كان الباكستاني شهاب أحمد طالبا في "الجامعة الإسلامية الدولية في ماليزيا" يوم صدرت رواية "آيات شيطانية" لمؤلفها الهندي سلمان رشدي في العام 1988، قبل أن يصدر "مرشد الثورة" الإيرانية الراحل روح الله الخميني فتوى بقتل رشدي وكل من تعاون معه في نشر الرواية أو ترجمتها.
قد يعتقد كثيرون أن عبارة "آيات شيطانية" من تأليف رشدي، لكن طلاب التاريخ الإسلامي يعرفون أنها تصف حادثة وقعت مع نبي المسلمين، وهي حادثة تعرضت لنقاش طويل على مدى القرون الأربعة عشر
التي تلت ظهور الإسلام.
في الروايات الإسلامية، كان الرسول وأتباعه عرضة لتنكيل واسع دفع بعضهم إلى اللجوء إلى الحبشة، وأن الرسول تمنى لو يتوصل إلى تسوية مع قريش، وأنه فيما كان يوحى إليه بسورة النجم، وصل إلى الآيتين "أفرأيتم اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى"، فوسوس الشيطان للرسول، فتابع الأخير السورة بالقول "تلك هي الغرانيق الأولى، وإن شفاعتها لترتجى".
وحسب الروايات الإسلامية، فرحت قريش لأن الرسول وصف آلهتها بالشفيعة، وسجد المسلمون وسجدت قريش، وأقفل اللاجئون المسلمون في الحبشة عائدين إلى مكة. لكن جبرائيل استعرض مع الرسول السورة، ولما وصلا إلى الآيتين الشيطانيتين، قال جبرائيل للرسول إنه لم يأت إليه بهما، فحزن نبي المسلمين، لكن الله نسخ الآيتين، وأنزل عددا من الآيات ليؤكد براءة الرسول.
هذه الصور دفعت أحمد للاعتقاد أن المسلمين الأوائل نظروا إلى النبوة وكأنها عمل ارتقى مع التجربة، وأنهم تبنوا النمطية السائدة التي تمتحن الرسول، وتدفعه إلى حافة اليأس، قبل أن ينصره الله ويجعله من
الغالبين. على هذا الشكل كانت السيرة.
أحصى أحمد كل الروايات الإسلامية حول الآيات الشيطانية، ورفع عددها من 28 في أطروحته إلى 50 في كتابه
لكن حتى العصمة، اختلف المحدثون في مدى تغطيتها لنشاطات الرسول، فاعتبر البعض أنها تقتصر على تلاوته الآيات، واعتبر البعض الآخر أنها تشمل الكبائر فقط، فيما اعتبرت بعض الفرق، مثل الشيعة، أنها عصمة كاملة شاملة لجميع أعمال وأقوال الرسول.
وافق ابن تيمية على حادثة "الآيات الشيطانية"، وأيده محمد بن عبد الوهاب، فيما رفضها علماء من الأزهر، الذين كفّروا ابن تيمية
الطريف أن من يتم تصنيفهم اليوم على أنهم من متشددي العقيدة، لم ينسفوا حادثة "الآيات الشيطانية"، بل قبلوا حدوثها،
من موقع الحرة
بوضوح شديد، إذا كان لا يحق للغربى تشويه معتقدات المسلمين بذريعة حرية التعبير، فلا يحق للمسلم، بذريعة الغيرة على الدين، ممارسة الإرهاب وإسالة الدماء، بل يتعين عليه الدخول فى مغامرة الجدل الفكرى والتوبيخ الأخلاقى، ثم التقاضى القانونى السلمى مع أولئك الذين يصرون على الخطأ، فأسوأ وسيلة للدفاع عن قضية عادلة هى الوقوع فى فخ البداوة والهمجية، ووضع الآخر تلقائيا فى موقع العدو، حيث تتوالى الأفعال وتتصاعد وصولا إلى لحظة الانفجار التى تتوارى فيها حكمة التاريخ.
Nov 23, 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق