الثرثرة ليل نهار عن تلك الفضائل والحديث غير المنقطع عن الضمير تحول إلى مهنة من لا مهنة له. الضمير لفظ فضفاض وغير محدد، ويتغير حسب الثقافة والمكان ولذا فلن نستطيع التوجيه الأخلاقي في المطلق، يجب علينا فهم طبيعة الأشياء وأيضاً فهم دورنا المحدود في تلك الحياة، فليس الوعظ والخطابة وتعديل سلوك الآخرين حسب هوانا جزءاً من الدور المنوط به البشر.
وظاهرة التلفيق هي الأكثر انتشاراً في المجتمع المصري، فنحاول أن نُجمع أكبر عدد من سكان المجرة ونضع لهم نفس الخصال، قد يجعل هذا البعض يشعر بكثير من الراحة. في أحد المؤتمرات التي كانت تتحدث عن الوحدة الوطنية، قامت إحدى الزميلات وقالت إن الإسلام والمسيحية لهم نفس المبادئ، وفي هذا حُسن نية وروح وطنية، ولكن حقيقة الأمر أن المسيحية والإسلام وكافة العقائد البشرية حول العالم تختلف خلافات بسيطة وكبيرة، ومعظم المفاهيم تكاد تكون متعارضة أحياناً ومتشابهة أحياناً أخرى، ومن هنا لا يجب علينا أن نحاول أن نلوي النصوص والمفاهيم حتي تتوافق مع ما نفهمه نحن. علينا أن نعي كيف يفكر الآخر إذا أردنا ولكن ليس علينا أن نعدل له تفكيره وفقاً لما نعتقده نحن.
جزءاً من الدور المنوط به البشر.
وظاهرة التلفيق هي الأكثر انتشاراً في المجتمع المصري، فنحاول أن نُجمع أكبر عدد من سكان المجرة ونضع لهم نفس الخصال، قد يجعل هذا البعض يشعر بكثير من الراحة. في أحد المؤتمرات التي كانت تتحدث عن الوحدة الوطنية، قامت إحدى الزميلات وقالت إن الإسلام والمسيحية لهم نفس المبادئ، وفي هذا حُسن نية وروح وطنية، ولكن حقيقة الأمر أن المسيحية والإسلام وكافة العقائد البشرية حول العالم تختلف خلافات بسيطة وكبيرة، ومعظم المفاهيم تكاد تكون متعارضة أحياناً ومتشابهة أحياناً أخرى، ومن هنا لا يجب علينا أن نحاول أن نلوي النصوص والمفاهيم حتي تتوافق مع ما نفهمه نحن. علينا أن نعي كيف يفكر الآخر إذا أردنا ولكن ليس علينا أن نعدل له تفكيره وفقاً لما نعتقده نحن.
ما يُحقق الأصالة في التفكير والسلوك هو الحرية في اختيار ما نشاء من سلوك، وليس ما يُفرض علينا حتى يتم توافق مجتمعي نحو ظاهرة ما. سُنة الحياة أن نختلف، فقط ضعاف المنطق أو العقيدة هم من يحاولون دوماً أن يجعلوا الجميع نسخة مكررة منهم. يخشون الاختلاف ويحاربوه بحجة الحفاظ على قيم المجتمع، مع أن القيم في حالة تغيُر مستمر، وبعض القيم تغيرت مع مرور الزمن وتم إعادة تعريفها وصياغتها، ونفس القيمة أو المبدأ لا تعني نفس الشيء لكل فرد. كتب «هرب كوهين» مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق «جيمي كارتر» «أنا وانت لا نري الأشياء كما هي بل نراها مثل ما نحن عليه» وهذه المقولة تشرح لنا حتمية الاختلاف في فهم ظواهر الحياة، حيث يؤثر في الفرد كثير من العوامل الثقافية والبيئية والبيولوجية وبالتالي تتغير نظرته لنفس الشيء، وهذه هي طبيعة الأمور التي لم نعيها في كثير من الأحيان، فنحاول أن نُبشر بالجمود والثبات مع أن التغيُر هو أصل الأشياء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق