دعوة دولية إلى صلاة جماعية بكل اللغات لحفظ البشرية من الوباء صلاة كورونا
Mar 14, 2021 13/01/2022
فالتفاصيل الكثيرة التي أغرقت بها وسائل الإعلام الغربية تقاريرها عن تغطية الزيارة ركزت فيها على الوجود المسيحي، الذي تقلص بفعل هجمات تنظيم "داعش"، والمقدمة المنمقة التي تحدث فيها البابا عن إبراهيم عليه السلام بوصفه أبا روحيا لكل الأديان السماوية، ومدخلا للتصالح فيما بينها، وليس انتهاء بلقاء المرجع الشيعي علي السيستاني، واعتباره ممثلا عن المسلمين في العراق وراعيا للسلام فيها.
فالبابا الذي زار "أور" بوصفها مسقط رأس نبي الله إبراهيم عليه السلام، لم يكن لديه شك أن السيستاني يحتفظ بمكانته الدينية بفضل دعم يقدمه الحرس الثوري الإيراني، فالحشد الشيعي "المليشيا الأبرز في العراق" لم تكن لترى النور لولا فتوى "الجهاد الكفائي" التي أطلقها السيستاني عام 2014 وكانت تشريعا فقهيا شيعيا لاستهداف الأنبار ذات الأغلبية السنية بذريعة القضاء على "داعش".
الخطاب الإبراهيمي الذي جلبه البابا معه إلى العراق كان استكمالا لحديثه عن بناء "بيت العائلة الإبراهيمية" خلال زيارته إلى الإمارات العربية عام 2019، وهي فكرة ترجمت عمليا في العاصمة الإماراتية أبو ظبي ببناء وتشييد دور عبادة متقاربة مكانيا للمسلمين واليهود والمسيحيين، بالإضافة إلى مركز تعليمي يؤصل لهذه الدعوة.
وتماشيا مع المصالحة الشيعية الكاثوليكية، التي دشنها البابا بزيارة السيستاني، أصدرت جمعية علماء "قم" الإيرانية، رسالة وصفت فيها الزيارة بــ"التاريخية"، واعتبرتها فرصة للعلماء والحوزات الشيعية لــ"اتباع هذا النموذج الحديث في حوار الأديان"، وفقا لما نقلته "وكالة تقريب للأنباء" (TNA).
لم تكن الزيارة علامة فارقة في تاريخ الدجل السياسي، الذي يمارسه حكام العراق؛ لكنه أيضا أصبح مادة دسمة للصحافة الغربية، التي استغلته لإظهار العراق بوصفه دولة شيعية تعيش بمظلة روحية من أبرز الزعماء الدينيين في العالم الإسلامي، وهو علي السيستاني. فقناة "فرانس 24" (FRANCE24) الفرنسية وصفت السيستاني باعتباره يقود مدرسة قريبة من العلمانية الغربية، تؤمن "بفصل الدين عن السياسة"، ويقول الكاتب روبن رايت في مجلة "نيويوركر" (New Yorker)، "إنه على عكس إخوانه الشيعة في إيران، يميز الدين عن السياسة، رغم أنه دعم دستورا ديمقراطيا في عهد صدام حسين". وكذلك في مقال نشرته "نيويورك تايمز" (New York Times) واصل الإعلام الغربي دجله ودفاعه عن السيستاني تماشيا مع خطاب البابا التبجيلي له، وذكر أنه:.
رجل دين شيعي مؤثر للغاية على عكس نظرائه الإيرانيين،
ويعتقد أن الدين لا يحكم الدولة.
لكن المتناقضات من السهل العثور عليها حينما يمارسها رجل دين مسيرته ملطخة بالفساد مثل البابا فرانشيسكو، الذي يقود أكبر الكنائس المسيحية في العالم، وتعاني من داء المثلية والفساد المالي والإداري، لا سيما أن آخر قضاياها مست البابا شخصيا بعد أن طالبه عدد من الأساقفة بالإفصاح عن أكثر من ملياري دولار أسترالي تم تحويلها بصورة سرية إلى حسابات في أستراليا من أموال الكرسي الرسولي. حمامة السلام التي أطلقها البابا وهو يوزع ابتساماته أمام عدسات الكاميرات قابلتها مباركة البابا لزعيم مليشيات "بابليون" المسيحية، ريان الكلداني، الذي يعمل تحت قيادة الحشد الشيعي الذي تديره إيران، وقيام فرانشيسكو بإهداء الكلداني مسبحته الخاصة، رغم أن الكلداني مدرج ضمن قائمة العقوبات الأميركية منذ 2017، لارتكابه جرائم ضد الإنسانية؛ لكن في هذا المقام لا نعلم من الأصدق بيانا؛ هل هي العقوبات الأميركية أم المباركة البابوية؟.
الباحثة المصرية الدكتورة هبة جمال الدين؛ لتوضيح طبيعة اللعبة الأيديولوجية قاتمة الألوان، التي تعيشها المنطقة، ويمكن اختصارها بـ"الإبراهيمية"، وتوضيح ما وراء مثل هذه الزيارة وتبعاتها على المنطقة، فهذا المصطلح أصبح مظلة للكثير من ممارسات الدجل السياسي والديني، الذي يمارس في منطقتنا العربية، ومدخلا لقبول المزيد من التدخل الغربي في الشؤون الداخلية لعالمنا العربي والإسلامي، لذلك تقول جمال الدين:
إن استخدام الإبراهيمية وفقا لجامعة هارفارد، جاء ليكون مدخلا لقبول التطبيع، الذي فشلت فيه إسرائيل منذ إعلان وجودها عام 1948،
فالمصطلح لم يكن استهلاكا لفظيا بابويا؛ بل إنه هوية سياسية جديدة للدبلوماسية الأميركية والإسرائيلية في المنطقة، روج لها وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري عام 2013، وهي تأصيل سياسي له امتداد جغرافي وديني وتاريخي قاعدته الأساسية هي "خريطة أرض إسرائيل الكبرى".
لذلك تعتبر الدكتورة هبة جمال الدين "الإبراهيمية" مدخلا للدبلوماسية الروحية، التي تقوم على الجمع بين رجال الدين والدبلوماسيين والساسة للتفاوض من الكتب المقدسة، والوصول إلى المشترك الديني لوضعه على الخريطة السياسية لإعطاء الحق للشعوب الأصلية.
لذلك حينما بدأت ثورات الربيع العربي بدأت سلسلة خطوات عاجلة يمكن تتبعها في المنطقة؛ لتغيير الخارطة السياسية انطلاقا من مفهوم تحدثت عنه مستشارة الأمن القومي الأميركي السابقة كونداليزا رايس عقب احتلال العراق، وهو مفهوم "الفوضى الخلاقة"، ثم تبعه تمدد للنفوذ الإيراني في بلدان العالمي الإسلامي بدعم وتوافق أميركي وأوروبي منقطع النظير، أبرزه كان في أفغانستان والعراق وسوريا، وحاليا اليمن، وكل ذلك في سياق تحدث عنه الكاتب المسيحي اللبناني في كتابه "استهداف أهل السنة"، يؤكد وجود مخطط لاستئصال الحواضن المحيطة بإسرائيل، والتي يمثل أهل السنة فيها كثافة سكانية عالية، ثم تبع ذلك إطلاق تنظيم "داعش"، الذي كان يستهدف فقط المدن السنية في العراق وسوريا، وينشر جرائمه في كل بقاع العالم بغطاء إعلامي غربي منقطع النظير، لنجد النظام السياسي العربي بين مطرقة التمدد الإيراني وسندان الإبراهيمية اليهودية في حالة انحطاط سياسي منقطعة النظير سلبته القدرة على استقلالية القرار.
*
«هبة»: «المراكز الإبراهيمية».. تُعد لـ«كتاب مقدس» جديد والصراعان «العربى - الإسرائيلى» و«السنى - الشيعى» على قمة أجنداتها
2018
الدبلوماسية الروحية، التى نشطت منذ مطلع الألفية من خلال مراكز متخصّصة، فى جوهرها، محو للفواصل بين الأديان، ودعوة لقيام الدين الإبراهيمى العالمى، مما يمهد الأرض عملياً لاستيلاء إسرائيل على الأراضى الفلسطينية. وأضافت «هبة» فى حوارها لـ«الوطن»، أن «المخطط الذى تدعمه دول غربية لتصفية الصراع العربى - الإسرائيلى خطير ولا يمكن الاستخفاف به»، مؤكدة أن المراكز الإبراهيمية تُعد لـ«كتاب مقدس» جديد مأخوذ من نصوص من الكتب السماوية، لكنها ليست محل خلاف بين أتباع الديانات الثلاث، موضحة أن الصراعين «العربى - الإسرائيلى» و«السنى - الشيعى» على قمة أجندات هذه المراكز، لأن الهدف النهائى تهويد القدس وتمكين إسرائيل من السطو على المقدّسات الإسلامية والمسيحية، مشيرة إلى أن الديمقراطيين فى الولايات المتحدة لجأوا إلى هذه المخططات بعد فشل مساعيهم فى تمكين الإسلاميين بعد ثورة 30 يونيو.
مصطلح الديانات الإبراهيمية أو الإيمان الإبراهيمى، نسبة إلى النبى إبراهيم، عليه السلام، «أبوالأنبياء»، والمقصود به القواسم المشتركة والتشابهات بين الأديان الثلاثة، والاستفادة منها من أجل تحقيق سلام دينى عالمى قائم على الضمير الجمعى العالمى، ويعى أصحاب هذا الطرح وجود اختلافات جوهرية بين الأديان الثلاثة إلا أن الديانات الإبراهيمية، تؤكد الأسس المشتركة بين الأديان الثلاثة، ومنها عقيدة التوحيد، والقيم المشتركة كالمحبة والإخاء والتسامح، والمقدّسات المشتركة، خصوصاً مدينة القدس، وطبعاً أهمية النبى إبراهيم داخل الأديان الثلاثة كمرجعية روحية، ودعاة هذا الفكر يرفعون شعارات مقبولة، لكنهم فى الحقيقة يسعون لتشويه حقيقة الإيمان وتغليب مصلحة إسرائيل على مصلحة أتباع الدينين الإسلامى والمسيحى،
والدين العالمى الموحّد طرح آخر، ومفهوم آخر للديانة الإبراهيمية، ويشير إلى دين عالمى واحد يجمع القيم المشتركة بين الأديان، التى لا يوجد عليها خلاف، ويعد هذا الطرح الأقل قبولاً من الطوائف الدينية المختلفة بمختلف الأديان السماوية، لأنه يُفرغ جوهر الأديان ويمحو وجودها.
وقد أشار أيضاً إلى الدين الإبراهيمى الواحد الرئيس الأمريكى باراك أوباما؛ خلال تقرير الدين والدبلوماسية الصادر عن معهد بروكينجز الدوحة 2013، ولاحظ أن المراكز المروجة لهذا الفكر أخذت خطوة أكثر تطرفاً وبدأت تُعد لـ«كتاب مقدس» جديد يتكون من القيم الإنسانية العامة محل اتفاق اتباع الأديان الثلاثة، لتحل محل التوراة والإنجيل والقرآن وتصبح هذه المراكز نفسها أماكن مقدسة بدلاً من المساجد والكنائس والمعابد، وهذا هو الخطر الذى نرفضه جميعاً ونحذّر منه.
- الإدارة التى تأسست فى عهد الرئيس باراك أوباما رئيساً، وهيلارى كلينتون وزيرة للخارجية، ما زالت نشطة، ونصف أعضائها من رجال الدين المنتمين إلى الأديان الثلاثة، والإدارة ليست سرية، فقد وجدت كل تفاصيلها فى تقرير معهد «بروكينجز الدوحة» فى عام 2013، الذى حمل عنوان «الدين والدبلوماسية»، وشارك فيه الرئيس أوباما بنفسه، وهو أيضاً من تحدث عن الحوار الخدمى.
يعتقد أصحاب هذا المخطط أن حوار الأديان الذى بدأ كآلية للتقريب بين الأديان أثناء الحرب الباردة، نشاط نخبوى لم يُحقّق المرجو منه، ويقترحون «الحوار الخدمى التنموى» بديلاً عنه كدعم لفكرة الدين الواحد، فبعد الاتفاق على قيم مشتركة بين الأديان الثلاثة تقوم المراكز المروّجة للدين الجديد بتقديم خدمات مباشرة للشعوب، كحملات مكافحة الملاريا بأفريقيا، وشن حملات إغاثية عقب الكوارث الطبيعية للبشر المتضرّرين فى أماكن الصراع، أى تتحول الدبلوماسية الروحية إلى خدمات ملموسة يشعر بها المواطن، وتجعل ولاءه للطرح الجديد للديانة الإبراهيمية.
ولا يونس امره ووحدة الوجود والمسيري
هل كان عام 2013 هو بداية الاهتمام بالدبلوماسية الروحية؟
بدأ مع مطلع الألفية من خلال عدد من مؤسسات الدولية، مثل البنك الدولى وصندوق النقد الدولى وغيرهما من المؤسسات التابعة للأمم المتحدة، هذه المؤسسات أصدرت تقارير تتحدث فيها عن أهمية دور الدين كأداة لتسوية الصراعات، وسعت لتقديم مساعدات للمؤسسات الدينية
وما علاقة البنك الدولى وصندوق النقد بهذه الأنشطة؟
لأن أهداف هذه المراكز المعلنة هى تحقيق التنمية المستدامة التى نجح فى تحقيقها نصف العالم العلمانى، أى الغرب، أما النصف الثانى المتدين فلم يحقق التنمية، ومنطق هذه المؤسسات الدولية أنه يجب عليهم أن يستوعبوا الجمعيات الدينية، لأنها تساعدهم فى جهودهم لمكافحة الفقر ودعم المرأة، والحث على العمل، وحماية البيئة وتحقيق السلام، وبالتالى التنمية.
كم عدد مراكز الدبلوماسية الروحية؟
- لم أتمكن من إحصائها، لكننى تابعت 18 مركزاً منها.
- على سبيل المثال، قام «المركز الدولى للدين والدبلوماسية»، أحد مراكز الدبلوماسية الروحية، بتطوير مناهج 1600 مدرسة فى باكستان. ونظم المركز ذاته فى مصر حلقات دراسية فى القاهرة تجمع بين القادة السوريين لمساعدتهم فى حل خلافاتهم، وأسهم فى تدريب وتأهيل اللاجئين السوريين هنا أيضاً فى عام 2012، لكننى لم أستطع الوصول إلى أىٍّ من العاملين فيه، الحقيقة أن مراكز وجمعيات كثيرة استغلت حالة السيولة التى عانت منها مصر بعد ثورة 25 يناير، وجاءت إلى مصر لأسباب مختلفة.
الأهداف غير المعلنة لهذه المؤسسات؟
أحد أهم محاور اهتمام هذا الفكر هو الصراع العربى - الإسرائيلى والصراع السنى - الشيعى، وبالتالى الحديث بكثافة عن القدس والاهتمام الكبير باحتواء إيران فى العلن وتأجيج الوضع فى الخفاء، ومن بين المؤسسات المعنية بالدبلوماسية الروحية: «أبناء إبراهيم»، تحدّثت عن وجوب إعطاء الحق لأصحابه، دون أن تُحدّد من هم أصحاب الحق فى القدس.. لكن إذا نظرنا إلى الصورة الكبيرة سنجد أن أصحاب الحق الذين يحاولون الترويج لهم هم إسرائيل فى إطار موجات التزييف التى يطبقونها فى التاريخ، وهناك قس كورى من معتنقى هذا الفكر ألف كتاباً حديثاً يحمل عنوان «القدس الجديد» دعا فيه إلى ضرورة قيام دين عالمى وتحدّث عن واقع جديد تماماً للقدس، إذ يعتبرها مدينة إبراهيمية، هذا الرجل يأتى إلى مصر، ويقابل جماعات من النخبة المصرية، وبعد أول زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حاولت «الأونروا»، التى تشرف على مدارس اللاجئين، تغيير اسم القدس فى مناهج الأطفال من الصف الأول إلى الصف الرابع الابتدائى، ليحل محله «المدينة الإبراهيمية»، وهذه المحاولة تصدى لها أولياء الأمور والمدرسون.
أحد المراكز استغل الفوضى التى أعقبت ثورة يناير.. وساعد فى تدريب اللاجئين السوريين بمصر خلال 2012 والمخطط يستهدف نسف الأديان لتحقيق مصالح الغرب.. ويجب تقديم النموذج القائم على التسامح الدينى
من خبرتى كمتخصّصة فى الشئون الإسرائيلية فإن ضغوط ومخططات إسرائيل على «الأونروا» تنجح دائماً حتى إن كانت ستستغرق مساحة من الوقت. وخطورة هذه الخطوة أنها ليست قراراً أهوج من قرارات «ترامب»، مثل نقل السفارة إلى القدس، لكنه مخطط هادئ ومستمر، هدفه تغيير الفكر وتصفية القضية من الجذور عبر سنوات طويلة، فالأجيال الجديدة لن يكون فى فكرها المطالبة بالقدس كعاصمة من الأساس، لأن هناك جهوداً على مسارات أخرى تقودنا إلى هذه النتيجة، فهم يروجون لفكرة أن اليهود هم أصحاب الديانة الأولى فى العالم، وأنهم أصحاب حقوق تاريخية فى القدس، بل وفى فلسطين، وأنهم أصحاب الأرض، وأن القدس مدينة يهودية، ويدعمون هذه الفكرة بعشرات الطرق، منها شراء كراسى أستاذية فى الجامعات الكبيرة المتخصّصة فى تدريس ما يسمونه بـ«التاريخ والثقافة والحضارة اليهودية»، ويسعون لتغيير المناهج فى مؤسسات تعليمية مختلفة لهذا الغرض، هل يُعقل مثلاً أن يكون هناك قسم فى المتحف البريطانى عن قدماء الإسرائيليين؟! وهناك مثلاً دورة دراسية فى جامعة فيرجينيا، بالتعاون مع منظمة «اتحاد أبناء إبراهيم» باسم «تحجّر أرض فرعون»، ومضمون الدراسة أن المصريين مسئولون عن قتل اليهود على يد فرعون، ويجب أن يدفعوا ثمن هذا الجرم.
الصراع السنى - الشيعى أحد محاور اهتمام مراكز الدبلوماسية الروحية
نظرياً هذه المراكز معنية بأى صراع له بعد دينى، لكننى أعتقد أن هذا الصراع مدخل لهم حتى يقنعوا الناس بقبول فكرة الدين الواحد. فهم يردّدون أن الصراع بين الأديان عنيف والصراعات بين طوائف الدين الواحد أعنف، ويؤكدون من خلال دراسات مختلفة أن أكثر الأديان إنتاجاً للصراع هو المسيحية ثم الإسلام، نتيجة الضغائن المتبادلة بين طوائف الدينيين، ويرون أن الحل عملياً هو تصفية هذه الأديان والسعى لدين جديد يقوم على القيم المشتركة، مثل المحبة والإخاء إلخ، مما يعنى أنهم يحاولون خلق جيل كاره للأديان بوضعها الحالى، وبالتالى يكون مهيأً لقبول فكرة الدين الجديد.
هل من المصادفة أن الديمقراطيين «أوباما وهيلارى كلينتون» الذين دعموا التيارات الإسلامية بعد ثورات الربيع العربى هم من دعموا أيضاً الدبلوماسية الروحية؟
لا ليست مصادفة، فـ«أوباما وهيلارى» يؤمنان بأهمية توظيف الدين لتحقيق مصالح الولايات المتحدة، وقد لجأ إلى فكرة الدبلوماسية الروحية بعد فشل مخططه لتمكين الإسلاميين من خلال ثورات الربيع العربى، نتيجة قيام ثورة 30 يونيو ودعم الجيش المصرى لها، وكلا المخططين يحقق أهداف أمريكا وإسرائيل، فالدبلوماسية الروحية فى جوهرها محو للفواصل بين الأديان ودعوة إلى قيام الدين الإبراهيمى العالمى، مما يمهد الأرض عملياً لاستيلاء إسرائيل على القدس.
ما أفضل الطرق للتصدى لهذا المخطط؟
أولاً: الانتباه واليقظة لخطورته والتمييز بين بعض الأهداف المعلنة النبيلة والأهداف الخفية الخبيثة، ويمكن الاستفادة من التكتيكات التى يستخدمها للتأهب والاستعداد ونشر الوعى المجتمعى، وأنا أخشى أن يتم فى المستقبل قياس مؤشرات تحقيق التنمية المستدامة بمراعاة المبادرات المصاحبة للدبلوماسية الروحية، بل وقياس التماسك الاجتماعى من هذا المنطلق؛ لذا من الضرورى صياغة نموذج خاص يعكس التماسك الاجتماعى الجاد بالمنظور المصرى السمح والاستفادة من التكتيكات المصاحبة للفكر، مثل أهمية دبلوماسية المسار الثانى لحل النزاعات، والحوار الخدمى مدخل مهم للاحتواء وإشاعة الحب والتفاهم، وكذلك ممارسات السلام مفهوم مهم يجب الترويج له خلال التواصل مجتمعياً بشكل قاعدى، والاهتمام بالطلبة فى المدارس ككوادر للمستقبل، وتكوين لجان مشتركة بين الدبلوماسيين ورجال الدين لمتابعة هذه الحركة والتسلح لها.
يجب تقديم النموذج المصرى القائم على التسامح الدينى، ودعم القيادات الدينية من أجل اللحمة الوطنية، وليس من أجل تأويل النصوص الدينية، فالحوار يجب بالفعل تحويله إلى فعل ملموس على الأرض يدعم بدوره التعايش المشترك، ويكسر الأفكار المغلوطة بسبب الاحتكاك المباشر، والتعاون من أجل تنمية الوطن، والانتقال من الأبراج العاجية للحوار بين القيادات الدينية للنزول إلى أرض الواقع بين الشعب، ولحُسن الحظ أن تغيير شكل النظام العالمى وصعود أسهم الصين سيُفسح المجال للمناورة أمام الدول النامية، ولن يجعل المطالب الأمريكية والغربية محل انصياع كامل، ووجود رؤية مغايرة حتى إن كانت ضد هذه المصالح الغربية، أمر وارد وممكن، ومن ثم التعاطى مع هذا الطرح أمر غير حتمى، حتى إن كان مدعوماً من البنك الدولى وصندوق النقد الدولى، فى ظل ظهور بديل لهذه المؤسسات تدعمه الصين ضمن اتحاد «البريكس»، كبنك التنمية الآسيوى، أى عمل تطوعى مشترك بين المسلمين والأقباط سيكون له تأثير إيجابى فى مواجهة هذا المخطط، من الممكن مثلاً أن تتعاون الهيئة القبطية الإنجيلية وبيت الزكاة فى مشروعات خدمية كتطوير إحدى القرى الفقيرة، ويمكن تقديم نموذج مختلف من مدارس الكنيسة القائمة والناجحة (مدارس الراهبات) كأن يدخل فى مجالس إدارتها الأزهر الشريف وتحت رعاية صندوق تحيا مصر (ممثل الدولة المدنية)، ويمكن أيضاً أن تسهم السينما بإنتاج أفلام على شاكلة فيلم «حسن ومرقص»، وتقديم قروض ميسّرة للشباب لمشروعات ريادة الأعمال، شريطة مشاركة الشباب المسلم والشباب المسيحى معاً فى إدارة وملكية المشروع.
الاسلام المصري السني الرسمي ام الشعبي
*
May 3, 2021
بيت العائلة الإبراهيمية رسالة حضارية و وثيقة الأخوة الإنسانية
Sep 30, 2019
للمشروع الذي تتبناه دولة الإمارات العربية المتحدة، انطلاقاً من عام التسامح، الذي ركز على هذه القيمة الحضارية وتجلياتها في مجتمعنا المنفتح. وعلى خلفية انعقاد «المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية»،
تم اتخاذ قرار بإنشاء «بيت العائلة الإبراهيمية»، ويتضمن مسجداً وكنيسة إلى جانب أول معبد يهودي رسمي في الإمارات.
نحن نتحدث عن الديانات السماوية الثلاث التي تتعايش عملياً منذ قرون في الحضارة الإنسانية القائمة، ويجب أن نكون جزءاً من العالم، لنقدم مساهمة في السلوك الإنساني المعاصر. ويكفي أن صورة العالم الإسلامي في العقود الأخيرة صارت سوداوية، وخاصة بعد أن تسبب التطرف والإرهاب والتشدد في نشر الإسلاموفوبيا في الغرب.
إن مبادرة بناء دور العبادة الممثلة للأديان السماوية الإبراهيمية الثلاث تأتي كذلك ضمن ما دعت إليه «وثيقة الأخوة الإنسانية»، التي تم إطلاقها من الإمارات، وقام بالتوقيع عليها بابا الكنيسة الكاثوليكية وشيخ الأزهر في أبوظبي في فبراير 2019، ومن أبرز ما جاء فيها الدعوة إلى التوفيق بين الناس من جميع الأديان وحسن النية في خدمة السلام العالمي. وبذلك يمكن اعتبار مشروع «بيت العائلة الإبراهيمية» في العاصمة أبوظبي رمزاً للتسامح، ولا نخجل عندما نقول: نعم سنبني معبداً لليهود إلى جانب المسجد والكنيسة، فهذا تكريم رمزي للديانات السماوية الثلاث. ولا صلة له بـ«تهمة التطبيع» التي أصبحت ورقة بائسة يتم تحريكها والتلويح بها من قبل الإعلام الحاقد.
ومن المنطقي أن الثقافة الإسلامية والإنسانية بشكل عام لا تجعلنا ضد اليهودية كديانة، أما من يربطون بين اليهودية وبين الصهيونية فهذا خلط متعمد من قبلهم، القصد منه التشويش على مبادرة الإمارات. وخاصة بعد أن أصبح توظيف الاتهام بالتطبيع موضةً سائدة ومستخدمة من أجل المكايدة. ومن لا يزال بحاجة إلى دروس في الفرق بين الديانة اليهودية وبين الصهيونية فننصحه بالإطلاع حتى لا يبقى ضحية للجهل، لأن اليهودية ديانة بينما الصهيونية حركة سياسية عنصرية، تقوم على نهج الاحتلال المرفوض.
تقبل الإمارات للتنوع الثقافي الذي يميز النسيج البشري للمقيمين على أرضها. وفي النهاية يجب علينا استيعاب الدرس في هذا العصر، لأن التقوقع وعدم القبول بالآخر يولِّد المزيد من التطرف، فالعقيدة تندرج ضمن خصوصيات الإنسان واحتياجاته الروحية، بشرط عدم المساس بعقائد الآخرين من حوله.
ويحق لنا الفخر بأن الإمارات أول بلد في المنطقة يضم «بيت العائلة الإبراهيمي
زمن انتشار الفكر الشعبوي والترويج للصراعات الدينية وحروب الثقافات، تطلق الإمارات مبادرتها الحضارية التي لم تسبب صدمة إلا للمتطرفين والعاجزين عن استيعاب هذا المشروع.
*
عامٌ على وثيقة الأخوة الإنسانية
2020
4 فبراير الجاري الذكرى الأولى لإعلان وثيقة الأخوة الإنسانية بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر من أبوظبي. إنها الوثيقة التي تفتتح بالنص المعبِّر الذي لا يُنسى: باسم الله الذي خلق البشر جميعاً متساوين في الحقوق والواجبات والكرامة، ودعاهم للعيش كإخوة فيما بينهم ليعمروا الأرض وينشروا فيها قيم الخير والمحبة والسلام.
إن الأوضح والأكثر تعبيراً عن تأثير الوثيقة أمران: الوثائق والإعلانات والبيانات الأُخرى، ومن سائر الجهات، والتي لا تخلو من ذكر الأخوة الإنسانية، والتي توالت عام 2019، وكلها تؤكد على مضامين الوثيقة، من المواطنة إلى حرية العبادة، وصنع السلام، وإحقاق الحق، وإحلال العدالة، والتضامن مع الفقراء والمظلومين والمعذبين. أما الأمر الثاني الذي تحقق فهو قيام اللجنة العليا للمتابعة، والتي يتمثل فيها الفاتيكان و«مجلس الحكماء» ودولة الإمارات، والتي تعمل على متابعة الوثيقة على الأرض، سواء لجهة إنفاذ التوصيات، أو لجهة الاستمرار في اقتراح أفكار وإجراءات للاستمرار في تطوير العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، ومع الديانات الأُخرى، ومكافحة الإسلاموفوبيا والتطرف والإرهاب على شتى المستويات.
ولا أعرف موطناً أو دولة جرى فيه الالتزام بوثيقة الأخوة الإنسانية نصاً ومقتضيات، مثل دولة الإمارات العربية المتحدة. ففضلاً عن سياسات التسامح السارية منذ سنوات، هناك المحاضرات ووُرش العمل المستمرة في سائر المرافق العامة والخاصة والجامعات والمدارس ومراكز البحوث. وإذا كانت المساعدات الخيرية والإنسانية والتنموية جزءاً من سياسات الأخوة والتسامح، فإنها من جان الإمارات توسعت خلال عام 2019 لتشمل عشرات الدول، وبدون دعاية أو تفضُّل.
والواقع أنّ وثيقة الأخوة ما كانت عالية الصوت في الدول العربية والإسلامية. فقد اهتمت بها وسائل الإعلام لبعض الوقت، وأُقيمت مناسبات جرت فيها إشادات بالوثيقة. لقد كنا نريد اهتماماً من المؤسسات الدينية التي تُعاني من التطرف والإرهاب، وأن يستنهض ذلك تعاوُناً بين المؤسسات، وأن تُصاغ برامج مشتركة للتربية نفيد فيها من تجارب الفاتيكان ومجلس الحكماء. وقد جرت مؤتمرات وندوات بعد وثيقة الأخوة، كما أن جهات عربية وإسلامية عديدة مضت نحو الفاتيكان لغرض التشبّه وهو أمرٌ جيدٌ. لكنْ لو كان هناك تعاوُنٌ مع نظراء مسلمين ومسيحيين، ومنهم مجلس الحكماء، لبدا أننا نتقدم ولا نكرر نفس الأفكار والنشاطات.
وما تقدمنا كثيراً نحن والفاتيكان باتجاه التأثير في أوروبا لجهة تطرفات الإسلاموفوبيا، ومواجهة الازدراء والكراهية. لدينا حتى الآن أسلوب الفاتيكان العريق بدعوة مسلمين إلى مؤتمرات مشتركة مع رجال دين ومفكرين كاثوليك، فيقول كل رأيه، ثم تصدر توصيات. وهذا أسلوب جيد ومؤدَّب. إنما بعد وثيقة الأخوة، هناك مشتركات مرتفعة المستوى وكثيفة ومتداخلة. لذا يمكن أن تتجدد الصيغة بأن يتوجه مفكرون من الأزهر والفاتيكان بالخطاب إلى المجتمعات المسيحية والإسلامية على اختلاف فئاتها. ولدى الفاتيكان نشاطات تدريبية عريقة، وأُخرى للشباب. ونحن مبتدئون في ذلك كلّه، فيمكن أن نفيد ونستفيد بالمشاركة والدعوة أيضاً.
لقد تقدمنا كثيراً في العقد الأخير، لوجود الجهات المهتمة والمتابعة إنْ كان في مكافحة التطرف أم في إيجاد الشراكات وأخيراً في التجديد الديني. وكان الجديد البارز مجلس الحكماء ومنتدى تعزيز السلم؛ وكلاهما في دولة الإمارات. ثم دخلت رابطة العالم الإسلامي (من المملكة العربية السعودية) على المجالات نفسها بقوةٍ وفي أوروبا وأميركا. وهناك مبادرة الملك عبدالله بن عبد العزيز لحوار الثقافات. والمطمح الآن، وقد بلغنا الذروة بوثيقة الأخوة التي تمثّل شراكةً كبرى وواعدة، أن تدعو اللجنة العليا لمتابعة الوثيقة، جهات عربية وإسلامية وعالمية مهتمة، لكي يجري التنسيق وتتنوع النشاطات، ونفيد من التجارب السلبية والإيجابية.
ونحن المسلمين في أشدّ الحاجة إلى التجديد الديني. وقد قلنا في البيانات المشتركة والمنفردة كلاماً واستجابات، تستحق الجمع والنقد، لأنها تشكل برنامجاً للإصلاح الديني، لابد أن نفيد منه لاستعادة السكينة في الدين. فمرحباً بالذكرى الأولى لصدور وثيقة الأخوة الإنسانية، ولتستمر نشاطات اللجنة العليا باتجاه الجديد والمتقدم في العلاقات الإسلامية المسيحية، وفي الأخوة الإنسانية.
*
الإمام الأكبر: وثيقة الأخوة الإنسانية حلم استغرق عاماً كاملاً من العمل الدؤوب
وثيقة الاخوة الانسانية حلم أصبح حقيقة بعد جهد مخلص استغرق عاما كاملا من العمل الدؤوب مع البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وبرعاية مخلصة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ودعم مشكور للجنة العليا للأخوة الإنسانية وهو الكيان الذى أثبت سريعا قدرته على التحرك الدولى من أجل البحث عن استراتيجية إنسانية تقوم على التعاون بين كل محبي الخير والسلام.
وتابع: كما أحيي باعتزاز تلك المبادرات التي تسعي لإدراج الوثيقة فى المناهج التعليمية، وإتاحتها للبحث العلمى، ايمانا منا بقدرة التعليم على بناء أجيال تحمل رسالة السلام والمحبة ،وتصنع مستقبلا خاليا من العنف والكراهية .
واستكمل: «أقدر حرص دولة الإمارات العربية المتخدة على إقامة البيت الإبراهيمى كأولى المبادرات لتطبيق الأخوة الإنسانية كما يسعدنى أن أشارك اليوم في الإعلان عن واحدة من أهم الجوائز العالمية التى تمنح سنويا فى مجال العناية بالأخوة الإنسانية».
وأضاف: الأمل يحدونى في أن تكون هذه الجائزة هى الأبرز عالميا فى مجال الإخاء الإنساني، وسببا رئيسا فى ميلاد مبادرات نحن الآن فى أمس الحاجة لها من أى وقت مضى، داعيا كل محبى الخير على اختلاف ألوانهم ودياناتهم للمضى قدما نحو تعزيز العلاقات الإنسانية والتعايش ،وتقديم كافة الجهود من أجل عالم نعيش فيه إخوة متحابين متعاونين على الخير دائما
ووجه شيخ الأزهر رسالة للإعلاميين بالوطن العربى المجتمعين بأبوظبى قائلا: إجتماعكم تحت مظلة مجلس حكماء المسلمين واللجنة العليا للأخوة الإنسانية لإطلاق دليل عمل مهنى انساني هو خير تطبيق لمبادئ الوثيقة على أرض الواقع، وتحقيق رسالة الإعلام الإيجابية فى بناء مجتمع تسوده الأخلاق والقيم، آملا أن يكون الاجتماع بداية لتوجه إنسانل جديد فى الإعلام العربى والعالمى.
*
داعية “الخميس”، اعتبر فيها دعوة الإمارات لما يسمى “البيت الإبراهيمي” كفراً.
واستنكر وضع الإنجيل والتوارة المحرفين، إلى جانب القرآن الكريم، متسائلاً عن الولاء والبراء في “البيت الإبراهيمي”.
أشار الداعية عثمان الخميس إلى إقامة الإمارات تمثال بوذا في أبوظبي، مؤكداً أنّ هذه هي “خطوات الشيطان”، معتبراً أنه مع الأيام سيُصبح بوذا يُعبد من دون الله.
الشيخ عثمان الخميس بأنه “معتوه” ويحبث عن البارات حينما يأتي الى الإمارات
الله أكبر .. أسد السنة .. وربع أسد السنة .. الحين كفّرنا كلنا .. دولتنا عن بكرة أبيها صرنا كفار .. شو الراي .. وينكم ..
مانروم نرمس إلا قلتوا كله ولا أسد السنة ..
دافع مغرّدون خليجيون وعرب عن الشيخ عثمان الخميس، واكدوا انّه الشيخ صالح الفوزان وكل العلماء يقولون ما قال.
“البيت الإبراهيمي” مكان يجمع الديانات السماوية الرئيسية الثلاث “اليهودية – المسيحية – الإسلام” وسيجمع كنيسة، ومسجدا، وكنيسا تحت سقف صرح واحد.
*
عثمان الخميس "عريفي جديد" في الكويت
وأفتى رجل الدين، عثمان الخميس “لا يجوز للمرأة أن تضع صورتها على تويتر وإنستغرام”، في دليل على انتشار خطاب “الحلوى المغلفة والمكشوفة” في الكويت، وفق معلقين.
“لا يعلم في العالم كله جراحة امرأة متميزة جدا وإن وجدت فهي إما غير متزوجة، أي ليس لديها هموم أسرية، أو مسترجلة. من الصعب جدا أن تعيش امرأة حياة زوجية وتكون جراحة في الوقت ذاته”.
لا يجوز التحدث باللغة الإنجليزية على سبيل الإعجاب ما أثار سخرية واسعة.
دروس الخميس تذكّر بعصر الصحوة الذي أفل في معقلها الرئيسي، السعودية، مؤكدين أن رجل الدين هذا يستلهم خطاب رجل الدين السعودي “المعتزل” محمد العريفي.
انتقل الخطاب الديني الطائفي كما يسميه منتقدوه، إلى العالم العربي، فقد كان هو أحد مؤسسي قناة ”صفا“.
من قناتي ”المستقلة“ و”صفا“، المثيرتين للجدل، انتقل الخميس إلى قناة ”وصال“ التي تنتمي إلى مجموعة القنوات ذاتها التي تبث محتوى طائفيًّا.
أطلقت قناة “وصال” الأسبوع الماضي على رجل الدين اسم “أسد السنة”.
مهارة تقديس الكلام وعدم المرونة في النقاش! لماذا أي أحد يخالفكم الرأي تتهمونه بالفسق وكأنكم الإله أو شعب الله المختار! لماذا عندكم المرأة كائن ضعيف سخيف! لماذا لا تركزون على قضايا البلد بدل الانشغال بجسم المرأة أو ماذا وضعت وماذا لبست! “أفلا تعقلون ؟
اعترف الداعية السعودي محمد العريفي “لست مطالبا بأن أكلم النخب والمثقفين، فقط أتوجّه إلى العامة”. وهو اعتراف ينسحب على جميع الدعاة المتربحين من الدين أملا في سلطة أو مال أو وجاهة اجتماعية.
يبدو أن العامة أفاقت من غيبوبتها خاصة النساء اللاتي تتوجه إليهن 90 في المئة من فتاوى رجال الدين.
وأصبح العريفي “الفاشينستا الإسلامية” موضع تهكم مستخدمي تويتر، بعد أن تحول من “المتاجرة بالدين” إلى “المتاجرة بالأواني” على حسابه في تويتر الذي يتابعه أكثر من 20 مليون شخص.
*
كمسلم ثم ككويتي.. أستنكر ما قاله عثمان الخميس، وأرى أنه ينطوي على مغالطات شرعية، وإطلاقات تحتاج إلى ضبط..
خاصةً في النصوص الشرعية التي استدل بها، وأحكام التكفير التي جازف بإطلاقها.
وكم من فتوى جرّت بلوى..
وغاية الدين.. سعادة الدارين.
Jan 14, 2021
عثمان_الخميس_اسد_السنه
البعض مستعد يخالف القرآن والسنة من أجل هواه، فالشيخ عثمان الخميس لم يأت بشيء من عنده وإنما استشهد بآيات وأحاديث على بطلان دعوة البيت الإبراهيمي، يقول ابن تيمية فإذا كان الرجلُ يوالي أعداء الله بقلبه كان ذلك دليلاً على أن قلبه ليس فيه الإيمان الواجب".
وسيم يوسف
أنا أسألك هل البيت الإبراهيمي هو أن المسيحية واليهودية والإسلام أصبح دين واحد، هو يقول هذا لأنه جاهل، ويسمع من المحرضين على الإمارات".
هذا عيب رجال الدين أنهم يتأثرون بما يسمعون من الشارع، هو يقول إن الإمارات جاءت بالإسلام والمسيحية واليهودية وأخرجت منه دينا جديدا وهو الإبراهيمية، لا هذا عبارة عن مبنى من ثلاث أماكن فيه مسجد وفيه مبنى لليهود ومبنى كنيسة ولكل واحد دينه".
تساءل يوسف عن السبب الحقيقي لتطرق الداعية عثمان الخميس في هذا الوقت بالذات لهذا الأمر، مبينا أنه "يهدف إلى إشعال الفتنة بين الشعب الكويتي والإماراتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وطن الجميع فيه سواسية لا نفرق بين الناس على حسب دينهم أو طوائفهم، وطن تعلو فيه الإنسانية والعدل والقانون فوق الجميع وطن يرى الناس شركاء في الأمن والأمان والتسامح والسلام، وطن يحترم الإنسان، ويرى حق الحياة للجميع".
*
Feb 5, 2021
اليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع في 22 ديسمبر الماضي تحقيقا لمبادرة قدمتها كل من دولة الإمارات والبحرين ومصر والسعودية.
بادر بتنظيم هذا اللقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، ويشارك فيه مع البابا الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وشخصيات أخرى
الإخاء الإنساني حول العالم، وتشجيع الأفراد والمؤسسات كافة على المضي قدمًا وتنفيذ المبادرات والمشروعات التي تخدم الإنسانية، وتهدف إلى الارتقاء بالإنسان بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الدين
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت في 22 ديسمبر الماضي قراراً بالإجماع يعلن الرابع من فبراير “يوما عالميا للأخوة الإنسانية”.
هانس كونغ يقول “لا سلام في العالم من دون السلام بين الأديان”.
*
حان الوقت لينفض أتباع الأديان السماوية عنهم وهْمَ أنهم شعب الله المختار
حاول الباحث الإسلامي السوري محمد حبش الإجابة عن جملة من الأسئلة المتعلقة بالإخاء بين الأديان بوصفها الوسيلة المثالية والطريق السالك إلى الإخاء بين الإنسان بغض النظر عن أصوله وتاريخه ولونه وعرقه.
وأطلق الدكتور حبش المتخصص في الشريعة ودراسات الأديان مشروعاً لافتاً في الفكر الإسلامي تحت عنوان إخاء الأديان وكرامة الإنسان، يلامس عميق الأخوة الإنسانية دون أن يخوض في دعوات توحيد الأديان وإنتاج ديانات جديدة.
ويرى حبش في كتابه “إخاء الإنسان” أن إخاء الأديان يثير مشاعر متناقضة لدى أتباع الديانات، فرغم القبول النفسي للعنوان واعتباره من أهداف الدين فإنّه يصطدم بنصوص قطعية في معظم الديانات التي تعتبر الخلاص شأن الديانة الناجية وحدها، وأنّ مسؤولية أبناء الديانة هي دعوة معتنقي الأديان الأخرى للتخلي عن معتقداتهم والدخول في الديانة الحق بهدف بلوغ النعيم السماوي الخالد، الجنّة أو الفردوس أو النيرفانا أو الظهور الجديد، وفق ما تكرّسه الأديان من ثقافة وتقاليد.
وأشار في كتابه الصادر عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود إلى أنه من المدهش أنّ المجتمعات الإنسانية، ومنها معظم الدول الإسلامية، باتت تمارس قدراً كبيراً من الإخاء الديني، في إطار المعاملات والتواصل المجتمعي، وبشكل خاص في الدول الديمقراطية التي باتت قوانينها تفرض سلوكيات كثيرة من قبول الآخر واحترامه ومودته، وهدّمت حواجز كثيرة من التمييز والاتهام، ولكنّها ترتدّ في لحظة النصّ إلى الحوارات العقيمة التي تجعل من الآخر دوماً شيطاناً ضالاً مصيره الشقاء والخذلان، تضيق به رحمة الخالق، وينال أشدَّ العقاب على ضلاله وإصراره، وهذا مدلول النصوص الظاهرة في الأديان الإبراهيمية بشكل خاص، ومن المؤكد أنّ هذا التفكير موجود بشكل أقل في الديانات الفيدية “الهندوسية والبوذية”، ولكنّه غير موجود في الأديان الفلكلورية الصينية واليابانية.
الشقاق الاجتماعي
لا شك في أنّ المسألة لا تتوقف عند الجانب اللاهوتي، بل هو أيسر المسائل، فهي تتعداه باستمرار إلى الشقاق الاجتماعي، وتبادل الريب والاتهام، وتحقير الذات الإنسانية، فمن كان عند الخالق حقيراً مرذولاً لن يكون عند عباده في حال أفضل، وسيتنامى شعور الكراهية بشكل مطّرد من الأيديولوجيا إلى السوسيولوجيا، ومن ثم فإنّنا لن نكون أبداً أمام مجتمع مستقر أو متراحم، بل سنجد أنفسنا أمام ركام من البغضاء قد تزيّنه بعض الممارسات، ولكنّه يرتدّ في لحظة الاصطفاف إلى جحيم الكراهية ونار البغضاء.
احث سوري في الشريعة والأديان، يتبنى عددا من قضايا التجديد الديني أهمها رفض احتكار الخلاص وتجديد فقه المرأة في الإسلام وإحياء مصادر الشريعة الغائبة. صدر له 52 كتابا، من بينها:
- سيرة رسول الله
- النبي الديمقراطي
- المسلمون وعلوم الحضارة
- إسلام بلا عنف
- المرأة بين الشريعة والحياة
لاحظ حبش أن الإنسان أمضى قروناً طويلة ينظر بعين الريبة والحذر لأخيه الإنسان ويبادله اتهاماً بعد آخر، وانطبعت قصّة قابيل وهابيل مصدر إلهام للصراع الأبدي في الأرض، ووجدت الصراعات والحروب المدمّرة تبريراً أخلاقياً، وتمّ تكريس عدد من المجرمين أبطالاً ملهمين في التاريخ، وبات المثاليون اليوتوبيون مساكين حالمين، يرثي لهم الواقع الصاخب الذي ترسمه سياسات التسابق على الثروة والقوّة والنفوذ. ومن المؤلم أنّ هذا الصراع انعكس أيضاً على جدل أتباع الأديان الذي بدا تسخيفاً وتشكيكاً، ثم صار تحقيراً ولعناً وتكفيراً، ثم تحوّل إلى حروب ضارية. ووجدت هذه الحروب، باستمرار، تبريراً أخلاقياً على الرغم ممّا فيها من ممارسات التوحّش البهيمية، ووجدت للأسف من بات يطلق عليها الحروب المقدّسة، ويكرّس أبطالها ومجرميها رموز التضحية والفداء.
كتابه لا يهدف إلى تكريس قطيعة معرفية ومجتمعية مع اللادينيّين، فهدفه هو الإخاء الإنساني، والغاية الإنسان وليست الأديان، وإنّما كرّس الحديث عن إخاء الأديان لمعنيَيْن اثنيْن، الأول: أنّ الأديان لا تزال تشكّل الوعي الجمعي لغالبية سكان الأرض، وهي مسؤولة أخلاقياً عن نشر المحبّة ومواجهة الكراهية.
مواجهة احتكار الخلاص
أضاف “نشأت تيارات كثيرة تتبنّى البغض في الله بين التيارات المنقسمة، سُنّة وشيعة وصوفية وسلفيّة وظاهرية ومؤوّلة وإسلاميّين وعلمانيّين”.
توقف حبش أيضا باهتمام أمام الجهود الكبيرة التي بذلها الإصلاحيّون المسيحيون لمواجهة احتكار الخلاص، ويستعرض بشكل خاص فلاسفة عصر الأنوار، وكذلك فلاسفة الدين الطبيعي والإصلاح الديني، ويرصد التطورات الإيجابية التي تحققت على مستوى المؤسسات المسيحية الرسمية، والتي توّجت خاصة بتوقيع وثيقة الأخوّة الإنسانيّة بين البابا وشيخ الأزهر.
وتساءل “هل الأديان مشكلة أم حلّ؟”، وتابع أن “إخاء الأديان الذي نسعى إليه غير ممكن في القراءات اللاهوتية السائدة على الأقل على مستوى الديانات السماوية، وبشكل أقل الديانات الدارمية والفلكلورية، حيث يلتزم لاهوت هذه الديانات بشكل صارم برفض الاعتراف بالأديان الأخرى، وفي هذه النقطة فإنّ استحضار مواقف متطرّفة لرجال الدين أمر سهل، أولئك الذين يبررون باسم الرب نسف كل جهودنا واعتبارها هرطقة وانحرافاً، ومن عجيب ما واجهت أنّ عدداً من المتشدّدين الإسلاميين باتوا يذكرون بإعجاب مواقف المتشددين في الديانات الأخرى، على الرغم من قسوتها وشدّتها على كلّ مسلم، وذلك باعتبارهم صادقين وصريحين ومنسجمين مع عقائدهم، بخلاف دعاة التقريب والإخاء الذين يتم وصفهم دوماً بالمنافقين المتلوّنين!”.
وواصل موضحا “في هذا السياق فإنّ الأديان هي جزء من المشكلة وليست جزءاً من الحل، وهذا ما يرثي لنا فيه دوماً التيار العلماني المتشدد الذي يرى أنّ الحل في قطيعة كاملة مع الدين، والاعتراف الصريح بأنّه لم يعد صالحاً للمجتمعات الحديثة وأنّ مكانه دراسات التراث البائد. ويتعين هنا عدم التعميم، فهذا موقف فريق متشدد من العلمانيين، ولكن التيار الغالب في العلمانية هو تيار يفصل بين الدين والدولة، ولا يرفض وجود الدين وما ينهض به من أدوار نفسية واجتماعية انطلاقاً من ذات الفرد”.
المساواة بين الأديان
ولفت حبش إلى أنّ رجال الدين في كل الأديان في الغالب لا ينظرون بودّية لهذه الجهود، ويرتابون فيها لأنّها قائمة على تفكيك التفسير الحرفي للدين، والنهوض بتفسير مقاصدي سيكون من نتيجته بطبيعة الحال دور أقل لرجال الدين ودور أكبر للعقل وشروط المجتمع، وهو ما يرونه عملية مبرمجة ضد المؤسسات والطقوس والممارسات الشعائرية التي يقودها رجال الدين. وبذلك فإنّه يمكن القول إنّ رجال الدين عموماً لن يرحّبوا بمثل هذا الخطاب، وسيمارسون في الغالب دوراً رافضاً للإخاء الديني وربما سيقبلون إلى حد ما نوعاً من الإخاء البروتوكولي المتمثل في اللقاءات الاستعراضية التي يعقبها عادة تقديم المعاذير والتبرير للجمهور، وتأويل ما جرى بأنه لمصلحة الدعوة وتآلف الناس لإدخالهم في الدين الحق.
وشدد حبش على أنّ الاعتقاد بمساواة الأديان وإمكان تعايشها وتبادل الاحترام فيها وتكاملها وتضامنها أمر حيوي وممكن ولا يشكل تحدياً لأي دين، وحتى إن تناقضت الفكرة مع بعض النصوص المقدسة، فإنها تتطابق تماماً مع نصوص أخرى كثيرة.
كل الديانات خاضت حواراً كهذا، وأن الكهنة كانوا يقفون باستمرار ضد التوجه التكاملي مع الآخرين، ويفضلون التأكيد على احتكار الحقيقة واحتكار الخلاص، ولكن رجال الفكر والحكمة لم يتوقفوا في كل الأديان عن المواجهة مع التيارات المتشددة، وقد باتت جهودهم مثمرة وناجحة، وأصبح التيار المؤمن بالإخاء الإنساني في سائر الأديان أكبر من التيار المطالب بالانعزال والعكوف على ثقافة القدماء واختياراتهم”، مشيرا إلى أن الإسلام مؤهل لأن يكون رائداً في ثقافة إخاء الأديان وكرامة الإنسان، فنصوصه طافحة بهذه الحقائق، ومنهجه التربوي طافح برفض الآبائية والورائية، وهو يؤكد باستمرار على البحث في المستقبل. وحين استعراض الماضي بكل تلويناته، من تاريخ وتراث وثقافة، وما ارتبط به من نزاع وحروب وكذلك من نصوص وردت في ظروف مختلفة تمنع الإخاء الإنساني وتحول دون اللقاء والإخاء بين أهل الأديان، فإن المنهاج القرآني أصيل وواضح وقد تكرر في صفحة واحدة مرتين “تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمّا كانُوا يَعْمَلُونَ” (البَقَرَة 134)
.واعتبر حبش أن الوقت حان لينفض المسلم وكذلك المسيحي واليهودي وهْم أنهم شعب الله المختار، وحان الوقت ليدخل الجميع إلى عقد جديد يؤمن فيه الجميع بالدين قوة روحية طامية، ونوراً يشرق به الله في قلب ابن آدم، والنور لا يطفئ النور، والعافية لا تشاقق العافية، والأمل لا يصادم الأمل، إنها قيم تتراكم في انبثاقها من الذات الإلهية التي يقدمها القرآن الكريم كما يقدمها الإنجيل الكريم، كما تقدمها كتب الحكمة في سائر العصور.
*Apr 16, 2021
ضد السلام والتسامح . فكرة الدين الإبراهيمي
Mar 26, 2021
نظم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا له في 11 فبراير الماضي مؤتمرا بعنوان "موقف الأمة الإسلامية من الديانة الإبراهيمية"،
"فكرة الدين الإبراهيمي" الذي "يقوم على المشترك بين عقيدة الإسلام وغيره من العقائد فكرة باطلة"، وأن "الزعم بأن إبراهيم عليه السلام على دين جامع للإسلام واليهودية والنصرانية- زعم باطل، ومعتقد فاسد"
تنظيم "داعش" في إعلان موقفه الرافض للسلام والتسامح مع اليهود والمسيحيين، وأورد حجج وعبارات مماثلة لتلك التي ساقها دعاة الكراهية في بيانهم حيث ادعى بأن النبي إبراهيم كان يدين بالإسلام، ونفى أن تكون له أي علاقة باليهودية أو المسيحية اللتان اعتبرهما التنظيم "أديان باطلة".
بل وزاد التنظيم على دعاة الكراهية بأن ادعى بأن هدف بابا الفاتيكان من زيارته لمدينة "أور" العراقية التي يُعتقد بأنها مسقط رأس النبي إبراهيم كان "للدعوة" إلى "الديانة الإبراهيمية"، التي وصفها التنظيم بأنها "ديانة الكفر والإلحاد الجديدة" بحسب افتتاحية العدد (277) لصحيفته الأسبوعية "النبأ"، الصادر في الحادي عشر من شهر مارس الجاري.
يدّعون احتكار الحقيقة المطلقة فيما يتعلق بتفسير النصوص المقدسة الإسلامية، ويعتقدون بأنهم يملكون توكيلا حصريا في تمثيل المسلمين وكأن رب الإسلام قد أعطاهم صك شرعي لتأويل كلماته والحديث باسمه.
ألا فرق بين الجهاديين ودعاة الكراهية، فهم وجهان لعملة واحدة. فدعاة الكراهية هم من يؤصلون إرهاب الجهاديين ويقدمون لهم المبررات الدينية لاستهداف المدنيين وسبي النساء وتجنيد الأطفال وقتل كل من يخالفهم في الرأي أو المعتقد، والجهاديون هم من يطبقون فتاوى دعاة الكراهية على أرض الواقع.
العجيب في الأمر، أن ادعاءهم وجود دين جديد يسمى "الديانة الإبراهيمية" ادعاء باطل لا وجود له إلا في مخيلاتهم المريضة التي رأت في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة "البيت الإبراهيمي" الذي يحتوي مسجدا وكنيسة ومعبدا تهديدا وجوديا لأيدولوجيتهم المتشددة.
لا يريدون السلام والاستقرار لمجتمعاتهم التي تعاني من ويلات الحروب أكثر من غيرهم من الشعوب بسبب تمسكهم بالترويج للتعصب والكراهية والإقصاء على حساب السلام والتسامح والتعايش السلمي بين بني البشر واحترام حرية الاعتقاد وحق كل إنسان في اعتناق ما يشاء من أديان والانتماء لأي طائفة أو مذهب
لو افترضنا جدلا وجود دين جديد يجمع بين الإسلام والمسيحية واليهودية، فما الضير في ذلك؟ بل على العكس فإنها لفكرة إيجابية تستحق أن يحتفى بها والترويج لها، لأنها تسعى لنشر السلام والتسامح والتعايش السلمي في العالم وتهدف إلى القضاء على التطرف الديني.
لو كانت "الديانة الإبراهيمية" دينا، فإن من الأولى لأتباع الديانات الثلاث اعتناقها ليس فقط لكونها تؤسس لمستقبل أفضل لبني البشر على كوكب الأرض وهو أمر يسعى له العقلاء من جميع الأديان بل أيضا لسبب براغماتي قد يستفيد منه حتى من يحرصون على النجاة في الآخرة، وهو أن معتنق الديانة الإبراهيمية يؤمن برب الإسلام ورب اليهودية ورب المسيحية وبالتالي فإنه يرفع حظوظه في الخلود في النعيم إلى ثلاث مرات مقارنة بمن يؤمنون فقط بدين واحد فهم يراهنون على فرصة واحدة فقط للنجاة.
*
الدبلوماسية الدينية والمشترك الإبراهيمي
رضوان السيد
دعوة الأزهر ومجلس الحكماء ومنتدى تعزيز السلم - من رفْع لواء التسامح والتعارف إلى الدخول من طريق المشترك الإبراهيمي، إلى وثيقة الأخوة الإنسانية بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان (4 فبراير/ شباط 2019)، إلى ميثاق حلف الفضول الجديد من جانب منتدى تعزيز السلم، ورئيسه الشيخ عبد الله بن بيه، عام 2019 أيضاً. وقد انطلق كلا الإعلانين من أبوظبي كما هو معروف.
لماذا الالتفات إلى هذا الموضوع وهذه المقولة الآن؟ يرجع ذلك لسببين: وفاة اللاهوتي الكاثوليكي هانس كينغ الذي كان معنياً في العقود الثلاثة الأخيرة بالقواسم المشتركة في أخلاقيات الأديان، وصدور كتاب بالعربية بعنوان: «الدبلوماسية الروحية والمشترك الإبراهيمي: المخطط الاستعماري للقرن الجديد»!
الأصل، فإنّ المسألة الإبراهيمية، أو مركزية شخصية إبراهيم أبي الأنبياء في الديانات الثلاث (اليهودية والإسلام والمسيحية)، هي مسألة لاهوتية بحتة، فكرت فيها أوساط كاثوليكية يسوعية وفرنسسكانية في خمسينات القرن العشرين تحت تأثير المستشرق البارز لويس ماسينيون (ت. 1961م)، ومن ضمن أنصارها رجال دين فرنسيون وإيطاليون وسويسريون (هانس كينغ)، ومن اللبنانيين ميشال حايك الذي كتب أُطروحة عن إبراهيم في القرآن، ويواكيم مبارك، وكلا الكاهنين من تلامذة ماسينيون، فكانت لذلك كلّه أصداء واسعة في مجمع الفاتيكان الثاني (1962 - 1965) ووثيقته النهائية. لقد كان الموضوع «حصرية الحقيقة والخلاص»؛ تقول وثيقة المجمع إنّ اليهود والمسلمين يشاركون في الخلاص، باعتبار الوحدانية، وباعتبار الدعوة الإبراهيمية الجامعة، كما يظهر في العهد القديم وفي القرآن. وهذا القاسم المشترك الكبير تأسست عليه كل دعوات الحوار منذ الستينات. وفي البداية، ما تحمس لذلك لاهوتيو اليهود، ولا الإنجيليون البروتستانت، كلٌّ لأسبابه الخاصة التاريخية والعقدية.
الواقع، فإنّ الدبلوماسية ذات الغطاء الديني جرى استخدامها سياسياً في الحوار بين المسيحيين والمسلمين منذ الخمسينات. لكنّ المستخدمين كانوا من الكنائس الإنجيلية الأميركية (في مؤتمر بباكستان، ومؤتمر ببحمدون في جبل لبنان)، وكان هناك عنوانان شديدا الالتصاق بالمسائل السياسية، وهما الإيمان والحرية، في مواجهة الإلحاد والاستبداد الشيوعي. ولذلك فإنه ما كان لذلك صدى إيجابي لدى المسلمين المدعوين للحوار، وهم من غير الرسميين. وشعارا الإيمان والحرية استخدما من جديد (دونما ذكرٍ لإبراهيم أيضاً) في الثمانينات من القرن الماضي، أيام الرئيس ريغان بطل حرب النجوم، وفي الوقت نفسه لاجتذاب البابا يوحنا بولس بداعية الثوران في بولندا. وفي السياق ذاته، حتى الثوار الأفغان صاروا مجاهدي الحرية والإيمان في وجه الطغيان الشيوعي!
السردية الإسلامية تتوازى مع السردية اليهودية في التحدر من إبراهيم نَسَباً من خلال إسحاق (جد الأسباط الاثني عشر) وإسماعيل (الجد الأعلى للنبي محمد)، ودعوةً من خلال
اليهودية والإسلام دينان تاريخيان، أما المسيحية فدينٌ فوق تاريخي. وعلى أي حال، فإنّ المسيحية الكاثوليكية حققت اختراقاً كبيراً باتجاه التاريخ عندما عدت الإبراهيمية جامعاً خلاصياً وأخلاقياً بين الديانات الثلاث... وإلى هذا الأفق الجامع أراد الرئيس السادات الاتجاه عندما فكّر في اجتماع الديانات الثلاث في سيناء، والسلام الإبراهيمي.
ما كان صحيحاً في الماضي، وليس صحيحاً اليوم، اعتبار المشترك الإبراهيمي خطاباً استعمارياً لأنّ فلاناً أو عِلاناً من الأميركيين وغيرهم ذكره أو خطب فيه أو دعا إليه. فالمسلمون عانوا، كما عانى دينهم، من الاستبعاد لعصورٍ متطاولةٍ، من جانب المسيحية المسيطرة بالذات. وزادت الطين بلّة تيارات التطرف والإرهاب. فنحن باعتبارنا بشراً، وباعتبارنا أهل دين عالمي، وباعتبار ديننا جزءاً من كرامتنا وإنسانيتنا، لدينا مصلحة كبرى في هذا الاعتراف المتبادل الذي يقود الدعوة إليه وإلى إحقاقه البابا فرنسِس، وتنخرط فيه من الجانب الإسلامي مؤسسات دينية كبرى ومدنية بارزة وجهات سياسية معتبرة. وما من شيء من ذلك فيه «تقليد» للاستعمار، ولا عملٌ له. فكفانا أوهاماً وفصاميات؛ لا نريد أن نخاف من العالم، ولا أن نخيفه، بل نريد أن نكون ونبقى جزءاً في حاضره ومستقبله.
* May 18, 2021
المشروع الامريكي الجديد في المشرق العربي . تصعيد أردني محسوب حيال إسرائيل
May 8, 2021
مشروع "الإبراهيمية الجديدة" كي يقوم بإحياء فكرة قام بها من قبل جمال الدين الأفغاني، ولم تلق أي استجابة قبل أكثر من قرن! جمع الأديان السماوية الثلاثة في محفل واحد تحت غطاء الإبراهيمية الجديدة خدعة كبرى لبعض الساذجين، كما اتخاذ العراق كعبة لها، كون أصل أبي الأنبياء إبراهيم من العراق. وعلى الرغم من اعتراف الأديان السماوية الثلاثة بإبراهيم، إلا أن هذا "المشروع" سياسي، وكانت زيارة البابا فرنسيس إلى العراق، في مارس/ آذار الماضي، جزءا منه، فقد صلّى في قدّاس مسيحي في صحراء أور، إذ لا يعرف مطلقا بوجود معبد أو ضريح أو أي رمز يوحي بالإبراهيمية الجديدة، وسط مباركة السذج أو الضالعين، ناهيكم عن أن الأديان السماوية الثلاثة يختلف واحدها عن الآخر في فهم ما جاء في كل واحد منها عن إبراهيم. ألا ترون أن "للمشروع" سذاجته لسحب رمز مختلف عليه، وجعله وسيلة لحل مشكلات العصر ومعضلاته في منطقتنا العربية؟
المشروع" كون إبراهيم أبو الأنبياء، ولأنه يريد أن يكون في اصطفاف واحد بين أبناء الأديان الثلاثة، ساذج وقاصر الفهم، ويقدّم خدمة غير منظورة لهذا المشروع وأصحابه! وثمّة تفاصيل عن نشأة "المشروع" وتبلوره وأهدافه، وربما كانت هناك ثمّة أهداف أخرى غير منظورة في المستقبل المنظور، وهي تصبّ في مشروع آخر، يقع في إطار الحرب الباردة بين أميركا والصين اليوم.
وينقسم الشرق الأوسط أيضاً حيال مشروع آخر، هو "طريق الحرير". وربما كان الأتراك والإيرانيون أذكى من العرب في فهم طبيعة الصراع حوله بين الشرق والغرب. ومن المعروف أيضا أن بوابته العربية أيضاً هي العراق الذي تتجاذبه كلّ الأطراف. وبالتزامن مع صعود الاقتصاد الصيني، أصبحت السياسة الخارجية للصين أكثر حزماً من أي وقت في الماضي، لتحقيق وعد "الحلم الصيني"، فأوجدت مشاريعها الجديدة بواسطة "طريق الحرير الجديد"، برا وبحرا، فصلًا جديدًا من علاقات الصين مع مجتمعاتٍ دولية. ومع ذلك، تمثل أجندة الصين الخفية خطرا جديدا، والتحدّيات التي تواجهها في تحقيق أهدافها، وكيفية استجابة المجتمعات الدوليّة للسياسة الخارجية الصينية المتزايدة، والتي لم تتم مناقشتها بحثيا بعد على نطاق واسع في العلاقات الدولية. وهنا يدعو هذا المقال إلى تحديد "البحث" بشكل معمّق نظريا وتطبيقيا، وتسليط الضوء على أهمية فهم سياق تحولات الصين الاستراتيجية في عصر شي جين بينغ، ومعرفة ما الذي تريده بالضبط.
تراقب الصين التطورات الحاصلة في العراق وسورية بعين سياسية وأخرى اقتصادية، وتتأهب لبدء سباق إعادة الإعمار لتأذن لشركاتها العملاقة، كما هو تنّينها، الرمز المحبّب للشعب الصيني وحكومته، للانطلاق في رحلة استثماراتٍ كبرى نحو بلدين مزّقتهما الحروب، ساعيةً إلى كسب صفقات إعادة الإعمار من بوابة طريق الحرير. وقد فشلت صفقة رئيس وزراء العراق السابق عادل عبد المهدي مع الصين، ولكن بشار الأسد رحّب بالصين ترحيباً مبالغاً فيه. وكلّ من العراق وسورية يدوران معا في فلك إيران إقليمياً. المشكلة أن العرب لم يستوعبوا بعد متغيرّات العالم لكي يحددّوا لهم موقفاً جماعياً حيال خروجهم من عنق الزجاجة أولاً، وموازنتهم في الاستجابة للتحديّات، بعيدا عن إيران وأجندتها الإقليمية ثانياً. وليدركوا أن للصراع الإقليمي علاقة مباشرة بالصراع الدولي القائم والذي تقوده الولايات المتحدة منذ سنوات، من دون أن تعلن عن أهدافها.
*
يريد الأردن، في محنته اليوم، أن يتوكأ على كلّ من يساعده للخروج من المأزق الذي حشر فيه من أجل إرضاء إسرائيل
المشروع الثالث، عودة اللاجئين ليس إلى فلسطين، بل إلى الأرض الإبراهيمية، فهو مشروع أميركي، تنضم إليه دول كثيرة، ولكنه مرتبط أيضا بمشروع سمّي "الوطن البديل"، الذي ترفضه القيادة الأردنية رفضا قاطعا، كونها تعلم أن ثمنه هو عرش الأردن أولا، وأنه سينهي حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه التاريخية والوطنية ثانيا. يريد الأردن، في محنته اليوم، أن يتوكأ على كلّ من يساعده للخروج من المأزق الذي حشر فيه من أجل إرضاء إسرائيل. ولا يمكن للأردن الاعتماد على إيران، كون الأخيرة جعلت من العراق وسورية مجرّد تابعين لسياستها في المنطقة مع التنسيق مع حزب الله اللبناني، وما يهمها أولا وأخيرا مد نفوذها تحت مسمّيات شتى.. مع الاقتصاد المترنح والتحدّيات الجديدة في المنطقة، ينبغي التحذير من أن كبار المسؤولين العرب في السلطة لا يرقون إلى مستوى التحدّيات الحالية.
لن تتوقف القوى السياسية عن الحديث عن "الوطن البديل"، بسبب المصالح السياسية الضيقة. ويرقص بعضهم على إحداث فجوة الثقة بين الحكومة والشعب التي يأملون أن تأخذ في الاتساع بمعدل ينذر بالخطر، أو الرهان على انقسام البيت الهاشمي الحاكم، لتتمّ الضربة القاضية عليه، علماً أن شرائح واسعة جداً من مجتمعاتنا باتت لا تثق ألبتة في الحكومات، ولا تثق بالمؤسسات، فما الذي سيرسمه لنا المستقبل المنظور؟ دعوة متواضعة إلى التأمل.
*
May 18, 2021
يتخذ الأردن مواقف تصعيدية محسوبة مع إسرائيل، متماهيا في ذلك مع المزاج الشعبي في الداخل، الذي بات يطالب بالمزيد من الإجراءات ومنها طرد السفير الإسرائيلي على خلفية ما يدور في غزة.
للأردن حساباته من خلال هذا التصعيد فهو يدافع بذلك على أحقيته في الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، واضعا في الآن ذاته الوضع الداخلي للمملكة ضمن تلك الحسابات، حيث إن جزءا كبيرا من سكان المملكة من أصول فلسطينية وأي موقف يصدر عنه محسوب عليه.
كان الأردن أول من بادر عربيا إلى تسليط الضوء على التصعيد الإسرائيلي في القدس الشرقية عبر سلسلة من التصريحات والمواقف تحذر من مغبة تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وأيضا من خلال التحرك في قضية الفلسطينيين المهددين بالطرد من منازلهم في حي الشيخ جراح في ظل دعاوى قضائية رفعها مستوطنون يهود يزعمون أحقيتهم في تلك المنازل.
اليوم يتحرك الأردن على أكثر من مستوى للضغط باتجاه وقف التصعيد في قطاع غزة، واتخذت هذه الضغوط أشكالا مختلفة منها السماح للآلاف من الأردنيين بالتظاهر رغم القيود المفروضة في المملكة جراء الوضع الوبائي، حتى أن المئات من المتظاهرين نجحوا في بلوغ الحدود مع إسرائيل وبعضهم حاول تجاوز تلك الحدود أمام مرأى من الأجهزة الأمنية الأردنية.
الملك عبدالله الثاني الأحد أن بلاده تشارك في اتصالات دبلوماسية مكثفة لإنهاء التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة.
وشدد الملك على أن “المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار دون التوصل إلى حلّ عادل وشامل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من (يونيو) حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
وتبدو إسرائيل غير مبالية بالدعوات التي تطالبها بوضع حد لحالة التصعيد، مصرة على استكمال أهدافها من العملية العسكرية ومنها استعادة عنصر الردع وتحجيم الفصائل الفلسطينية عبر تصفية قياداتها العسكرية، وأيضا ضرب قدراتها الصاروخية، مستفيدة في ذلك من دعم أميركي وانقسام أوروبي.
يدرك الأردن أن إسرائيل مصرة على استمرار الحرب إلى حين تحقق أهدافها، حيث إنها لا تريد أن تفوت فرصة تكبيد حركة حماس خسائر قاسية تجعلها تفكر مرارا قبل المبادرة إلى جولة مقبلة، لكنه يسعى مع الحلفاء في المنطقة والمجتمع الدولي للتوصل إلى تهدئة.
*
Jul 23, 2021
يخطئ من يجمع بين الظاهرتين، "الإبراهيمية" الدينية و"الإبراهيمية" السياسية، فالأولى تعود إلى تطورات فكرية معنوية على مدى قرنين تتفاعل مع "العائلة الإبراهيمية" على أنها انتماء أخلاقي إيماني، فيما الثانية حديثة العهد وتذهب نحو افتراض تاريخية وقائعية لشخص النبي إبراهيم وذريته، لتصبح "الإبراهيمية" صلحاً بين ذريته من إسحاق وذريته من إسماعيل
*Jul 23, 2021
الهدف المعلن للمشروع هو "التركيز على المشترك بين الديانات والتغاضي عن ما يمكن أن يسبب نزاعات وقتالا بين الشعوب".
الخلط بين التآخي بين الدينين، الإسلامي والمسيحي، وبين امتزاج الدينين وذوبان الفروق والقسمات الخاصة بكل منهما، خاصة في ظل التوجهات والدعوة إلى الإبراهيمية".
هذه الدعوات تطمح فيما يبدو إلى "مزج المسيحية واليهودية والإسلام في دين واحد يجتمع عليه الناس ويخلصهم من بوائق الصراعات".
صناعة دين جديد لا لون له ولا طعم ولا رائحة
الدعوة لـ"الإبراهيمية" "تبدو في ظاهر أمرها دعوة للاجتماع الإنساني والقضاء على أسباب النزاعات والصراعات، وهي في الحقيقة دعوة إلى مصادرة حرية الاعتقاد وحرية الإيمان والاختيار".
توحيد الدين دعوة "أقرب لأضغاث الأحلام منها لإدراك حقائق الأمور وطبائعها"، لأن "اجتماع الخلق على دين واحد أمر مستحيل في العادة التي فطر الله الناس عليها".
"احترام عقيدة الآخر شيء والإيمان بها شيء آخر".
قال آخرون إنه "لا مانع من تحقق هذه الدعوة إذا كانت ستنهي القتال والصراعات وتحل السلام" كما هو معلن من أهدافها.
"الديانة الإبراهيمية دعوة مسيسة تحت مظهر مخادع واستغلال للدين".
التسامح وإزالة الخلافات القائمة على الاختلافات والفروق الدينية"، لكنهم يرون أن مشروع الدين الإبراهيمي، "سياسي بحت هدفه دعم وتوسيع دائرة تطبيع العلاقات مع إسرائيل في المنطقة العربية خاصة".
فكرة الدين الابراهيمي في جوهرها تعني التسامح بين الأديان الثلاثة..وهذا شئ جيد، لكنها وُظفت لصالح التطبيع مع إسرائيل، وفي الحقيقة المسلمون والشرق الأوسط بحاجة لفكرة شبيهة للتسامح بين السنة والشيعة..فعندما توجد تلك الفكرة ويجري دعمها بنفس الزخم فلا مانع من دعم فكرة الدين الإبراهيمي
نشجع جهود دعم الحوار بين الثقافات والأديان للدفع بثقافة سلام بين الديانات الإبراهيمية الثلاث والإنسانية جمعاء"
فتطبيع العلاقات مع إسرائيل لم يكن صفقة سياسية أو اقتصادية بحتة وإنما انعكس على جوانب ثقافية في حياة كل الأطراف.
بدأ الحديث عن التسامح والتواصل والحوار بين البلدان والشعوب والملل والأديان ليتحول فيما بعد إلى حديث عما يعرف بـ"الديانة الإبراهيمية الموحدة".
ربط كثيرون بين الدعوة "للإبراهيمية"، وبين "بيت العائلة الإبراهيمية" الذي أمر حاكم دبي محمد بم زايد بتأسيسه في أبوظبي "تخليداً لذكرى الزيارة التاريخية المشتركة للبابا فرنسيس وفضيلة الإمام أحمد الطيب" بداية عام 2019، أي
قبل توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل بأكثر من من سنة ونصف.
وسيفتتح "بيت العائلة الإبراهيمية"، الذي يضم مسجدا وكنيسة وكنيسا يهوديا، في عام 2022.
من بين المروجين له في الإمارات وسيم يوسف، خطيب جامع الشيخ سلطان بن زايد الأول.
لكن الداعية الكويتي الشهير عثمان الخميس، انتقد "مشروع البيت الإبراهيمي" في الإمارات، واعتبره "كفرا".
كان وقوده في شهر مارس آذار من هذا العام، تغريدة لقائد التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، قال فيها إنه "لا تناقض" بين أن يكون "الدين عند الله الإسلام" وبين "وحدة الأديان".
"كفر". ومنهم الداعية طارق السويدان.
سامي العمري دين يجمع التوحيد والتثليث، والقرآن والتلمود.. وإبراهيم عليه السلام منه براء!
غلّوا (=اكتموا) مصاحفكم.. #حتى_لا_تكون_فتنة
في شهر فبراير من هذا العام، عقد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورابطة علماء المسلمين، ورابطة المغرب العربي مؤتمرا عنوانه: "موقف الأمة الإسلامية من الديانة الإبراهيمية".
*
Nov 10, 2021
المنطقة تواجه مخاطر حقيقية عميقة، مادية في أمنها المائي والغذائي، في بيئتها واقتصادها وتزايد سكانها، ومعنوية في انحلال نظمها الاجتماعية والأمنية، في انفراط العقد الاجتماعي بين مواطنيها وسياسييها، في انهيار نظمها التعليمية وضمور ثقافتها السياسية.
ظاهرة "الديانة الإبراهيمية" بالتأكيد ليست تحدياً للأديان القائمة، ولو كانت فرضاً من باب التحدي، فهي عبثية و"أضغاث أحلام". غير أنها ظاهرة خطيرة بالفعل فيما تكشف عنه من جنوح فكري في المنطقة لهدر الطاقات والجهد والوقت فيما يتعدى مقتصاه.
*Dec 2, 2021
شيخ الأزهر وبابا الأقباط يخترعان "الديانة الإبراهيمية" ويهاجمانها
البابا تواضروس الجمعة إن “هناك أفكارا سبقت فكرة الدين الإبراهيمي التي هي فكرة سياسية، مثل أن الأديان كالألوان يمكن تغييرها كما نشاء، وهذا شيء لا يتناسب مع فكرة الدين وكلاهما مرفوض تماما وغير مقبول”.
موقف قادة المؤسسات الدينية، فثمة قناعة داخل الكنيسة بأن البحث عن أفق سياسي بين ثقافات ودول مختلفة يجب أن يكون بعيداً عن الثوابت الدينية.
“بيت العائلة الإبراهيمية” مسجدا وكنيسة مسيحية وكنيسا يهوديا كتعبير عن التعايش بين الأديان الثلاثة، ومن المنتظر أن يتم افتتاحه خلال العام الجاري.
*Jan 10, 2022
بيت العائلة الإبراهيمية.. حوار وتعايش لا اندماج وانصهار
نداءً عالميًّا للسلام والتعايش والتعارف، يستهدف كل البشر مؤمنين وغير مؤمنين.
طيفًا واسعًا من المفكرين والدبلوماسيين ودعاة السَّلام في العالم المتنوعين ثقافيًّا ودينيًّا، بما يضمن لها التفرغ الكامل لمهمتها دون انخراطها في أي صراعات أو دعوات تنحرف بها عن هدفها الرئيس المنطلق من مبادىء وثيقة الأخوة الإنسانية.
سيُحافظ بيت العائلة على الطابع الفريد لكل دين، ويعزز خصوصيته.
الأديان تشترك في قيم واحدة مثل السلام والتسامح والعدالة والمحبة، ويُبرز بيت العائلة الإبراهيمية تلك القيم بين أتباع الأديان، لكننا ندرك أيضًا أن هذه المبادئ المشتركة لا تنتقص من خصوصية كل دين وثرائه وتقاليده وشعائره.
دعوة لاختراع صلاة تجمع المسلم والمسيحى واليهودي والبوذي والهندوسي وغير ذلك من معتقدات تمهيدًا لاختراع معتقد جديد يجمع كل البشر، وجاء موعد الصلاة المتفق عليه واستجاب للدعوة ملايين البشر حول العالم، صلى كل منهم وفق معتقده وطقوسه ونصوصه وبلُغته وإيمانه، دون أى مشترك فى النصوص أو الطقوس غير التوقيت والهدف من الصلاة.
نشر قيم المحبة والخير والتعايش ونبذ الكراهية والتمييز والدمار.
نشر قيم التعايش السلمي التي تُعزز أواصر الأخوة الإنسانية دون النَّظر إلى اختلاف الأديان والأعراق والثقافات، وتتحول هذه التطلعات إلى حركة عالمية للنهوض بالأخوة الإنسانية، تتجاوز محاولات عرقة أو تشويه أهدافها الإنسانية النبيلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق