الثلاثاء، 16 مارس 2021

النظام الإيراني وتضليل الرأي العام الدولي

لقد مرّت دول كثيرة بتجربة «عنق الزجاجة» الخانقة، ليست آخرها «الحرب الباردة» بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي عقب الحرب العالمية الثانية مثل الحرب الكورية 1950 - 1953 وأزمة برلين 1961 وحرب فيتنام 1956 - 1975 والغزو السوفياتي لأفغانستان 1979 - 1989 وأزمة الصواريخ الكوبية 1962. وامتدت الحرب الباردة إلى كل مكان في العالم في خضم الصراع بين المعسكرين الشيوعي والرأسمالي إلى أن انهار الاتحاد السوفياتي في عام 1991 لتنفرد الولايات المتحدة بلقب «القوة العظمى الوحيدة».

وكان الكاتب الإنجليزي الشهير جورج أورويل مؤلف كتاب «1984»، الذي يفضح فيه بخيال سياسي الأنظمة الاستبدادية الديكتاتورية، شاهداً «ما شافش حاجة» على مؤتمر طهران في عام 1943. حين اجتمع زعماء الاتحاد السوفياتي وبريطانيا والولايات المتحدة جوزيف ستالين وونستون تشرشل وفرانكلين روزفلت لتقسيم العالم تحسباً لهزيمة ألمانيا النازية بقيادة هتلر، كان ذلك المشهد الحقيقي بداية الحرب الباردة التي يسعى البعض إلى استعادة تضاريسها الوعرة والمروعة في العالم السيبراني المكون في بيئة تفاعلية عبر الأجهزة الرقمية والبرمجيات والشبكات الفضائية.

 يريد بعض منظّري السياسة الدولية أن يتحول سكان الأرض إلى جمهور خيالي يتابع حروباً وهمية، كما في أفلام هوليوود، حيث الأزرار والفيروسات والهجمات الإلكترونية والتصيّد الاحتيالي والبيانات الغامضة والنداءات المجهولة القادمة من أعماق الفضاء الكوني.

هل يعلم هؤلاء المنظرون أن عدد الجياع في العالم أشرف على المليار نسمة، وفقاً لبيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)؟ أيهما أهم.. الأمن الغذائي أم الحروب السيبرانية؟ نفتح قوساً ونضع جائحة كورونا «كوفيد - 19» في هذا السؤال لكي نعلم أن معضلة الجوع تفاقمت في كل العالم وليس في أفريقيا وآسيا فقط. وطوابير الجياع طويلة وممتدة حتى صارت «وطناً» لكل الجياع بشكل لم يتخيله ستالين ولا تشرشل ولا روزفلت حين أعلنوا مولد الحرب الباردة في مؤتمر طهران عام 1943 من داخل السفارة السوفياتية في العاصمة الإيرانية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق