السبت، 14 سبتمبر 2019

باسكال لحود: حداثتنا قِشرة ترزح تحتها حقائق مهولة

تختار باسكال لحود عباراتها بدقة، لكنها سرعان ما تجد الجسور لترصف عليها أفكارها

 الأسئلة أهم من الأجوبة. ربما لأنّ الطريق أهم من الوصول

 لأنها أفضل من التسمر في فترة زمنية أكثر من اللزوم. الأسئلة تنبع من المكان ومن أرواح العصور، لكن الإجابات ليست في الماضي. وعلى هذا الأساس، تتحدث عن النص الديني. خلال المقابلة وبعدها، تشعر باسكال لحود دائماً بأنها تحتاج إلى مزيد من الشرح. بالنسبة إليها، فلسفة العلوم، أكثر من منهج، بل أسلوب حياة: لا يجب أن تتوقف الأسئلة.

الفيلسوف الذي يعمل في الفلسفة ليس رمزاً، أو صاحب تأثير بما يكفي. المثقف المفضّل هو الشاعر ربما

 لماذا استبعاد أشخاص مثل مهدي عامل وحسين مروة من «توقيت بيروت» الذي نتحدث عنه؟

كتاب الشيخ شفيق جرادي (هل الدين نزعة إنسانية؟) 

وهذا الفصل يتحدث تحديداً عن «السؤال». وكما تعلم، في الفلسفة، عندما نتحدث عن السؤال، نكون قد رفعنا السقف كثيراً. لكن هذا السقف انخفض في بقية فصول الكتاب. في النهاية، إذا أردنا الذهاب بالتاريخية إلى أقصى درجة، فعليك أن تبدأ بتاريخ النص.

النزعات الهرمنوطيقية في قراءة النص الديني، مثل علي عبد الرازق ونصر حامد أبو زيد

 برأيي، لا علاقة خطية - أفقية بين النص والسلوك على بُعد 1400 عام. النصوص الدينية مثل أي نص، تحتوي التعدد. ما نعرفه من القرآن مثل ما نعرفه من التوراة أو من الإنجيل وهو جزء يسير. الاختيارات تحدث تبعاً للحظات الإيديولوجياً، وعلى أساس خيارات سلطوية، تضيء على ما ترغب به من النص. وهذا حدث في المسيحية، فالمسيحية لم تخترع «ما لقيصر لقيصر وما لله لله» عندما دخلت العلمانية، كان هذا موجوداً من قبل، لكن بلا ضوء كاف. لكن بصراحة أيضاً، لدينا مشكلة مع النص. النص بحاجة إلى تأويل وإلى مساءلة. هل يجب أن نبقي على مفهوم «اضربوهن» أم نذهب للبحث عند ابن منظور عن معنى آخر؟ هل نبحث في سياقات النص؟ يجب أن نأخذ موقفاً في النهاية. هل هناك ما ملكت أيمانكم؟ هل هناك جن؟ وسورة الكهف كيف نفسرها؟ يجب ترتيب العلاقة مع النص لأنه أحد المبررات الأساسية للعنف. ولا يمكن أن يظهر من يقول «لا يمكننا تكفيره»، فتصير هذه اللازمة كعباءة دينية للعنف.

 العنف يربط نفسه بالنص ويمنح المشروعية لهذا العنف. هذه الورشة يجب أن تبدأ، وأقصد مواجهة النص بالأسئلة. وقد ذكرت في مقابلة سابقة أن الأجوبة ليست في الماضي. النص من الماضي مهما كان مقدساً.


 ننتبه إلى هذا عندما نواجه عنفاً يفيض عن الواقع، ماذا عن التجارب الإسلامية الأخرى التي تندمج في الدولة، لكنها تلتزم بالنص وتحتمي به كمرجعية؟
- العنف يربط نفسه بالنص ويمنح المشروعية لهذا العنف. هذه الورشة يجب أن تبدأ، وأقصد مواجهة النص بالأسئلة. وقد ذكرت في مقابلة سابقة أن الأجوبة ليست في الماضي. النص من الماضي مهما كان مقدساً.

 هل ثمة علاقة بين كل هذه المسائل ومسألة تراجع الحريات في لبنان أخيراً؟
- الحريات في لبنان تشهد تراجعاً مستمراً منذ فترة. لكن لدي شعور، منذ بداية وعيي بالرأي العام، أن ما نقوله في لبنان عن الحرية مبالغ فيه. ثقافة الحرية عندنا متدنية وهشة. هناك سلسلة شروط يجب أن تحترمها في لبنان كي تقول رأيك من المقدّس وغيره. لا يبقى من الحرية شيء في هذه الحالة. الحرية هي أن تكون حراً، حتى في أن تطلق نكتة سفيهة، أو أي شيء. في بريطانيا، هناك مدرسة في انتقاد شكسبير إلى درجة القول إنه مخترع، ولم يؤثر ذلك في مرجعيته. نقد الديكارتية القاسي في فرنسا لعب دوراً في أسطرة ديكارت للفرنسيين. نحن ما زلنا هنا نخترع الرموز ولا يمكننا انتقادها.

 الحديث عن الديموقراطية والدولة والإسلام والحرية ليس جديداً، وكما تعلمين صار مستهلكاً. لكن الإنسان الذي وجد نفسه «مرمياً» في هذا العالم، وبعد أن ينتبه إلى أنه كان معلقاً بشيء ما، يحق له ربما الأمل، مع أن العاملين في الفلسفة لا يحبّون الأمل، لكن هل يوجد أي أمل؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق