الإنسان بوصفه سلعة رابحة

الإنسـان أغـى رأسـمال.” لكـن هـذه العبـارة التـي تهـدف إلى إبـراز دور العامـل البشـري في التنميـة الاقتصاديـة والاجتماعيـة
توحــي أيضــا بــأن للإنســان قيمــة ســوقية يمكــن قياســها بالعمــلات النقديــة كالــدولار والدينــار مثلــه مثــل الســلع الأخــرى. فالرأســمال،
ُ كمـا هـو معـروف، يتجسـد بأشـكال عديـدة كالأصـول الثابتـة والمتداولـة لـدى الشـركات وهـي كلهـا سـلع ت ُ بـاع وتشـرى. وكذلـك الرأسـمال
النقدي الذي يتمثل سعره في الفائدة التي يدفعها المقرض للبنك. لكن هل يمكن حساب سعر الإنسان بالوحدات النقدية؟ وما هي
الطـرق التـي يمكـن اعتمادهـا للتوصـل إلى نتيجـة مقبولـة؟

وتناقــض
أفــكار فلســفة التنويــر وتثــر اعراضــات
منظمـات حقـوق الإنسـان، إلا أن الواقـع يشـر
بالفعــل إلى أن جهــات ومؤسســات حكوميــة
وخاصــة تتعامــل مــع حســابات وأرقــام تتعلــق
بالقيمــة النقديــة لحيــاة الإنســان وعمــره
وجســمه

المتاجــرة بنســاء
البلــدان الفقــرة مــن قبــل عصابــات البغــاء
وإجبارهــن عــى العمــل في ســوق الدعــارة في
أوروبــا الغربيــة وغرهــا. مهمــا كانــت هــذه
الظواهر بشعة ومقززة للحس الإنساني فإنها
تبقــى في نهايــة المطــاف ثانويــة واســتثنائية لا
يمكـن تعميمهـا عـى عمليـات التبـادل السـلعي
في الأســواق

اشــرت قطــر قبــل أســابيع قليلــة اللاعــب
الرازيــي نيمــار مــن ناديــه الســابق برشــلونة
في صفقــة خياليــة بقيمــة 222مليــون يــورو.
بعــد دفــع هــذا المبلــغ الخيــالي أصبــح الآن نجــم
كــرة القــدم ملزمــا ببيــع مهاراتــه الرياضيــة -أو
قــوة عملــه بالمعنــى الماركــي- لناديــه الفرنــي
والممول قطريا باريس سان جرمان. من جهته
يقــوم النــادي الجديــد بإظهــار هــذا الرقــم في
حســاباته الماليــة في جانــب الأصــول كقيمــة
معنويــة (غــر ماديــة.

لاننا وجدنا ابأنا لا يتغيرون عن الكرة القدم فلم نجد رياضات جديدة الامر يحتاج لجرأة ومقاومة لسخرية

وإذا كانــت المذاهــب الإســلامية تتفــق عــى أن
دية المسلم تساوي 100بعر وأن دية المسلمة
نصفهــا أي 50بعــرا، فــإن الفقهــاء يختلفــون
حــول مقــدار ديــة الذمــي مــن أهــل الكتــاب
كاليهــودي والمســيحي، وهــل هــي مســاوية
للمسـلم أم نصفهـا أو ثلثهـا؟ وفي ذيـل القائمـة
ِ تــأتي ديــة المجــوسي والمشــرك والمرتــد والتــي لا
تســاوى في نظــر بعــض الفقهــاء حتــى بعــر
واحــد.
وفي كل الأحــوال فــإن الكثريــن مــن ممثــي
المؤسســة الدينيــة والمهتمــين بالفقــه الإســلامي
لا يجـدون حتـى يومنـا هـذا غضاضـة في اعتمـاد
الإبل كوحدة قياس لقيمة الحياة البشرية في
القــرن الحــادي والعشــرين، طالمــا أنهــا وردت
في حديــث نبــوي. كمــا أنهــم لا يــرون تناقضــا
بــين وصــف القــرآن للإنســان كخليفــة للــه في
أرضــه وأن اللــه أمــر الملائكــة بالســجود لــه وبــين
مقارنتــه بدابــة عــى الأرض

تناقض مع روح فكانما قتل الناس جميعا حرمة دم المسلم بهدم الكعبة

صحيح أن تجارة الأعضاء غير
الشرعية منتشرة سرا وربما
علنا في كثير من البلدان
وتتخذ أشكالا بشعة
ّ للاستغلال، إلا أن الإيرانيين
بإمكانهم عرض إحدى
الكليتين للبيع عبر إعلان
في الصحف. وبحسب
الشطارة في المساومة
بين «المتبرع» والمريض
يتراوح السعر بين ألفين
وخمسة آلاف دولار للكلية
الواحدة