المشكلة في مجتمع تصعب فيه إقامة العلاقات العاطفية خارج إطار الزواج.
مدينة دبي المعروفة بأبراجها الشاهقة وحياة الرفاهية
يعيش في دبي الملايين من الأجانب، الكثير منهم غير متزوجين ويستقرون في الإمارة الثرية لسنوات مستفيدين من وظائف وخدمات وبنى تحتية متطورة، قبل أن يعودوا إلى أوطانهم ببعض المدّخرات.
لئن كان المتزوجون يميلون إلى البقاء وقتا أطول فإن الكثير من العازبات يجدن صعوبة في تأسيس حياة عائلية لأسباب مرتبطة خصوصا بأنهن ينظرن إلى دبي على أنها وجهة للعمل فقط في مجالات عديدة ومتنوعة.
لن ألتقي أبدا هنا الشخص الذي يمكن أن أؤسس معه عائلة”، مضيفة “حتى لو كانت لي أفضل وظيفة لن أبقى، ففي الحياة أشياء أخرى لا بد أن نعيشها”.
الأجانب من الجنسيات الأوروبية يجدون صعوبات في إقامة علاقات فإن المقيمات من العرب يجدن صعوبات أكثر، خاصة منهن الفتيات؛ فأغلبهن لا يرغبن في إقامة علاقات عابرة بل يبحثن عن شريك يؤسسن معه عائلة.
يقيم في الإمارة أكثر من 3.3 مليون شخص من جنسيات مختلفة، ويشكّل الأجانب النسبة الساحقة من السكان.
تملك دبي الاقتصاد الأكثر تنوعا في منطقة الخليج. ويعمل الأجانب في قطاعات متنوعة بينها السياحة والمطاعم والتكنولوجيا وغيرها من خدمات الترفيه.
لجأت ليندسي التي تقيم في دبي منذ عامين “للمرة الأولى” إلى تطبيق “تيندر” للمواعدة الذي تقول إنه لم يعجبها كثيرا، لأنه مليء بصور رجال مفتولي العضلات ينشرون صورهم إلى جانب سياراتهم الفخمة، وهو أمر لا يشعرها بالراحة لأنها تبحث عن شريك صادق وجدّي في علاقاته.
“ففي بلدك المرأة تعرف الرجال بحكم الثقافة المشتركة، وهناك فرص اللقاءات أكثر نظرا إلى وجود الأصدقاء وارتياد الأماكن المشتركة، وفرنسا منفتحة أكثر من ناحية العلاقة بين الرجال والنساء”.
رغم أن الإمارات تعد أكثر الدول انفتاحا إلا أن السفارات الأوروبية تحذر رعاياها في ما يتعلق بما هو مباح وما هو محظور، فالعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج غير مسموح بها في دبي ويمكن أن تؤدي إلى السجن.
الطبيبة النفسية ثريا كنفاني إنها تلتقي دائما بعزاب من الرجال والنساء في دبي يعانون من “الشعور بالوحدة”.
هناك صعوبات في إقامة العلاقات العاطفية في كل المدن الضخمة في العالم، ولكن هذه الظاهرة تلاحظ أكثر فأكثر في دبي.
“ينظر إلى دبي -على نطاق واسع- على أنها مدينة انتقالية، وهذا يلعب دورا كبيرا في جعل الناس لا يريدون الارتباط فيها”.
تزداد الشكوك في تطبيقات التواصل الاجتماعي في المجتمع الخليجي المحافظ الذي يرفض معظمه الاختلاط، فهي تسهل التعارف بين الجنسين لكن جدية هذا التعارف هي التي تبقى المسألة الشائكة.
شابة سودانية مقيمة في الإمارات (تحفظت على ذكر اِسمها) “قد تتطور العلاقات لتنتقل في أحيان قليلة من مواقع التواصل الاجتماعي إلى لقاءات مباشرة، إلا أن هذه العلاقة تنتهي عموما كما بدأت، بكبسة زر”.
الفلسطينية وعد التي تعمل مستشارة تصميم فقد عاشت في دبي كل حياتها ثم تزوجت في عام 2008 قبل حصولها على الطلاق في عام 2018، لكنها تجد اليوم صعوبة في إعادة بناء علاقة عاطفية في دبي.
“في دبي عليك أن تبدو مثاليا وترقى إلى مستوى معين وتملك سيارة جميلة وتكون قادرا على الذهاب إلى مطاعم فخمة، وكأنك تقوم بعرض يومي”.
يزداد خوف المرأة العربية من العنوسة، فتجد نفسها في حيرة من أمرها هل تختار المال والراحة وحدها أم تعود إلى موطنها لعلها تجد فرصة ملاقاة شريك يكمل معها مشوار العمر قبل أن يفوت قطار الزواج؟
والكثير من المقيمات في دبي تزوجن من أجانب مثلهن، لكنهن يواجهن مشاكل مستقبلية عديدة؛ فالمغربية نوال التي تزوجت من باكستاني تعيش معه منذ سنوات في دبي تقول “صحيح أنعم اليوم بالاستقرار، فنحن لدينا طفل ونسافر سنة إلى باكستان وأخرى إلى المغرب، لكنني لا أعرف شيئا عن المستقبل.. لا أعرف إن خرجنا من دبي أين سنقيم”.
زوجها طيب ويخاف عليها وهذا ما تحتاجه أي امرأة بغض النظر عن عدم الإنجاب الذي تم الاتفاق عليه حتى يتم الانفصال دون الإبقاء على ما يجمعهما في المستقبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق