الاثنين، 16 أبريل 2018

عالم الانترنت

المواطن الغربي كان مطلعا دائما على ما يجري من حوله، على الأقل في عالمه. ثمة وفرة في التغطية الصحفية ووفرة أكثر في تنوع وسائل الإعلام المتاحة أو المصادر المعرفية. الصحيفة والشاشة التلفزيونية والكتاب كانت تنقل له ما يهمه، فجاء الانتقال سلسلا نسبيا إلى عالم التواصل الالكتروني. كان من السهل عقد ندوة أو تجمع أو الدعوة إلى تظاهرة كبيرة، بل ومليونية.
القانون في الغرب مستقر والسياسة حسمت خياراتها قبل قرون في الاستكانة لنموذج الحريات الذي لا يتعارض مع الأمن والاستقرار. لم يتنبه كثيرون في الغرب إلى أن التغيير الذي جاء مع الشبكات الاجتماعية/الهاتف الذكي سيكون بدوره كاسحا ويتفوق على ذلك الذي احدثته الطباعة قبل خمسة قرون.
هذه التغييرات المفصلة هي أشبه بعملية كسب حزبية أو دينية. الساذج ترسل له ناشطا بسيطا، والمثقف تحاكي نرجسيته، بحوار مع مثقف مثله. المهم هو النتيجة. إنها تغييرات ساعدت في خلقها تكنولوجيا مذهلة تحاكي العقل البشري ونوازعه وتستطيع أن تترصد سلوكياته، وسلوكيات من حوله من الأصدقاء والأقارب، من خلال برامج الذكاء الصناعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق