الأربعاء، 4 نوفمبر 2020

الخوف من الإسلام والمسلمين

 والإسلام بات مخلوطا بكل هذه الأخبار حول الحروب والموت والعنف في الشاشات، وفي العالم الغربي الذي يتعرض لهذه الأخبار، بات من العادي تقريبا أن يشعر المواطن البسيط بالخوف من الإسلام.

من الممكن أن نتفهم هذا الخوف عند الناس البسطاء؛ ولكن الحقيقة الصادمة والمؤكدة وراء كل هذه الحروب والعنف والوفيات التي تحدث في العالم الإسلامي، هي أن كل ضحايا هذا العنف هم من المسلمين. أولئك الذين ماتوا أو احترقت منازلهم أو تعرضوا للقصف، وأولئك الذين عانوا من العنف والاستبداد والتعذيب، على يد الأنظمة الدكتاتورية الانقلابية التي تحظى بدعم الدول الغربية إلى جانب الإسلامية.

 المسلمون هم الذين أجبروا على الفرار من أوطانهم بسبب الحروب بالوكالة، التي تديرها الدول الغربية فوق أراضيهم. ومن جهة أخرى، هناك من يخافون من المسلمين ويكرهونهم ويتعاملون معهم بعدائية، وهذا الأمر ليس عادلا أبدا.

ليس هناك حدود للمجازر التي تعرض لها المسلمون على يد فرنسا عبر التاريخ والآن مع إيمانويل ماكرون. والمجموعات الإرهابية التي يدعمها الرئيس الفرنسي في الشرق الأوسط ترتكب عددا لا يحصى من جرائم القتل والتعذيب والتهجير والتطهير العرقي، كل يوم وحتى يومنا هذا. ورغم كل ذلك يتجرأ ماكرون على الحديث عن الإسلام المعتدل.

أنا أتساءل كيف يمكنه أن يعرف إسلاما أكثر اعتدالا من ذلك الذي يؤمن به ضحاياه. فالكل يعرف أن ماكرون يدعم حفتر في ليبيا. ودعمه هذا لحفتر يتضمن طبعا دعم المجموعات التي تقاتل تحت قيادة هذا الجنرال الليبي المتقاعد، ومن بينهم "المداخلة" المدعومون من المملكة العربية السعودية، 

الرئيس الفرنسي يدعي أن تركيا وقطر تمثلان الإسلام الانعزالي في مواجهة هؤلاء القتلة الذين يمثلون الإسلام المعتدل حسب رأيه؛ ولكن من الواضح أن هذه المجازر التي تعد جرائم ضد الإنسانية الرئيس الفرنسي ماكرون نفسه هو شريك فيها.

لكن خوف ماكرون هو في الواقع ينبع من داخله وليس من الإسلام، وبالحديث عن هذه المفارقة، دعونا نسلط الضوء على حقيقة واضحة: في الحقيقة المشكلة ليست الخوف، إذ إن آخر شيء يمكن أن يسبب الخوف للناس اليوم هو الإسلام. المشكلة في الواقع هي الكراهية والعدائية لا الخوف؛ ولذلك لا يجب فتح الباب والتساهل مع هذه العدائية الظالمة وخلطها مع شعور طبيعي كالخوف.

 المستبدين دائما ما يخافون من ضحاياهم، وهذه الظاهرة موجودة في علم النفس، وهي الخوف المرضي أو جنون الارتياب "البارانويا"

 أولئك الذين ارتكبوا مجازر ضد الإسلام، واعتقدوا أنهم قضوا على هذا الدين قبل 100 عام، يمكننا أن نتفهم بالاعتماد على علم النفس، أنهم يرون هذا الغول المخيف عند النظر في عيني الإسلام؛ لأن هذا الدين بات حضوره يتزايد يوما بعد يوم.

هذا هو نوع الخوف الذي نراه في ممارسات حكام العالم العربي اليوم. فرغم أنهم حولوا بلدانهم إلى سجن كبير، وقاموا بترهيب كل معارضيهم من خلال القتل والسجن والنفي والتعذيب والتضييق، فإنهم يواصلون رغم ذلك تصوير ضحاياهم أمام العالم على أنهم "خطرون وإرهابيون"؛ ولكن حتى لو قتلوا كل أطفال الشعوب التي تطالب بالحرية في المهد، فإن الله بصدد تنشئة ذلك الطفل تحت عناية قصر فرعون نفسه، وهكذا كانت دائما الحكمة الإلهية.

حل مشاكل فرنسا الاجتماعية ولكن لن يحقق ذلك "بنقد الإسلام"



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق