فعن أى «تابلت» للصف الأول الثانوى يتحدث وزير التربية والتعليم فى ظل غياب الفرد المواطن، سواء كان طالباً أو معلماً أو مسئولاً؟! استمعت لوزير التربية والتعليم وآمنت بحلمه فى تعليم مختلف وبناء قدرات الفرد ومهاراته، وأوافقه وأؤيده كل التأييد، ولكننى ضد اقتراح أن تكون التكنولوجيا الفائقة فى يد من يفتقد لقيم ومهارات البشر فى التعامل مع المسئولية.
وحتى لا نغرق جميعاً، كما غرق التجمع، وتجرفنا سيول الإهمال والفساد وغياب الرقابة.. أكررها، كما سبق وقلتها وقالها غيرى: البشر يا سادة قبل الحجر، وإلا فانتظروا مزيداً من الموجات المغرقة.
ويعطـــي الجميع أهمية قصـــوى للثانوية
العامـــة باعتبارهـــا مقيـــاس النجـــاح فـــي
المســـتقبل وكونها نقطة مصيريـــة في حياة
الطالـــب. ورغـــم مـــا تحملـــه قصـــص نجاح
المشـــاهير حـــول العالـــم، أمثال بيـــل غيتس
وســـتيف جوبز
أحضر نســـخة مـــن رواية ”تليماك“
والتـــي كان مـــن المفترض تدريســـها لطلابه
باللغتين الفرنسية والفلمنكية، وناشد الطلبة
تعلم الفرنسية.
بـــدأ الطـــلاب بمقارنـــة القصـــة باللغتين
وكانـــت المفاجأة أنـــه مع نهايـــة العام تمكن
الطلاب من تعلـــم الكتاب كامـــلا كل بطريقته
ومناقشـــته بالفرنســـية واســـتطاعوا تجاوز
الحاجز الصعب دون مساعدة
وبنـــى الكثير من فلاســـفة التعليم العديد
من الأنظمـــة والنظريات على نموذج جاكوتو.
فالطلاب في حالـــة جاكوتو لم يكونوا متلقين
ســـلبيين، بـــل كانوا جزءا فاعـــلا وأصيلا من
العملية التعليمية. كما لم يكن المدرس مصدر
الحكمة والمعرفة الذي ينقل معارفه إلى طلابه
كي يصلوا بدورهم إلى منزلة علمه، بل اقتصر
دوره على التوجيه والتشجيع
عمليـــة تفاعلية
يشـــارك فيها المدرس والطالب، وكلاهما لديه
القدرة ذاتها على فهم وتفســـير ما يدرســـانه
سويا
تعلم الأطفال للغتهم
الأم أثناء نشـــأتهم. فالأطفـــال لا يتم تلقينهم
قواعـــد الإمـــلاء والنحو والصرف فـــي بداية
تعليمهم اللغة، لكنهم يتعلمون ذلك بطريقتهم
الخاصـــة، يحفظـــون ويقلـــدون ّ ويـــرددون
ويخطئون ويصححون أخطاءهم، وينجحون
بالصدفة ويعيدون الكرة بشكل منهجي
يقول لنا فولتير «Voltaire 1694-1778»: «من استطاع أن يجعلك تصدق السخف والعبث يستطيع أن يجعلك تقوم بأفعال قاسية وعنيفة» والكثير في العالم العربي وبالأخص في مصر يصدق السخف واللا منطق والعبث وينقل عن هذا وذاك دون إعمال العقل والمنطق، دون تحليل وتفنيد.
الدوجماطيقية، أو الانغلاق العقلي أو الجمود الفكري هو ما ينتجه التعليم المصري الحالي، ولذا لا يستطيع الكثير من المصريين الحركة في الحياة دون سؤال «رجال الدين» عن كافة تفاصيل الحياة، متي يستطيع المواطن أن يبحث بذاته عن المعرفة ويحللها ثم يُقرر ما يريد أن يفعله، هل بات المواطن المصري أسيراً لتعليم لا يطور العقل أو يُثقف الفرد أو يُهذب المشاعر. هل بتنا في انتظار مُخلص أو حركة مُجتمعية واقعية تدرك قيمة العلم والمعرفة والتعليم حتي يتسني لنا أن ننطلق نحو مستقبل أفضل، أم بات الأسر خلف أسوار الجهل هو ما بقي لنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق