الأربعاء، 17 فبراير 2021

القومية المصرية

 مطلع القرن العشرين وتحت وطأة الاستعمار الإنجليزى، ظهرت فى مصر دعوات لبعث الروح القومية المصرية، دعا إليها أحمد لطفى السيد، وإسماعيل مظهر، وسلامة موسى، وأمين الخولى، وطه حسين، محمد صبرى السربونى تلك الروح التى عمقتها ثورة 1919م، واستمرت تلك الروح عند صبحى وحيدة وأنور عبدالملك، وجمال حمدان.

تكشف تلك الروح القومية عن خصوصية الأمة المصرية فى عمقها التاريخى والجغرافى، فلم يكن الإسلام بمفرده بمحدد لهويتها التاريخية، ولا المحيط العربى بمقوماته العروبية، ولا بظهيرها الإفريقى، ولا علاقتها بالمحيط الشرق أوسطى، بل هى كل ذلك ويزيد على ذلك أفقها الفرعونى العميق الممتد منذ الآلاف السنين، وما لحقه من الروح الإغريقية والرومانية، وقد استدعت كل تلك الروافد الدعوة إلى خصوصية القومية المصرية فى التاريخ.

إحياء القومية المصرية ليس مسئولية الخطاب السياسى بمفرده، ولكنه مسئولية الخطاب التعليمى والتربوى، والإعلامي، والديني، إنه مسئولية مجتمعية متكاملة، فلا يمكن لشعب مصر أن يبنى وهو يشعر بالضعف، ولا يمكن أن يقاوم بروح منكسرة، ولا يمكن لسلطة أن تكون قوية إلا بقوة الروح المصرية ووحدتها خلفها، فهل تعمل مؤسسات الدولة على إعادة الروح المصرية القومية قوية فتية لكى تواكب وتدفع حركة البناء والتنمية والعمران؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق