الثلاثاء، 14 سبتمبر 2021

المطبعون الجدد *****

Mar 16, 2021

 "اتفاقيات إبراهيم" اتفاقيات إصلاح الإسلام، لم تأت على ذكر السلام مع الكيان الصهيوني، ولا القضية الفلسطينية، ولا الحقوق العربية، ولا غير ذلك من أدبيات تاريخ الصراع العربي مع الكيان الصهيوني.

الاتفاقيات تمت بين دولة ذات نظام ديمقراطي هي الكيان الصهيوني، ودولة ذات نظام شمولي هي الدولة العربية.

 الاتفاقيات تمت برعاية وهندسة أميركية.وفي جميع الاتفاقيات التي تمّت مع المطبعين القدامى (مصر والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية) كان الكيان الصهيوني هو الطرف الرابح، وكانت الأطراف العربية هي الطرف الخاسر

 الكيان الصهيوني يحتفل سنويًا بتوقيع اتفاقية السلام مع مصر، أما مصر فتحتفل سنويًا بنصر حرب أكتوبر/تشرين الأول، وعلى المنوال نفسه نجد الأردن يؤكد باستمرار أن اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني في أسوأ أحوالها، في حين يؤكد الكيان الصهيوني أن الاتفاقية في أحسن أحولها، وأن التعاون الأمني والاستخباراتي بينهما يتواصل بوتيرة عالية جدًا، أفضل من أي تعاون مع أي دولة أخرى في المنطقة، أما منظمة التحرير التي كانت متفائلة بدولة مستقلة في حدود عام 1967م وعاصمتها القدس، فلم يبق في يد سلطتها الفلسطينية من هذه الدولة شيء سوى أن تندب حظها يومًا بعد يوم، على عكس الكيان الصهيوني فقد أدار ظهره للاتفاقيات، وشرع في ابتلاع أراضي الضفة الغربية كيفما شاء، ويتدخل أمنيًا في أراضي السلطة وقتما يشاء، ويقصف قطاع غزة كيفما يشاء وحينما يشاء، بوحشية مفرطة، دون رادع عربي أو إقليمي أو دولي.

 أوجه الاختلاف بين المطبعين الجدد والمطبعين القدامى

1. العلاقة بالصراع المسلح

اتفاقيات السلام مع المطبعين القدامى تمت بين دول متحاربة، فكان لا بد من عقد اتفاقيات سلام بينها تنهي الحرب وتفتح المجال للتعاون وتبادل المصالح، أما اتفاقيات السلام مع المطبعين الجدد فتتم بين دول غير متحاربة
ولا يوجد بين الطرفين أي نزاعات جيوسياسية أو عسكرية أو أسرى أو تعويضات أو غير ذلك مما يتطلب التباحث فيه والاتفاق بشأنه،
ترامب على هذه الاتفاقية اسم (اتفاقيات إبراهيم) الموقعة بين الكيان الصهيوني والمطبعين الجدد، التي تضع أطراف الاتفاق في صف واحد على أنهم شركاء في مشروع واحد، يؤمن بـ"أهمية الحفاظ على السلام وتعزيزه في الشرق الأوسط وحول العالم على أساس التفاهم المتبادل والتعايش، وكذلك احترام كرامة الإنسان وحريته، بما في ذلك الحرية الدينية"، حسب ما ورد في مستهل الاتفاقية التي حددت آفاق التعاون بين الطرفين في المجالات الآتية:
وقد عبّر وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد عن هذا المشروع، بعد نجاح المحادثات السرّية الأميركية الإسرائيلية الإماراتية في ديسمبر/كانون الأول 2019م، بقوله في تغريدة على تويتر "إصلاح الإسلام، تحالف عربي إسرائيلي يتشكل في الشرق الأوسط"، وهو المشروع الذي تحدث عنه السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، مراراً بقوله "نحن شركاؤكم في مشروع الشرق الأوسط الجديد"،

2. التباعد الجغرافي


 دول المطبعين القدامى دول حدودية مع دولة الكيان الصهيوني، ومن ثمّ كان التنسيق الأمني والاستخباراتي على رأس مجالات التعاون بينها وبين الكيان الصهيوني، وأصبحت هذه الدول حامية حدوده حسب نص الاتفاقيات، أما دول المطبعين الجدد فليست دولًا حدودية، ومن ثمّ فإنها غير معنية بتأمين حدود الكيان الصهيوني، وتقدمت مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي والثقافي والرياضي،.. على غيرها، ثم لم تمض سوى أسابيع قليلة حتى توالت الاتفاقيات والتبادلات.

3. اختلاف الدوافع


فالمطبعون القدامى دول حدودية متحاربة مع الكيان الصهيوني،

إنهاء الصراع العسكري بينها وبين الكيان الصهيوني بعد أن خاضت معه حروبًا عدة،
شطب الديون.أما دول المطبعين الجدد،

1

لماذا يحتفل الكيان الصهيوني سنويًا بتوقيع اتفاقية السلام مع مصر 1979م، في حين تحتفل مصر سنويًا بحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973م؟ إنه الاحتفال بالنصر، فمصر تحتفل بانتصارها على الكيان الصهيوني عام 1973م، وهو يحتفل بانتصاره على مصر عام 1979م. ليس على مصر فقط، بل على الأمة العربية كاملة.

لماذا فشل التطبيع بين مصر والكيان الصهيوني؟

رغم أن نحو 75% من الشعب المصري مولود بعد توقيع اتفاقية السلام، وهو ما جسده بكل وضوح، قبل عامين، تقرير موقع ماسبيرو -الموقع الرسمي للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون المصرية- بمناسبة مرور 40 عامًا على اتفاقية السلام، حين عنونه بعبارة (السلام ما زال بعيدًا بعد 40 عامًا على كامب ديفيد).

1. التجسس

 الشخصيات كانت تُختار بغرض تجنيدها لحساب جهاز المخابرات الصهيوني "الموساد" بعناية شديدة كلما أمكن ذلك، مثل الجاسوس المصري محمد سيد صابر المهندس بهيئة الطاقة الذرية، وعدد من الأكاديميين المصريين الذين كانوا يعملون في المركز الأكاديمي الإسرائيلي في القاهرة.

مخدرات تزوير تهريب عارة ادوية ضارة

*

اختبار النموذج الإبراهيمي الكامل


4 دول عربية وقّعت على "اتفاقيات إبراهيم" مع الكيان الصهيوني، في أقل من 6 أشهر، في الفترة ما بين أغسطس/آب ويناير/كانون الثاني الماضيين، بدأت بالإمارات والبحرين ثم تلاهما المغرب، وتبعه السودان.

 يستوفي السودان الشروط اللازمة للانضمام إلى المعسكر الأميركي، وعلى رأسها:

  • محاربة "التطرف والإرهاب" حسب التعريف الأميركي.
  • تسديد فاتورة التعاون أو التسهيلات التي قدمها السودان للأنشطة الإرهابية حسب رؤية الإدارة الأميركية.
  • تبنّي "الإسلام الوسطي" المتصالح مع القيم الغربية والمنسلخ عن الهوية الوطنية.
  • التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني، والتوقيع على "اتفاقيات إبراهيم".
  • التخلي عن أي مشروعات وطنية إستراتيجية في المجالات كافة.
  • السماح بقواعد عسكرية أميركية برًّا وبحرًا.
  • تقديم تسهيلات للولايات المتحدة في التنقيب عن ثروات السودان.
  • تقديم امتيازات للشركات الأميركية في المشروعات التنموية المفترضة مستقبلًا.
  • التعاون الكامل مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
قدمت إدارة ترامب للمغرب الثمن باعترافها بسيادة المغرب على الصحراء الغربية مقابل الانتظام في المشروع الإبراهيمي وتوقيع اتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني. وقد تجاوب المغرب مع هذه الخطة، حرصًا منه على اعتراف الولايات المتحدة بتبعية الصحراء الغربية للمغرب، ورغم أن هذا الاعتراف أحادي، ولا يلزم مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة، فإنه يوفر للمغرب الدعم السياسي والأمني والعسكري اللازم لبسط سيطرته على الصحراء، وفرض الأمر الواقع على الجزائر وجبهة البوليساريو.

البحرين ليست دولة مؤثرة خليجيًا وإقليميًا سياسيًا واقتصاديًا، ومن غير الواضح الدوافع والأسباب التي جعلت البحرين تقدم على توقيع اتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني، عدا عن استجابتها لطلب الولايات المتحدة،

"اتفاقيات إبراهيم" لديها دافع مشترك، هو طمع كل منها في أن تسبق غيرها في الحصول على نصيب من كعكة الوعود الاقتصادية والتنموية الهائلة التي أعدّها مهندسو الشرق الأوسط الجديد، ومصمّمو المشروع الإبراهيمي.

النموذج الكامل الأول من نوعه

أما دولة الإمارات، فهي تشهد استقرارًا سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا منقطع النظير، ولا تعاني شيئًا مما تعاني منه دول عربية أخرى في هذه الأصعدة، فضلًا عن أنها حليف إستراتيجي للولايات المتحدة، وتقيم علاقات سرّية تجارية وأمنية غير رسمية مع الكيان الصهيوني منذ نحو 25 عامًا، وأما خلافها مع إيران بشأن جزر موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى، فهو خلاف يدور داخل الأطر الدبلوماسية، ولم يؤثر في العلاقات السياسية والتجارية بين البلدين، ومن المستبعد جدًا أن يكون سببًا لمغامرة عسكرية ضد إيران، ستكون فيها الإمارات الخاسر الأكبر.

ولأول مرة في تاريخ العلاقات العربية مع الكيان الصهيوني- ليس من أجل إنهاء العداء وإحلال السلام وتعزيز الاستقرار وتبادل المصالح، بقدر ما هو من أجل تقديم النموذج المبدئي الكامل (Prototype) للشكل الذي ستكون عليه العلاقة بين الدول العربية والكيان الصهيوني في مشروع الشرق الأوسط الجديد، وذلك من ناحيتين:

  1. نموذج تطبيق المشروع الإبراهيمي، فكرًا وممارسة.
  2. نموذج العلاقة الطبيعية الكاملة بين الإمارات والكيان الصهيوني.
الاعتراف بأن الشعبين العربي واليهودي ينحدران من سلف مشترك هو إبراهيم، وقد ألهموا بهذه الروح تعزيز واقع الشرق الأوسط الذي يعيش فيه المسلمون واليهود والمسيحيون، والشعوب من جميع الأديان والطوائف والمعتقدات والقوميات. ويلتزمون بروح التعايش والتفاهم والاحترام المتبادل".

*

الاختراق الصهيوني الأكبر


الأمة المأزومة التي تلهث طيلة الوقت وراء لقمة العيش وحبة الدواء وقلم الرصاص، المهزومة ماديا ونفسيا ومعنويا، الممزقة في صراعاتها الداخلية والبينية، هي أمة لا مكان لها أو اعتبار أو سيادة أمام الإرادات الفوقية المهيمنة، لا عند تخطيط المشروعات، ولا عند إعداد الاتفاقيات وصياغة الشروط والأحكام وفرض الإملاءات.

 أصدر الكيان الصهيوني عام 1968 كتيبا بعنوان "الشرق الأوسط عام 2000" يتحدث فيه عن الشرق الأوسط الاقتصادي، الذي يكون فيه الكيان الصهيوني الدولة المركزية، وتوالت بعد ذلك عدة دراسات شارك فيها باحثون من الكيان الصهيوني مع آخرين من الولايات المتحدة، تدور حول الفكرة نفسها.

بعد الفشل الكبير الذي منيت به اتفاقية أوسلو، والبرود الذي غلّف اتفاقيتي السلام بين الكيان الصهيوني وكل من مصر والأردن، مرّت المنطقة العربية بأحداث ما يُعرف بـ(الربيع العربي)، وما تبعه من تفكيك كبير في البنية العربية أفقيا ورأسيا، فوجد الكيان الصهيوني الفرصة الذهبية لمواصلة الاختراق، وليعمل وحده -وبكل هدوء- على إعادة تشكيل المنطقة العربية بالطريقة التي تناسبه، لاستكمال مشروع حلمه القديم الجديد، فعلى مدى سنوات الفوضى الدرامية العارمة، التي أعقبت (الربيع العربي) لم تتوقف الاتصالات والتحركات واللقاءات والمؤتمرات بين الكيان الصهيوني وعدد من الدول العربية، حتى فوجئنا العام الماضي بموجة التطبيع الثالثة بصورة أكثر احترافا وإتقانا، وأكثر اختراقا للنظام العربي في كافة مجالاته.

  • انهيار النظام العربي على مستوى جامعة الدول العربية ومؤسساتها.
  • انفلات النظام السياسي في العديد من الدول العربية (سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان ولبنان).
  • بروز محاور إقليمية جديدة زادت الاضطراب السياسي سوءاً (محور قطر تركيا، ومحور السعودية والإمارات ومصر، ومحور العراق واليمن وسوريا وإيران).
  • انفجار الصراعات المسلحة في عدد من الدول العربية (العراق وسوريا واليمن وليبيا) بصورة كارثية.
  • الحصار على قطر، وما ترتب عليه من خسائر سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية.
  • هيمنة الأنظمة الوراثية والجيش على السلطة السياسية في الدول العربية، وغياب أي دور حقيقي للشعوب والقوى السياسية والمدنية، في القضايا المصيرية الكبرى.
  • هيمنة الشمولية الفاشية على أنظمة الحكم في معظم الدول العربية الوراثية والعسكرية، وازدياد معدل البطش والقمع والاستبداد.
  • فشل المحاولات المتواضعة لإقامة أنظمة ديمقراطية حقيقية، التي رافقت ثورات ما يعرف بـ"الربيع العربي".
  • انهيار الاقتصاد في معظم الدول العربية، حتى النفطية منها.
  • ارتفاع نسبة البطالة ومعدلات التضخم، وهكذا نجد السياق العربي الراهن، خاصة في العقد الأخير، مشحونا بالأزمات والصراعات والكوارث والدمار والمآسي والأوجاع، والأمة المأزومة التي تلهث طيلة الوقت وراء لقمة العيش وحبة الدواء وقلم الرصاص، المهزومة ماديا ونفسيا ومعنويا، الممزقة في صراعاتها الداخلية والبينية، هي أمة لا تعرف كيف تطعم جياعها، ولا كيف تخفف ألم مرضاها، ولا كيف تنظف دماء ضحاياها من أبنائها، ولا كيف تغلق سجونها، وليس لها مكان أو اعتبار أو سيادة، أمام الإرادات الفوقية المهيمنة، لا عند تخطيط المشروعات، ولا عند إعداد الاتفاقيات وصياغة الشروط والأحكام وفرض الإملاءات.

مرتكزات تنفيذ المشروع ووسائله


1. الشريك الأميركي

بحيث تتم كافة الاتفاقيات بضغط ومباركة ودعم وشرعية الولايات المتحدة، بعيدا عن الأمم المتحدة وقراراتها التاريخية الخاصة بالقضية الفلسطينية المقيدة للطموح الصهيوني، والمعرقلة لمسيرة تنفيذ المشروع، وكذلك بعيدا عن المجتمع الدولي ولجانه الرباعية والخماسية والسداسية.

2. الأيديولوجيا الجديدة

التي تحل مكان أيديولوجيات الإسلام السياسي السائدة في المنطقة العربية منذ قرن من الزمان، والتي لا تعترف بالكيان الصهيوني، وتعتبر وجوده خطرا على المجتمع المسلم وأبنائه، وتمثل هذه الأيديولوجيا الجديدة السقف الذي تستظل به الدول الموقّعة على الاتفاقيات الثنائية، وتنشأ على مبادئها وقيمها الأجيال القادمة، وهذا ما تم إعداده على مدى 3 عقود، من الدراسات والمؤتمرات وورش العمل الإقليمية والدولية، وصولا إلى ما يعرف بـ"اتفاقيات إبراهام"، التي تعتبر شرطا أساسيا لكل الدول التي سيشملها المشروع.


3. العدو البديل

خلق العدو البديل الذي يعطي البراءة للكيان الصهيوني، ويفتح أمامه باب التعاون مع دول المنطقة للقضاء على العدو الجديد. وقد نجح الكيان الصهيوني في إيجاد المبررات القوية، التي تقنع دول المنطقة أن العدو الحقيقي الذي يهدد عروشها ويزعزع استقرارها، ليس هو الكيان الصهيوني، وإنما العدو الخارجي متمثلا في إيران، والعدو الداخلي متمثلا في حركات الإسلام السياسي، وعلى رأسها الإخوان المسلمون، مستشهدا بالنفوذ الإيراني في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن على وجه الخصوص، وبدور الإخوان المسلمين في ثورات الربيع العربي، وأبدى الكيان الصهيوني استعدادا جديا للتعاون العسكري والأمني مع دول المنطقة ضد إيران العدو المشترك لها جميعها، والدفاع عنها في كل ما تقوم به من انتهاكات ضد الإخوان المسلمين.

4. المصالح الاقتصادية

ربط الدول المشتركة مع الكيان الصهيوني في هذا المشروع بمصالح اقتصادية إستراتيجية عملاقة في الطاقة والصناعة والتكنولوجيا والاتصالات والزراعة والسياحة والطرق، وغيرها من المجالات، ومشروعات اقتصادية لا تستطيع الدول العربية الشريكة فيها، الفكاك منها أو التضحية بها.

آليات تنفيذ المشروع ووسائله

  1.  إظهار جوانب التفوق النوعي السياسي العسكري والأمني والاقتصادي والتكنولوجي، الذي تفتقده الدول العربية.
  2. إبراز المصالح التي ستجنيها الدول العربية الشمولية من دخولها في مشروع الكيان الصهيوني.
  3. المحافظة على سرية المحادثات الثنائية بين الكيان الصهيوني والدول العربية التي يستهدف إدخالها في المشروع.
  4. استغلال أزمات الدول العربية، وإظهار القدرة العالية والنية الصادقة لمساعدتها في التغلب عليها.
  5. تقديم نماذج لأعمال ومشروعات وصفقات مضمونة النجاح سياسيا وأمنيا وتكنولوجيا.
  6. ترسيخ مفهوم الشراكة بين الكيان الصهيوني والدول العربية في مشروع الشرق الأوسط الجديد على قاعدة مصالح متبادلة ضخمة، بعيدا عن مصطلحات المعارك والحروب وما يترتب عليها من عداوات وثارات، خاصة مع الدول العربية الطموحة للقيام بأدوار قيادية في المنطقة.هذه الركائز والوسائل كانت تعتمد على توفير جملة من الشروط اللازمة لضمان نجاح المشروع في خطواته التنفيذية الكاملة، فما هذه الشروط؟ وهل تحققت؟ وهل تحققها سيمكن المشروع من التغلب على التحديات التي تواجهه؟ (يتبع)
*
Apr 7, 2021

5

هل تستسلم القوى العربية الوطنية والقومية والإسلامية الرافضة لهذا المشروع تحت القمع والتهديد

يخشى الكيان الصهيوني الديمقراطية في الدول العربية، ويخشى حرية التعبير وحرية التشكيل السياسي والاجتماعي والمدني والديني فيها، لأن الديمقراطية لن تأتي إلا بأعداء (إسرائيل)

لن يتخلى الكيان الصهيوني عن التفوق النوعي على الدول العربية في كافة مجالات:

  •  سياسيا: النظام الديمقراطي الوحيد في المنطقة.
  • عسكريا: ليس فقط بامتلاك السلاح النووي، بل بالتعهد الأميركي الكامل بحماية الكيان الصهيوني، والتعهد بالتفوق العسكري الدائم على الدول مجتمعة.
  • أمنيا: بما لديه من شبكات خاصة وحليفة متغلغلة في دول العالم والمنطقة، وقدرات تكنولوجية عالية، وتعاون أمني وثيق مع الدول الكبرى في العالم.
  • تكنولوجيا: فهو يتفوق بلا منازع على كافة دول المنطقة في البرمجيات والاتصالات، بل يعتبر الكيان الصهيوني من أكثر الدول تقدما في هذا المجال.
  • اقتصاديا: الكيان الصهيوني لا يعاني من مشكلات اقتصادية، وليس بحاجة إلى المال الخليجي، كما هو شائع، الوكالة اليهودية والولايات المتحدة متكفلتان بمساعدته على تجاوز أية مشكلات مالية قد يواجهها في أي وقت من الأوقات.

3. القضاء على الإسلام السياسي، وصناعة النموذج الديني البديل


 قبول التيارات الفكرية والثقافية الوافدة من باب الانفتاح على الآخر والتنوع وحرية الاختيار وتمازج الثقافات ومحاربة التمييز العرقي والديني واللوني والجنسي.. وهو ما نصت عليه بشكل واضح وثيقة "اتفاقيات إبراهيم"، التي شرعت بعض الدول بتنفيذها باندفاع شديد.

4. وجود أنظمة عربية حاكمة شمولية قوية


*

المُطبّعون الجدد: (6) التحديات والمقاومة


مخطط متكامل لإحياء مشروع الشرق الأوسط الجديد، وفقا للرؤية التي عبرت عنها "اتفاقيات إبراهيم"،

قد يتوفر النجاح للمشروع الصهيوني على المديين القصير والمتوسط، ولكن المؤكد أنه لن ينجح على المدى البعيد، لأن ما بني على باطل فهو باطل، وإذا كان عرّابو المشروع يراهنون على الأجيال القادمة، فإن معارضي المشروع أيضا يراهنون على تلك الأجيال نفسها.

لاختراق الناعم للدول العربية المتبقية، فإن المشروع ينطوي على عدد من نقاط الضعف القاتلة التي تشكل تحديا كبيرًا يضاف إلى التحديات الإقليمية والدولية الأخرى

1. غياب المرجعية الشعبية

حيث تعتمد الاتفاقيات التي يبرمها الكيان الصهيوني مع الدول العربية على أنظمة شمولية تفتقد إلى المرجعية الشعبية ضمن الأطر الدستورية الديمقراطية الحقيقية، مما يجعل هذه الاتفاقيات معرضة للإلغاء عند حدوث تحولات سياسية رئيسية تختلف توجهاتها مع المشروع.

2. عدوانية الكيان الصهيوني

فرغم الجهود التي سيبذلها الكيان الصهيوني على المستويين الاجتماعي والثقافي، ورغم التضليل والتعتيم اللذين ستفرضهما الدول العربية الموقّعة مع الكيان الصهيوني، لتزيين وجهه وتسويغ إدماجه في وعي مواطنيها وأمزجتهم ونفسياتهم، فإنها لن تستطيع شطب التاريخ، وحرق الحقائق الخاصة بعدوانية الكيان الصهيوني وجرائمه واغتصابه للأرض العربية الإسلامية المقدسة.

3. مخالفة ثوابت التاريخ

فإذا كانت بضعة ملايين من أبناء الكيان الصهيوني يزعمون أنهم منذ 5 آلاف سنة وهم يرددون، سنويا في أعيادهم الدينية، مقولة "العام القادم يكون عيدنا في القدس"، فإن أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين يرددون يوميا دعاءهم "اللهم عليك بالصهاينة ومن والاهم، اللهم حرر الأقصى من أيدي الصهاينة الغاصبين"، حتى وإن خفتت أصواتهم، ومنعت أئمتهم من ترديدها على المنابر.

ومن الطبيعي أن يكون الكيان الصهيوني والأنظمة الشريكة له على وعي تام بنقاط الضعف هذه، وسيبذلون جهودا كبيرة لمواجهتها وإضعاف تأثيرها، وسيمارسون المزيد من القمع والبطش والتضليل والتغييب والمصادرة، ولكنهم حتمًا لن يتمكنوا من القضاء عليها والتخلص منها.

التحديات الإقليمية والدولية

  1. القضية الفلسطينية

عدم التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، يرضي تطلعات الشعب الفلسطيني، سيؤدي إلى استمرار العمليات العسكرية بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، تتسع حينا وتضيق حينا آخر، مما سيؤثر بصورة كبيرة على استقرار المنطقة، وموقف شعوبها من الكيان الصهيوني، فضلا عن احتمالات ظهور تكتيكات عسكرية جديدة لدى فصائل المقاومة، تؤدي إلى تصعيد عسكري غير متوقع لجميع الأطراف.

2. السياق العربي

صحيح أن السياق العربي الراهن في صالح الكيان الصهيوني، لكنه ليس بالمطلق، فرغم الضعف والتفكك والأزمات التي يعاني منها، فإنه يشكل تحديا كبيرا للمشروع الصهيوني من عدة جوانب، نذكر منها:

  • غياب الاستقرار السياسي والعسكري والأمني، بسبب القمع والاستبداد والفساد، يرفع مستوى التذمر والسخط والاحتجاج، ويجعل الدول العربية قابلة للاشتعال في أي لحظة، مع تفاوت فيما بينها.
  • المنافسة على الزعامة، فقد تجاهل الكيان الصهيوني مكانة مصر في صدارة الزعامة العربية، ووقع اتفاقيات مع عدد من الدول العربية التي لم تصغ للنصائح المصرية، وخلاصة تجربتها مع الكيان الصهيوني، مما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل التحالفات الداخلية بين دول المنطقة.
  • الأدوار التحريضية للكيان الصهيوني مع دول الجوار الإقليمي ضد الدول العربية، كدوره مع إثيوبيا والهند.

3. الدول الإقليمية

تشكل كل من إيران وتركيا تحديا كبيرا للمشروع الجديد، حيث سيؤدي أي تصعيد عسكري ضد إيران إلى سيناريوهات معقدة وعاصفة، قد تخرج عن كل التوقعات، في المقابل أصبحت تركيا لاعبًا أساسيا في الإقليم العربي، تربطه علاقات إستراتيجية مع عدد من دوله، تساعده في ذلك النجاحات العسكرية والتكنولوجية التي حققها في السنوات الأخيرة، ولن تسمح تركيا لهذا المشروع أن يتجاوزها أو أن يشكل تهديدا لمصالحها السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية.

4. التنافس الدولي

5. تمويل المشروعات

لمواجهة هذه التحديات سيؤخذ بالحسبان القيام -دون تهاون- بالعديد من الإجراءات، من قبيل:

1. توقيع الدول العربية المشتركة على "اتفاقيات إبراهيم"، وإلزامها بالعمل الفوري بمقتضاها، وإحداث التغييرات اللازمة الإعلامية والتعليمية والفكرية والثقافية والدينية، وتحويل اتفاقيات إبراهيم إلى ثقافة سائدة في المنطقة، تضبط المناهج التعليمية والعمل الإعلامي والتواصل الاجتماعي والنشاطات الإدماجية المشتركة.

2. تحقيق الاستقرار السياسي في المنطقة، وحل الأزمة السورية والأزمة اليمنية والأزمة السودانية، وإدخال تلك الدول جميعا في المشروع باعتبارها دولا مرشحة لتكوين جماعات مناهضة له في المستقبل.

3. الوصول إلى تسوية سريعة للقضية الفلسطينية، وإلزام القيادة القادمة باتفاقيات دولية تمنعها من القيام بأي أعمال من شأنها زعزعة الاستقرار.

4. وضع تصورات مشتركة بين الولايات المتحدة واللاعبين الكبار، إلى جانب الكيان الصهيوني ودول المنطقة، لضمان أمن المشروع والاستثمارات التي ستضعها فيه برّا وبحرا وجوّا.

5. تضييق الخناق على الجماعات الإسلامية والقومية المعارضة للمشروع، وإصدار تشريعات إضافية ذات صفة دولية تضعها تحت طائلة القانون عند قيامها بأي ممارسات تضر بمصلحة المشروع.

6. ضخ المزيد من الكوادر الليبرالية العربية التي يتم إعدادها في مصانع قادة المستقبل لدى الدول الغربية، وتمكينها من قيادة المؤسسات التنفيذية في الدول العربية.

مقاومة المشروع الصهيوني

مع وجود هذه الأسباب، فإن أنظمة الدول الشمولية بكل قمعها وبطشها، لن تتمكن من تحقيق ما يأتي:

  • تغيير الحقائق الدينية.
  • إلغاء التاريخ وإقناع الأجيال بمشروعية الكيان الصهيوني.
  • خنق الأصوات الوطنية الرافضة للمشروع.
  • شطب الحركات الإسلامية الكبيرة وإلغاؤها من الوجود، والتاريخ يشهد على ذلك.
  • الاستمرار في التضليل والتعتيم، لأن عمرها قصير.
  • تجنب الهزّات والانتكاسات المفاجئة.
* Apr 14, 2021

كان من حصاد فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، دفع قطار التطبيع مع إسرائيل بقوة في المنطقة العربية، بحيث دخلت عدة دول عربية، في اتفاقات تطبيع مع إسرائيل، ومنذ منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، وقعت إسرائيل اتفاقات تطبيع مع كل من السودان والمغرب والإمارات والبحرين، لتنضم هذه الدول العربية الأربع إلى الأردن ومصر، اللتين تقيمان علاقات رسمية مع إسرائيل، حيث ترتبطان معها باتفاقيتي سلام منذ 1994 و1979 على الترتيب.

من وجهة نظر الفلسطينيين، فإن التعامل الإسرائيلي الأخير مع الفلسطينيين في القدس، وفي مناطق فلسطينية متعددة، فضح المطبعين العرب، الذين كانوا قد روجوا لقراراتهم أمام شعوبهم، بالقول بأن التطبيع هو لحماية الفلسطينيين، ولمنع ضم باقي أراضيهم من قبل إسرائيل، وقد طالب كثير من الفلسطينيين الدول العربية، التي انخرطت في علاقات تطبيع مع إسرائيل مؤخرا، باستغلال الحقائق التي تكشفت من التصعيد الإسرائيلي الأخير، لإعادة النظر في تطبيعها مع الجانب الإسرائيلي.

غير أن مطالب من هذا القبيل، قد تبدو غير واقعية، إذ أن الدول العربية التي أقدمت مؤخرا على التطبيع مع إسرائيل، اعتبرته وماتزال تعتبره خيارا استراتيجيا، سيحقق لها عدة مصالح على المستوى الوطني، ومن ثم فإنه من غير المنتظر، إقدامها على إعادة النظر في التطبيع مع إسرائيل، وكل ما يمكنها أن تفعله، هو أن تلجأ إلى الطرق المعتادة، من الإدانة والشجب، لامتصاص غضب الرأي العام.

*

إسرائيل نجحت لعقود في كسب القلوب والعقول في الغرب لدعم احتلالها الذي أصبح من الصعب تبريره؛ فقد كانت تصف النشطاء بأنهم "إرهابيون" والمنتقدين لها بأنهم "معادون للسامية"، وتصف الأدلة على العنف الإسرائيلي ضد النساء والأطفال على أنها "أخبار مزيفة".

 إنتاج الدعاية الصهيونية تم في المقام الأول للاستهلاك الغربي، نظرا إلى أن الشارع العربي لا يمكن كسبه. وكانت حسابات تويتر الرسمية في إسرائيل، مثل (IsraelArabic) أو (IsraelintheGulf) تمر في الغالب دون أن يلاحظها أحد في العالم العربي، وكانت القضية الفلسطينية لفترة طويلة العنصر الموحد الوحيد في العالم العربي المنقسم حتى وقت قريب.

أشار إلى أن قلة هم الذين انطلت عليهم خدعة أن اتفاقيات أبراهام ستوفر للإمارات نفوذا على إسرائيل لمساعدة القضية الفلسطينية، وتوقع معظم المحللين أن تستمر أبو ظبي في غض الطرف عن معاناة الفلسطينيين، لكن المفاجأة أن الإماراتيين ذهبوا إلى حد تبني الدعاية الصهيونية ضد الفلسطينيين.

مثل إسرائيل، يقول كريغ لقد تبنت الإمارات روايات قائمة على الخوف حول النشاط السياسي العربي والإسلام السياسي وتصوّر الإسلاميين ونشطاء المجتمع المدني على أنهم "إرهابيون"، وقد أصبحت ترى المسجد كمنصة يحتمل أن تكون خطرة للتعبئة المجتمعية، وبالتالي إخضاع المساجد والخطب والأئمة لاستكمال سيطرة الدولة.

بذريعة "التسامح"، عززت الإمارات العربية المتحدة نزع وإعادة تسييس الدين لجعله أداة لأمن النظام والسيطرة عليه. ومثل إسرائيل، قامت الإمارات بتسليح مخاوف الغرب من الإسلام لتبرير قمع المعارضة، واستثمرت في علامتها التجارية الخاصة بالإسلام المستوحى من الصوفية التي تُحرّم عصيان الحاكم.

*May 12, 2021

يعقد “معهد اتفاقات أبراهام للسلام” الذي أنشِئ حديثا، والذي شارك كوشنر في تأسيسه

أولى اتفاقيات السلام التي توقعها أي دولة عربية مع إسرائيل منذ 26 عاما. وعلى عكس العداء الذي أعقب اتفاق 1979 مع مصر ومعاهدة 1994 مع الأردن، تعهدت الدول العربية الأربع التي وقعت على اتفاقيات أبراهام بتطوير علاقات شعبية مع الدولة العبرية. وفي حين أن إسرائيل والعديد من دول الخليج تعاونت منذ فترة طويلة سرّا في مجال الدفاع والاستخبارات، فإن القائمة التي جمعتها الإمارات مؤخرا تتضمّن 63 مثالا على التعاون العام مع إسرائيل الذي بدأ خلال العام الأول من السلام وحده. وتشمل الأمثلة سفارة إماراتية جديدة في تل أبيب وأبحاثا مشتركة حول فايروس كورونا واتفاقا مع صندوق الثروة السيادية “مبادلة للاستثمار” في أبوظبي لشراء حصة بقيمة مليار دولار في منصة غاز متوسطية مملوكة لشركة شيفرون والعديد من شركات الطاقة الإسرائيلية”.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق