الأربعاء، 17 أغسطس 2022

الإجماع العلمي ********************

  مغالطة التوسل بالمرجعية أو مغالطة الاحتكام إلى سلطة(1) (Argument from authority).

الدليل على ذلك والذي كان من المفترض أن يعرضه أحمد بدلًا من قول جمل كـ "صدقني، أنا طبيب وهذا مجال عملي وأؤكد لك ذلك".

"أنا طبيب، وأقول لك إن.."، أو "أنا فيزيائي، وأقول لك إن.." أو قد يبدأ البعض في استحضار أشخاص آخرين، كأن يقول لك "وهذا هو الدكتور "فلان" والذي درس في كلية كذا وكذا وتعلم عن البيولوجيا التطورية في جامعة كذا وكذا، يقول إن التطور خاطئ"،

استخدام المشاهير للإعلانات التجارية

تنتشر بصورة معكوسة حينما يعرض أحدهم الدليل على صحة أو خطأ قضية ما فيأتي الرد "أنت لست متخصصًا"، بينما كان الصواب هو النقاش حول صدق الأدلة من عدمه،

هذا الدواء غير قاتل، وذلك لأنه شخص يمتلك رخصة لإصدار أحكام كتلك، والخبير في عمله عادة ما يتحدث من خلال خبرة، لكن استخدامها في القضايا الجدلية قد يشتمل على درجات من التحيز التي تتطلب دلائل بغض النظر عن الأشخاص أو مراكزهم العلمية، خاصة أن البعض منهم قد يتحدث عن "تجربته الخاصة"، أو مع "عدد قليل من العيّنات".

التوسل بالمرجعية هو إذن ببساطة مغالطة منطقية. حيث من المفترض، كبداية، أن نتحدث باسم الأبحاث والدلائل العلمية لا بلغة علماء يظهرون في التلفاز أو على الفيسبوك ليقولوا آراءهم، 

حاصلا على نوبل سوف يجعلنا نهرع إلى الصيدليات لشراء كل كميات الفيتامين الممكنة، إنها نصيحة حاصل على نوبل في الكيمياء، و25 سنة إضافية ليست لعبة يا صديقي، أليس كذلك؟!

 كلمة "عالِم"، فمن أجل أن تصبح متخصصًا في مجال ما تحتاج أن تدرسه مسافة أربعة سنوات متتالية، ثم بعد ذلك تبدأ في رحلة التجهز للدكتوراه، ثم تحتاج أن تقضي مدة تصل إلى 6 سنوات كي تنهي درجة الدكتوراه الخاصة بك في تخصص فرعي من تخصص أعم كنت قد درسته في الكلية، في أثناء ذلك تفرض عليك المهنة تعلّم عدد من المهارات البحثية شديدة التخصص والدقة، وتختص بها أنت دون غيرك، كي تتمكن من إنتاج قدر من المعارف الذي يرتبط بهذا التخصص الذي تمارسه، هُنا يمكن القول أنك قد أصبحت عالِمًا في تخصصك.

توثق تلك المعارف التي تنتجها في التخصص الذي تمارسه سوف تحتاج أن تنشر ما توصلت إليه في أحد المجلات المتخصصة والتي تخضع لمراجعة الأقران peer review، وهي عملية تقييم عمل أو نشاط بحثي يقوم به شخص ذو اختصاص وكفاءة في مجال عمله من قِبل آخرين ذوي اختصاص وكفاءة أيضًا يعملون في نفس المجال فيقومون بالحكم على مدى صحة هذا العمل البحثي وقابليته للنشر من عدمها، وكلما كانت تلك العملية أكثر تخصصًا وقدرة على فرز الأبحاث العلمية كانت المجلة أعلى قيمة.



لذلك فإن الإجماع العلمي لا يعني(7) بأية صورة "الحقيقة العلمية"، كذلك فإنه لا يعني أن كل العلماء يؤيدون هذا التوجه، لكنه على الرغم من ذلك إشارة بالغة الأهمية إلى نقطة انطلاق معظم العلماء عبر أبحاثهم المنشورة في مجلّات متخصصة محكمة، والمشكلة هنا أن المواطن العادي في المنزل لا يستطيع بسهولة أن يتقبل فكرة الاحتمالات تلك،

"يقول العلماء" إذن هي جملة ذات أهمية كبيرة بالفعل، تتلقى قدرًا واسعًا من القبول لدى الجمهور، لكن إطلاقها دون إشارة من مصدر موثوق به إلى وجود إجماع علمي على تلك القضية من عدمه، أو درجات احتماله، هو -بحد ذاته- إشارة على درجة من درجات التلاعب بالجمهور، في الكثير من المجالات العلمية يمكن أن تجد آراءً متضاربة، لكن ليس من السهل الحصول على إجماع علمي واضح، يتطلب ذلك الكثير من الجهد على مدى سنوات طويلة.

ليس بحثا عن الحقيقة.. ما الذي يسعى له العلماء؟




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق