الثلاثاء، 29 يوليو 2025

☯️ التحرر هو أن ترى نفسك كجزء من تدفق الوجود، لا مركزًا له. التحرر عند كيجي نيشيتاني (Keiji Nishitani)

20‏/06‏/2025

 الصمت، التأمل، السقوط في الفراغ، ثم النهوض بدون "أنا".

الفكر البوذي (زن Zen)

"نحن لا نصبح أحرارًا حين نتحرر من القيود الخارجية، بل حين نُبصر أن الذات نفسها قيد."

*

خفف من هوسك بالذات. "أرسل ذاتك في إجازة".

"القدرة السلبية" (Negative Capability) كما دعا إليها الشاعر جون كيتس: تقبّل الغموض واللايقين.

"عندما يكون الإنسان قادرًا على أن يظل في حالة من اللايقين، والغموض، والشك، دون أن يسعى بعصبية إلى الحقيقة المنطقية والواقعية... فهذه هي ما أُسميه القدرة السلبية."

 يسكن في المجهول دون أن يُطالب العالم بتفسيرات جاهزة.

ضد ماذا تقف "القدرة السلبية"؟

  • ضد العقلانية الصارمة التي تسعى لتفسير كل شيء.

  • ضد العجلة المعرفية التي تريد حلولًا فورية لكل ألغاز الحياة.

  • ضد الإجابات النهائية، سواء أكانت علمية أو دينية أو أيديولوجية.

بعض العقول (مثل شكسبير مثلاً) قادرة على تحمل الغموض، بينما عقول أخرى (مثل نيوتن أو العلماء الصرف) تضيق به وتريد أن تشرّح كل شيء.

هي ليست ضعفًا، بل قدرة على التخلي، على أن "لا تفعل شيئًا سوى أن تكون"، وهذه سلبية مُثمرة، تشبه في بعض جوانبها الزِن البوذي أو السكون الصوفي.

 تحذر من أننا أصبحنا نُعَرِّف أنفسنا بـ"ضد مَن" لا "مع مَن أو ماذا"، وأن هذه الكراهية المتنامية ليست فقط شعورًا، بل نظامًا لهوية سامة. ويدعو الكاتب إلى فك الارتباط بهوس الهوية عبر الانسحاب الواعي، التأمل، والانفتاح على الغموض.

"أن تكون لا أحد" هو تمرّد على النظام السائد الذي يربط القيمة الإنسانية بالظهور، التفاعل، أو حتى "العداوة المعلنة".  إميلي ديكنسون في قصيدتها: "أنا لا أحد، من أنت؟"، اقترح الانسحاب من السوق الصاخب للهوية والظهور.

ديكنسون نفسها لم تكن "أحدًا" في حياتها، لكن صارت "أيقونة" بعد موتها. وكأنّ هذا هو شرط الصدق: أن تهرب من الشهرة لتستحقها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق