الاثنين، 9 نوفمبر 2020

ابن تيمية.. مفتي يستتاب وإلا قتل

 "يستتاب.. فإن تاب وإلا قتل"، تتردد هذه العبارة أكثر من مرة في كتب ابن تيمية.

أحيانا، في قضايا هامشية يعتبرها الفقهاء من فروع الدين مثل الجهر بالنية في الصلاة.

 أشهر كتبه (الفتاوى الكبرى) "الجهر بلفظ النية ليس مشروعا.. ومن ادعى أن ذلك دين الله وأنه واجب، يجب تعريفه الشريعة واستتابته من هذا القول. فإن أصر على ذلك قتل".

عبد الرحمن الجزيري، الفقيه الأزهري (توفي سنة 1941)، يقول إن التلفظ بالنية جائز باتفاق الشافعية والحنابلة والمالكية، "لأن في ذلك تنبيها للقلب".

وعن التكبير بعد ختم بعض سور القرآن، قال "من ظن أن التكبير من القرآن فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل".

ورغم الخلاف الفقهي الشاسع بين فقهاء المسلمين حول "مكان الله"، أفتى ابن تيمية بقتل من لم يقل بأنه "في السماء".

يؤمن الأشعرية والماتريدية، وهم في الواقع أغلبية المسلمين، بأن "الله لا يحويه مكان ولا يحده زمان؛ لأن المكان والزمان مخلوقان"، كما أفتت بذلك دار الإفتاء المصرية قبل عامين.

في المقابل، يؤمن السلفية بأنه "لا شك أن الله سبحانه وتعالى في السماء"، كما ورد في فتوى للشيخ الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في السعودية.

ويؤمن كل طرف أن موقفه "من ثوابت العقيدة عند المسلمين"، وأنه حاصل على "إجماع أهل السنة والجماعة".

 بغض النظر عن الموقف العقدي للطرفين، يقول الداعية السعودي حسن المالكي إن ابن تيمية أعطي بفتواه الضوء الأخضر لاتباعه بأنه "إذا استقويتم وكانت لكم دولة فاقتلوا جميع علماء الاشاعرة وموافقيهم".

ولم يتردد ابن تيمية في تكفير من قال بخلق القرآن، وهي الفكرة التي دافع عنها المعتزلة في القرن الثاني الهجري وتبناها الخليفة العباسي المأمون، وامتحن بسببها كثيرا من الفقهاء على رأسهم أحمد بن حنبل.

تساهل في التكفير

مع هذا، يعتقد الداعية والمفكر الإسلامي عدنان إبراهيم إن ابن تيمية "كان متساهلا في التكفير".

ويقول الفقيه المغربي إسماعيل المرابط إن ابن تيمية "أصدر أحكامه في المسائل المعروضة عليه، وأغفل الكثير من الحقائق الثابثة في الدين وأبرزها قاعدة عدم الإكراه في الدين، والترغيب ونبذ الترهيب".

 يقول أبو القاسم المغاري، وهو فقيه وباحث مغربي في العلوم الشرعية، إن ابن تيمية بالغ في التجزيء والتركيز على فروع الفقه.

يؤكد المغاري أنه "ليس من العدل أن يحكم شخص على أمة كاملة بالكفر والقتل، إذا ما اعتقدت شيئا يخالف ما يعتقده الفقيه".

وتسببت أراء ابن تيمية في سجنه لمرات عديدة. وجرت عليه انتقادات واسعة من كبار الفقهاء، كتقي الدين السبكي وابن حجر العسقلاني، وابن حجر الهيتمي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق