نواجه اختناقا بســـبب الأيديولوجيا.
حيثمـــا تتوجه، تجد أن الافـــكار المقولبة
بإطـــارات دينية وسياســـية، بـــل وحتى
اجتماعيـــة، تطاردك. الحيـــاة اليوم، في
الشـــرق الأوســـط وشـــمال أفريقيا على
وجه الخصـــوص أو في أرجـــاء العالم،
عـــادت لتحكم بالمبرر الأيديولوجي. حتى
الردود عليهـــا أيديولوجية. في مواجهة
مـــد ديني متزمـــت، تجـــد ردودا علمانية
متزمتة. ربما لا يفـــل الحديد إلا الحديد،
ولكـــن انظروا إلى كميـــات حديد الخردة
الإنســـانية المتراكمة من هذه المواجهات.
المشـــهد يبـــدو وكأن العالـــم تحـــول إلى
أكـــوام متعاقبة من الحديـــد الصدئ من
معارك سابقة
حيثمـــا تتوجه، تجد أن الافـــكار المقولبة
بإطـــارات دينية وسياســـية، بـــل وحتى
اجتماعيـــة، تطاردك. الحيـــاة اليوم، في
الشـــرق الأوســـط وشـــمال أفريقيا على
وجه الخصـــوص أو في أرجـــاء العالم،
عـــادت لتحكم بالمبرر الأيديولوجي. حتى
الردود عليهـــا أيديولوجية. في مواجهة
مـــد ديني متزمـــت، تجـــد ردودا علمانية
متزمتة. ربما لا يفـــل الحديد إلا الحديد،
ولكـــن انظروا إلى كميـــات حديد الخردة
الإنســـانية المتراكمة من هذه المواجهات.
المشـــهد يبـــدو وكأن العالـــم تحـــول إلى
أكـــوام متعاقبة من الحديـــد الصدئ من
معارك سابقة
مقابل هذا التمترس
الأيديولوجي، لماذا لا
نحاول شيئا من العبثية؟
لسنا مضطرين لإنتاج
أيديولوجيات مضادة. دعونا
مثلا نتلهى بأشياء أخرى
ساذجة أو غير منطقية أو
بلا معنى قائما بذاته
الأيديولوجي، لماذا لا
نحاول شيئا من العبثية؟
لسنا مضطرين لإنتاج
أيديولوجيات مضادة. دعونا
مثلا نتلهى بأشياء أخرى
ساذجة أو غير منطقية أو
بلا معنى قائما بذاته
لا أســـتطيع البت بأسلوب المواجهة
للخروج من الأسر الأيديولوجي السائد.
ربمـــا أتمكن مـــن الحديث عن أســـاليب
الكشـــف. هذه مهمة صحفية وأخلاقية.
التســـتر بالديـــن أو بالاشـــتراكية أو
بالقوميـــة أو حتـــى بالشـــعبوية هـــو
الطبيعي لمثل هذه الأشياء. الكشف عنها
هو الموقف الطبيعي المضاد. يحتاج إلى
دقة وموضوعية لتكون الحقائق واضحة
أمام الجميـــع، بمن فيهم ممـــن يؤمنون
بتلك الأيديولوجيات.
لكن ثمة جانبا يمكـــن الخوض فيه.
مقابـــل هـــذا التمتـــرس الأيديولوجـــي،
لماذا لا نحاول شـــيئا من العبثية؟ لســـنا
مضطرين لإنتاج أيديولوجيات مضادة.
دعونا مثلا نتلهى بأشياء أخرى ساذجة
أو غير منطقية أو بلا معنى قائما بذاته.
إنه نوع من التشتيت الذهني الذي يقاوم
خطاب الأيديولوجيا الذي قطع علينا كل
المنافذ بسبب قدراته الكبيرة، وخصوصا
منصاته الإعلامية المتكاثرة
للخروج من الأسر الأيديولوجي السائد.
ربمـــا أتمكن مـــن الحديث عن أســـاليب
الكشـــف. هذه مهمة صحفية وأخلاقية.
التســـتر بالديـــن أو بالاشـــتراكية أو
بالقوميـــة أو حتـــى بالشـــعبوية هـــو
الطبيعي لمثل هذه الأشياء. الكشف عنها
هو الموقف الطبيعي المضاد. يحتاج إلى
دقة وموضوعية لتكون الحقائق واضحة
أمام الجميـــع، بمن فيهم ممـــن يؤمنون
بتلك الأيديولوجيات.
لكن ثمة جانبا يمكـــن الخوض فيه.
مقابـــل هـــذا التمتـــرس الأيديولوجـــي،
لماذا لا نحاول شـــيئا من العبثية؟ لســـنا
مضطرين لإنتاج أيديولوجيات مضادة.
دعونا مثلا نتلهى بأشياء أخرى ساذجة
أو غير منطقية أو بلا معنى قائما بذاته.
إنه نوع من التشتيت الذهني الذي يقاوم
خطاب الأيديولوجيا الذي قطع علينا كل
المنافذ بسبب قدراته الكبيرة، وخصوصا
منصاته الإعلامية المتكاثرة
. فبإسم الإسلام والخليفة
العباســـي المختفـــي، تقلـــد 14ســـلطانا
مملوكيـــا حكـــم مصر. كيف ســـيكون رد
فعل الشاعر وكيف يمكن أن يكون جديا.
استقوى على الواقع بالعبث
العباســـي المختفـــي، تقلـــد 14ســـلطانا
مملوكيـــا حكـــم مصر. كيف ســـيكون رد
فعل الشاعر وكيف يمكن أن يكون جديا.
استقوى على الواقع بالعبث
خذ مثلا الأهرامات. استطاعت الأسر
التي حكمـــت مصر مـــن أن توجه البلاد
كلهـــا لمشـــاريع وطنية هدفهـــا من يبني
القبـــر الأكبر والقبـــر المثالي هندســـيا.
أراد الفراعنـــة أن يخلـــدوا، فجعلـــوا
الخلود مشـــروعا أيديولوجيا بالبداية،
ثـــم ّ ســـخروا كل إمكانيـــات الدولة لبناء
أهرامـــات أكبر وأدق. الجهد الهندســـي
والمالـــي للدولـــة، باللغة المعاصـــرة، كله
مخصص لبناء قبـــر. حلم الجماهير هو
إنجـــاز القبر الذي ســـيرقد فيه الفرعون
انتظارا للحياة الأبدية. مئات الألوف من
المصريين اشـــتغلوا لعشرات السنين في
مشروعهم القومي-الحلم
التي حكمـــت مصر مـــن أن توجه البلاد
كلهـــا لمشـــاريع وطنية هدفهـــا من يبني
القبـــر الأكبر والقبـــر المثالي هندســـيا.
أراد الفراعنـــة أن يخلـــدوا، فجعلـــوا
الخلود مشـــروعا أيديولوجيا بالبداية،
ثـــم ّ ســـخروا كل إمكانيـــات الدولة لبناء
أهرامـــات أكبر وأدق. الجهد الهندســـي
والمالـــي للدولـــة، باللغة المعاصـــرة، كله
مخصص لبناء قبـــر. حلم الجماهير هو
إنجـــاز القبر الذي ســـيرقد فيه الفرعون
انتظارا للحياة الأبدية. مئات الألوف من
المصريين اشـــتغلوا لعشرات السنين في
مشروعهم القومي-الحلم
لكن، دعونا نتحرك في شـــريط الزمن
إلـــى الأمام، ونصل إلـــى قاعة من قاعات
الفرعونيـــات فـــي المتحـــف البريطانـــي
في لندن. سنشـــاهد الكثير من التماثيل
الجميلة للفراعنة أو وزرائهم أو أبنائهم
أو زوجاتهم. قطع فنية حقيقة بالمقاييس
التشـــكيلية المعاصرة. لكن فـــي ركن من
أركان صـــالات العرض ســـنجد صندوقا
زجاجيـــا فيـــه تابـــوت وموميـــاء. هكذا
يتحول المشروع القومي لمصر الفرعونية
إلى مجرد فرجة لزوار المتحف البريطاني
وكثير من المتاحـــف المصرية. فلنفترض
جدلا أن مومياء الفرعون ّ المسجى فتحت
عينها فـــي تلك اللحظـــة ووجدت وجوه
السياح الصينيين واليابانيين الشهيرين
بكاميراتهـــم وصورهم وهي تطل عليها.
أكيـــد أن الفرعـــون المعنـــي ســـيحس
بالإحبـــاط وسيستســـخف مشـــروعه
الأيديولوجي للســـرمدية. لـــو انتقل هذا
الفرعـــون ليرى حالة الفوضى على حافة
نزلـــة الســـمان فـــي الجيزة، ســـيجد أن
أهراماتـــه صارت مزارا ســـياحيا لجمع
المال واســـتقطاب الســـياح وأنها مواقع
لأخذ صور سيلفي لا أكثر.
سيتكرر الأمر في أوروبا التي أغدقت
علـــى نفســـها بالكنائـــس وباللوحـــات
الدينيـــة. ثم عـــادت وأغدقت بشـــكل أو
آخر بترميزات الحكم النازي والفاشـــي
الإيطالـــي والشـــيوعي فـــي الاتحـــاد
الســـوفييتي. ثم تحولت الأمـــور إلى ما
يشـــبه النكت تســـخر من فهم للأمور من
بوابة أيديولوجية لا ترحم وتعتبر أن ما
كان هو من صميم الحس الوطني.
الجداريـــات الإيرانية عن الشـــهداء
والأئمة ومقاومة الاســـتكبار العالمي هي
جهـــد أيديولوجـــي مثلـــه مثل مـــا تركه
القدماء لنا من صروح، أو بقايا العصور
المظلمـــة في أوروبـــا أو تـــركات عصور
مـــا بعـــد التنويـــر لهتلر وموســـوليني
وســـتالين. الفرق أنها مستمرة وتحتاج
موقفـــا عبثيـــا فـــي مقاومتها بـــدلا من
مشاريع أيديولوجية متكاملة ورصينة.”وفســـر الماء بعد الجهد بالماء“. َ لم لا؟
نقولها ونضحك. بدلا من أن نستمع إلى
خطبة عصماء لا معنى لها
إلـــى الأمام، ونصل إلـــى قاعة من قاعات
الفرعونيـــات فـــي المتحـــف البريطانـــي
في لندن. سنشـــاهد الكثير من التماثيل
الجميلة للفراعنة أو وزرائهم أو أبنائهم
أو زوجاتهم. قطع فنية حقيقة بالمقاييس
التشـــكيلية المعاصرة. لكن فـــي ركن من
أركان صـــالات العرض ســـنجد صندوقا
زجاجيـــا فيـــه تابـــوت وموميـــاء. هكذا
يتحول المشروع القومي لمصر الفرعونية
إلى مجرد فرجة لزوار المتحف البريطاني
وكثير من المتاحـــف المصرية. فلنفترض
جدلا أن مومياء الفرعون ّ المسجى فتحت
عينها فـــي تلك اللحظـــة ووجدت وجوه
السياح الصينيين واليابانيين الشهيرين
بكاميراتهـــم وصورهم وهي تطل عليها.
أكيـــد أن الفرعـــون المعنـــي ســـيحس
بالإحبـــاط وسيستســـخف مشـــروعه
الأيديولوجي للســـرمدية. لـــو انتقل هذا
الفرعـــون ليرى حالة الفوضى على حافة
نزلـــة الســـمان فـــي الجيزة، ســـيجد أن
أهراماتـــه صارت مزارا ســـياحيا لجمع
المال واســـتقطاب الســـياح وأنها مواقع
لأخذ صور سيلفي لا أكثر.
سيتكرر الأمر في أوروبا التي أغدقت
علـــى نفســـها بالكنائـــس وباللوحـــات
الدينيـــة. ثم عـــادت وأغدقت بشـــكل أو
آخر بترميزات الحكم النازي والفاشـــي
الإيطالـــي والشـــيوعي فـــي الاتحـــاد
الســـوفييتي. ثم تحولت الأمـــور إلى ما
يشـــبه النكت تســـخر من فهم للأمور من
بوابة أيديولوجية لا ترحم وتعتبر أن ما
كان هو من صميم الحس الوطني.
الجداريـــات الإيرانية عن الشـــهداء
والأئمة ومقاومة الاســـتكبار العالمي هي
جهـــد أيديولوجـــي مثلـــه مثل مـــا تركه
القدماء لنا من صروح، أو بقايا العصور
المظلمـــة في أوروبـــا أو تـــركات عصور
مـــا بعـــد التنويـــر لهتلر وموســـوليني
وســـتالين. الفرق أنها مستمرة وتحتاج
موقفـــا عبثيـــا فـــي مقاومتها بـــدلا من
مشاريع أيديولوجية متكاملة ورصينة.”وفســـر الماء بعد الجهد بالماء“. َ لم لا؟
نقولها ونضحك. بدلا من أن نستمع إلى
خطبة عصماء لا معنى لها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق