الأحد، 21 فبراير 2021

ايران وامريكا

خامنئي يتقدم مشيعي سليماني بطهران.. قيادات إيرانية تتوعد أميركا بالثأر وبفيتنام جديدة

تقدم المرشد الإيراني علي خامنئي الحشود في طهران لتشييع جثمان قاسم سليماني وعدد من العسكريين الذين قتلوا الجمعة في غارة أميركية بمطار بغداد، وتوعد القائد الجديد لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني بطرد الولايات المتحدة من المنطقة.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري وصلا إلى طهران للمشاركة في التشييع. 
وفي كلمة خلال التشييع، قال هنية إن مقتل سليماني "جريمة نكراء"، ووعد باستمرار المقاومة رغم اغتيال قادتها في فلسطين وخارجها.
وتقدم خامنئي للإمامة في صلاة الجنازة على جثمان سليماني ومرافقيه، في حين لوحت الحشود المحيطة بالجامعة والممتدة على مسافة كيلومترات بأعلام حمراء، وهتفت "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل". 
وقالت زينب سليماني ابنة قاسم سليماني في كلمة أمام الحشود إن الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ستواجهان "يوما أسود" نتيجة قتله، مضيفة "أيها المعتوه (دونالد) ترامب لا تعتقد أن كل شيء قد انتهى باستشهاد والدي".  
*

مسارات الأسواق .. التوترات والملاذات الآمنة

| 

والذي زاد من مستوى التوتر أن النظام الإرهابي في إيران، أعلن إلغاءه لأي التزام بالاتفاق النووي الموقع مع الدول الكبرى. صحيح أنه أطلق سلسلة من التصريحات القوية، إلا أن الجميع يعرف أنها تصريحات جوفاء لا قيمة لها، وتدخل فقط في ساحة الاستهلاك الإعلامي، على الأقل في الوقت الراهن. وهذا ما عزز الاعتقاد بأن الأسواق العالمية الرئيسة ستواصل تأثرها بما يجري في المنطقة، فضلا عن إصرار الإدارة الأمريكية، على أنها لن تترك استراتيجية الخراب التي ينتهجها نظام خامنئي يمضي قدما. فواشنطن حددت مسارات الأمور بصورة واضحة مع طهران، ولن تتهاون مع أي عملية إرهابية معتادة قد تقوم بها إيران أو منظماتها الإرهابية هنا وهناك. دون أن ننسى أن هذا النظام لن يتوقف عن أي محاولة لزعزعة ما تبقى من استقرار في المنطقة.

بالطبع استفاد النفط في أعقاب الضربة الأمريكية التي أدت لمقتل الإرهابي سليماني. فقد ارتفع مؤشر أسهم النفط والغاز بنحو 0.6 في المائة، وكان الرابح الوحيد بين كل القطاعات المطروحة في الأسواق. وكالعادة حقق الذهب مكاسب كبيرة، ليرتفع مؤشره إلى أعلى مستوى منذ سبعة أعوام. وحتى البلاديوم تجاوز حاجز الألفي دولار ليسجل ذروة قياسية أيضا، وكذلك تقدمت الفضة، وغيرها من المعادن الثمينة الأخرى. والذي يجعل أسواق الأسهم متراجعة في الأيام القليلة المقبلة، عدم وجود أي محاولة "حتى الآن" لاحتواء التوتر الحاصل بين الولايات المتحدة وإيران. فحتى البرلمان العراقي طالب بمغادرة القوات الأمريكية العراق، فيما أسرعت واشنطن لتأكيد أنها ستفرض عقوبات شديدة على بغداد فيما لو تم انسحاب هذه القوات فعلا.

الأيام القليلة المقبلة، ستشهد بلا شك مزيدا من عدم اليقين على صعيد الأسهم، وستدعم وضعية القطاعات الأخرى، خصوصا المعادن الثمينة، في حين ستكون لأسهم النفط والغاز قفزات، مرتبطة بطبيعة سير الحراك الراهن في الشرق الأوسط ككل.
قليل من الوعي صحيفة المدينة
قليل من الوعي

محللين سياسيين وهم (لا) يشعرون و(لا) يجيدون ألف باء السياسة، ومثل هؤلاء (هم) قضية أخرى، (لا) والمصيبة هي في المتلقي الذي يقتنع ببعض هرطقاتهم ومن ثم ينشرها بدوره في أدوات التواصل معتقداً أن ما يقولونه هو الحقيقة وهو كلام فارغ وأكثر من فارغ ذلك لأن أي أحد يستطيع قوله، فمثلاً باستطاعتي أن أقول عن قاسم سليماني إنه بنك معلومات وهو بالفعل كذلك، 

والحقيقة أن عملية قتله هي عملية قوة وتفوُّق وإهانة كبيرة لنظام إيران الذي يعرف نفسه أنه أمام أمريكا وقوتها وقدرتها العسكرية لا شيء يذكر وأن صراخه ليس سوى مجرد ألم وسوف يرى العالم في القريب العاجل إيران وملاليها محاصرين من كل مكان وأن نفوذهم سوف يتدحرج إلى الهاوية بل وربما إلى الفناء والهلاك، وكلكم شاهد القوة التي أنجزت ضربة قاصمة قاصفة على الرأس وتمكنت من الرجل الثاني في إيران ومزَّقته قطعاً صغيرة ليغادر إلى الجحيم!.

*

هددت بتوسيع دائرة الانتقام لحيفا ودبي.. إيران تعلن مقتل 80 جنديا أميركيا بالعراق وترصد 100 
هدف بالمنطقة

أعلن التلفزيون الإيراني أن معلومات أولية تفيد بمقتل ثمانين عسكريا أميركيا بالضربات الصاروخية على قاعدة عين الأسد بالأنبار غربي العراق، وهو ما نفاه مسؤول أميركي، في حين هدد الحرس الثوري الإيراني بتوسيع نطاق ضرباته لتشمل الإمارات وإسرائيل والقواعد الأميركية بالمنطقة في حال ردت واشنطن عسكريا.

في المقابل، نفى مسؤول أميركي سقوط قتلى أميركيين في العراق، ونقلت عنه شبكة "سي إن إن" أن القوات الأميركية تلقت تحذيرا قبيل الضربات الإيرانية، وأن الجنود دخلوا الملاجىء قبل وقوعها.

أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب فقال في تغريدة على تويتر إن تقييم الأضرار إيجابي، وإن "كل شيء على ما يرام" في إشارة على ما يبدو إلى أن القصف الإيراني لم يسفر عن خسائر في الأرواح.

كما دعا الحرس الثوري الولايات المتحدة لإخراج قواتها العسكرية من العراق "تجنبا لسقوط عدد أكبر من القوات الأميركية" وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه لاحقا اليوم قيادة الجيش الإيراني.

يبة أميركا
وفي وقت لاحق اليوم، قال قيادي في الحرس الثوري إن جزءا من أهداف الرد الإيراني كان كسر الهيبة الأميركية وهي في أوج استنفارها.

أما المساعد السياسي لمكتب قائد القوات المسلحة فقال إنه إذا ارتكبت واشنطن ما وصفها بالحماقة فستعرض إسرائيل للخطر.

وبعد أيام من اغتيال سليماني وضباط إيرانيين آخرين بالإضافة إلى أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أشارت طهران إلى تحديد 35 هدفا أميركيا لضربها انتقاما، وحينها رد الرئيس الأميركي بأن واشنطن سترد بضرب 52 هدفا.

وأضافوا "أخشى ما نخشاه أن نرى المزيد من إيران، مما سيستدعي ردا أميركيا، وهو تصور لا يمكن استبعاده في ضوء تحذيرات الرئيس (دونالد) ترامب".

++++++++++++++++

عقب الهجوم الإيراني.. أسعار النفط تقفز وأسواق المال تتهاوى وتطمينات من أوبك

تطمينات
في الأثناء أكد الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو اليوم إن المنشآت النفطية العراقية آمنة، وإن إنتاج البلاد مستمر، وتوقع عدم حدوث اضطرابات في إمدادات النفط من العراق.

البورصات
على صعيد أسواق المال، نزلت أسهم دبي 1.2% في التعاملات المبكرة اليوم، وتراجعت بقية أسواق الخليج في رد فعل لتصاعد التوترات في الشرق الأوسط.

ونزل مؤشر أبو ظبي 0.2% في وقت هبطت الأسهم الكويتية 1.1%.
وقالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني "افتراضنا الأساسي أنه سيستمر تبادل الهجمات بين الولايات المتحدة وإيران، ولكن عند مستوى محدد بعناية لتفادي إرغام الطرف الآخر على شن عمل عسكري شامل".
وأضاف أنّ الأسهم اليابانية تأثّرت سلباً أيضاً بمخاوف المستثمرين على الاقتصاد الياباني الذي يعتمد على واردات النفط.

وول ستريت جورنال: حلفاء واشنطن بالمنطقة ينأون بأنفسهم عن المواجهة الأميركية الإيرانية

قال كاتب بصحيفة وول ستريت جورنال إن الدول التي ظلت لفترة طويلة تدفع الولايات المتحدة إلى موقف أكثر تشددا تجاه إيران بدأت تتخذ موقفا مهادنا في الصراع الأميركي الإيراني.

وأوضح ياروسلاف تروفيموف -في مقال له بالصحيفة- أن السعودية والإمارات اعتراهما الخوف عقب مقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني من أن تتضررا على المستوى العسكري، وقد ازداد هذا الخوف أمس عقب إطلاق أكثر من عشرة صواريخ باليستية إيرانية على قاعدتين عسكريتين في العراق.

وأشار إلى أن قابلية البنية التحتية للطاقة وضعفها لدى السعودية والإمارات اتضحا عقب الهجوم على المنشآت النفطية السعودية في أبقيق سبتمبر/أيلول الماضي.

محادثات إيرانية سعودية
وألمح الكاتب إلى محادثات غير مباشرة بين الرياض وإيران، قائلا إن رئيس الوزراء العراقي المكلف عادل عبد المهدي صرح عقب مقتل سليماني بأنه كان يتوسط في محادثات غير مباشرة بين الرياض ومسؤولين إيرانيين بينهم سليماني.
وأضاف الكاتب أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دعا فور مقتل سليماني -في مكالمة مع عبد المهدي- إلى جهود لتهدئة الوضع وأرسل شقيقه خالد إلى واشنطن لشرح القلق السعودي وحثها على ضبط النفس.
ونسب الكاتب لرئيس المعهد الدولي للدراسات الإيرانية بالرياض محمد السليمي قوله إن قضية السعودية ورغبتها الرئيسية هي "التهدئة" مضيفا أنهم يعلمون أن إيران غاضبة لكن وبمرور الوقت ربما يبدؤون في التفكير بهدوء وعقلانية وسيتبينون أن أي رد قوي على أميركا يضر بمصالحهم ومصالح المنطقة.
وعن الإمارات يقول الكاتب إن أغلب مدنها تقع على مرمى الصواريخ الإيرانية قصيرة المدى وإنها أكثر عرضة للمخاطر من غيرها من دول الخليج، مضيفا أن الإمارات ستصاب بالشلل إذا بدأ الأجانب بها (حوالي 88% من السكان) الخروج منها بسبب الصراع مع إيران.
ونقل عن المعلق الإماراتي عبد الخالق عبد الله قوله إنه لا يوجد سبب أبدا لأن تستهدف إيران الإمارات أو أيا من دول الخليج العربية لأن المواجهة الحالية هي أميركية إيرانية "فقد بدأت أميركا هذه المواجهة. والسعودية والإمارات لم تفعلا شيئا لإثارتها. لا أعتقد أن الإيرانيين أغبياء لكي يهاجموا القواعد الأميركية 
دول الخليج. لديهم ما يكفي من القواعد الأميركية قريبة منهم في العراق"
.

خامنئي: الضربة الصاروخية صفعة لأميركا لكنها غير كافية

وشدد على ضرورة مغادرة القوات الأميركية المنطقة، وقال إن وجودها المثير للفساد تسبب في حروب ودمار وخلافات بالمنطقة.

وفي السياق، أثنى المرشد الإيراني على القرار الذي تبناه مؤخرا البرلمان العراقي بضرورة انسحاب القوات الأجنبية، بما فيها القوات الأميركية، من العراق.

وقال خامنئي إن إيران تعتبر الولايات المتحدة وإسرائيل عدوتين لها، وإنها لا تنظر للدول الأخرى بوصفها عدوة لها ما دامت لا تتحرك ضدها.

واعتبر أن سليماني أحبط مخططات الأميركيين في العراق وسوريا واليمن، وساعد في إحباط مخططات السعودية التي كانت تسعى وراء النفط العراقي، حسب تعبيره.
ورأى خامنئي أن مشاركة حشود كبيرة من الإيرانيين في تشييع سليماني يعد أيضا صفعة للولايات المتحدة، ودليلا على أن الثورة الإيرانية لا تزال حية.
وتحدث أيضا عن بعض حلفاء إيران بالمنطقة، وقال في هذا السياق إن واشنطن تحاول إزاحة حزب الله من لبنان لمصلحة إسرائيل، ولكن الحزب هو يد لبنان وعينه، وفق وصفه.
كما قال إن تفاوض طهران مع القوى الغربية بشأن برنامجها النووي كان مقدمة للتدخل الأميركي.
من جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم إن إيران سترد على اغتيال سليماني بإخراج الولايات المتحدة من المنطقة.
وأضاف روحاني أن واشنطن قطعت يد سليماني، وإن بلاده سترد بقطع رجلها في المنطقة.

بعد الهجوم الإيراني.. أسهم أرامكو تنزف وبورصات الخليج باللون 

الأحمر


وأسهم أرامكو منخفضة حاليا بنحو 12% من الذروة عند 38.70 ريالا سجلتها في 12 ديسمبر/كانون الأول، لكنها ما زالت مرتفعة عن سعر الطرح العام الأولي البالغ 32 ريالا والذي يصل بتقييم الشركة إلى 1.7 تريليون دولار.

وتراجعت بورصات الخليج اليوم الأربعاء في مقدمتها بورصتا السعودية ودبي، في أعقاب التوترات بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.

نتنياهو يحذر إيران من "ضربة مدوية" في حال استهدفت إسرائيل

حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء من أن إسرائيل ستوجه "ضربة مدوية" في حال تعرضت لهجوم من إيران، وذلك عقب تصاعد التهديدات الإيرانية واستهداف قاعدتين تضمان جنودا أميركيين بالعراق.
وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي عقد في القدس "سنوجه ضربة مدوية لأي طرف يهاجمنا"، مضيفا "نحن نقف بحزم أمام الباحثين عن أرواحنا".
واعتبر نتنياهو أن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي قتل في ضربة أميركية ببغداد كان مسؤولا عن قتل أبرياء، وأنه مس باستقرار العديد من الدول ونشر الخوف والمعاناة في المنطقة وخطط لأمور أسوأ بكثير.

بعد الهجوم الإيراني.. دعوات لضبط النفس وتحرك تركي وإدانات دولية

وفي الصين قالت وزارة الخارجية إن الوضع في الشرق الأوسط حساس ومعقد، ودعت الأطراف المعنية إلى التحلي بضبط النفس.
وأشار المتحدث باسم الوزارة إلى أن تفاقم التوترات في الشرق الأوسط ليس في مصلحة أحد، مضيفا أنه يتعين على الأطراف المعنية حل الصراعات على نحو ملائم وعبر الحوار.
وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء صباح اليوم نقلا عن مصادر لم تكشف عنها أن حزب الله اللبناني سيضرب إسرائيل إذا ردت الولايات المتحدة على القصف الإيراني.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال اليوم "سنرد بضربة قاضية وموجهة على كل من يحاول أن يهاجم إسرائيل". يأتي ذلك بينما عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية اجتماعا اليوم الأربعاء.

واشنطن بوست: تعزيز الأمن بالعاصمة الأميركية بعد التهديدات الإيرانية

الخليج 2020.. حرائق مشتعلة ومياه مضطربة

طهران وواشنطن.. سباق التصعيد
بعد تراجع التصعيد بين واشنطن وطهران في 2019؛ تنفس العالم الصعداء بعد أن هدد الاعتداء على الناقلات في مياه الخليج -الأمر الذي لم تشهده المنطقة منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية- واستهداف أرامكو بإشعال حرب خليج ثالثة، لا يسلم من لظاها أي طرف على ضفتيْ الخليج ولا أبعد من ذلك.

ويبدو أن النظام الإيراني اعتقد أن نهاية المشهد ستكون بتلك المظاهرات الحاشدة حول السفارة الأميركية في بغداد، وصوّر كوادر الحشد وهم يحطمون زجاج إحدى بوابات السفارة؛ ولكن هذا العمل المعنوي في جُلّه كان حساساً بشكل كبير للرئيس الأميركي، لأن الاعتداء على السفارة بهذا الشكل يرتبط في الذهنية الأميركية عموما بأحداث عام 1979، حين اقتحم مؤيدو الثورة الإسلامية في إيران السفارة الأميركية في طهران، واختطفوا 52 رهينة أميركية ولمدة تجاوزت 14 شهراً.

هذا الحادث استغله ترامب كثيراً في هجومه على سلفه الديمقراطي باراك أوباما، ومن ثم على منافسته الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية (عام 2016) هيلاري كلنتون، التي كانت وزيرة للخارجية الأميركية عند وقوع الاعتداء في بنغازي.

وبالتالي فقد مثّل الاعتداء على السفارة الأميركية في بغداد تهديداً خطيراً لسردية ترامب، الذي كان يقول دائماً إن بنغازي كانت فشلاً ذريعاً في القيادة. ولذلك اختار ترامب اغتيال قاسم سليماني –وهو قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني والشخصية الأبرز في نشاط إيران العسكري خارج حدودها- ليكون الرسالة التي يقدمها للداخل والخارج، ومقتضاها أنه لن يتوانى في رد الصاع صاعين لكل من يستهدف بلاده ووجودها الدولي.

يقف العالم اليوم في حالة ترقّب -وخاصة بمنطقة الخليج- لمستقبل المواجهة بين واشنطن وطهران؛ ولكن ما لا شك فيه هو أن إيران لا يمكنها خفض مستوى التصعيد بشكل يضمن عدم سقوط ضحايا أميركيين، فهي -في مواجهة إصابتها بهزيمة معنوية وعسكرية باغتيال أبرز قادتها العسكريين- بحاجة لأن تُثبت قدرتَها على الرد وتماسك كيانها العسكري، وإلا أصبح وضعها مشابهاً لوضع نظام صدام حسين تحت العقوبات الأميركية.

موقف دول الخليج من هذه الموجة من التصعيد يبدو أكثر تجانساً مما سبق. ففي الموجة السابقة؛ كان هناك محور تهدئة قطري/كويتي/عُماني، ومحور تصعيد سعودي/إماراتي. ولكن بعد خذلان ترامب لحلفائه؛ تحوّل محور التصعيد إلى التهدئة السريعة مع إيران وخاصة بعد استهداف أرامكو.

وأما في هذه الموجة؛ فقد دعت جميع الدول الخليجية إلى التهدئة وضبط النفس، ووجّه وزير الخارجية الأميركي شكره تحديداً -بادئ الأمر- إلى أبو ظبي والرياض لتفهمهما خطر إيران في المنطقة، ولكنه عاد ليوجه الشكر لقطر لجهودها في التهدئة، وخاصة بعد زيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لطهران.

في حساب الأولويات؛ لا شك أن دول الخليج -وبالذات السعودية والإمارات- تقع ضمن نطاق الأهداف المتوقعة للرد الإيراني، إلى جوار الوجود الأميركي في العراق وإسرائيل، ويمثل تقاعس واشنطن عن الرد على الاعتداءات على السعودية تحدياً كبيراً بالنسبة لها، بل إنه قد يجعل من الأهداف السعودية رداً "مقبولاً" في السياق الأميركي.

هذا التفاؤل مصالحة قطر والسعودية تراجع سريعاً  مع هدأة التصريحات بشأن المصالحة بين الطرفين، وعودة لغة التصعيد على الأقل في مستوى الإعلام الرسمي، وخاصة في إطار ردة الفعل السعودية على قمة كوالالمبور التي شارك فيها سمو أمير قطر إلى جوار الرئيسين التركي والإيراني ورئيس الوزراء الماليزي. فقد عادت الصحف السعودية إلى اتهام قطر بشق الصف، والتحالف مع إيران وماليزيا وتركيا لإضعاف منظمة التعاون الإسلامي التي تقع تحت دائرة التأثير السعودية.
ومن ثم لوحظت عودة إلى العناوين الرئيسية والمقالات الناقدة لقطر
ولكن رغم هذه التطورات السلبية لم يصدر أي تصريح من الطرفين يفيد بتوقف المفاوضات السعودية/القطرية. وعلى الأرجح؛ فإن الرياض معنية بالمصالحة ولكنها ليست مستعدة لتقديم تنازلات حقيقية لقطر، خاصة في ظل التصعيد الحاصل في المنطقة بشكل عام.
++++++++++++++++++++++++
مجهزة لضرب القواعد الأميركية.. لماذا يخشى العالم صورايخ إيران؟
 فمنظومات الصواريخ الإيرانية الباليستية منها وغير الباليستية تظل مثار مخاوف الجميع، فإيران استثمرت بشكل كبير في تطوير منظومة صواريخ محلية الصنع، تستطيع الوصول لكل العواصم العربية المحيطة، وكذلك الوصول للعمق الإسرائيلي.. في هذه المادة شرح مفصل لقصة تلك الصواريخ ومدى قدرتها التدميرية في حال نشوب حرب إقليمية.
حرب المدن
تعود(4) طموحات إيران الصاروخية إلى عصور حكم الشاه خلال حقبة ما قبل الثورة الإسلامية، فخلال تلك الفترة -في بداية السبعينيات على وجه الخصوص- كان الجيش الإيراني واحدا من أفضل الجيوش تجهيزا في الشرق الأوسط، وربما في العالم بأكمله، ممتلكا في القلب منه برنامجا ناشئا وطموحا للصواريخ قصيرة المدى، ولكن بعد الثورة الإسلامية عام 1979، تم تفكيك الجيش من الداخل من خلال عمليات تطهير أيديولوجية، وتم تقليص برامج المشتريات والتدريب، ناهيك بفرار العديد من العسكريين المدربين خاصة في سلاح الجو، تاركين الجيش الإيراني بوحداته المختلفة في حال يُرثى له من الضعف والتفكك.
دخلت إيران أتون حرب ثماني السنوات مع العراق، بعد عام واحد على قيام ثورتها، على ذلك الحال من التردي العسكري وعلى الأخص في سلاح الجو، وعلى الرغم من أن إيران كانت لا تزال متفوقة من الناحيتين العسكرية والتكنولوجية على الجيش العراقي، فإنها وجدت نفسها عاجزة عن تحقيق التفوق الجوي، وفي الوقت الذي أمطرت فيه الصواريخ العراقية المدن الإيرانية بكثافة، كانت طهران عاجزة بوضوح عن توجيه ضربات دقيقة إلى الأهداف في الداخل العراقي.
 ومن أجل تحقيق توازن الردع في مواجهة بغداد، قررت(5) طهران في وقت مبكر أنها بحاجة إلى امتلاك ترسانتها الخاصة من الصواريخ، وفي سبيل تحقيق ذلك لم يكن التصنيع هدفا إيرانيا وقتها، مركزة جهودها الأولى على استيراد وتجميع صواريخ سكود قصيرة المدى، وفي عام 1985 ترأس رئيس البرلمان الإيراني آنذاك "أكبر هاشمي رفسنجاني" وفدا رفيع المستوى خاض رحلات مكوكية إلى ليبيا وسوريا وكوريا الشمالية والصين، في جولة تسوق خاصة من أجل الحلم الصاروخي.
في نهاية المطاف، انتهت الحرب العراقية الإيرانية دون فائز واضح بعد أن خلّفت زهاء مليون قتيل، بيد أن انتهاءها لم ينه طموحات طهران في امتلاك الصواريخ ولكن جعلها أكثر تعطشا، وقبل أن ينتهي عقد الحرب نفسه دخلت إيران في مفاوضات مع كوريا الشمالية لشراء أحدث صواريخها من طراز سكود سي.
سلاحنا المفضل
أدت الحاجة إلى الصواريخ البالستية في زمن الحرب العراقية، وكذلك عداوة إيران التي تجذرت سريعا مع إسرائيل، إلى تطور سريع في صناعة الصواريخ الإيرانية، دافعة إيران لتقديم باكورة إنتاجها الصاروخي مبكرا، وهو صاروخ مدفعي أرض أرض عُرف باسم "نازعات" ويتم إطلاقه عبر راجمة صواريخ متحركة، ويُعدّ "نازعات" أول الإنجازات الواضحة لفريق تطوير الصواريخ الذي أسسه "طهراني مقدم" إبان الحرب العراقية الإيرانية.
وبحلول نهاية الحرب، وجد "مقدم" نفسه في وضع أفضل نسبيا لإجراء المزيد من الأبحاث والتجارب على الصواريخ الأكثر تقدما، والسعي لإبرام اتفاقات نقل التكنولوجيا، ليتحقق له ذلك الهدف بالفعل عام 1993 حين قررت كوريا الشمالية تزويد إيران بتقنيات إنتاج صواريخ سكود، فضلا عن إيفاد بعض المتخصصين من الكوريين للمساعدة في تدريب الإيرانيين على إنتاج صواريخهم الخاصة.
وبداهة، كانت(6) نسخ الصواريخ الأولى عبارة عن نماذج محاكاة لصواريخ سكود الموجودة بالأساس، وبدأ الأمر مع صاروخ شهاب(1) وهو نسخة مقلدة من صاروخ سكود بي نجحت إيران لاحقا في تصنيع ما بين 2000-3000 وحدة منه، وهو يعمل بالوقود السائل وبإمكانه حمل رأس حربي يصل وزنه إلى 1000 كجم لمسافة تصل إلى 186 ميلا، ولكن يفتقر إلى الدقة شأنه شأن صواريخ سكود بي الأصلية، وفي وقت لاحق طورت إيران نسخة أطول مدى من الصاروخ نفسه تحت اسم "شهاب 2"، وهو قادر على قطع مسافة تبلغ نحو 300 ميل.
وفي عام 1998، قامت إيران بإطلاق تجريبي لصاروخ "شهاب 3"، وهو نسخة محدثة من صواريخ "نودونغ" التي أنتجتها كوريا الشمالية لغرض ضرب القواعد الأميركية في اليابان من شبه الجزيرة الكورية، ورغم أن مدى الصاروخ يبلغ في الأصل قرابة 600 ميل، فإنه يعتقد أن إيران طورت قدراته إلى مدى يتجاوز 2000 كم. ولكن رغم تلك الطفرة الكبيرة التي حققتها صواريخ شهاب من حيث مدى الصاروخ فإنه متأخر تقنيا وبشكل مزعج للإيرانيين على مستوى الدقة، بما يجعله غير مناسب للاستخدام في ساحة المعركة لضرب أهداف محددة وحيوية مثل المطارات والمنشآت العسكرية، بقدر ملاءمته لحالات التدمير العشوائي التي يمكن أن تسبب حالة من الذعر الشعبي واسع النطاق في أي دولة بمرماه.
ومن أجل التغلب على هذه العيوب، قامت طهران(7) لاحقا بإصدار نسخة جديدة من صواريخ "شهاب 3" تحت اسم "غدير 1"، وزودته بجيل جديد من الرؤوس الحربية عُرف باسم "عماد"، رؤوس يعتقد أنها تمنح الصواريخ المزيد من الاستقرار والقدرة على المناورة، مع دقة أكبر رغم أنها تتمتع بمدى أقل نسبيا، لكن إيران بدأت تدرك تدريجيا القيود المرتبطة بالاعتماد على الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل، وبدأت في تطوير صواريخ الوقود الصلب الأكثر جدوى من الناحية العسكرية.
ومن المرجح أن تُمكّن تلك الصواريخ إيران ووكلاءها من ضرب خصومها المباشرين في تل أبيب والرياض حال أرادت ذلك، في الوقت الذي تفتقر فيه إسرائيل للعمق الإستراتيجي الكافي بسبب مساحتها الجغرافية الصغيرة وانكشاف مواقع البنية التحتية الأساسية مثل مرافق النفط والمياه والكهرباء وحتى مخزونات الأسلحة الكيميائية، وحتى مع امتلاك تل أبيب لنظام دفاع صاروخي متعدد الطبقات، يشمل نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى نسبيا، ومنظومة "دايفيد سلينغ" ضد الصواريخ طويلة المدى، وأخيرا نظام "أرو -سهم" للصواريخ البالستية متوسطة المدى وطويلة المدى، تبقى هذه الشبكة عرضة للتشبع حال تفوق عدد الصواريخ المطلقة على عدد القذائف الاعتراضية المتوفرة، أما في الرياض فيبقى الوضع أكثر هشاشة مع منظومات الدفاع الصاروخي باتريوت التي ثبتت(15) محدودية فاعليتها في أكثر من مناسبة، ولن تكون كافية لمواجهة وابل الصواريخ الذي يمكن أن تمطره إيران ووكلاؤها حال دخل الطرفان في حرب مباشرة.
من الردع إلى الرعب
في الوقت الراهن، هناك 5 دول(16) حول العالم تمتلك ترسانات صاروخية قادرة على إصابة أي هدف من شرق الكرة الأرضية إلى غربها، هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، حيث تمتلك هذه الدول صواريخ بالستية عابرة للقارات يصل مداها إلى 13 ألف كيلومتر، ناهيك بدول أخرى تمتلك صواريخ عابرة للقارات مثل باكستان والهند، وغيرها من الدول التي تمتلك برامج صواريخ عسكرية فوق متوسطة أو طويلة المدى.
وحتى خصوم طهران المباشرون في تل أبيب والرياض يمتلكون صواريخ متطورة يمكنها إصابة عمق طهران منذ فترة تزيد على عقدين في أفضل الأحوال، ولكن أيا من تلك الترسانات الصاروخية الضخمة -إقليميا وعالميا- لا تثير ذات القدر من الجدل والرعب الذي تثيره الصواريخ الإيرانية، ويرجع ذلك من ناحية إلى اقتران التناول السياسي لبرنامج إيران الصاروخي مع المخاوف المتزايدة حول طموحاتها النووية، بمعنى أن برنامج إيران الصاروخي كان يُنظر إليه دوما كرافعة لتوصيل أسلحتها النووية المنتظرة، كما أنه مرتبط من ناحية أخرى بمخاوف طويلة الأمد لدى الولايات المتحدة من امتلاك ما تصفها دوما بـ "الدول المارقة" لصواريخ قادرة على إصابة الولايات المتحدة أو حلفائها المقربين في محيطها الأوروبي.
لطالما حملت واشنطن مخاوف طويلة الأمد من امتلاك تلك الدول بتصنيفاتها لمنظومات صواريخ متطورة منذ أزمة الصواريخ الكوبية الشهيرة مطلع الستينيات، حين اتفق الاتحاد السوفيتي مع كوبا على بناء قواعد سرية لإطلاق الصواريخ متوسطة المدى يمكنها أن تصيب كامل الأراضي الأميركية، كرد فعل على قيام واشنطن بنشر صواريخ ثور في بريطانيا وصواريخ جوبيتر في إيطاليا وتركيا واضعة موسكو في مرمى أكثر من مئة صاروخ أميركي قادرة على حمل رؤوس نووية.
مثّلت أزمة الصواريخ الكوبية أبرز فصول الحرب الباردة، وكادت أن تضع العالم على شفير حرب نووية حقيقية، لكن أحد تأثيراتها طويلة الأمد(17) كان المخاوف العميقة التي ولدت في واشنطن من الأضرار التي يمكن أن تلحقها أسلحة رخيصة مثل الصواريخ مع قنبلة نووية بدائية في مواجهة القوة الأميركية، ناهيك بتسليط الضوء على حجم الخطر الذي يمكن أن تسببه قوة صغيرة غير ملتزمة بالقواعد التقليدية للتفاعلات السياسية والعسكرية داخل النظام الدولي.
لاحقا، أسهم الفشل الأميركي في احتواء كوريا الشمالية التي امتلكت برنامجين متطورين للردع النووي والصاروخي في تعزيز هذه المخاوف، خاصة بعد أن أثبتت بيونغ يانغ بما لا يدع مجالا للشك قدرتها(18) على توصيل أسلحتها النووية إلى الشاطئ الأميركي في سياتل وسان فرانسيسكو، وهو ما زاد من مخاوف الولايات المتحدة ليس بشأن كوريا فقط، ولكن بشكل أكبر بشأن إيران الواقعة بدورها في محيط من القواعد والتكتلات العسكرية الأميركية، وأسهم في تعظيم هذه المخاوف بشكل خاص التاريخ الطويل من التعاون الصاروخي بين الدولتين على قاعدة التضامن ضد أميركا، والعزلة المتبادلة في محيط من الحلفاء الأميركيين وحتى الطموحات النووية، حيث تعتقد الولايات المتحدة بقوة أن بيونغ يانع هي الداعم الرئيس لبرنامج إيران الصاروخي، وأن إسهامها فيه يفوق كثيرا إسهام حلفاء طهران التقليديين في موسكو وبكين.
والحقيقة أن هذا الاعتقاد الأميركي يصيب قدرا كبيرا من الحقيقة، حيث يشرف (19) مهندسون من كوريا الشمالية إلى اليوم على خطط تطوير وتحسين الصواريخ الإيرانية، وتستخدم الجمهورية الإسلامية مخططات كورية الشمالية لبناء المواقع السرية التي توفر الحماية للصواريخ تحت الأرض، ويسافر الخبراء بانتظام بين البلدين لمساعدة جهود الحرس الثوري الإيراني لتطوير الرؤوس الحربية النووية وأنظمة التوجيه، كما تواصل كوريا الشمالية تزويد إيران ببعض صواريخها المتطورة وعلى رأسها صواريخ موسودان متوسطة المدى التي يعتقد البنتاغون أن إيران حصلت عليها عام 2005 وطورتها لفترة طويلة، قبل أن تطلقها عام 2007 تحت اسم خرمشهر(20)، ويصل مداها إلى 2000 كم.المصدر : وكالا

*

مسؤول بالحرس الثوري: ظننا الطائرة الأوكرانية صاروخ كروز فاستهدفناها

وقتل 176 شخصا كانوا على متن طائرة أوكرانية من طراز بوينغ 737-800 بعيد إقلاعها من مطار الإمام الخميني بطهران.
وقال حاجي زاده -في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي ونشرها موقع وكالة مهر للأنباء- "نتحمّل كافة المسؤولية في سقوط الطائرة الأوكرانية، وجاهزون لأي عقاب وأي قرار يتخذه المسؤولون بهذا الشأن". وأضافت الوكالة نقلا عنه "تمنيت الموت، ليتني متّ ولم أسمع بمثل هذا النبأ".
وقال إن قرار إطلاق الصاروخ جاء بعد تحذيرات عن هجوم بصواريخ كروز، ولم يكن أمام المسؤول عن المنظومة سوى عشر ثوان لاتخاذ القرار، ولم يتمكن من الاتصال بالقيادة بسبب مشكلة في شبكة الاتصالات، وهذا ما أدى إلى أن المسؤول عن المنظومة الجوية ارتكب خطأ بإطلاقه الصاروخ على الطائرة.

82 ايراني بالطائرة 
+++++++++++++++++++++

 الاتفاق المسبق بين إيران وأمريكا، وكيف أنهما يُظهران العداء، وفى الواقع يبطنان التنسيق والتفاهم على تقسيم العالم العربى واستغلاله، واعتبر كثيرون أن القنوات السرية المفتوحة بين الغرب وإيران ترجع إلى وجود مؤامرة كونية على العرب، أبطالها كل دول العالم تقريبًا، وعلى رأسها إيران، وهناك من يتصور أن حسابات المكسب والخسارة التى تحكم أى رد فعل إيرانى ضد أمريكا يرجع إلى تحالف سرى بينهما، يستهدف العرب دون غيرهم من دول العالم.

والحقيقة أن إيران مثل أمريكا، تحسب بالورقة والقلم نتائج أى مواجهة عسكرية، ليس بسبب أى نظرية تآمرية، إنما ببساطة لأن إيران تأكدت بما لا يدع مجالًا للشك (وبعيدًا عن الخطاب الثورى والانتقامى الذى ردده قادتها) أن أمريكا ستضرب بالفعل ٥٢ هدفًا إيرانيًا وستدمر قوتها العسكرية وستجعلها فى وضع أسوأ بكثير مما كانت عليه أثناء الحرب مع العراق، فكان ردها محسوبًا.
بالمقابل، فإن أمريكا اختارت أن تغتال سليمانى وهو فى العراق وليس فى إيران، وبعد أن تيقنت أنه ينوى استهداف مزيد من المصالح الأمريكية، فاغتالته وفق قواعد محددة للصراع بين الجانبين.

والحقيقة أن قضية «الصراع المحكوم» أو «الصراع غير الصفرى» هى لغة العالم فى إدارة معظم صراعاته عقب الحرب العالمية الثانية، فهناك صراع دموى طاحن فى سوريا، وفى الوقت نفسه هناك طاولة مفاوضات بين الدول الراعية لهذا الصراع، أى إيران وتركيا وروسيا، وفى ظل غياب عربى كامل.

الفارق بين مشهد الصراع الأمريكى الإيرانى، وبين الأولى وصدام حسين، ليس فى نظرية المؤامرة والاتفاقات السرية، إنما فى امتلاك إيران لقوة حقيقية تتجاوز الشعارات المعلنة، وأيضًا امتلاكها أذرعًا مؤثرة فى ٤ دول عربية رئيسية، هى سوريا والعراق ولبنان واليمن، وهو على عكس صدام حسين حين خسر كل أوراقه وجيرانه (كل دول الخليج ومصر وسوريا) عقب غزوه للكويت، وأصبح لقمة سائغة فى أيدى القوات الأمريكية التى نقلت بسهولة آلاف الجنود فى حرب تحرير الكويت وقضت بسهولة على ما تبقى من قوته.

الصراع فى العالم ليس مجرد شعارات ولا صريخًا يوميًا، إنما هو أوراق قوة وضغط، يستطيع من خلالها كل طرف أن يدير صراعاته الدولية بشكل محسوب.

Jan 6, 2020

ويوضح أن الكذبة التي ادعتها إيران بعد إسقاط الطائرة الأوكرانية لم تصمد طويلا وظهرت الحقيقة فقط بهدف حماية النظام من التعرض للوم في حال انكشفت الحقائق لاحقا من قبل الشعب لذلك عجل النظام بالاعتراف بها.

ويضيف فيسك قائلا "في رأيي أن الرئيس حسن روحاني والمرشد الأعلى أية الله علي خامنئي قد علما بحقيقة ماحدث في غضون ساعة لكن خشوا من تبعات كشف الحقيقة في دولة يحمل اسمها وصف إسلامية وتضفي على الحرس الثوري صفات مثل خشية الله والخلو من الفساد فكيف يقع هذا الخطأ"؟

ويقول فيسك إن وجه إيران تلطخ بالخطأ الذي جرى ثم لاحقا بالكذب ومحاولة خداع الشعب والعالم لذلك لاعجب في ان المواطنين نزلوا إلى الشوارع للتظاهر لكن ذلك لايعني أن النظام الإيراني على حافة الانهيار كما يطمح ترامب والخبراء الأمريكيون ورغم ذلك فإنها تغيرت وإلى الأبد.

ويقول الصحفي إن المخاوف في أوروبا الآن تتركز على وجود جناح داخل إيران لايرغب في التعاون مع التحقيقات الدولية ويرفض حتى تسليم الصندوقين الأسودين للطائرة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق