الأربعاء، 10 يوليو 2019

القضاء والقدر

مغالطة كبيرة وهي "ان الله ليس سوى دكتاتور متعجرف"

هل هناك أحداث قادمة لها درجة من النظام والترتيب أم أن الأمور لاتعدو سوى أنها أحداث عشوائية تطل علينا وتكون واردة وسط مئات الأحداث ونحن من نتخيل أن هناك كائن عاقل يضعها فى طريقنا .

أننا أمام إحتمالات هائلة من الأمور والأحداث التى من الممكن أن تغير مسيرة يومنا الإعتيادية ...سنجد أن أحداث يومنا العادى هو إستثناء بالنسبة لمئات الفرضيات الأخرى .!!!

 الفهم الذي فهمه الناس من القضاء والقدر تجد انه يتعارض مع حرية الإنسان في اختيار أفعاله او تنظيم حياته فإذا خسر في تجارة يقال له هذا قضاء الله وإذا رسب في الامتحان يقال هذا قدر الله 

فالاختيار أساس الحساب مثلا لا يجوز للقاضي ان يحاسب الشخص لماذا تتنفس لان التنفس خارج عن اختيار الانسان 
 اذا ذهب شخص باختياره وقتل شخص آخر فهنا يكون القصاص مطابق للعدل 

فعندما يموت الإنسان بسسب حادث ما يقال انه قدر الله تعالى لأنه قدر له ان يموت بهذا اليوم وقضاءه لأنه حكم عليه بالموت عن طريق هذا الحادث 

لكن الواقع ليس كذلك 
فحاشاه تعالى ان يجبر الإنسان على فعل الشر وان يعاقبه على فعل مجبور عليه
فنحن الذي نصنع الحياة ونصنع السعادة عندما نطبق القوانين الإلهية بصورة صحيحة ويكون الكون كله مسخر لنا 


نحن من يكتب القدر والقضاء لله

 الإنسان مُخير فى بعض الأمور مثل شهواته وإختياراته وتصرفاته وأفعاله، لكنه مُسير فى أمور أخرى مثل إختيار الابوين وتاريخ ميلاده ووقت الوفاة 


اشكالية القضاء والقدر والمشيئة الالهية فى الاسلام


 يتحرج الكثيرين فى الخوض فى هذه المسائل الحساسة خوفا من الوقوع فى خطأ ما او تجاوز حدهم مع الله .ولكننى ارى ان هذا الخوف وهذا الحرج لا مكان له الان خصوصا فى هذا العالم المادى مادية صرفة ولا يقبل الا ما يقبله العقل والمنطق حتى لو كان نصا مقدسا او الهيا ..

(وما تشاؤون الا ان يشاء الله )
مشيئة الانسان (ما تشاؤون ) ..ومشيئة الرحمن (الا ان يشاء الله ).
الا ان مشيئة الله مهيمنة على مشيئة الانسان
اى ان حرية الانسان هبة منحة ربانية وليست شئ اصيل فيه ذاتيا اى ان المولى سبحانه قادر فى اى لحظة ان يسلبك او يوقف هذه الحرية كى تنفذ مشيئته هو رغما عنك

اذا هو قد يتدخل وقد لا يتدخل فى حريتك 
اذا لله مشيئتان.. مشيئة مهيمنة واخرى جبرية حاكمة
لن يحاسبك الله على ما اصابك من مشيئته الجبرية ..مثل لون شعرك او مكان مولدك او من اباك ولكن يحاسبك على ما اخترته انت بمحض ارادتك

لماذا الدعاء اذا طالما ان كل شئ مقدر ومكتوب

+++++++++++++++++++++++++++++

سلمت نفسى للقدر.. وأثق فى حكمه وقراره


بقلم / محمد فودة

على الرغم من أننى على قناعة تامة بأننا لسنا فى زمن المعجزات، وأن الأحلام لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تتحقق دون عناء، إلا أننى فى نفس الوقت على يقين تام بأن القدر حينما يفتح أبوابه فإنه لا يكون هناك أى مجال للعقل أو المنطق، وأن الدنيا حينما تفتح ذراعيها فإن ما يمكن أن يتحقق لنا فى غمضة عين يفوق بكثير ما كان يحدث فى الأساطير، بل يتجاوز أيضا كل الأحلام والتصورات التى نرسمها لأنفسنا، لذا يظل القدر شيئا غامضا محيراً لا أحد يعرف ما هو ولا أحد يمكنه أن يهرب منه مهما كانت قوته، وبرغم أن القدر يعاملنى بجفاء دوما تعودت منه العناء والقسوة والتشدد إلا أننى مستمتع بالقدر وأستجيب له، وأثق أنه سيصل بى إلى بر الأمان لأنه فى النهاية هو قدر الله ونحن نؤمن بقضائه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق