الاثنين، 1 أغسطس 2022

فتلك الشعوب المنهوبة لم تكن بلدانها متخلّفة فيما مضى دول المركز والأطراف

 النظرة إلى التخلف ستبقى قاصرة ما لم يتم جمع جميع عوامل التخلف ونقدها في نظرية شاملة لا تستثني العلاقات التاريخية ولا تفاوت النمو الرأسمالي على المستوى العالمي. ما عدا ذلك، وما نراه ونقرأه اليوم من ردود فعل ومقارنات يتم إجراؤها، فإنها لا تُجرى من باب النقد بل من باب جلد الذات لا غير. أما في ما يتعلق بالإنجازات العلمية، فيمكننا الإشارة إلى أن أحد أسباب حضور الإنجازات العلمية في المركز وغيابها في دول الأطراف هو الجوع. موت هذه الأطراف ودمارها وامتصاص فائض القيمة هي عمل المركز الحاكم لكي ننسى التنمية كفعل مضادّ للنظام الإمبريالي، ولكي نبقى أسرى في قوقعة جلد الذات.

هذه الشعارات الجذّابة لم تكن في صلب السياسات الداخلية والخارجية للنخب الحاكمة. ولم تأت رفاهية الغرب بسبب النهضة الاقتصادية والثورتين الزراعية والصناعية، بمقدار ما أتت بعد نهب واضطهاد الشعوب الحُمر والسُّود والسُّمر والصُّفر. الغرب الذي زعم احترام الإنسان لم يستطع أن يتكيّف مع الآخر. ويبرز جورج قرم في مؤلفه «أوروبا وأسطورة الغرب» أن الغرب في القرن التاسع عشر اخترع مفهوم الآخر ليبرّر سيطرته على الشعوب المستعمَرة ويقلّل من إنسانيتها. وسياسات الغرب خلال القرنين الماضيين أكّدت وحشيته تحت ذريعة «تمدين» الآخر.

 تحمي مصالح الأوليغارشية الحاكمة. هنا يبرز دور الدولة الأمنية التي يتكلّم عنها الكاتب وليم انغلهارت. والإنتاج الصناعي أصبح خارج الغرب في آسيا وأميركا اللاتينية وغداً قد يكون أيضاً في أفريقيا التي أهملها الغرب طيلة حقبة استعماره لها. فهي قارة الموارد الخام الطبيعية والمعادن وشعوبها لا قيمة لها وفقاً للخطاب الغربي الذي يتفوّه به أمثال يوفال هراري مستشار كلوس شواب مؤسّس المنتدى الاقتصادي العالمي المعروف بمنتدى دافوس.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق