رئيس وزراء باكستان عمران خان اليوم الأحد إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "هاجم الإسلام" عندما شجع على عرض الرسوم التي تسخر من النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
درس عن حرية التعبير
عُرضت الرسوم يوم الجمعة على أبنية حكومية في فرنسا، مما أثار ضجة في العالم العربي والإسلامي.
استفزاز المسلمين
تشجيع رهاب الإسلام من خلال مهاجمة الإسلام وليس الإرهابيين الذين يرتكبون العنف أيا كانوا: مسلمين أو من دعاة تفوق البيض أو دعاة الفكر النازي".
كتب خان "أطلب منك فرض حظر مماثل على رُهاب الإسلام وكراهيته على فيسبوك مثلما فرضته من أجل المحرقة".
أردوغان
الدعوة إلى إيمانويل لفحص صحته العقلية بسبب سلوكه تجاه المسلمين.
خاطب الساسة الأوروبيين قائلا "إن لكم آذانا لا تسمعون بها وأعينا لا تبصرون بها، كما أن أفواهكم لا تنطق بالحق".
وأضاف أن "الفاشية والنازية لم تكونا عندنا، وأنتم وقفتم مع النازيين والفاشيين".
ماذا يمكننا القول لرئيس دولة لا يفهم حرية العقيدة، ويعامل الملايين من أتباع ديانة مختلفة (المسلمين) في بلاده بهذه الطريقة؟
عالم اجتماع فرنسي
العلمانية تحوّلت من نظام للحفاظ على حياد الدولة إلى دين مدني، تتعارض معاييره المقدسة مع معايير الإسلام.
بالعار بسبب دينهم، كما أنها تروج للأصولية من خلال إنكار التنوع في السلوك الإسلامي، وخاصة فيما يتعلق بالحجاب.
ينظر إلى الحجاب في فرنسا على أنه رمز للنظام الأبوي وهيمنة الذكور وضعف مكانة المرأة، كما يوسم بأنه علامة لرفض الحداثة الفرنسية، وأنه يتعارض مع العلمانية.
الحجاب الفردي -كما يقول الكاتب- فهو حجاب الشابات اللاتي يزعمن أنهن يرتدينه انسجاما مع رؤيتهن للعلاقة الشخصية بينهن وبين الله سبحانه وتعالى، في حين أن الحجاب الأصولي هو الذي يدعي أصحابه الحق في الظهور به في الفضاء العام، معطين الأولوية المطلقة للمعايير الدينية على حساب معايير الجمهورية.
الحجاب التقليدي، الذي ترتديه المسنات حفاظا على الثقافة الإسلامية التقليدية التي أصبحت في طور الاختفاء.
، يعود الحجاب التقليدي وحده إلى أساس "أبوي"، أما الحجاب الفردي فليس بشيء، وقد تتبنى من يرتدينه أعراف الجمهورية بشأن المساواة بين الجنسين، في حين أن الحجاب الأصولي هو الأكثر معاداة للجمهورية دون أن يكون أبويا، لأن من يرتدينه هن من أخذن زمام المبادرة ويروجن لقيم جديدة بطريقة استفزازية ضد مجتمع لا يعطي معنى لحياتهن، كما يقول الكاتب.
سياسة الدولة في فرنسا تمثلت في محاولة إقصاء الحجاب من الفضاء العام، وذلك من خلال سلسلة من الإجراءات القسرية وتشويه السمعة، وحتى الوصم عن طريق القوانين أو التنديد الثقافي، إلا أن النتيجة غير مبشرة كما نراها يوميا.
السياسة الجيدة -كما يرى الكاتب- هي إضفاء الشرعية على الحجاب الفردي دون الحجاب الأصولي، لأن العديد من الشابات اللاتي يرتدين الحجاب موافقات على الاشتراك في النسخة "الجمهورية" من الحجاب، فهن يعترفن بالمساواة بين الجنسين، وينددن بانتهاكات حقوق المرأة.
بيد أنه بدلا من تشجيعهن على الانضمام إلى الجمهورية -كما يقول الكاتب- تم عزلهن وحرمانهن من المواطنة الكاملة، وأصبحن موضع شبهة بأنهن يحملن مخططات أصولية سوداء بشأن موضوع العلمانية، وبالتالي تم رفضهن بشكل غير شرعي واعتبارهن غير فرنسيات حقيقيات.
النتيجة -كما يقول الكاتب- هي تقوية القبضة الأصولية لأن أنصارها يدينون دولة ومجتمعا يرفضان الإسلام ليس فيما ينظر إليه على أنه تجاوزات، بل في مجمله.
دعا الكاتب إلى قبول "الحجاب الجمهوري" بإعطاء المرأة المسلمة فرصة للتعبئة ضد "الحجاب الأصولي"، والتوقف عن تشويه سمعتها ودفعها إلى أحضان الأصوليين، مؤكدا أنه على الدولة أن تعزز الإسلام التقدمي لا من خلال وصم الحجاب، بل من خلال تفضيل مرتدياته ممن يلتزمن طواعية بالمعايير الجمهورية
السلفية
تزدهر بشكل خاص في الأحياء المهمشة، حيث يتجاور الفصل الديني وارتفاع معدلات البطالة والفقر والجنوح وانعدام أفق الأمل.
فسكان هذه الأحياء يشعرون بنزع الشرعية عن ثقافتهم ووجودهم بشكل عام، مما يدعو الكثير منهم لتبني موقف التحدي والاستفزاز تجاه المجتمع الذي يحرمهم من كرامتهم وحقهم في التنوع الاجتماعي.
السلفية في هذا الإطار الحضري والاقتصادي -كما يرى خسروخاور- إنما هي محاولة لتأكيد الذات ضد هذا الشعور بالحرمان، لأنها تخترع معايير مقيدة وتسندها إلى الله سبحانه وتعالى في مواجهة مجتمع يستبعد المحرومين باسم العلمانية، حيث يشعر الشباب أنهم يكتسبون هوية جديدة من خلال الأصولية الدينية التي تعزز مكانتهم من خلال إهانة أولئك الذين أذلوهم طوال فترة وجودهم في الأحياء المعزولة.
وضع حد لتركز السكان المسلمين في أحياء خاصة، وإعطائهم فرصة التنشئة الاجتماعية الجمهورية، وذلك بتوفير إمكانات اقتصادية ورفع الإقصاء الاجتماعي والثقافي عنهم.
وليس الحل في سياسة "الانفصالية" التي تقدمها الحكومة لأنها محكوم عليها بالفشل -كما يقول خسروخاور- رغم جوانبها الإيجابية التي لا يمكن إنكارها، خاصة وأن الدولة فشلت على مدار 30 عاما في مواجهة "الإسلاموية"، والدليل هذا العدد الكبير من الجهاديين الفرنسيين الذين غادروا إلى سوريا، وكذلك الهجمات المميتة التي طالت فرنسا أكثر من الدول المجاورة.
فرنسا تجمع بين واجهة ثقافية ودينية، بحيث تعمل العلمانية أكثر فأكثر كدين مدني، وهيكل حضري كالضواحي، فإنه من الضروري القيام ثقافيا باستعادة العلمانية وظيفتها التنظيمية وحرمانها من قدسيتها كدين مدني افترضته لعقود عدة، واجتماعيا وضع حد للفصل في أحياء الطبقة العاملة.
وقد حان الوقت لعكس سياسة الدولة -كما يقول خسروخاور- ووضع حد للأحياء الحضرية التي من المحتمل أن تصبح أحياء إسلامية معزولة، وثانيا الاعتراف الكامل بالإسلام الشرعي، لا سيما من خلال الاعتراف بالحجاب الفردي.
الحل أسهل حيث سيتدخل المجتمع المدني والمسلمون بداخله بفاعلية لعرقلة الطريق إلى الأصولية والتطرف الديني، ولن يكون ذلك إلا بإعادة تأهيل الإسلام الفردي في مواجهة الإسلام الأصولي".
***
فيلسوف فرنسي
اعتبر أونفراي -المعروف بإلحاده- أن الإسلام يقدم نظامًا متحررًا من المادية، معتبرًا أن "المسلمين يعلموننا درسًا في مناهضة المادية"، وأردف "لأنه مهما كان رأيك، فهؤلاء أناس لديهم فكرة مثالية، فكرة روحانية"
.اتفق المتحاوران على أن فرنسا تعيش ما يشبه "صدام بين حضارتين" و"حرب أهلية"، في حين قال زمور -المعروف بمواقفه المؤيدة لليمين المتشدد والمناهضة للمسلمين في فرنسا- إن الإسلام "قوة سياسية" تريد "الانتقام من أوروبا".
واعتبر أونفراي أن "للمسلمين إحساسا بالشرف"، وهو "شيء نادر للغاية في الغرب اليوم"، على حد قوله.
ويرى الفيلسوف الفرنسي -في الحوار- أن المسلمين "لديهم أخلاق وقيم"، معتبرًا أنهم "يؤمنون بأن الجنس مع أي شخص، عندما تريد، وكما تريد، ليس بالضرورة أمرًا مشرفًا للغاية تجاه النساء"، وهو ما يراه أونفراي "مسألة كرامة؛ لأن هؤلاء الناس لديهم أخلاق الشرف
لفظ "الانفصالية الإسلامية واعتبر أن فرنسا "لا تنتهج سياسة حضارية لسبب وجيه وبسيط، هو أنها لا تملك سياسة وتحتقر حضارتها"، ويحدث ذلك منذ عام 1969، وبالتحديد منذ اختفاء سياسة الجنرال شارل ديغول.
الطبقة الإعلامية الفرنسية لديها مصلحة في الصمت عن إنتاجاته الإيجابية التي تشمل نحو 50 كتابًا- أن فرنسا تصنف مع الولايات المتحدة التي تبحث عن أعداء جدد بعد سقوط الإمبراطورية السوفياتية؛ وذلك لأن أميركا بحاجة إلى الحرب، وبالتالي لإنتاج وبيع واستخدام الأسلحة، إذ يشكل المجمع الصناعي العسكري أساس هذا البلد الشاب، الذي لم يتجاوز عمره 3 قرون، حسب تعبير الفيلسوف الفرنسي.
أونفراي "لذلك نحن نعلم لماذا ذهبت الولايات المتحدة إلى الحرب في أفغانستان والعراق وليبيا وجنوب الساحل الأفريقي، هذه هي مصلحتها التجارية. ولكن لماذا إذن تجد فرنسا نفسها في موقع مساعد للجيش الأميركي، لأي فائدة؟ ما شرعيتنا في قصف قرى الجبال الأفغانية وتدمير العائلات والأطفال والنساء والشيوخ والكبار؟" وأضاف "علينا أن نترك الدول الإسلامية التي لا تهددنا بشكل مباشر بسلام".
استنكر أونفراي غزو بلدان لم تضر فرنسا بحجة ترسيخ حقوق الإنسان، وهي الحجة التي قال إنها تُخفي أهداف الاستعمار الجديد والأعمال التجارية، بينما يتم غزو بلدان مسلمة وفقيرة وغير مجهزة عسكريًّا، مما يتسبب في موت المدنيين.
تابع مستهجنا "من يقول إن فرنسا كانت تخشى العراق وليبيا لأن هذه الأنظمة العلمانية كانت أنظمة صديقة، لدرجة أن فرنسا ساعدت صدام حسين في مشروعه النووي، وزودته بمقاتلين فرنسيين في عهد شيراك، وحتى استقبلت العقيد القذافي بضجة كبيرة، بما في ذلك عندما نصب خيمته البدوية في حديقة ماريني، في حقبة نيكولا ساركوزي".
مستنكرًا منع الدولة الفرنسية مالي من تقرير مصيرها وسيادتها "حتى لو أقامت نظامًا إسلاميًا، فباسم أي مصلحة كانت يمكن أن نسمح لأنفسنا بمنعها؟ إلا إذا كانت الأسباب هي الاستعمار الجديد
نعلم من مالي أن الغرب لا يهتم بحقوق الإنسان في بلاد أفريقيا، فقد مضى نصف قرن منذ الاستعمار والاستعمار الجديد، وحقوق الإنسان هي أقل اهتمامات الحكام الغربيين والفرنسيين في هذه القارة المستغلة (أفريقيا)؛ فالغرب موجود لسرقة الشعوب الأفريقية بتواطؤ حكامها الفاسدين."
إيمانويل ماكرون من أتباع الفيلسوف والمنظر السياسي الأميركي فرانسيس فوكوياما (صاحب فكرة نهاية التاريخ والإنسان الأخير).
موازين القوى في العالم ليست اقتصادية بقدر ما هي ديمغرافية، وذكر أن النمو الديمغرافي انقلب لغير صالح البيض، الذين كانوا 4 أضعاف أفريقيا، واستعمروا العالم وأبادوا الهنود الحمر والسكان الأصليين واستعبدوا الأفارقة، وأوضح أن اتجاه التيار اليوم قد انعكس، وأن البيض غدوا هم من سيكونون بالنسبة للمهاجرين الجدد محل الهنود الحمر والعبيد.
لواء المهاجرين الجدد هو الإسلام، مؤكدا أن كل مشاكل فرنسا كالبطالة ونقص المدارس والمستشفيات وغيرها قد زاد وجود المهاجرين حدتها، وبالتالي زاد الإسلام تلك الحدة.
مفاهيم مثل التعايش والتسامح وغيرها لم تعد صالحة اليوم، لأن المهاجرين الذين يحتفظون بكل عناصر هويتهم ويريدون التمسك بالشريعة سيخضعون الفرنسيين الأصلاء لأحكام الشريعة والحلال، وبالتالي "سيعاملوننا كمستعمرين، عن طريق الجهاد، ووسيلتهم الكلاشينكوف وزيهم الجلباب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق