الخميس، 7 فبراير 2019

الاسلام فاروق جويدة

لقد عاش ملايين المسلمين فى الغرب مئات السنين ولم يكونوا طرفا فى صراع أو إرهاب أو حروب.. لقد فقد الغرب من شعوبه 60 مليونا فى الحرب العالمية الثانية ولم تكن إرهابا إسلاميا.. وكانت عصابات القراصنة تنتشر فى كل بحار العالم شرقا وغربا وكانت عصابات المافيا تمارس الإرهاب بين الناس ويكفى ما حدث للمسلمين فى البوسنة وما يحدث لهم فى الفلبين وما تلاقيه الأقليات المسلمة فى دول العالم من الظلم والعدوان..

كتابه العزيز بقوله: «وإنك على خلق عظيم» .. وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ».. «وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ».. وقوله صلى الله عليه وسلم : «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» .. «إلا انى قد تركت بين يديكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدى».. هذا هو الإسلام الذى عرفناه ودرسناه وعشنا معه حياتنا لا فرق بين دين ودين وان جمعتنا كل الأديان على التسامح والمحبة..

نحن فى حاجة أن نتحاور مع أنفسنا قبل أن نفتح الحوار مع الآخرين هناك حملة لإصلاح الخطاب الدينى مرت عليها الآن سنوات وانتهت عند فنانة خلعت حجابها أو كاتب تجرأ على الرسول أو مغامر يشكك فى القرآن الكريم.. نحن فى حاجة أن نثق فى ديننا ولا نترك دعاوى الجهل تسيطر على أفكارنا.. وإذا كنا بالفعل نسعى إلى صورة أفضل للإسلام الدين والعقيدة فإن فى الإسلام مصادر كثيرة للقوة والحوار والاجتهاد والعلم..

 مازلت اعتقد أن إصلاح الخطاب الدينى كان ينبغى أن يجرى أولا فى غرف مغلقة بين من يعارضون ومن يؤيدون .. بين أهل للعلم وأصوات للإعلام بين أناس يحبون دينهم وآخرون يكرهون كل دين .. لم يكن منطقيا أن يثير كتاب يدعو لخلع الحجاب ضجة أكثر من كل الأحداث فى معرض الكتاب وأن تتجه كاميرات الفضائيات إلى خالعات الحجاب وليس إلى أصحاب الفكر والوعى والدين الصحيح هل من المنطق أن نقتصر قضية إصلاح الخطاب الدينى فى قضية الحجاب ومن ترتديه ومن تخلعه.

كل من يهمه الأمر أن المسلمين أمة واحدة وان تعددت ثقافات شعوبها وتبقى فلسطين القضية والحلم فى القلب منها..

 أعود مرة أخرى إلى قضية إصلاح الخطاب الدينى لأننا حتى الآن لم نضع أقدامنا على الطريق الصحيح فى هذه القضية وليس هذا وقت الحساب من أصاب ومن أخطأ ولكن لا ينبغى أبدا أن ننقسم على أنفسنا 
بين فريق يسعى لتشويه صورة دينه وفريق يرى إننا نخسر كل شئ إذا خسرنا ديننا..

< إن هناك عواصم عربية كثيرة تشارك الآن فى الحوار حول هذه القضية والشئ المؤكد إنها ليست قضية مصر وحدها وربما ليست قضية الدول العربية ولكنها قضية تخص امة كاملة يزيد تعدادها على مليار ونصف مليار مسلم يعيشون فى أكثر من دولة إسلامية إن موجات الهجوم على الإسلام لن تتوقف وان كنت أرى أن اخطر ما فيها أن تأتى السهام من أناس يدعون الإسلام وهم أدوات للقمع والقتل والإرهاب.. إن للإسلام رب يحميه ولا نخاف عليه ولكننا نخاف من أبناء خذلوه وأعداء شوهوه وليست المرة الأولى التى يتعرض فيها الإسلام لهذه الهجمة الضارية ولهذا علينا أن نحمى الإسلام من شطط وإرهاب بعض الأبناء لأن جرائمهم تسئ لكل مسلم اعتنق هذا الدين وآمن به..

 إن جسور الثقافة يمكن أن تقرب المسافات بين الشعوب رغم اختلاف اللغات والأفكار والعقائد فما بالك ونحن أمام أمة واحدة يجمعها دين عظيم وتراث إنسانى عريق ودور لا ينكره إلا جاحد فى مسيرة الإنساني



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق