يعتقد كثير من الناس ان معظم السياسيين لايقرءون.. وهذا صحيح.. ولكنه ليس صحيا بالدرجة نفسها ان السياسي القارئ أفضل من نظيره الذي لايقرأ, فالأمر يتوقف علي نوع القراءة, ولايختلف السياسي, في ذلك, عن أي إنسان آخر, فالشاب الذي لم يقرأ هو أفضل من اخر قرأ ما ملأ عقله تعصبا وتطرفا وانغلاقا, والسياسي الذي لايقرأ قد يكون أفضل, أو حتي أقل سوءا من آخر يقرأ فقط مايتفق
مع اتجاهه.
ولعل أفضل مايقرؤه السياسي هو الكتب التي تعبر عن افكار غيره واتجاهات من يختلفون معه, وأخري في التاريخ يمكن ان يستخلص منها دروسا, وسيرا ذاتية ومذكرات قد تكون فيها عبرة. كما يعتبر الأدب من أفضل مايمكن ان يقرأ السياسي, لأنه يفتح أمامه عوالم واسعة في حياة الناس, ولكن قراءة الأدب تحتاج إلي تكوين خاص.
والقراءة الايديولوجية أو العقائدية المغلقة هي الاسوأ علي الإطلاق, وما فعله السياسيون الماركسيون في معظم الأحزاب الشيوعية واليسارية, خصوصا في مرحلة الكومنترن يفعل مثله سياسيون إسلاميون كثر, فهم يقرأون ليس فقط في اتجاه واحد, وإنما في أدبيات معينة تختلف من جماعة إلي أخري وفق اعتبارات عدة من أهمها موقعها علي خريطة التشدد والاعتدال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق