الجمعة، 13 نوفمبر 2020

ترامب رجل أعمال يعمل في السياسة

 تاجر تعامل مع السياسة بمنطق الصفقات. صحيحٌ أن المال أحد محدّدات مواقفه، وهذا طبيعي من شخص أمضى حياته في هذا الميدان

نائبه مايكل بنس، الذي يقدم نفسه مسيحيا محافظا أولا، ومن ثم عضوا في الحزب الجمهوري، وهو يجسّد رؤية للدولة تذهب بعيدا في العنصرية والتعصّب والرجعية، حين يتعلق الأمر بشعار "أميركا أولا" الذي رفعه ترامب في مطلع ولايته

وهنا يمكن أن يفهم المرء سبب معارضة إدخال إصلاحات على جهازي الشرطة والقضاء. وينسحب هذا على الموقف من أنظمة الصحة والإجهاض والمثليين والأقليات، ويذهب حتى إلى العلاقة الخاصة مع إسرائيل التي يعتبرها بنس تجسيدا للنبوءة التوراتية، وضرورة لا محيد عنها في "الأيام الأخيرة" التي تسبق العودة الثانية للسيد المسيح واعتناق اليهود المسيحية (اليوم وكل يوم تقف دولة إسرائيل اليهودية وشعبها اليهودي شاهدا حيا على الإيمان الربّاني).

 خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) تم في بداية عهد ترامب، وما كان له أن ينجح لولا جرعة الدعم التي قدّمها الرئيس الأميركي للانعزاليين البريطانيين الذين استقبلهم في البيت الأبيض،

 الاعتراف بأن ترامب يمثل ظاهرة عنصرية خطيرة ذات بعد دولي، إلا أنه لحسن الحظ أن السبعين مليونا الذين صوّتوا له ليسوا كلهم عنصريين، وإلا لكانت أميركا على شفير حرب أهلية، فهناك تيارات داخل الحزب الجمهوري بعيدة عن العنصرية، وهي من نمط اليمين التقليدي ليس أكثر، وهناك المستفيدون من قضية النمو الاقتصادي وأسواق الائتمان والتأمين التقاعدي خلال ولاية ترامب. وهذا يدل على أن هؤلاء تصرّفوا بدافع المصالح الاقتصادية، وليس من منطلقات أيديولوجية. وسيكون من مهام الرئيس المنتخب، جو بايدن، أن يولي عناية خاصة بهؤلاء لجسر الهوّة، كما يفعل عادة الرؤساء الذين يقدّمون أنفسهم موحدين يعملون على أساس المواطنة المتكافئة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق