السبت، 6 أبريل 2019

البوطي نبيل فياض

إذن فالمدرسه المثاليه لا تقبل الحياد وليس فيها اعتدال وهو ما يدفعها للتطرف دائما، سواءا فكريا بالتزييف والحيلة في تناول الموروث الاسلامي أو عمليا بفرض قراءاتها بالعنف المادي والعسكري والتسلط والزجر عبر التكفير وقمع الرأي الآخر وهو ما يحصل كل يوم في منطقتنا العربيه وقد بلغ أشده في الحروب الطائفية مثلما يجري في سوريا واليمن والعراق وباقي المنطقه العربيه ومن المفارقات وللأسف أن المرحوم محمد سعيد البوطي نفسه كان ضحية هذه المدرسه المتطرفه كما الصحابة المبشرين بالجنة الذين قضوا في حروب الصراعات على السلطة إبان الفتره الراشديه. 

 ما السر في المواجهه الدائمه لكتاب قديم يقرأ التراث الاسلامي بحياديه وموضوعيه وينأى عن المس من مشاعر عامة المسلمين وتجريح عقيدتهم وقد أخد نصيبه من الحصار و المنع والمصادره في المكتبات والمعارض وصدرت بعده عديد المؤلفات الساخره من الدين ومعلنه الالحاد ولم تحظى بهذه الحرب المستدامه والعدائيه؟ فحتى صور الكاريكاتير والمقالات المباشره القادحه في الدين الاسلامي والساخره منه والتي أثارت ضجة عامة الناس وقع التغاضي عنها والتسامح معها وحضيت بحاضنه مدافعه ونسيت ،ثم إذا أخذنا في الاعتبار أن الغرب المتحضر والمدافع عن حرية الرأي والتعبير ،هو المشرف بشكل تام على تقنيات الانترنيت والوسائط الالكترونيه مقابل تخلف المتطرفين المسلمين من إخوان ووهابيين وشيعه،لا نستنتج إلا شيئا واحدا هو الاجماع الضمني على ديمومة محاصرة كتب فياض وخاصة كتاب يوم انحدر الجمل من السقيفه. 

نبيل فياض المثقف المشتبك

أم المؤمنين تأكل أبناءها ويوم انحدر الجمل من السقيفه كتابان نوعيان في قراءة الموروث الاسلامي وضع الكاتب فيهما منهجه العقلاني في حالة اشتباك جامع مع المتدينيين ومناهجهم المثاليه شيعة وسنة وحتى موروث اليهود والمسيحيين الديني في بعض الحالات،ونفض الغبار عن أحداث تعمّد السائد(سلطة تستعمل الدين ومجتمعا متدينا) تجاهلها وإخفاءها خشية انكشافه وسقوطه ،وتقديس ما يضمن بقاءه وديمومته،رغم القناعة التي أثبتها العلم والمعرفه بأنه أي السائد انتهى وأفلس وأصبح عائقا للتطور،في هذا الشأن يقول فياض بجرأة في مقدمة كتابه يوم انحدر الجمل... ص 8 : " مشكلة المسلمين انحباسهم في زنزانات نصوصهم المقدسه،فهم لا يستطيعون حملها والدخول بها الى عالم الحضاره ولا يستطيعون رميها خوفا على ذواتهم من التعريه التراثيه،والحقيقة أننا لن نحزن كثيرا إذا انقرضوا،لأنهم صاروا بالفعل،عبر هذا الانسجان الذاتي ،عبئا على الحضارة ـ دونهم يمكن للحضارة أن تصبح أكثر جمالا وتحررا وفراشيه،من لا يصدق ذلك ماعليه إلا أن يفتح خارطة العالم ويتفحص هوية أماكن الاضطراب والارهاب والحروب المعيقه لتقدم البشريه وتحضرها ـ" 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق