سمير أمين يناقش عصر الرأسمالية الاحتكارية
احتكار السياسة والفهم الوطني/ بقلم: غسان عنبتاوي
الاحتكار السياسي هو النقيض التام لمفهوم الديمقراطية القائم على الاعتراف بالآخر وتعزيز التداول السلمي للسلطة وبناء مجتمع مدني يرتكز الى العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات وفتح الحوارات بين الأفكار والثقافات، فهو في جوهر معناه انه هيمنة واستفراد حزب او مجموعة او فرد في فرض فكر سياسي او ممارسة بعينها بحجة حوزة المعرفة والفهم الأصح للصالح العام مما يؤدي الى استفحال الاتكالية واللامبالاة. وهذا النوع من الاحتكار عادة يحول دون السماح للآخرين بالمشاركة بالرأي او العمل او المعارضة وفي أحسن الأحوال السماح جزئياً لهم وبالقدر الذي لا يخرج عن السيطرة للحزب او للمجموعة او للفرد المحتكر او يخل بمكانته السيادية العليا عند اتخاذ القرارات، وهو عادة ما يكون له دور أساسي في حدوث بلبلة وعنف وتناقضات مجتمعية وسياسية وفكرية محتدمة بسبب التضييق على أصحاب الراي المخالف والآخر مما يؤثر بشكل مباشر على اشكال المعيشة والحكم المدني ويؤدي الى تردي الاوضاع الاقتصادية كمحصلة طبيعية لحالة عدم الاستقرار.
في واقعنا الفلسطيني، يمارس الاحتكار السياسي بامتياز يوميا ليس فقط من قبل السلطة الفلسطينية، بل أيضا من قبل غالبية الأحزاب التي تقف على طرفي الحلبة السياسية سواء في المعارضة او في الموالاة. فهم يحتكرون " الفهم والوطني لأسس الصراع وسبل حله" ويختزلون التمثيل لوجهات النظر الفلسطينية عبر رؤاهم دون الرجوع الى غالبية الشعب الصامتة غير المؤطره والمسيسة ويعتبرون من يخالف رأيهم بانه إما خارج عن الملة او القانون او أداة اجنبية بأيدي آخرين او انه من هواة السياسة والعمل العام ولا يعتد برايه، ويتصرفون بأنهم فقط من يحوز على المعرفة وبالتالي ملكة القرار الصائب.
*
الإنترنت «صديق الاحتكار»
ذلك أن الإنترنت باتت تسهّل على الشركات اكتساب معرفة السوق، والترويج لمنتجاتها، وإعلان سلاسل الإمداد عبر مسافات كبيرة وتسييرها
استدانة الدولة من مصرف مصر بالدولار: تمويل تجارة المحتكرين
لماذا ترتفع قيمة الأسهم في البورصة بينما الاقتصاد متراجع
حيث تهيمن حفنة من الشركات الكبرى على كل جانب من جوانب حياتنا
شركات استثمارية ضخمة تحدد مسار تدفق الأموال.
إنهم الشخصيات الرئيسية في المسرحية التي نعيشها.
هذا الفيلم يؤكد الشراكة الثلاثية بين البنوك المركزية والشركات والحكومات على حساب الشعوب ،
حيث تحتكر البنوك المركزية صك النقود وانتاج الورق النقدي من العدم بدون مخزون يدعمه من أي شيء ، وتقوم الشركات الضخمة التابعة للبنوك المركزية بشراء العالم بتلك الأوراق النقدية بموافقة الحكومات التي تحمي قوانينها عملية سرقة البشرية هذه مقابل أن تستدين الحكومات من هذه الأوراق النقدية التي تنتجها البنوك المركزية .. إنها عملية قذرة لاستعباد الشعوب واحتكار أموال العالم لصالح فئة قليلة من الناس ، حدثنا عنها القرآن : “وأمددناكم بأموال”
*
الذراع الأول: المؤسسات الاستثمارية الاحتكارية
في الجزء الأول تحدثنا عن المؤسسات الاستثمارية التي تمتلك الجزء الأكبر من أهم الشركات الدولية التي تبدو لنا أنها متنافسة وهي في الحقيقة مملوكة لنفس المؤسسات ويديرها نفس المجموعة المالكة .. وانتهينا أن أعلى واحدة على قمة هرم المؤسسات الاستثمارية هي مؤسسة Vanguard التي يبدو أنها مملوكة لعائلات غنية آثرت أن تبقى في الخلفية ولا تظهر في الشاشة
الذراع الثاني: المنظمات غير الربحية
هذا الجزء يتحدث عن ذراع أخرى لهذه العائلات لا يقل أهمية عن الذراع الاستثماري وهو ذراع المنظمات الخيرية (الغير ربحية) والتي تقوم بدور أخبث من المؤسسات الاستثمارية. تلك المنظمات الخيرية هي وسيلة النخبة للتأثير في السياسات الدولية والإعلامية والتعليمية والاقتصادية ، وفي شراء الذمم وفي التلاعب بالصورة الحقيقية فضلاً عن أنها وسيلة لغسيل الأموال والتهرب من الضرائب الباهظة .. فتقوم المؤسسات الاستثمارية بتقديم هبات ومنح ضخمة إلى المنظمات الخيرية (المملوكة لنفس الأسر) وهذه تكون معفاة من الضرائب…
العملية المعقدة من تدوير المال بين المؤسسات الاستثمارية والمنظمات غير الربحية ، وكيف يعمل هذا المال في صياغة كافة جوانب حياتنا عبر الحكومات والمؤسسات الدولية التي تضع القوانين والنظم التي نخضع لها جميعاً
عملية احتكار عالمية تحدث في العالم حيث تهيمن حفنة من العائلات الكبرى على كل جانب من جوانب حياتنا.
شركات استثمارية ضخمة تحدد مسار تدفق الأموال ومنظمات غير ربحية تستخدم أموال تلك الشركات لصياغة كل جوانب حياتنا.
إنها عملية قذرة لاستعباد الشعوب واحتكار أموال العالم لصالح فئة قليلة من الناس
شركة «ألفابيت»، وشركة «فيسبوك»، وشركة «أبل»، وشركة «أمازون»
قوة سوقية هائلة للغاية
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت شركات التكنولوجيا الأميركية أكثر أهمية للاقتصاد الوطني وللأسواق المالية الأميركية من أي وقت مضى. وتمثل الشركات التقنية الخمس الكبرى (وهي الشركات الأربع المذكورة سالفاً بالإضافة إلى شركة «مايكروسوفت») حالياً أكثر من خُمس القيمة السوقية الإجمالية لمؤشر ستاندرد أند بورز 500. ولقد ارتفعت القيمة السوقية للشركات الخمس بصورة ملحوظة خلال جائحة وباء «كورونا المستجد» الراهنة.
تهيمن شركة «غوغل» بصورة كبيرة على محركات البحث، غير أنها لا تملك سوى ثُلث عائدات الإعلانات الرقمية بالرغم من ذلك. وقال مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة «فيسبوك» إن شركته باتت تواجه منافسات شرسة في العديد من الأسواق الرقمية، لا سيما من شركات التكنولوجيا الأخرى.
التلاعب في أو رفع أسعار المستهلكين، وسداد الأجور الأقل للعمال، مع مواصلة ممارسة الضغوط على الموردين.
وفي حالة الشركات التقنية الكبرى، فإن أسعار المستهلك هي آخر المشاكل المثيرة للقلق بصورة عامة. فإنَّ الخدمات المتوفرة من شركتي «غوغل» و«فيسبوك» إلى المستخدمين هي خدمات مجانية بالأساس، في حين أن هوامش الربح السمينة لدى شركة «أبل» تنبع في الغالب من رغبات المستهلكين في دفع الكثير من المال في مقابل الاستفادة من العلامة التجارية القيّمة لهواتف آيفون. أما الأجور فإنها من الشواغل ومصادر القلق الأكبر قليلاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق