الجمعة، 22 فبراير 2019

الدين عبر التاريخ.. تطور فكرة البشر عن «الله»

المجتمع بمكوناته الكيانية، تلعب الثقافة دورا أساسيا ومؤثرًا فاعلا فى وحدته وتماسكه، كما تلعب القوانين والنظم التربوية دورًا فى انتظامه إيجابا أو سلبا، خاصة وأن الثقافة التى تمثل العادات والتقاليد وأنماط الفكر والنظم القانونية والاجتماعية والأدبية والفنية، يمكن منها القراءة الواعية للمعانى التربوية الاجتماعية والموقع الطبقى للفرد وما يريد أن يكون عليه، فضلاً عما يريد أن يحققه فى حياته.

الناس لديهم قابلية لارتكاب المعاصى والأخطاء، والسبب أنهم منغمسون فى الملذات الحسية الدنيوية، تلك النزوات التى لم يضع حدًا لها سوى الإرادة الإلهية العليا، 
المنزهة من كل ملذات أو رغبات دنيوية. لقد آمن الإنسان بنظرية القضاء والقدر، واعتبر الخلاص منحة إلهية. كانت تلك التعاليم المتوارثة مدخلاً للتصويب وللنهى عن الشر، كان ذلك حين وضع الأقدمون القوانين الأخلاقية لتطويع الشعوب وانتظامها فى مجتمعات. لقد استندت تلك التعاليم إلى وجود إله يقاصص المخالفين لتعاليمه. إن مجمل الأحداث التى تحدث، سواء الطبيعية منها أم البشرية، هناك قوة إلهية تقف وراءها. لكن نخب علمية جديدة بدأت تبرز وتميز بين العالم الواقعى والعالم المثالى، هذا العالم الذى يحمل ويتوارث الرؤى التقليدية، خاصة الدينية منها. - الكون صناعة إلهية - إن دوركهايم الذى ميز بين عالمى الواقع والخيال، كان قد اعتبر أن الإنسان وضع فوق العالم الطبيعى عالمه الخيالى الذى توارثه عبر ملايين السنين، هذا العالم الذى لا يوجد إلا فى الخيال الفكرى. المجتمع لا يخلق، أو يعيد بناء نفسه دون خلق مثال أو نموذج، المنزهة من كل ملذات أو رغبات دنيوية. لقد آمن الإنسان بنظرية القضاء والقدر، واعتبر الخلاص منحة إلهية. كانت تلك التعاليم المتوارثة مدخلاً للتصويب وللنهى عن الشر، كان ذلك حين وضع الأقدمون القوانين الأخلاقية لتطويع الشعوب وانتظامها فى مجتمعات. لقد استندت تلك التعاليم إلى وجود إله يقاصص المخالفين لتعاليمه. إن مجمل الأحداث التى تحدث، سواء الطبيعية منها أم البشرية، هناك قوة إلهية تقف وراءها. لكن نخب علمية جديدة بدأت تبرز وتميز بين العالم الواقعى والعالم المثالى، هذا العالم الذى يحمل ويتوارث الرؤى التقليدية، خاصة الدينية منها. - الكون صناعة إلهية - إن دوركهايم الذى ميز بين عالمى الواقع والخيال، كان قد اعتبر أن الإنسان وضع فوق العالم الطبيعى عالمه الخيالى الذى توارثه عبر ملايين السنين، هذا العالم الذى لا يوجد إلا فى الخيال الفكرى. المجتمع لا 
يخلق، أو يعيد بناء نفسه دون خلق مثال أو نموذج، 
كان هذا التطور يمر بحالة من التغير والتحول، ورغمًا عن ذلك، فإن العالم المثالى، ليس خارجًا عن العالم الواقعي؛ بل هو جزء منه. لقد ذهب دوركيم بعيدًا حينما اعتبر أن كل المعتقدات الدينية تمثل خاصية واحدة - مشتركة تتمثل فى استرضاء الآلهة،
مارسيا الياد الذى خالف دوركهايم، كان قد رأى الكون من زاوية أخرى؛ زاوية رأى فيها أن ما يتحكم بالمجتمعات البدائية والتقليدية هى فكرة القداسة التى هى انعكاس للبناء الفعلى للكون باعتباره صناعة إلهية، تمامًا كما هى، السماء اللامتناهية الأبدية التى لا يستطيع الإنسان الوصول أو السيطرة عليها. الله هو مالك السماء، حيث يسكن فى مكان ما. أما صفاته فمرتبطة بما زاد من ظواهر، فالرعد هو صوت الله، والريح هى النفس الذى يتنفسه، والعاصفة هى علامة العنف الإلهى، أما البرق فهو العقاب على من يخالف قوانينه. لقد رسم الإنسان القديم منزله، كى يحاكى منه بناء الكون، حيث أرض المنزل ذاتها هى أرض هذا الكون، أما جدرانه فمثل الاتجاهات الأربعة، والسقف ليس إلا قبة السماء الواقية والحامية له. لقد أضفى الإنسان القداسة على مسكنه. فكان معبده يحاكى منه عمل الآلهة التى شيَّدت هذا الكون. أما الفوضى وعدم النظام، فإنها المرض الذى يتمثل بالشر. أما النظام فإنه الصورة النقيضة للشر. إنه صورة الخير، وللخير والشر وجود حقيقى. - الصراع بين التقليد والعلم -

إن الدين يمثل مكانة مهمة عند رادفيلد، فعبره يمكن السيطرة على العالم وتغيير تشكُّله.
التفسيرات الجديدة للأديان التى أتى بها سبينوزا وغيره من الفلاسفة، كانت رؤى، أكثر واقعية تظهر وتنتشر مما انعكس على الرؤى التقليدية، وبالتالى على التقدم العلمى الذى أسهم بناته فى تطور التشريعات والقوانين والعقود الاجتماعية. كما أسهم هذا التطور فى رسم صورة جديدة للزمن ومكانة الإنسان فيه. بهذا التطور تقلصت الرؤى الدينية، وأصبح العلماء يعتبرون العالم نسقًا اجتماعيًا - مكانة الأسرة - العشيرة - ومن ثم الدولة المنظمة للمجتمع، 

لقد غيرت الأبنية و الأنساق الفكرية الجديدة من الشروط التاريخية والاجتماعية للعصر الوسيط. طبقًا لذلك، حملت الأبنية الفوقية الأفكار التى عرفت آنذاك، وعن طريق الإدراك الحسى للعالم وعن طريق المخ البشرى، حيث لا توجد أفكار وتصورات بدون أساس مادى، فالإنسان جزء من الطبيعة، وغير منفصل عنها، والناس تصنع عالمها الذى تعيش فيه.
 لقد أسهمت الأفكار العلمية والفلسفية، بإعطاء قيمة جوهرية للبناء الحضارى والتكيف البشرى. وبهذا التحول أخذت تنتقل وتنفصل المعارف اليومية عما هو تقليدى - دينى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق