الواضــح للعيــان أن العــرب يعيشــون حالــة مــن الضيــاع والتخبــط والانتــكاس عــى المســتوى الفكــري والأخلاقــي والمــادي عــى الســواء،
كمــا تتملكهــم بعــض ســمات النفــاق الأخلاقــي والعمــي ونرجســية فارغــة مســتندة إلى رومانســية تاريخيــة متعارضــة مــع واقــع مريــر
كمــا تتملكهــم بعــض ســمات النفــاق الأخلاقــي والعمــي ونرجســية فارغــة مســتندة إلى رومانســية تاريخيــة متعارضــة مــع واقــع مريــر
نركــز عــى فئــة الشــباب العربــي
المتعلــم والــذي تتقاذفــه الصراعــات المذهبيــة
والفكريــة والانحطــاط الداخــي والعوامــل
الخارجيــة المبهــر منهــا والغــث والصالــح
والفاســد. إن الشــباب هــو منــاط الاســتثمار
الحقيقــي في أمتنــا والمعقــود عليــه الأمــل في
مستقبل أفضل
المتعلــم والــذي تتقاذفــه الصراعــات المذهبيــة
والفكريــة والانحطــاط الداخــي والعوامــل
الخارجيــة المبهــر منهــا والغــث والصالــح
والفاســد. إن الشــباب هــو منــاط الاســتثمار
الحقيقــي في أمتنــا والمعقــود عليــه الأمــل في
مستقبل أفضل
ارتبــاط التفســرات
الدينيــة بالمذهبيــة الضيقــة قــد أضــاع فرصــة
للمصالحــة بــين أطيــاف الأمــة وأدت إلى أزمــة
مصداقيـة فكريـة. نحـن نرغـب في عـرض وجهـة
نظــر قابلــة لأن تتقاســمها أطيــاف مجتمعيــة
مختلفــة ومتخالفــة، وخاصــة الشــبابية منهــا.
وحيــث أننــا نرغــب في أن نكــون عمليــين في
طــرح مســألتنا وغــر منغمســين في التحليــل
الفلســفي والنفــي فســوف نحــاول تبســيط
الرؤيــة وإيضاحهــا للقــارئ وخاصــة الشــباب
الــذي نعــول عليــه في مســتقبل الأيــام. نلخــص
المســألة في الإجابــة عــى التســاؤلات التاليــة:
أولا: كيــف يمكــن للشــاب العربــي أن ينظــر
إلى الوجــود الكــوني المــادي ودوره الإيجابــي
الفاعـل فيـه؟ تشـكل الحـواس وسـيلة التفاعـل
الإنسـاني مـع الواقـع المـادي المحيـط، ولكـن هـذه
الحواس البشرية كما هو معلوم محدودة في
ذاتها وفي خصائصها ووظيفتها. كما أن تعقل
هــذه الأحاســيس وربطهــا وترتيبهــا وتشــكيلها
في صــور ذهنيــة إنمــا يتــم مــن خــلال الإدراك
الذهنــي، والــذي هــو بــدوره مقيــد بطبيعتــه
َ الخلقيــة ومكبــل بخصائصــه الوظيفيــة، عــى
الرغــم مــن تعقيــده الكبــر
الدينيــة بالمذهبيــة الضيقــة قــد أضــاع فرصــة
للمصالحــة بــين أطيــاف الأمــة وأدت إلى أزمــة
مصداقيـة فكريـة. نحـن نرغـب في عـرض وجهـة
نظــر قابلــة لأن تتقاســمها أطيــاف مجتمعيــة
مختلفــة ومتخالفــة، وخاصــة الشــبابية منهــا.
وحيــث أننــا نرغــب في أن نكــون عمليــين في
طــرح مســألتنا وغــر منغمســين في التحليــل
الفلســفي والنفــي فســوف نحــاول تبســيط
الرؤيــة وإيضاحهــا للقــارئ وخاصــة الشــباب
الــذي نعــول عليــه في مســتقبل الأيــام. نلخــص
المســألة في الإجابــة عــى التســاؤلات التاليــة:
أولا: كيــف يمكــن للشــاب العربــي أن ينظــر
إلى الوجــود الكــوني المــادي ودوره الإيجابــي
الفاعـل فيـه؟ تشـكل الحـواس وسـيلة التفاعـل
الإنسـاني مـع الواقـع المـادي المحيـط، ولكـن هـذه
الحواس البشرية كما هو معلوم محدودة في
ذاتها وفي خصائصها ووظيفتها. كما أن تعقل
هــذه الأحاســيس وربطهــا وترتيبهــا وتشــكيلها
في صــور ذهنيــة إنمــا يتــم مــن خــلال الإدراك
الذهنــي، والــذي هــو بــدوره مقيــد بطبيعتــه
َ الخلقيــة ومكبــل بخصائصــه الوظيفيــة، عــى
الرغــم مــن تعقيــده الكبــر
العلاقــات الرابطيــة والســببية التــي تصــف
الظواهـر الماديـة هـي نتـاج الإدراك الذهنـي لهـذا
الوجــود، فرؤيتنــا وســمعنا وكافــة حواســنا قــد
لا تعكــس تمامــا حقيقــة الوجــود الخارجــي
المــادي كمــا هــو، بــل كمــا تبــدو لنــا مــن خــلال
حواســنا وقدراتنــا الإدراكيــة. الخلاصــة أن
الإدراك الإنســاني للوجــود المــادي هــو حصيلــة
التفاعــل المباشــر بــين الوجــود الحقيقــي للمــادة
وجملــة الأحاســيس والإدراك الذهنــي لهــذا
الوجـود
الظواهـر الماديـة هـي نتـاج الإدراك الذهنـي لهـذا
الوجــود، فرؤيتنــا وســمعنا وكافــة حواســنا قــد
لا تعكــس تمامــا حقيقــة الوجــود الخارجــي
المــادي كمــا هــو، بــل كمــا تبــدو لنــا مــن خــلال
حواســنا وقدراتنــا الإدراكيــة. الخلاصــة أن
الإدراك الإنســاني للوجــود المــادي هــو حصيلــة
التفاعــل المباشــر بــين الوجــود الحقيقــي للمــادة
وجملــة الأحاســيس والإدراك الذهنــي لهــذا
الوجـود
وعــى الإنســان أن يتقبــل أن معرفتــه الكونيــة
ســتبقى دائمــا رهــن ذلــك التفاعــل المباشــر بــين
العالــم المــادي كمــا هــو وبــين قدرتــه الحســية
والإدراكيــة.
إن ســر وفهــم هــذه المعرفــة الماديــة الكونيــة
قــد أظهــرا نجاحهمــا المبهــر في نشــوء المذهــب
العلمــي التجريبــي حيــث انطلقــت العلــوم
الطبيعيــة في نجــاح كبــر تســر أســرار الواقــع
المــادي وتطوعــه لخدمــة الإنســان. ومــن المهــم
الانتبــاه إلى أن المنهــج العلمــي يرتكــز عــى عــدم
تقديــس التصــورات المســبقة وإنمــا الاعتمــاد
عـى القيـاس والتجريـب في التدليـل عـى صحـة
الفرضيــات العلميــة وتطورهــا. وليــس هنــاك
أي ســبب يشــر إلى أن الشــاب العربــي المســلم
المشــتغل بهــذه العلــوم لايســتطيع أن يحــذو
حــذو الآخــر في اتبــاع هــذا المنهــج في تعاملــه مــع
الكــون المــادي.
وهكــذا يســتطيع الباحــث الــذي ولــد ووجــد
نفســه مســلما أن يباشــر إســهامه الإنســاني
في العلــوم والتكنولوجيــا مسرشــدا بالمذهــب
العلمــي غــر ملتفــت إلى مقــولات وتصــورات
دينيــة مســبقة. بــل إنــه مــن الخطــأ الكبــر
الاحتكام إلى التصورات الدينية في فهم العالم
المــادي وتقييــده حيــث يفقــد الباحــث حياديتــه
وقدرته عى سر الفرضيات العلمية المختلفة
ســتبقى دائمــا رهــن ذلــك التفاعــل المباشــر بــين
العالــم المــادي كمــا هــو وبــين قدرتــه الحســية
والإدراكيــة.
إن ســر وفهــم هــذه المعرفــة الماديــة الكونيــة
قــد أظهــرا نجاحهمــا المبهــر في نشــوء المذهــب
العلمــي التجريبــي حيــث انطلقــت العلــوم
الطبيعيــة في نجــاح كبــر تســر أســرار الواقــع
المــادي وتطوعــه لخدمــة الإنســان. ومــن المهــم
الانتبــاه إلى أن المنهــج العلمــي يرتكــز عــى عــدم
تقديــس التصــورات المســبقة وإنمــا الاعتمــاد
عـى القيـاس والتجريـب في التدليـل عـى صحـة
الفرضيــات العلميــة وتطورهــا. وليــس هنــاك
أي ســبب يشــر إلى أن الشــاب العربــي المســلم
المشــتغل بهــذه العلــوم لايســتطيع أن يحــذو
حــذو الآخــر في اتبــاع هــذا المنهــج في تعاملــه مــع
الكــون المــادي.
وهكــذا يســتطيع الباحــث الــذي ولــد ووجــد
نفســه مســلما أن يباشــر إســهامه الإنســاني
في العلــوم والتكنولوجيــا مسرشــدا بالمذهــب
العلمــي غــر ملتفــت إلى مقــولات وتصــورات
دينيــة مســبقة. بــل إنــه مــن الخطــأ الكبــر
الاحتكام إلى التصورات الدينية في فهم العالم
المــادي وتقييــده حيــث يفقــد الباحــث حياديتــه
وقدرته عى سر الفرضيات العلمية المختلفة
ولذلــك نركــز عــى أن الشــاب في مجتمــع
مســلم يجــب ألا يخلــط بــين المنهــج العلمــي
التجريبــي وبــين تصوراتــه الدينيــة ويتخــذ منهــا
أساســا للاعــراض، ونخــص بالذكــر مــا يتعلــق
بنظريــة التطــور ونشــوء الكــون. يجــب عليــه أن
يحــرم المنهــج العلمــي التجريبــي ليــزاول عملــه
محافظــا عــى حياديتــه ومنهجيتــه. وعليــه ألا
يــرى في العلــوم الطبيعيــة خطــرا عــى إيمانــه
ومعتقــده.
في هــذا المجــال المعــرفي المــادي يلتقــي المؤمــن
والملحد معا متفقين عى أصول منهج البحث
العلمي، وكما سندعي في ما بعد فإن العلوم
الطبيعيــة التجريبيــة لا يمكــن الاتــكال عليهــا
للرهنـة عـى وجـود اللـه أو عدمـه، ناهيـك عـن
أن العلــوم الطبيعيــة غــر مهتمــة أصــلا بهــذه
المســألة.
ثانيــا: كيــف يمكــن أن ينظــر الشــاب في مجتمــع
مســلم إلى الوجــود الإلهــي؟ لقــد ذكرنــا أن
الحــواس والإدراك الذهنــي واعتمادهمــا عــى
منهجيــة العلــم الطبيعــي تقــود إلى معرفــة
جزئيــة ذهنيــة للعالــم المــادي. إن القــدرات
الحســية حكمــا لا تســتطيع التفاعــل مــع أي
وجــود واقــع خــارج حــدود هــذا الإحســاس،
كمــا أنــه مــن الخطــأ الاعتقــاد بــأن الإدراك
الذهنــي القاصــر والمحكــوم بخراتــه الحســية
الماديــة يســتطيع أن يحيــط بوجــود آخــر خــارج
حــدود العالــم المــادي المحســوس
مســلم يجــب ألا يخلــط بــين المنهــج العلمــي
التجريبــي وبــين تصوراتــه الدينيــة ويتخــذ منهــا
أساســا للاعــراض، ونخــص بالذكــر مــا يتعلــق
بنظريــة التطــور ونشــوء الكــون. يجــب عليــه أن
يحــرم المنهــج العلمــي التجريبــي ليــزاول عملــه
محافظــا عــى حياديتــه ومنهجيتــه. وعليــه ألا
يــرى في العلــوم الطبيعيــة خطــرا عــى إيمانــه
ومعتقــده.
في هــذا المجــال المعــرفي المــادي يلتقــي المؤمــن
والملحد معا متفقين عى أصول منهج البحث
العلمي، وكما سندعي في ما بعد فإن العلوم
الطبيعيــة التجريبيــة لا يمكــن الاتــكال عليهــا
للرهنـة عـى وجـود اللـه أو عدمـه، ناهيـك عـن
أن العلــوم الطبيعيــة غــر مهتمــة أصــلا بهــذه
المســألة.
ثانيــا: كيــف يمكــن أن ينظــر الشــاب في مجتمــع
مســلم إلى الوجــود الإلهــي؟ لقــد ذكرنــا أن
الحــواس والإدراك الذهنــي واعتمادهمــا عــى
منهجيــة العلــم الطبيعــي تقــود إلى معرفــة
جزئيــة ذهنيــة للعالــم المــادي. إن القــدرات
الحســية حكمــا لا تســتطيع التفاعــل مــع أي
وجــود واقــع خــارج حــدود هــذا الإحســاس،
كمــا أنــه مــن الخطــأ الاعتقــاد بــأن الإدراك
الذهنــي القاصــر والمحكــوم بخراتــه الحســية
الماديــة يســتطيع أن يحيــط بوجــود آخــر خــارج
حــدود العالــم المــادي المحســوس
هكــذا يســتنتج المؤمــن أن الوســيلة الوحيــدة
للتعامــل مــع العالــم الغيبــي هــي الإيمــان
الاختيــاري الحــر الواعــي، ولا يجــوز للإنســان
ُ العاقــل أن ي ُ جــر أو يكــره عــى هــذا الاختيــار،
كمــا أنــه لا يمكــن للملحــد أن يهاجــم المؤمــن
تحــت أي مســوغ علمــي لأن عالــم الإيمــان يقــع
خــارج الإدراك الإنســاني الحــي.
ومــن المهــم أن ننتبــه إلى أن العلــوم الطبيعيــة
والمقتصــرة عــى فهــم الوجــود الحــي المــادي لا
يمكن أن تستغل بشكل سافر لخدمة أي من
الجانبــين الإلحــادي أو الإيمــاني. بــل إن العلــوم
الطبيعيـة لا تسـتطيع أن ترهـن عـى وجـود أو
عدم وجود الخالق وذلك لأنها أصلا لا تتعلق
بدراسـة هـذا الوجـود.
كل مــا يســتطيعه المؤمــن هــو أن يســتدل عــى
إيمانــه مــن خــلال فهمــه الواضــح للظواهــر
الكونيـة، ولكـن الحـذر والأمانـة العلميـة يجـب
أن يكونـا واضحـين وحاضريـن في أذهاننـا حيـث
أن معايــر وصــف الوجــود المــادي بالنظــام أو
الفوضى او الدقة وغرها قد يسـتطيع أن يجد
كل مــن المؤمــن أو الملحــد ملجــأ فيهــا للتدليــل
عــى صحــة اعتقــاده. إن الإيمــان هــو قــرار
اختيــاري واع زائــد لــدى المؤمــن وهــذا العالــم
الواقــع خــارج الإدراك الحــي مرتبــط مباشــرة
بقيمة الإيمان. هذا الإدراك للمسألة الإيمانية
يحقــق راحــة لتطلعــات الشــباب العقلانيــة
والقلقــة في هــذا العالــم المــادي
للتعامــل مــع العالــم الغيبــي هــي الإيمــان
الاختيــاري الحــر الواعــي، ولا يجــوز للإنســان
ُ العاقــل أن ي ُ جــر أو يكــره عــى هــذا الاختيــار،
كمــا أنــه لا يمكــن للملحــد أن يهاجــم المؤمــن
تحــت أي مســوغ علمــي لأن عالــم الإيمــان يقــع
خــارج الإدراك الإنســاني الحــي.
ومــن المهــم أن ننتبــه إلى أن العلــوم الطبيعيــة
والمقتصــرة عــى فهــم الوجــود الحــي المــادي لا
يمكن أن تستغل بشكل سافر لخدمة أي من
الجانبــين الإلحــادي أو الإيمــاني. بــل إن العلــوم
الطبيعيـة لا تسـتطيع أن ترهـن عـى وجـود أو
عدم وجود الخالق وذلك لأنها أصلا لا تتعلق
بدراسـة هـذا الوجـود.
كل مــا يســتطيعه المؤمــن هــو أن يســتدل عــى
إيمانــه مــن خــلال فهمــه الواضــح للظواهــر
الكونيـة، ولكـن الحـذر والأمانـة العلميـة يجـب
أن يكونـا واضحـين وحاضريـن في أذهاننـا حيـث
أن معايــر وصــف الوجــود المــادي بالنظــام أو
الفوضى او الدقة وغرها قد يسـتطيع أن يجد
كل مــن المؤمــن أو الملحــد ملجــأ فيهــا للتدليــل
عــى صحــة اعتقــاده. إن الإيمــان هــو قــرار
اختيــاري واع زائــد لــدى المؤمــن وهــذا العالــم
الواقــع خــارج الإدراك الحــي مرتبــط مباشــرة
بقيمة الإيمان. هذا الإدراك للمسألة الإيمانية
يحقــق راحــة لتطلعــات الشــباب العقلانيــة
والقلقــة في هــذا العالــم المــادي
قـد يصـاب الشـاب المؤمـن بالحـرة مـن مقولتنـا
إن العلم لا يتكل عليه في الرهنة عى الوجود
الإلهــي، وللتوضيــح نقــول إن العلــم الطبيعــي
هــو محاولــة إنســانية مســتمرة ومراكمــة
لفهــم بنيــة الكــون وتفاصيلــه وبدايتــه وتطــوره.
وكلمــا اســتطاع العلــم أن يجيــب عــى ســؤال
فتحــت أســئلة أخــرى وتطــورت أفــكار جديــدة
وقــد تعــدل أفــكار قديمــة. وهكــذا فالعلــوم
الطبيعيــة ديناميكيــة متغــرة ومراكمــة، وإن
أي محاولــة للتعويــل عــى التصــور العلمــي
الحــالي غــر المكتمــل للكــون وإســقاط المفاهيــم
الدينيـة عليـه يحمـل مخاطـرة وأحيانـا سـذاجة
مـن قبـل مـن لا يشـتغل بهـذه العلـوم، ورفضـا
مـن الكثـر ممـن يحيطـون بفهـم هـذه العلـوم.
يمكــن للمؤمــن أن يســتدل عــى إيمانــه الغيبــي
مــن خــلال العلــوم الطبيعيــة ولكنــه بالتأكيــد
لا يســتطيع أن يدعــي الرهنــة عــى معتقــده
الإيمـاني
إن العلم لا يتكل عليه في الرهنة عى الوجود
الإلهــي، وللتوضيــح نقــول إن العلــم الطبيعــي
هــو محاولــة إنســانية مســتمرة ومراكمــة
لفهــم بنيــة الكــون وتفاصيلــه وبدايتــه وتطــوره.
وكلمــا اســتطاع العلــم أن يجيــب عــى ســؤال
فتحــت أســئلة أخــرى وتطــورت أفــكار جديــدة
وقــد تعــدل أفــكار قديمــة. وهكــذا فالعلــوم
الطبيعيــة ديناميكيــة متغــرة ومراكمــة، وإن
أي محاولــة للتعويــل عــى التصــور العلمــي
الحــالي غــر المكتمــل للكــون وإســقاط المفاهيــم
الدينيـة عليـه يحمـل مخاطـرة وأحيانـا سـذاجة
مـن قبـل مـن لا يشـتغل بهـذه العلـوم، ورفضـا
مـن الكثـر ممـن يحيطـون بفهـم هـذه العلـوم.
يمكــن للمؤمــن أن يســتدل عــى إيمانــه الغيبــي
مــن خــلال العلــوم الطبيعيــة ولكنــه بالتأكيــد
لا يســتطيع أن يدعــي الرهنــة عــى معتقــده
الإيمـاني
ولكــن عــي أي منهــج يســتند المؤمــن في إيمانــه
وفهمــه للعالــم الغيبــي؟ لا يمكــن الاســتناد
إلى العالــم الحــي والمذهــب العلمــي في
إدراك القضيــة الإيمانيــة لكونهمــا ينتميــان
إلى وجوديــن مختلفــين. بــل إن الأمــر أعقــد مــن ذلــك لعــدم وجــود منهــج عقــلاني قــادر
عــى التحقــق مــن صحــة الإدراك الذهنــي لهــذا
الوجــود عــى غــرار المذهــب العلمــي المســتند إلى
التجربة والقياس. ونحن نرى أن نسلم إلى ما
ذهــب إليــه الفيلســوف الألمــاني إيمانويــل كانــت
في بطــلان جميــع الأدلــة العقليــة والماديــة عــى
برهنــة الوجــود الإلهــي، ولكــن هــذا لا يدعــو
لإنــكار الوجــود الغيبــي ذلــك لمــا بينــا مــن عــدم
قـدرة الحـواس والإدراك الذهنـي عـى الإحاطـة
بهــذا الوجــود
وفهمــه للعالــم الغيبــي؟ لا يمكــن الاســتناد
إلى العالــم الحــي والمذهــب العلمــي في
إدراك القضيــة الإيمانيــة لكونهمــا ينتميــان
إلى وجوديــن مختلفــين. بــل إن الأمــر أعقــد مــن ذلــك لعــدم وجــود منهــج عقــلاني قــادر
عــى التحقــق مــن صحــة الإدراك الذهنــي لهــذا
الوجــود عــى غــرار المذهــب العلمــي المســتند إلى
التجربة والقياس. ونحن نرى أن نسلم إلى ما
ذهــب إليــه الفيلســوف الألمــاني إيمانويــل كانــت
في بطــلان جميــع الأدلــة العقليــة والماديــة عــى
برهنــة الوجــود الإلهــي، ولكــن هــذا لا يدعــو
لإنــكار الوجــود الغيبــي ذلــك لمــا بينــا مــن عــدم
قـدرة الحـواس والإدراك الذهنـي عـى الإحاطـة
بهــذا الوجــود
للتعامــل مــع الوجــود الغيبــي هــي الإيمــان
ّ الاختيــاري الواعــي لهــذا الوجــود وهــو جــل مــا
يســتطيع المؤمــن أن يتــكل عليــه. وهــذا الإيمــان
يجــد قــوة ومنهجيــة مــن خــلال تجــي العالــم
الإلهــي للإنســانية عــن طريــق الرســالة الدينيــة
المتمثلــة بالوحــي والنــص الدينــي المقــدس.
إن إعمــال العقــل الإنســاني في وصــف الوجــود
الغيبــي محكــوم عليــه بالقصــور والانحــراف
وذلــك لصعوبــة فصــل مكونــات وتأثــر الإدراك
الحــي للوجــود المــادي في تعقــل العالــم
الغيبـي. ولذلـك تجـد أن الفـرق الإسـلامية التـي
تكلمــت في قضايــا وصــف العالــم الإلهــي قــد
شطحت في تصوراتها وآرائها وتفرقت الأمة في
تحزبــات فكريــة متقاتلــة أحيانــا. فعــى ســبيل
المثــال أدى الدخــول والتوســع الكلامــي في
مســألة الأســماء والصفــات الآإلهيــة إلى بلبلــة
وتخبط في أذهان المشتغلين بهذه المسائل مما
أدى إلى إشكالات كالقول بالتشبيه أوالتعطيل
أوالتجســيم أو الإثبــات أو النفــي وغــره. وهــذه
الإشكالات ترجع إلى تطبيق مخرجات الإدراك
الحــي في مســائل العالــم الغيبــي. فمثــلا أدى
الاسـتناد إلى المقولـة العقليـة بـأن الصفـة زائـدة
عــى الموصــوف، وهــي مســألة اســتدلالية مــن
الوجــود المــادي لا تنطبــق عــى الوجــود الغيبــي
أصــلا، إلى إشــكالات معروفــة في مســائل
الصفــات الإلهيــة
ّ الاختيــاري الواعــي لهــذا الوجــود وهــو جــل مــا
يســتطيع المؤمــن أن يتــكل عليــه. وهــذا الإيمــان
يجــد قــوة ومنهجيــة مــن خــلال تجــي العالــم
الإلهــي للإنســانية عــن طريــق الرســالة الدينيــة
المتمثلــة بالوحــي والنــص الدينــي المقــدس.
إن إعمــال العقــل الإنســاني في وصــف الوجــود
الغيبــي محكــوم عليــه بالقصــور والانحــراف
وذلــك لصعوبــة فصــل مكونــات وتأثــر الإدراك
الحــي للوجــود المــادي في تعقــل العالــم
الغيبـي. ولذلـك تجـد أن الفـرق الإسـلامية التـي
تكلمــت في قضايــا وصــف العالــم الإلهــي قــد
شطحت في تصوراتها وآرائها وتفرقت الأمة في
تحزبــات فكريــة متقاتلــة أحيانــا. فعــى ســبيل
المثــال أدى الدخــول والتوســع الكلامــي في
مســألة الأســماء والصفــات الآإلهيــة إلى بلبلــة
وتخبط في أذهان المشتغلين بهذه المسائل مما
أدى إلى إشكالات كالقول بالتشبيه أوالتعطيل
أوالتجســيم أو الإثبــات أو النفــي وغــره. وهــذه
الإشكالات ترجع إلى تطبيق مخرجات الإدراك
الحــي في مســائل العالــم الغيبــي. فمثــلا أدى
الاسـتناد إلى المقولـة العقليـة بـأن الصفـة زائـدة
عــى الموصــوف، وهــي مســألة اســتدلالية مــن
الوجــود المــادي لا تنطبــق عــى الوجــود الغيبــي
أصــلا، إلى إشــكالات معروفــة في مســائل
الصفــات الإلهيــة
إن العلــوم الطبيعيــة لا يمكــن اســتغلالها
لادعــاء الرهنــة العلميــة عــى الوجــود الإلهــي
أو عدمــه، فالعلــوم الطبيعيــة لا تــدرس أصــلا
الوجــود غــر المــادي. كل مــا يمكــن التحــدث
عنــه في هــذا المجــال هــو أن يســتدل المتعمــق في
العلوم الطبيعية عى صحة إيمانه أو إلحاده،
فالمشـتغل في العلـم الطبيعـي قـد يـرى في فهـم
الظواهــر العلميــة مــا يقــوي أو يضعــف مــن
إيمانه الغيبي، ولذلك تجد أن هناك من كبار
العلمــاء الطبيعيــين مــن هــو مؤمــن أو ملحــد.
مـن الضـروري للشـباب العربـي أن يكـون حـذرا
مــن الانــزلاق غــر الواعــي في جــدالات عقيمــة
وضــارة غــر مســتندة إلى فهــم صحيــح للعلــوم
الطبيعيــة وتجييــش مفاهيــم ناقصــة مغلوطــة
لصالــح إثبــات إيمانيــات غيبيــة. ونعيــد القــول
إن المؤمـن في نظرتـه إلى الوجـود الغيبـي يسـتند
إلى إيمــان اختيــاري واع غــر مكــره
لادعــاء الرهنــة العلميــة عــى الوجــود الإلهــي
أو عدمــه، فالعلــوم الطبيعيــة لا تــدرس أصــلا
الوجــود غــر المــادي. كل مــا يمكــن التحــدث
عنــه في هــذا المجــال هــو أن يســتدل المتعمــق في
العلوم الطبيعية عى صحة إيمانه أو إلحاده،
فالمشـتغل في العلـم الطبيعـي قـد يـرى في فهـم
الظواهــر العلميــة مــا يقــوي أو يضعــف مــن
إيمانه الغيبي، ولذلك تجد أن هناك من كبار
العلمــاء الطبيعيــين مــن هــو مؤمــن أو ملحــد.
مـن الضـروري للشـباب العربـي أن يكـون حـذرا
مــن الانــزلاق غــر الواعــي في جــدالات عقيمــة
وضــارة غــر مســتندة إلى فهــم صحيــح للعلــوم
الطبيعيــة وتجييــش مفاهيــم ناقصــة مغلوطــة
لصالــح إثبــات إيمانيــات غيبيــة. ونعيــد القــول
إن المؤمـن في نظرتـه إلى الوجـود الغيبـي يسـتند
إلى إيمــان اختيــاري واع غــر مكــره
هشاشــة دعــوات الإعجــاز العلمــي في القــرآن:
إن دراســة الكــون المــادي تســتند إلى اســتخدام
المذهــب العلمــي التجريبــي وأساســيات البحــث
العلمي وتكمن قوة هذا المذهب في أن المشتغل
بهــذا العلــم لا يحــده تصــور مســبق يســتند إلى
قداســة مصطنعــة. فالفهــم العلمــي للكــون
ديناميــي بطبيعتــه يتميــز بحريــة ومرونــة،
أمــا مــا يســمى بصرعــة الإعجــاز العلمــي في
القـرآن فهـو في معظمـه لا يتعـدى عـن محاولـة
اســتنطاق لآيــات قرآنيــة بنــاء عــى فهــم علمــي
أغلبــه ناقــص مشــوه يجمعــه قصــور في منهــج
التفسر القرآني. وأغلب الأقوال في هذا المجال
لا تستند إلى احرام المنهج العلمي التجريبي،
ّ ولا تمثـل كشـفا علميـا وتقـوم عـى لي مفاهيـم
النــص وتطويعــه ليتفــق مــع المفاهيــم العلميــة
التــي لا تــزال في معظمهــا نظريــات غــر ثابتــة.
إن الركيــز عــى هــذا الموضــوع والتهليــل لــه
مــن الجمهورالعربــي يحمــل في طياتــه أعراضــا
ذهنيــة مريضــة تــدل عــى عــدم فهــم واحــرام
المنهــج العلمــي الرصــين كمــا تــدل عــى رغبــة
تشــككية للتثبــت مــن صحــة الاعتقــاد الدينــي.
عى الشباب المتعلم أن يكون رصينا في تفكره
واحرامـه لمنهـج العلـوم الطبيعيـة وألا ينجـرف
مــع بعــض مشــعوذي العلــم والمتلاعبــين
بالنصــوص الدينيــة
إن دراســة الكــون المــادي تســتند إلى اســتخدام
المذهــب العلمــي التجريبــي وأساســيات البحــث
العلمي وتكمن قوة هذا المذهب في أن المشتغل
بهــذا العلــم لا يحــده تصــور مســبق يســتند إلى
قداســة مصطنعــة. فالفهــم العلمــي للكــون
ديناميــي بطبيعتــه يتميــز بحريــة ومرونــة،
أمــا مــا يســمى بصرعــة الإعجــاز العلمــي في
القـرآن فهـو في معظمـه لا يتعـدى عـن محاولـة
اســتنطاق لآيــات قرآنيــة بنــاء عــى فهــم علمــي
أغلبــه ناقــص مشــوه يجمعــه قصــور في منهــج
التفسر القرآني. وأغلب الأقوال في هذا المجال
لا تستند إلى احرام المنهج العلمي التجريبي،
ّ ولا تمثـل كشـفا علميـا وتقـوم عـى لي مفاهيـم
النــص وتطويعــه ليتفــق مــع المفاهيــم العلميــة
التــي لا تــزال في معظمهــا نظريــات غــر ثابتــة.
إن الركيــز عــى هــذا الموضــوع والتهليــل لــه
مــن الجمهورالعربــي يحمــل في طياتــه أعراضــا
ذهنيــة مريضــة تــدل عــى عــدم فهــم واحــرام
المنهــج العلمــي الرصــين كمــا تــدل عــى رغبــة
تشــككية للتثبــت مــن صحــة الاعتقــاد الدينــي.
عى الشباب المتعلم أن يكون رصينا في تفكره
واحرامـه لمنهـج العلـوم الطبيعيـة وألا ينجـرف
مــع بعــض مشــعوذي العلــم والمتلاعبــين
بالنصــوص الدينيــة
لمــاذا هــذا الإهمــال للعلــوم الإنســانية
والاجتماعيــة الحديثــة؟ تبــدي الثقافــة العربيــة
في نزعتها التدينية الحاضرة إعجابها الظاهري
ّ بالعلــوم الطبيعيــة والتقنيــة عــى الرغــم مــن
عــدم احــرام المنهــج العلمــي وفهمــه، ولكــن
هنــاك عــداء واضــح تجــاه العلــوم الإنســانية
والاجتماعيــة وعلــم النفــس حيــث تشــغل
مســتوى دونيــا في الثقافــة العربيــة المحافظــة.
بــل إن الأمــر يتعــدى ذلــك إلى الكــره والخــوف
مــن هــذه العلــوم مــن قبــل الفئــات المحافظــة
بدعـوى أنهـا قـد تهـز مسـلمات المجتمـع المتديـن
والمحافــظ، ومــن العجيــب والمحــزن أن نجــد
هنــاك مــن يقــدم فتــاوى لتحريــم وتجريــم
هــذه العلــوم، كمــا أنــه مــن اللافــت للنظــر أن
الحــركات الدينيــة الحاليــة تضــم بــين أطيافهــا
كثــرا ممــن يحملــون الشــهادات العلميــة
ّ الطبيعيــة والرياضيــة والتقنيـة، ولكــن قلمــا تجــد مــن يحمــل شــهادات العلــوم الإنســانية
والاجتماعيــة.
هنالــك خــوف غــر مــرر عــى الإســلام مــن قبــل
أبنائــه وكأن الإســلام بيــت مــن زجــاج نخــى
عليــه مــن الانكســار كلمــا ضــرب بحجــر أو
ظهــرت مســألة علميــة نقاشــية أو تشــكيكية
والاجتماعيــة الحديثــة؟ تبــدي الثقافــة العربيــة
في نزعتها التدينية الحاضرة إعجابها الظاهري
ّ بالعلــوم الطبيعيــة والتقنيــة عــى الرغــم مــن
عــدم احــرام المنهــج العلمــي وفهمــه، ولكــن
هنــاك عــداء واضــح تجــاه العلــوم الإنســانية
والاجتماعيــة وعلــم النفــس حيــث تشــغل
مســتوى دونيــا في الثقافــة العربيــة المحافظــة.
بــل إن الأمــر يتعــدى ذلــك إلى الكــره والخــوف
مــن هــذه العلــوم مــن قبــل الفئــات المحافظــة
بدعـوى أنهـا قـد تهـز مسـلمات المجتمـع المتديـن
والمحافــظ، ومــن العجيــب والمحــزن أن نجــد
هنــاك مــن يقــدم فتــاوى لتحريــم وتجريــم
هــذه العلــوم، كمــا أنــه مــن اللافــت للنظــر أن
الحــركات الدينيــة الحاليــة تضــم بــين أطيافهــا
كثــرا ممــن يحملــون الشــهادات العلميــة
ّ الطبيعيــة والرياضيــة والتقنيـة، ولكــن قلمــا تجــد مــن يحمــل شــهادات العلــوم الإنســانية
والاجتماعيــة.
هنالــك خــوف غــر مــرر عــى الإســلام مــن قبــل
أبنائــه وكأن الإســلام بيــت مــن زجــاج نخــى
عليــه مــن الانكســار كلمــا ضــرب بحجــر أو
ظهــرت مســألة علميــة نقاشــية أو تشــكيكية
هــذا الخــوف غــر المــرر يعكــس هشاشــة في
الإيمــان المتزمــت الــذي لا يغذيــه الجانــب
العقــلاني ولا يمتلــك أي ديناميكيــة للتطــور
والمســاهمة في حمــل مســؤولية عالميــة.
إننــا نــرى أن العلــوم الإنســانية والاجتماعيــة،
ومنهــا علــم النفــس والربيــة، هــي مفتــاح
للعــرب لــي يخرجــوا مــن القمقــم الــذي
وضعــوا أنفســهم فيــه لفــرة زمنيــة طويلــة. بــل
إننــا نــرى أن العلــوم الدينيــة في العصــر الحــالي
مــن المفــرض أن تســتند إلى بعــض معطيــات
العلــوم الإنســانية والاجتماعيــة الحديثــة،
فمثــلا يمكــن لعلــم النفــس أن يقــدم فائــدة
رائـدة في فهـم بعـض المسـائل الدينيـة في أبـواب
الإيمــان والفقــه والحــدود وغــره، بــل ربمــا
يمكـن أن نتخيـل أن يكـون للفلسـفة التحليليـة
دور هــام في تفســر وتحليــل النــص الدينــي.
وفي الخلاصــة نقــول إنــه عــى الرغــم مــن انبهــار
ّ العــرب بالعلــوم الطبيعيــة والتقنيــة فإننــا نــرى
أن هنــاك خلــلا كبــرا في الثقافــة الســائدة في
فهــم واحــرام المنهــج العلمــي، لا بــل وعــدم
الاكــراث لأســباب الأوليــة والضروريــة للتطــور
ّ العلمــي والتقنــي كمفهــوم الحريــة الفكريــة
بمعنـاه الواسـع. كمـا أن عـى العقليـة العربيـة
الســائدة أن تســلم بــأن الإيمــان الغيبــي هــو
اختيــار إنســاني واع لا يمكــن حملــه عــى الجــر
والإكراه وهو إيمان منفصل عن عالم الإدراك
الحــي المــادي. عــى المجتمعــات العربيــة
المســلمة أن تكــون جــزءا فاعــلا مــن المجتمــع
الإنسـاني تتعامـل معـه بإيجابيـة تقـدم لـه رؤى
نابعــة مــن إيمــان صــادق وفهــم علمــي رصــين
وروح إنســانية رحيمــة، كمــا وتأخــذ مــن الآخــر
معارفــه حيــث تنقــح وتغربــل اســتنادا إلى فكــر
حر منفتح وإيمان صلب. يبقى الأمل معقودا
في وعــي الشــباب العربــي الــذي يملــك مفاتيــح
المســتقبل والــذي “يقــرأ بوعــي ويفكــر بعقــل
ويؤمــن بقلــب
الإيمــان المتزمــت الــذي لا يغذيــه الجانــب
العقــلاني ولا يمتلــك أي ديناميكيــة للتطــور
والمســاهمة في حمــل مســؤولية عالميــة.
إننــا نــرى أن العلــوم الإنســانية والاجتماعيــة،
ومنهــا علــم النفــس والربيــة، هــي مفتــاح
للعــرب لــي يخرجــوا مــن القمقــم الــذي
وضعــوا أنفســهم فيــه لفــرة زمنيــة طويلــة. بــل
إننــا نــرى أن العلــوم الدينيــة في العصــر الحــالي
مــن المفــرض أن تســتند إلى بعــض معطيــات
العلــوم الإنســانية والاجتماعيــة الحديثــة،
فمثــلا يمكــن لعلــم النفــس أن يقــدم فائــدة
رائـدة في فهـم بعـض المسـائل الدينيـة في أبـواب
الإيمــان والفقــه والحــدود وغــره، بــل ربمــا
يمكـن أن نتخيـل أن يكـون للفلسـفة التحليليـة
دور هــام في تفســر وتحليــل النــص الدينــي.
وفي الخلاصــة نقــول إنــه عــى الرغــم مــن انبهــار
ّ العــرب بالعلــوم الطبيعيــة والتقنيــة فإننــا نــرى
أن هنــاك خلــلا كبــرا في الثقافــة الســائدة في
فهــم واحــرام المنهــج العلمــي، لا بــل وعــدم
الاكــراث لأســباب الأوليــة والضروريــة للتطــور
ّ العلمــي والتقنــي كمفهــوم الحريــة الفكريــة
بمعنـاه الواسـع. كمـا أن عـى العقليـة العربيـة
الســائدة أن تســلم بــأن الإيمــان الغيبــي هــو
اختيــار إنســاني واع لا يمكــن حملــه عــى الجــر
والإكراه وهو إيمان منفصل عن عالم الإدراك
الحــي المــادي. عــى المجتمعــات العربيــة
المســلمة أن تكــون جــزءا فاعــلا مــن المجتمــع
الإنسـاني تتعامـل معـه بإيجابيـة تقـدم لـه رؤى
نابعــة مــن إيمــان صــادق وفهــم علمــي رصــين
وروح إنســانية رحيمــة، كمــا وتأخــذ مــن الآخــر
معارفــه حيــث تنقــح وتغربــل اســتنادا إلى فكــر
حر منفتح وإيمان صلب. يبقى الأمل معقودا
في وعــي الشــباب العربــي الــذي يملــك مفاتيــح
المســتقبل والــذي “يقــرأ بوعــي ويفكــر بعقــل
ويؤمــن بقلــب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق