الجمعة، 6 سبتمبر 2019

الحاجة لمشروع إصلاحي فكري

في الجزء الثامن، تم تناول العقلانية والفردية والتقليد بوصفها خصائص الحداثة الأوروبية الغربية. ومن ثم يثور التساؤل حول ما إذا كانت هذه الخصائص متوافرة أو قد توافرت في حضارات المشرق- تاريخيا- قبل أو أثناء تطورها في الحضارة الغربية، كما يثور تساؤل آخر حول ما إذا كان اعتناقها سيوفر لنا الشروط التي من خلالها يمكن أن تتحقق الحداثة العربية المشرقية، والتي ستشكل النواة والركيزة لمشروع إصلاحي فكري!

طه حسين في رؤيته لبناء المستقبل ثقافيا بإضفاء طابع أوروبي عليه

خصائص الحداثة الأوروبية وهي العقلانية؛ إذ يجب الاحتكام إلى العقل والأخذ بما هو عقلاني كما أنتجته الحضارة الغربية وثقافتها. وهو ما دعا معارضيه إلى اتهامه بالنقل والتغريب.

***********************
"الفردية"، وتتبلور اتجاهات بأن الفردية مرادفة للأنانية وحب الذات مقابل حب الآخر وحب المجتمع.

فالفردية ليست هي الأنانية أو الفوضوية، وإنما هي البحث في إجراء التوافق بين قيم الفرد الأخلاقية وقيم المجتمع.
وقد انعكست تلك الفلسفة في البحث في العلاقة بين السلطة والحرية. فلا يمكن ان تسود الحرية على السلطة، وأيضاً لا يمكن للسلطة أن تلغي الحرية.
ومن أهم خصائص الأخلاقيات الفردية- ومن ثم الثقافة الفردية- أن يكون الفرد "جيدا"، ويتحقق ذلك بأن يكون مستقلا وقويا ولديه إرادة، وذلك مقابل الثقافة الجماعية، أي ثقافة المجموع والتي تتسم بالتضحية والاعتماد على الآخر ومساعدته.
فقدرة الفرد على إدارة المتعة والألم تحدد سلوكه الصائب وسلوكه الخطأ، أما عن رفض التقليد كأحد خصائص الحداثة الأوروبية الغربية،
+++++++++++++++++++++++++++++
مفهوم الحداثة تمت الإشارة إلى خصائصها من العقلانية ورفض التقليد والفردية ونزع القداسة عن العالم. وقد ربط العديد من المفكرين العرب والغربيين بين وجود هذه الخصائص وإمكانية خروج المجتمعات العربية من عزلتها وتخلفها وتحقيق النهضة المنشودة.
هناك حاجة للتأصيل النظري وللبحث في مفاهيم العقلانية والفردية ورفض التقليد ونزع القداسة عن العالم. بالإضافة إلى تناول هذه المفاهيم من منظور نقدي، بمعنى هل هي خصائص ومفردات متشابكة ومتلازمة أم يمكن أن يتحقق البعض دون الآخر؟ و

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق