحنها بأخطر الحمولات الثقافية.

 “ثقافة الصورة” و”ثقافة التلفزيون” و”ثقافة وسائل الإعلام”. الصورة قادرة على تسريب محاولات الهيمنة وصناعة العنف عبر الأفلام السينمائية. وقادرة أيضًا على ابتكار ثقافات جديدة عابرة للقارات، فنجد مثلاً سلسلة أفلام السوبر هيروز الأميركية هي أحد أنواع الثقافات “عابرة القارات”، فهي توجه المشاهد في جميع الدول إلى توجهات جهة معينة تسعى للهيمنة على الثقافات الأخرى بما تمتلكه من قدرة على إنتاج مادة فيلمية عالية المستوى وسريعة التوزيع والانتشار، وبالتالي تكون هذه المواد وسيلة للتمهيد لسياساتها الإمبريالية وتثبيت نفسها وقيمها الجديدة لدى المتلقين في كافة أنحاء العالم في ذات الوقت مما يضمن لها الدعم والتأييد وتبرير أفعالها السياسية حول العالم، ومن ثم تعد “ثقافة الصورة” أحد أهم أركان القوى الناعمة للدول الاستعمارية الكبرى.

كابتن أميركا

كتابه “ثقافة الميديا: الدراسات الثقافية، الهوية والسياسة بين الحداثة وما بعد الحداثة” (1995).

تصدير صورة الفرد الأميركي القويّ ودولة القيم والعدل عبر الصورة. حيث تتحكّم وسائل الإعلام البصرية وسينما هوليوود في آراء المشاهدين وعواطفهم، وتدفعهم إلى تبنّي أفكارها دون وسائط، وبطرق مباشرة عبر الشاشة، لتصل إلى المتلقّي بأبهى تقنيات التصوير وأسرعها إنتاجا وتشكيلا للوعي، وفي صناعة السينما تنافس كبرى شركات الإنتاج في هوليوود الشركات الاقتصادية الكبرى بأميركا، بل تسهم هذه الشركات في نموّ الاقتصاد مباشرة بما تجود به من إيرادات الضرائب، وتسويق الأفلام بمبالغ مالية ضخمة جدّا.

في البداية كان يتم النظر إلى أفلام “الأبطال الخارقين” بوصفها مغامرة تجارية غير محسوبة، أما الآن فقد تحولت إلى واحدة من أكثر الأفلام شعبية وأنجحها على الإطلاق. أفلام “السوبر هيروز – أو الأبطال الخارقين” لم تساهم في صناعة كثير من نجوم هوليوود فحسب، بل تضمنت رسائل سياسية خفية أيضًا، لا يشعر بها الجمهور إلا أنها تعيد تشكيل كثير من مفاهيمهم الخاصة بالسياسة والأيديولوجيا والحلم الأميركي.

يشير ذلك الغرام الأميركي بـ “السوبر هيروز” وتلك الجماهيرية التي تعبر عنها الإيرادات عن حلم يسكن الوجدان الأميركي بعدم وجود حدود للقدرة البشرية، ويستطيع الإنسان الأميركي من خلالها التخفيف من قلقه إزاء المستقبل فيما يشبه البحث عن عقيدة تنفي الخوف وتُسكن الطمأنينة بدلا عنه.

انتعشت صناعة أفلام الأبطال الخارقين على مدى السنوات العشر الماضية، حيث توسعت تحت مظلة منتجي الروايات المصورة والكوميكس (Marvel و D.C. Comics) واستقطبت تلك الأفلام جماهير أكبر أكثر من أيّ وقت مضى.

عام 1938، كنتيجة لتوترات المشاركة الأميركية في الحرب العالمية الثانية، وكان النازيون واليابانيون يشكلون تهديدات هائلة، هذه التهديدات فرضت على المجتمع ظهور مصطلح القوة الخارج عن المألوف، هذه الحاجة إلى قوى شاملة ولدت أبطالاً مثل سوبر مان.

“كابتن أميركا” (Captain America) هو محارب مثالي صنيعة تجربة معملية لإنتاج بطل خارق وطني يضع الآخرين قبل حياته، ورغم أن وجود شخص بهذه المواصفات أمر يصعب تصديقه حاليًا، إلا أنه يمثل “الحلم الأميركي” بزمن أكثر بساطة لم تكن فيه اليد العليا للمؤسسات الرأسمالية والأجندات السياسية.

الصراع الأيديولوجي وسباق التسلح النووي الذي اندلع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق خلال فترة الحرب الباردة من فترة الأربعينات حتى أوائل التسعينات ولد خوفًا على مستوى أميركا من الأسلحة النووية.
ولأن الأبطال الخارقين في كل فترة زمنية يعكسون قضايا عصرهم، ولَّدت الحرب الباردة عددا من شخصيات السوبر هيروز كانت قضيّتهم التي كافحوا من أجلها هي الطاقة الذرية مثال على ذلك “The Fantastic Four” التي ظهرت كقصة مصورة في نوفمبر 1961، و”Spider-Man” وقد اكتسبت شخصيات “The Fantastic Four” قدراتها بعد التعرض لإشعاع كوني في مهمة في الفضاء، وعند العودة إلى الأرض بقدرات جديدة كالتمدد، والاختفاء والتوهج والتدمير تعرض هؤلاء السوبر هيروز إلى التجهم والعزلة الاجتماعية كنتيجة لتحولهم، وبعد التدريب يتعلمون كيف يسخّرون قدراتهم لحماية المجتمع.

أصدرت مارفيل للقصص المصورة قصص سلسلة “ستان لي” و”جاك كيربي” سلسلة الأبطال الخارقين “إكس مان” (X Men) وصدر العدد الأول منها في 1963. وتدور قصة “إكس مان” حول مجموعة من الأبطال البشريين الذين لهم قوى خارقة بخلاف باقي البشر. يمكن القول إن سلسلة “إكس مان” بُنيت بأكملها على التوتر العرقي، إذ تجسّد السلسلة بطلين خارقين يؤمن كلاهما بقيم مختلفة تمامًا عن الآخر

في عام 2008 ظهرت سلسلة أفلام السوبر هيرو “الرجل الحديدي” (Iron man)، هذه السلسة التي قامت في البداية على فكرة حرب أميركا ضد الإرهاب،
 
* May 25, 2021

التنافس الحاد في سباق المسلسلات، ضمن شهر رمضان وخارجه، ظاهرة كبرى تدل إلى أي مدى دخلنا حقبة «الصورة» بديلاً للكلمة. لسنا الأوائل في ذلك؛ سبقتنا أميركا وأوروبا والروس الذين كانوا الأكثر قراءة بين الشعوب قبل أن «يستغربوا» مثل سواهم.

كان متوقعاً منذ عقود أن تقوم هذه الحرب الطاحنة بين الصورة والحبر، الجريدة والتلفزيون، المقال والمشهد. لكن أحداً لم يكن يتخيل أن يكون انتصار الصورة كاسحاً إلى هذا الحد، وأن تصبح هي الناقل الأول للحدث والحرب والترفيه والمشاهير.
لقد انتصر الاستعراض، وانحسرت الثقافة بعيداً، وفي شكلٍ طاغٍ. عصر التفاهة 

كان أفلاطون يخشى تأثير «الاستعراض» على الناس لأنه يقدم الحواس على العقل، ويخشى أن تؤدي العاطفة إلى إلغاء المنطق. يقول الكاتب دانييل بورستن إن الأميركيين أصبحوا يعيشون في إمبراطورية الأوهام لأن كل شيء يصل إليهم من خلال «العرض»، فـ«الأوهام هي أخبارنا، وهي أبطالنا، وهي مغامراتنا، وهي تجاربنا».

الأنظمة التي تمنع عنك الأخبار تماماً كالتي تغرقك بها؛ كلاهما يؤثر -كما يريد- في تكوين نظرتك إلى الأشياء. وأنت عرضة للتأثر مهما كانت قدرتك على التمييز أو مدى وعيك. معظم المرشحين للرئاسة الأميركية سقطوا بسبب الصورة، الانطباع. وكذلك الذين فازوا، من جون كيندي إلى رونالد ريغان. في الإليزيه الآن موظف له مهمة واحدة: هندام الرئيس.

لا يقلل من قيمة نجيب محفوظ ويوسف إدريس وعلاء الأسواني أن السينما لعبت دوراً مهماً في شهرتهم؛ لقد أوصلتهم الصورة إلى جمهور كبير بعيد عن القراءة. والأمر نفسه وقع لكتاب الغرب الكبار. وليس صحيحاً أن الشعب العربي وحده لا يقرأ؛ المسألة نسبية جداً، ووفقاً للنظرية فإن جميع الشعوب لا تقرأ. شعب أقل أو أكثر من آخر.

غيرت «ثقافة الصورة» حياتنا شيئاً فشيئاً، فلم ننتبه إلا وقد طغت طغياناً كاملاً. هي التي تقودنا إلى ما نأكل، وإلى ما نلبس، وإلى ما يصح. بعد نحو عام من حجْر «كورونا»، اكتشفتُ أنني أصبحت أسير البرامج السياسية، الممتازة والتافهة، وأنني أقرأ في الصحف أخبار نجمات «التوك توك»، وأستمع بصبر إلى سياسيين غير محترمين وغير صادقين.
الحمد لله أنني شفيت منذ رفع الحجْر. لكن الشفاء، بعكس الوباء، ليس عاماً.

يقول إحصاء أميركي إن ثلث الذين يتخرجون من الثانوية العامة لا يقرأون كتاباً بعد ذاك طوال حياتهم، و42 في المائة من خريجي الكليات أيضاً. وفي كندا، تتشابه النسب نفسها. في المقابل، يشاهد الأميركي ما مجموعه شهران متواصلان من التلفزيون كل عام. وعندما يبلغ سن التقاعد في الخامسة والستين، يكون قد أمضى تسع سنوات كاملة أمام الصورة.

*

معركة -هوليوود- مع العقل الإنساني
2019

الرأسمالية ستجعل كل الأشياء سلع , الدين والفن والأدب، وستسلبها قداستها"....كارل ماركس
لاشك أنّ الفن المتضمن للرسم، والتصوير، والشعر والموسيقى، والدراما، والسينما والمسرح ، من أعظم وأجمل المواهب الإلهية، والكمالات الإنسانية، وهو في الواقع تعبير رومانسي خيالي عن الذات والمشاعر الإنسانية.
ومن أجل هذا فقد اهتم الحكماء منذ قديم الزمان، لاسيما في اليونان، بالفن الذي مبدؤه الخيال المحرك للمشاعر والأحاسيس، كاهتمامهم بالفلسفة التي مبدؤها العقل، الذي يُمثل النور الطبيعي، والضمير الإنساني الحر.
وقسموا الفن إلى تراجيديا تأصيلية، وظيفتها ترسيخ مثالات قيم ومبادئ الخير والجمال الإنساني، وإلى كوميديا نقدية ساخرة، تسخر بأسلوب هزلي ضاحك، من قيم ومبادئ الشر. وبهذه الطريقة تمكن الحكماء من خلال الفن من عقلنة العواطف الإنسانية، وإحياء المشاعر النبيلة عند الإنسان، الأمر الذي يصب في مصلحته، وارتقاء المجتمع البشري، فاستخدموا الفن لأجل الحياة الإنسانية(ART FOR LIFE) 
ولكن في الطرف المقابل، سعى أعداء الإنسانية من قوى الشر العالمي الرأسمالي، التي لاتؤمن إلا بفلسفة الربح والهيمنة، إلى استغلال الفن أسوء استغلال، وبنحو يصب في مصالحهم الشخصية والفئوية، تحت شعار حرية التعبير، والإبداع، والاستمتاع، وأنّ الفن لمجرد الفن، أواللذة لاغير
”ART FOR ART, ART FOR PLEASURE” ، فاستغلوا الفنون التراجيدية في ترسيخ قيم الشر والعنف والأنانية، وتحريك القوى والغرائز الحيوانية، واستغلوا الكوميديا الساخرة، في الاستهزاء بالقيم والمبادئ الإلهية والإنسانية.
وتقبع مؤسسة هوليوود السينمائية على رأس المؤسسات الإعلامية الكبرى التي استغلتها هذه القوى العالمية، من أجل تنفيذ مخططاتها الاستراتيجية للقضاء على العقل الإنساني.
وسنتكلم باختصار في هذه المقالة عن هذه المؤسسة السينمائية الهائلة، التي تمتلك أعظم الإمكانات الفنية والتكنولوجية الحديثة، وأشهر الفنانين والفنانات الكبار والمحترفين في مجال الانتاج السينيمائي.
مؤسسة"هوليوود" أو "العصا المقدسة، أو السحرية" ـــ ربما تكون إشارة إلى عصا النبي "موسى" ـــ تأسست في عام 1910 شمال غرب لوس انجلوس في ولاية كاليفورنيا. والأمر الجدير بالذكر هنا هو أنّ من قام بتأسيس أكبر استديوهاتها العالمية هم مجموعة من كبار الرأسماليين من اليهود الصهاينة، من المنتمين إلى الحركة الصهيونية العالمية على أغلب الظن.
وقد صرح الممثل العالمي القدير"مارلون براندو" في برنامج"لاري كنج شو" في عام 1996 (إنّ اليهود يحكمون هوليوود، بل يملكونها بالفعل)....وقد قامت قيامة الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة ضده، واتهمته بالعنصرية، ومعاداة السامية، وقررت كل شركات الانتاج السينيمائي الكبرى في هوليوود مقاطعته لمدة سنتين، ولم يجد أحد يتعاون معه في أي فيلم جديد، وقد اضطر للاعتذار أكثر من مرة عن تصريحاته السابقة، وأنه لم يكن يقصد أي إساءة لأحد، حتى عفوا عنه وسمحوا له بالعودة للتمثيل مرة أخرى.
وسأشير هنا باختصار إلى أصحاب شركات الانتاج السينيمائي الكبرى في "هوليوود"، لكي نعرف معا أنّ "مارلون براندو" كان صادقا في كلامه، ولم يتكلم من فراغ.
WARNER BROS. PICTURES صاحبها = اليهودي "جيفري بيكس"
FOX 20th CENTURY صاحبها = اليهودي "وليام فوكس"
PARAMOUNT صاحبها = اليهودي "لويس ماير"
UNIVERSAL صاحبها اليهودي"كارل ليميل"
METRO GOLDWYN MAYER صاحبها اليهوديان" لويس ماير" صاحب شركة بارامونت، و"صموئيل جولدن"
WALT DISNEY وصاحبها "والت ديزني"، وهو المتهم بميوله الصهيونية الواضحة، وقد قاطعته جامعة الدول العربية في الستينات أكثر من مرة، واتهمته عدة جهات بأنه يشغل منصب عال في المحافل الماسونية، واتهمته جهات أخرى في أمريكا بأنه كان عميلا كبيرا لمكتب التحقيقات الفدرالي”FBI”
"والت ديزني" هو المخترع المبدع للفأرة ميكي، أو مايعرف ب"ميكي ماوس"، بطل أجمل وأشهر أفلام الكارتون للأطفال، ويروى أنه قد عُرضت عليه في بداية التأسيس نماذج متعددة من الحيوانات الأليفة المحببة للاطفال كالفرس، والدب، والكلب، والقط، ولكنه رفضها كلها، ووقع اختياره على الفأر، وأضفى عليه لمسات جمالية خيالية جعلته في أجمل صورة، وألبسه القفاز الأبيض، الذي تلبسه الجماعات الماسونية في جلساتها الخاصة، وهناك من يقول إنّ سر اختياره للفأر هو أنّه كان رمزاً فلكلورياً لليهود قبل الحرب العالمية الثانية، حيث كان الأوروبيون والأمريكان ينعتونهم بالفئران تحقيراً لهم، فأراد "والت ديزني" تلميع وجه الفأر في الثقافة الغربية، وجعله حيوانا محبوبا.
وقد تبنّت من بعده أيضا شركة "مترو جولدن ماير" انتاج سلسلة أفلام القط والفأر "تو م و جيري"، حيث نجد فيه الفأرة "جيري" تتمتع بذكاء حاد، وأنها دائما ماتتغلب على القط "توم".
المهم هو أنّ مانريد أن نقوله، أنّ هذه المؤسسة الإعلامية الكبيرة، هي تحت السيطرة التامة للنظام الرأسمالي، والحركة الصهيونية، وهم ينفقون عليها مليارات الدولارات، ويستعملون أرقى التقنيات الفنية؛ للتأثير على المشاهد، انطلاقا من إدراكهم العميق لخطورة الفن، ومدى تأثيره على النفوس الإنسانية، والرأي العام العالمي والاجتماعي.
ونحن لو قمنا بتصنيف أغلب أفلام هوليوود، نجد أنها لاتخرج عن ثلاثة أصناف رئيسية، تصب كلها في تقوية وتأجيج القوى والغرائز الحيوانية المقابلة للعقل النظري والعملي، التي سبق وأن أشرنا إليها.
الصنف الأول: هي الأفلام الخرافية التي تقوى القوة الوهمية الحسية، المقابلة للعقل النظري، وترسخ العقلية الخرافية المضادة للعقلية المنطقية.
الصنف الثاني: الأفلام الإباحية المثيرة، التي تحرك القوة الشهوية المضادة للعقل العملي، بحيث يفقد الإنسان السيطرة على شهواته، ويسعى لتحصيلها بأي قيمة.
الصنف الثالث: أفلام العنف”ACTION”، التي تؤجج القوة الغضبية المضادة للعقل العملي، وتدفع بالإنسان نحو استعمال العنف والخشونة في قبال الاخرين، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع معدلات الجريمة، والعنف الاجتماعي والسياسي.
ومن وجهة نظري، فإنّ النتائج المترتبة على هذا النحو من الاستغلال السيء واللاإنساني للفن، هو ازدهار التجارات الكبرى للنظام الرأسمالي، وهي تجارة المخدرات، وتجارةالجنس، وتجارة السلاح، والتي تجني منها هذه القوى الشريرة، مئات المليارات سنويا، وبكل سهولة، لتعود وتستثمرها بعد ذلك في الوصول لمراكز السلطة السياسية والاجتماعية، وشراء الذمم والضمائر، وتشكيل الكارتلات الاقتصادية، ثم إنتاج المزيد من الأفلام السينمائية، للقضاء على العقل الإنساني، وتسخير الشعوب المستضعفة، والهيمنة عليها في نهاية الطريق.....فلنتأمل جيداً مايدور حولنا، ومايُحاك ضدنا، ويتحكم في مصائرنا، وكفانا إضاعة للوقت.

*

العشق المستحيل.. كيف باعت لنا هوليوود نسخة خيالية للحب؟

 يعتبر الكثير من الأدباء والنقاد هذه الرواية الكلاسيكية واحدة من أفضل الأعمال الأدبية في التاريخ، تناقش رواية "مدام بوفاري" باستفاضة وعمق فكرة تأثير القصص والحكايات على حياتنا وعلاقاتنا،
في ذلك العصر كانت القصص المكتوبة هي الرائجة، أما في عصرنا الحالي فإننا نشاهد القصص على شاشة السينما التي أصبحت أحد أهم مكونات الثقافة الشعبية
هل فعلا ساهمت القصص السينمائية في تشكيل مفاهيمنا عن الحب والعلاقات؟

الجمهور يتعلم من نجوم السينما "طقوس التواصل الغرامي"

اللمسات الساحرة والانفعالات الرومانسية والكلمات التي تُقال تحت المطر وفي ضوء القمر، كذلك طريقة الإدلاء بالأسرار وأسلوب الهمس بكلمة "أحبك"، ونظرات العين والابتسامات. ينطبق الأمر أيضا على الحركات الطقوسية ذات الدلالة الجنسية خصوصا التدخين والشرب التي تستنسخ مباشرة من حركات النجوم بحسب بلومر.
تخضع هذه القُلبة الهوليوودية لقواعد محددة بدقة

ربما لم تبتكر السينما القُبلة لكنها بجّلتها وساعدت في جعلها التقنية الأساس في ممارسة الحب، عن طريق جعلها مرئية وأكثر وضوحا

يتخذ الشباب سلوك النجوم في الأفلام نموذجا ملهما للحب بهدف الشعور بالثقة وتأكيد الذات بأفضل الطرق الممكنة، إنها طريقة مضمونة تلك التي نجح بطل الفيلم عندما استخدمها مع حبيبته، يقول شاب إنجليزي في الرابعة والعشرين: "كنت أعتقد أن محاكاة جيدة لغيبل ستروق لصديقتي". لا يقتصر الناس على محاكاة أساليب الحب التي يشاهدونها على الشاشة، إنما يتبعون كذلك كل أشكال الإجابات النموذجية للحب المثالي التي تروجها وسائل الإعلام الجماهيرية وخبراؤها. تحدد الأفلام والبرامج التلفزيونية -أهم مصادر الثقافة الشعبية- ما هو متوقع من كل طرف في العلاقة، عندها يصبح الحب مجموعة من الإجابات النموذجية، التي تقتل طرق التعبير الأصيلة مما يزيد من هوة الانفصال النفسي بين الأزواج، يقول إريك فروم إن هذا النوع من العلاقات هو "علاقة بين شخصين يظلان غريبين طوال حياتهما"

فيلم "snow white and the seven dwarfs" يرسخ لدى الفتيات فكرة وجود المنقذ الذي سوف يأتي حتما ويغيّر حياتها ويحقق أحلامها وتعيش في سعادة دائمة. المشكلة فعلا أن هذه الأفلام تنتهي في اللحظة التي تبدأ فيها العلاقة الحقيقية.

تشير الدراسات النفسية أن الحب في الحياة الواقعية أكثر تعقيدا بكثير من ذلك الذي يُقدَّم في الأفلام الرومانسية التي تدعم مجموعة من الأفكار غير الصحية والمدمرة عن الحب والعلاقات الزوجية، أشهر هذه الأفكار: "فكرة توأم الروح"، أي إنه يوجد لكل إنسان شخص واحد فقط مخلوق من أجله، 

فكرة "الحب من النظرة الأولى"، وهي فكرة تقول إن الشخص الذي ستحبه ستشعر بهذا الحب من الثواني الأولى لرؤيته، فهو مبني بالكامل على الحدس بلا وجود للتفكير المنطقي. وفكرة "الأطراف المختلفة تتجاذب"، وهي الفكرة التي تجمع دائما في الأفلام بين حبيبين من بيئات اجتماعية مختلفة سواء مستوى اجتماعي أو مادي، بالرغم من أن ما تشير إليه الدراسات أن الحياة مع أشخاص مختلفين في العادات والطباع إلى هذا المستوى الحاد أصعب كثيرا وعمرها أقصر.



كذلك تُبنى الأفلام على فكرة "حبيبك يعرف عنك كل شيء"، فالحبيب يظهر كشخص لست بحاجة إلى إخباره ما الذي تحبه وما الذي تكرهه، ما الذي يزعجك وما الأشياء التي تخاف منها، كل أفكارك وهواجسك سوف يعرفها وحده إذا كان يحبك حبا حقيقيا دون حاجة منك إلى الحديث عنها. وكذلك فكرة "الحب يمكنه التغلب على كل شيء"، والحقيقة أنه في الكثير من الأحيان تتغلب ظروف الحياة الصعبة والمعقدة على الحب المسكين. والفكرة التي ينتهي معها كل فيلم "الحياة السعيدة للأبد"، فمع نهاية كل فيلم من هذه النوعية يشعر المشاهد أن هذا الجزء الذي يسبق الزواج هو الجزء الأصعب وكل ما سوف يأتي بعد ذلك سيكون سعادة خالصة وعلاقة الزواج سوف تكون دائما مثل علاقة غرامية مشتعلة، مما يصيب الأشخاص بحالة من انعدام الرضا عن حياتهم الزوجية بواجباتها المللة ونمطها الهادئ والمتكرر.

بالرغم من أن معظم الناس يعرفون أن العلاقات الحقيقة لا تشبه تلك العلاقات المثالية الكاملة التي يشاهدونها في الأفلام فإن بعضنا يصدق أن الحياة يمكن أن تسير كما شاهدها في أفلامه المفضلة، وحتى أولئك الذين يعلمون الفارق بين الواقع والخيال قد يؤمنون ببعض الأفكار الرومانسية.

هل معنى هذا أنه يجب علينا أن نتجنب مشاهدة الأفلام الرومانسية؟ بالطبع ما زال بإمكاننا الاستمتاع بالهروب الذي توفره لنا هذه الأفلام، لكن بدون أن تكون هذه القصص هي النماذج التي نبني عليها علاقاتنا. وربما علينا أن نبحث عن قصص أخرى تطرح مشكلاتنا بشكل طبيعي وتقترح طرقا ذكية ومفيدة للتعامل معها.

*

 وهم الشريك المناسب

Sep 23, 2020

هل يؤثر اختلاف المستوى الثقافي والدراسي على نجاح العلاقة المقدسة

الاختلاف بين الزوجين في الثقافة أو الدراسة ينشئ أحيانا حياة تعيسة لدرجة وقوع الطلاق، وهو ما يجعل كثيرين يطالبون بمراعاة هذه العوامل عند الإقبال على الزواج، وذلك بالبحث عن الشريك المناسب للمستويين الثقافي والتعليمي.

ويرى آخرون أن التوافق التعليمي والثقافي ليس بالضرورة سببا في التفاهم أو عدم الانسجام بين الزوجين، فذلك يرجع لمدى توافقهما الإنساني.

 هذا الاختلاف الموجود في حياتها لم يهدد الاستقرار الزوجي، فهي معلمة في المدرسة، وزوجها يعمل في السلك الأمني في الدولة، وتصر على أن الاختلاف -سواء كان ثقافيا أو تعليميا- هو حالة إيجابية بين الزوجين تصل بهما إلى خلق حياة سعيدة بعيدة عن المشاكل.

تؤكد أن زوجها لم يشعر بعقدة النقص كونه لم ينه تعليمه الدراسي وارتبط بفتاة جامعية، فهو أراد بناء بيت الزوجية على أساس تكوين البيت الجديد وما ينتظره الزوجان من أطفال وما يبذلانه في سبيل تربيتهم، بعيدا عن حسابات التكافؤ في التحصيل العلمي.

*

وهم الشريك المناسب.. كيف شوّه الفن معنى الحب والزواج

في كتابه "فن الحب" (The Art of Loving)، يستعرض الفيلسوف الألماني إريك فروم أثر المجتمع الرأسمالي الحديث في تشكيل مفاهيم الحب والزواج. فالحضارة الحديثة برمتها قائمة على شهوة الشراء؛ بل ويشعر الناس عادة بالمتعة لمجرد التطلع إلى السلع بالمتاجر أو مشاهدة فيلم أو أغنية أو حتى تأمل صورة فوتوغرافية تعجبهم.

خطورة النموذج

مع ذلك، ووفقا لفروم، فإن ما يحدث ليس حبا بقدر ما هو مقايضة، ويقصد بذلك مقايضة من النوع الذي يحدث في السوق في المجتمع الرأسمالي الحديث. فقد صارت العلاقات الإنسانية تهتدي بنموذج السوق الذي يعتمد في الدعاية على الصور المثالية. فكلما حقق المرء أكبر قدر من الإمكانيات الاجتماعية المتعارف عليها صارت فرصته في المقايضة أفضل.

فالرجل الوسيم الناجح الجذاب سيتزوج غالبا من فتاة لديها ما تقايض به هذه الإمكانيات، سواء جاذبية أو تفوق علمي أو ثراء اجتماعي، وبالتالي لا عجب في أن موقع إنستغرام وحده يُنشر عليه مئات آلاف الصور يوميا عن أزواج يجمعهم مفهوم المقايضة.

وبالطبع، فإن هذا النموذج القائم على المقايضة والأشبه بأفلام السينما وصور المشاهير لا يدوم، فجمال البدايات يبهت بالتعارف العميق، ولا يلبث السحر أن ينفض عن العلاقة تدريجيا بفعل التطاحن اليومي وكثرة خيبات الأمل.

في المقابل، نجد أن الحب، وفقا لعالم النفس النمساوي سيغموند فرويد، ما هو إلا غطاء لرغبات الإنسان الجنسية المحضة، فهو لا يعتبر الحب حتى نوعا من المقايضة كما في حالة فروم؛ بل هو محض غريزة حيوانية.

وقد ابتكر الإنسان العاقل هالة لتلك الغريزة الحيوانية، تسمى "الحب"؛ لكي لا يتساوى فيها مع الحيوان. وفي الحالتين، عند فروم وفرويد، فالرجل الوسيم الناجح الجذاب سيتزوج غالبا من فتاة لديها ما تُشبع به هذه الإمكانيات، سواء جاذبية جنسية أو تفوق علمي أو ثراء اجتماعي.

وخير مثال على ذلك ما نراه مِن مشاهير منصات التواصل الاجتماعي، الذين ينشرون صورا فوتوغرافية أشبه بالسينمائية لبيوتهم شديدة الشبه بالروايات واللوحات الرومانسية مرفقة بتعليقات أو قصص قصيرة توضح مدى السعادة، التي ينعمون بها، ويطلقون على هذه الدعاية "حب" بالرغم من أن الهدف من ورائها يكون عادة الحصول على إعلانات.

يقول فروم "لا يكاد يوجد أي نشاط أو مشروع كالحب. يبدأ بآمال وتوقعات هائلة، ويفشل بشكل منتظم" ويرى أن الحب، سواء كان جنسيا أو أخويا أو حتى أموميا، ظاهرة نادرة. وأن ما يحدث الآن هو شكل متطور من أشكال مقايضة الإنسان بإنسان وفقا لعدد وأهمية مميزات كل منهم، فما تستعرضه الأعمال الفنية من معاني الحب تخضع ضمنيا لموضة الجمال وأسباب الانجذاب بين الجنسين.

إن شخصياتنا قد جهزت للمقايضة، للاستثمار والاستهلاك، وعبر الارتباط بالشخص، الذي نطلق عليه "مناسب"، فإننا في الواقع نكوّن تحالفا من اثنين، تضاعفت إمكانياتهم بالزواج، في مواجهة عالم شديد القسوة والتطلب.


Jul 1, 2021

 الحب في السينما 


 الخطابات طالما كانت حجر أساس في الكثير من الأفلام الرومانسية، فظهرت أيضا في أفلام "اللقاء الثاني"، و"نهر الحب"، و"رسالة إلى امرأة مجهولة"، و"الحب الضائع"، و"البنات والصيف"، و"حب في الزنزانة" وغيرها.

أما في أفلام السنوات الأخيرة فحلت منصات التواصل الاجتماعي وبرنامج التواصل "واتساب" محل الخطابات، وهو ما شاهدناه في أفلام مثل "هيبتا"، و"بنات ثانوي"، غير أنهما وإن نجحا كوسيلة للتواصل وتميزا بالسلاسة والسرعة لكنهما أفقدا الفكرة حميميتها وصفة التعقيد التي اعتادت أن تزيد القصة رومانسية وتخلق صراعا يسعى الأبطال للتغلب عليه.

المتابع للسينما المصرية سيلحظ تراجعا في عدد الأفلام الرومانسية التي تنتجها سنويا، في حين تطغى على المشهد أفلام الأكشن والجريمة والعشوائيات، من جهة لأن الأفلام العاطفية تحقق أرباحا أقل، ومن جهة أخرى لأن القطاع الأكبر من رواد السينما هم من الشباب متابعي محمد رمضان ومحبي أغاني المهرجانات الذين يبحثون عن أفلام تشبه العالم الذي يفضلونه.

شاهدنا في الستينيات فيلم "مراتي مدير عام" الذي يحكي عن مدير مشروعات يفاجأ بنقل زوجته إلى مقر عمله وشغلها منصب المدير العام، فيقرر التظاهر بعدم معرفته بها حفاظا على ماء وجهه أمام زملائه، مما يعرضهما لمواقف كوميدية وأخرى صدامية حين ينكشف أمرهما للجميع.

فيلم "أهواك" الذي صدر في 2015 فرغم تصدره الإيرادات وقت عرضه فإنه تضمن محتوى لفظيا مبتذلا استمر على مدار العمل، وسط إيحاءات جنسية صارت أشبه بعادة مكررة في أفلام تامر حسني ومعظم الأفلام الحديثة، فهل هذه هي نوعية الحب التي يريدها الجمهور حقا؟ والأهم ما الذي يمكننا فعله بينما توشك السينما الرومانسية كما نعرفها على الانقراض؟

*Jul 16, 2021

زمن الرومانسية انتهى.. هذا زمن الأنثوية الفاعلة


الأنثوية السينمائية باتت قائمة على الإنجاز والمضاهاة والتفوق حيث المرأة ند قوي وصانعة للأحداث وليست على هامشها.

النهايات السعيدة لا نعيشها في الحياة اليومية

 بالرغم من أن فكرة فيلم "إشراقة أبدية لعقل نظيف" (Eternal Sunshine of the Spotless Mind) قائمة على الخيال العلمي والفانتازيا، فإن ذلك لا ينفي أحقية وجوده ضمن هذه القائمة. فالعمل يحكي عن شاب وفتاة متناقضين بكل شيء وهو ما يجذبهما لبعضهما بعضا، ثم بعد فترة تمله الفتاة وتكتشف أنهما غير متناسبين، ومن ثمّ ترحل وتتركه خلفها دون اكتراث

والأسوأ أن البطل يكتشف أنها أجرت عملية لمحو كل ذكرياتها التي تجمعها به، ولما كان متألما للفراق وشاعرا بشدة الإهانة للاستغناء عنه بتلك الطريقة المهينة، يقرر فعل المثل وإجراء العملية نفسها لمحوها من عقله وقلبه، فهل يقوى على الوقوف بوجه قلبه؟

إشراقة أبدية لعقل نظيف

*Oct 31, 2021




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق