الأربعاء، 26 مايو 2021

الامتحانات والعجز عن الوفاء بالالتزامات *****

المنتحر لا يعلم َ سره إلا الله عز Jul 6, 2018
و َ جل، إن كان قد أقدم على
هذا الفعل وهو فى كامل
قواه العقلية أم لا؟ لذا
نترك أمره وحسابه
على الله

 تغرس القيم
الدينية والأخلاقية فى نفوس
 أن اجتيازهم
الامتحانات الدراسية هى كل أمانيها وأسماها
ولا تطلب غير ذلك، كما أن أغلب الأسر لا
تتمنى من الدنيا سوى أن يصبح ابنها
مهندسا أو طبيبا ولا ترضى بأقل من ذلك
حتى إن كانت إمكانيات الابن لا تؤهله لأن
يصبح طبيبا أو مهندسا! كما أن ثقافة
المجتمع توصل لهذا المفهوم وترسخ له


وعلى الإنسان أن
يواجه الحياة بكل تفاؤل
ويكون على استعداد
لحل المشكلات وتخطى
العقبات التى تصادفه يوميا فى حياته ولا
يقف عاجزا مكتئبا أمام أى مشكلة مهما
كان حجمها ولا يترك اليأس والإحباط
َ يتمكن منه
لأن هذا هو الباب الذى يدخل
منه الشيطان ويعبث بعقل الآدمى ويفعل
به ما يريد


النجاح والفشل مقترنان
مع بعضهما البعض فلا يوجد إنسان ينجح
طوال الوقت، فلابد أن يتعثر فى بعض الأمور،
ولا يوجد إنسان يفشل طوال الوقت، كما
أن الرسوب فى الامتحانات أو عدم اجتياز
اختبار وظيفة ما أو عدم التوفيق فى الزواج
ليس نهاية الحياة، والإنسان المتزن نفسيا
هو الذى يستطيع أن
يجعل نقطة فشله
هى بداية نجاحه فى
أمور أخري، وهو الذى
ينتصر على الظروف

والوظائف البسيطة لا تنظر اليهم بعين
الاحترام بل تصفهم بالدونية

! وقد انتقلت
ُ هذه الثقافة للأسرة وأصبح حلم كل أسرة
أن يكون ابنها مهندسا او طبيبا أو ما
شابه ذلك ولا تقبل بأقل من ذلك حتى
إن كانت مؤهلاته ضعيفة ولا تؤهله لأن
يصبح مهندسا أو طبيبا! ليس هذا فحسب
فهناك بعض الأبناء المتفوقين والمتميزين
فى أشياء كثيرة لكن الاسرة تغفلها ولا
تنميها وتركز فقط فى إعطائه الدروس
الخصوصية و ُت ِ ص ّر على التحاقه بكلية
من كليات القمة
 


والأكثر من ذلك ربما يتخرج طبيبا لكنه
يصبح طبيبا فاشلا لا يفيد غيره بل يلحق
بهم ضررا بالغا



لذا وجب علينا أولا ان نصلح الأمر من
جذوره بإعادة توجيه الأسر أولا، وتغيير
ثقافة المجتمع وتبديل رؤية الناس لمفهوم
الفشل والنجاح وتغيير ثقافة التعامل مع
الأبناء
، بأن المهندس والطبيب والضابط
فقط هو الجديرين بالاحترام وما دون ذلك
ُ لا يحترم! فهذا خطأ كبير وثقافة عقيمة
لابد من تغييرها بل محاربتها اذا أردنا
النجاح والتغيير للأفضل

تغدق فى الإنفاق على أبنائها لكنها تفتقد
تعريفهم بأبسط تعاليم الدين الاسلامى
وهى الرضا بالقضاء والقدر، خيره وشره،
 وأن الله
يرزق كل عباده، فلا يرزق الطبيب ويحرم
المدرس مثلا، كما أن الأسر لا تعلم أولادها
أن الدنيا ما هى إلا اختبار كبير، وعلى كل
منا أن يجتهد ويؤدى الاختبار على الوجه
الأكمل ويترك النتيجة لله فإن قدر له الخير
َ فهو خير له وإن منع عنه شيئا فهو خير
له أيضا، فلا يعلم الغيب إلا الله َ عز وجل
وما نعتقده خيرا قد لا يحمل لنا الخير
والعكس بالعكس، فما علينا سوى الرضا
التام بقضاء الله خيره وشره
، فالرسوب
فى امتحان الفيزياء ليس نهاية الدنيا وكم
من أناس رسبوا فى بداية حياتهم وكان
ّ هذا الرسوب سببا فى تفوقهم و ّ تميزهم بين أقرانهم؟


*

أكذوبة «كليات القمة»

المرض العضال الذى أصاب مجتمعنا منذ عقود، وهو يقوم على تقسيم الكليات إلى «قمة» و«قاع»، وكأن مهنا أرقى من مهن، أو أن طبيبا فاشلا حاله أفضل من مدرس أو محاسب ناجح. إن القمة والقاع يحددهما الجهد الذى يبذله الفرد فى إتقان عمله، والإخلاص له، أيا كان.

ربط التعليم بتحصيل المال بالضرورة أمر غاية فى الخطورة. نعم، التعليم يجب أن يكون سببا للترقى فى العيش المادى، لكن له جوانب أخرى ضرورية لترقى النفس والروح، وصقل الإنسان وتحضره. آفة أن نقول: «تعلم لتعمل» ونتوقف، دون أن نضيف: «تعلم لتتعايش» و«تعلم لتتحضر» و«تعلم لتكتمل إنسانيتك».

لو أن القائمين على التعليم ببلادنا لديهم قدر من الرشد، والانحياز إلى المصلحة العامة، لقرروا كتاب «التفكير العلمى» للدكتور فؤاد زكريا على الصف الثالث الثانوى العام والفنى.

*

لا يوجد ما هو أفضل من استذكار دروسك طوال العام بصورة مُتقطِّعة، ولتكن فقط ساعة أو اثنتين يوميا، يؤثر ذلك بشكل لا تتخيله مع اقتراب الامتحانات، لكن ذلك ليس مُتعلِّقا بحجم المنهج الدراسي، لأن المنهج بالفعل يمكن جمعه ودراسته في وقت قليل، لكن أدمغتنا تعشق أن تتعلَّم بشكل مُتقطِّع، أي أن تأخذ وقتها في فهم المادة وتأمُّلها، لكن رغم أننا نعرف ذلك فإن الكثيرين منّا يتساهلون مع الكسل يوما بعد يوم حتّى يجدون أنفسهم فجأة في مواجهة "شهر الامتحانات"، لكن أول خطأ يقعون فيه في تلك النقطة هو أنهم يُصابون بالرعب والاكتئاب.

 فبجانب الاستذكار العشوائي ستُهمل طعامك، ولن تأخذ كفايتك من الماء، وستترك التمرين (إذا كنت تمارس أية رياضة)، وستنام عدد ساعات أقل، وهنا تبدأ المشكلة.

 اعمل على أن تنام عدد ساعات كافيا يوميا، وأن تأكل بانتظام، وأن تشرب الماء بكميات كافية، وأن تتمرن يوميا إن أمكن ولو لنصف ساعة مشيا سريعا، يؤثر ذلك في فاعلية استذكارك بشكل لا يمكن أن تتصوره إلا إذا جرّبته.

 السهر ليلة الامتحان حتى الصباح -من أجل الاستذكار- لن يُفيد كثيرا، في المقابل ستُحقِّق إنجازا أكبر بفارق واضح إن حصلت على كفايتك من النوم في تلك الليلة.

خطة لكل مادة دراسية، خطة يومية واضحة تشتمل على قطع المنهج وعدد الساعات لكلٍّ منها.

 "ضع خطة وافشل فيها"، لا مشكلة، اكتب خطتك على ورقة وعلِّقها على الجدار أمامك، ذلك الجزء المتعلِّق بكتابة الخطة على ورقة مهم، لكن الهدف منه ليس فقط أن تلتزم بالخطة، نحن لا نلتزم بكل الخطط للأسف، ولكن الهدف هو وضوح الرؤية، وخط السير الذي سوف نتَّبعه

كلما استذكرت دروسك لعدد ساعات أطول، كان التحصيل أفضل، لكن المشكلة دائما تكون في آلية التحصيل.

 ابدأ بقراءة الفصل كاملا، القراءة الأولى هي القراءة الأطول لسببين، الأول هو أنك ستأخذ بعض الوقت للفهم، والثاني هو أن هناك نقاطا ستكون عصية على الفهم من المرة الأولى، لكن لا مشكلة في ذلك، استمر في القراءة، في أثناء ذلك كله ستعتريك رغبة عارمة في حفظ كل معلومة تمر بك، لكن لا تفعل، فقط استمر في القراءة ومحاولة الفهم، بعد ذلك ابدأ القراءة الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، وهكذا. صدِّق أو لا تُصدِّق، قد يتخطى الأمر عشر مرات قراءة للمنهج، تكون الأخيرة منها قبل الامتحان بليلة.

مع كل مرة قراءة فإنك تكون أسرع بفارق واضح، حتّى إنك ستُنهي المنهج كاملا -في المرة الأخيرة- في ساعة واحدة، خلال القراءات ستكتشف شيئا فشيئا أن المعلومات أصبحت مألوفة لديك، وفي المرة الثالثة إلى الخامسة لن تجد صعوبة في تذكُّر معظم الفصل، لكن الأهم من ذلك هو أنك ستتذكَّر بسهولة موضع المعلومة في الكتاب أو الملزمة، لأن ذلك يعني أن دماغك قد حفظها مُصوَّرة، وهذا مهم حقا، خاصة حينما تُقرِّر استخدام إبداعاتك الفنّية في رسم أشكال مختلفة بمناطق مختلفة من الكتاب أو الملزمة، مثلثات ومربعات ودوائر وأشكال هلامية غريبة، ضع تلك العلامات على الجمل المهمة والمناطق المثيرة للانتباه وتلك التي تستعصي على الفهم أو الحفظ.

"ممارسة الاختبار أكثر أهمية من الاستذكار

 ابدأ بالشرح لنفسك وكأنك تشرح لطلبة أمامك، قد لا تتذكَّر شيئا ما أثناء الشرح، ذلك طبيعي جدا، فقط اجلب الملزمة وتعرَّف عليه مرة أخرى بهدوء واستمر في الشرح، شيئا فشيئا ستتطوَّر قدراتك على شرح الأجزاء والفصول لنفسك.

مع استخدام الصوت، ستُضيف لدماغك أداة أخرى فعَّالة بجانب البصر، ما يُحفِّزك للفهم بصورة أفضل، كما أنها -في كل الأحوال- آلية ممتعة للاستذكار. (يمكن كذلك أن تقوم بحركات غريبة أثناء شرحك للأجزاء الصعبة، كأن تقفز مثلا أو تُحرِّك يديك بطريقة ما، يفيد ذلك كثيرا في التذكُّر، لكن لا تدع أحدا يراك في تلك الحالة المؤسفة، فقد يتصوَّرون في المنزل أنك أُصبت بنوع ما من الهلاوس).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق