الخميس، 27 مايو 2021

حي الشيخ جراح إسرائيل حربا "غير تقليدية" في القدس

 لا نجد مدينة في العالم تهفو إليها القلوب ويشترك في تقديسها أكثر من نصف سكان العالم كما هو الحال مع مدينة القدس التي تحظى بمكانة استثنائية لدى أتباع الأديان السماوية الثلاث، ولكن وإلى جانب المكانة الدينية للمدينة، فإن للقدس تاريخها العريق الذي يمتد آلاف السنين قبل الميلاد فقد سكنها اليبوسيون قبل قدوم إبراهيم عليه السلام. وهنا ندرك أنه ومهما كانت الموثوقية الدينية لمقولة الوعد الإلهي لإبراهيم بأن يجعل أرض كنعان لذرّيته، فإن ذلك لا يمكن أن يكون مبررا للظلم والاحتلال وتقويض الحقوق الطبيعية للشعوب في العيش بأمن وسلام في أوطانها.

آن الأوان أن تكون القدس حقا مدينة للسلام وأن يقوم الجميع بواجبهم تجاه المدينة المقدسة التي تحوي مكانة دينية مرموقة في التراث الديني الإسلامي والمسيحي واليهودي وتتميز بثراء نسيجها الاجتماعي

لقد آن الأوان أن تكون القدس حقا مدينة للسلام، وأن يقوم الجميع بواجبهم تجاه هذه المدينة المقدسة الجريحة التي تحوي مكانة دينية مرموقة في التراث الديني الإسلامي والمسيحي واليهودي وتتميز بثراء نسيجها الاجتماعي. ولا بد من الاهتمام بتحقيق المعاملة المتساوية والرفاهية لجميع سكانها، فمصير المدينة المقدسة يهمنا جميعا فهي تعني الكثير للعالم بأسره، وما يحدث في المدينة هو بمثابة مؤشر كوني على سمو أو انحدار العلاقات بين أتباع الأديان أولا، ثم بين المجتمعات والثقافات المختلفة في حضارتنا البشرية المشتركة.

الامير الحسن بن طلال 

الفكر العربي

المدينة تتعرض لـ "حرب تهويد شاملة" تهدف إلى "طمس المعالم العربية والإسلامية والمسيحية للمدينة، وتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى"، كما يتحدث الكاتب عن حرب "غير تقليدية" تشنها إسرائيل ضد المقدسيين.

حرب لا تُستخدم فيها الأسلحة التقليدية، إنما يُستخدم فيها سلاحان مزدوجان: أولهما عملية مصادرة البيوت والضغط على الناس بوسائل مختلفة، منها التطفيش والمضايقات اليومية، والتهديد بسحب الهويات المقدسية، وحتى الإغراء المالي، لبيع منازلهم لمجموعات يهودية تعمل تحت عناوين مختلفة على الانتشار داخل الأحياء الشرقية من المدينة لتهويدها من داخلها".

* May 8, 2021

العنف في القدس

تقول وسائل إعلام إسرائيلية إن القوميين اليهود ألغوا مسيرة لإحياء ذكرى احتلال إسرائيل للقدس الشرقية في عام 1967. ويحتفلون ب كامب ديفيد 1978

حذر إسلاميون من حركة حماس إسرائيل الاثنين من أنها ستواجه تصعيدا إن لم تسحب قواتها من المسجد الأقصى وحي القدس الشرقية في غضون ساعة. وقال متحدث باسم حماس في بيان "قيادة المقاومة تمهل الاحتلال حتى الساعة السادسة مساء (أي الساعة 1500 بتوقيت غرينتش (، لسحب جنودها من المسجد الأقصى المبارك والشيخ جراح". وتعهد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الاثنين بتعبئة العالم لوقف "الإرهاب" الإسرائيلي، في مكالمات هاتفية أجريت مع القادة الفلسطينيين خلال تصاعد العنف في القدس.

تعهد الزعيم التركي "بأنه سيفعل كل ما في وسعه لتعبئة العالم ، بدءا بالعالم الإسلامي ، لوقف الإرهاب والاحتلال الإسرائيليين"، بحسب ما ذكره مكتبه. ووصف أردوغان إسرائيل السبت بأنها "دولة إرهابية قاسية".

من جانب آخر اتهم قادة إسرائيليون بارزون، من بينهم رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، وأحزاب يسارية، نتنياهو في الأيام الأخيرة بإثارة أعمال عنف في القدس لتحقيق مكاسب سياسية، بعد أن أفادت تقارير بأن أحزاب المعارضة على وشك التوصل إلى اتفاق ائتلافي لتشكيل حكومة جديدة.

يصادف هذا الحدث احتلال إسرائيل للقدس الشرقية، موطن البلدة القديمة والأماكن المقدسة، في عام 1967. وعادة ما يرى خلال تلك المناسبة الشباب الصهاينة يسيرون في المناطق الإسلامية. وهذا ما يعده الكثير من الفلسطينيين استفزازا متعمدا. وتخرج مسيرة هذا العام في الأيام الأخيرة من شهر رمضان.

يقع المسجد الأقصى، الذي يعد ثالث أقدس موقع في الإسلام، على قمة تل يسميه المسلمون "الحرم الشريف"،ويطلق عليه اليهود جبل الهيكل. وهي منطقة يقدسها اليهود باعتبار أنها موقع لمعبدين توراتيين، وهي أقدس موقع في اليهودية.



تأتي أعمال العنف الأخيرة بعد شهر من التوترات، التي كان محورها تهديد بإخلاء عائلات فلسطينية من منازلها.

كان من المقرر أن تعقد المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة الاثنين للنظر في استئناف أكثر من 70 شخصا لأمر إخلاء لصالح منظمة استيطانية يهودية في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، لكن الجلسة أجلت بسبب الاضطرابات.

استيلاء إسرائيل على القدس الشرقية قبل 54 عاما.

دان العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ما وصفه بـ"الانتهاكات الإسرائيلية والممارسات التصعيدية في المسجد الأقصى المبارك".

كما أعربت اللجنة الرباعية للمفاوضين في الشرق الأوسط - الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والأمم المتحدة - عن قلقها العميق بشأن العنف، وحثت جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس.

يعد مصير القدس الشرقية مركز الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إذ يطالب الطرفان بالحق فيها. وكانت إسرائيل قد ضمت القدس الشرقية فعليا في عام 1980، في خطوة لم تعترف بها الغالبية العظمى من المجتمع الدولي، وتعد المدينة بأكملها عاصمتها.

بينما يعد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة مستقبلية لدولتهم المستقلة المأمولة.

*
وتضيف "الغضب تفاقم مرة أخرى مع احتمال إخلاء أربع عائلات فلسطينية قسريا من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، على أرض يطالب بها المستوطنون اليهود".

تعتبر الكاتبة أن "القرار المثير للجدل قد يرقى إلى جرائم حرب وفقا للأمم المتحدة، لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية رفضت الأمر باعتباره 'نزاعا عقاريا' خاصا".

إسرائيل تقول إنه من أجل إخماد المزيد من الاضطرابات، فإنها تحتاج إلى تعزيز وجود قوات الشرطة في البلدة القديمة، لا سيما في الحرم الشريف أو جبل الهيكل، الذي يعتبر أقدس موقع في اليهودية، وثالث أقدس الأماكن في الإسلام وكان جوهر الصراع المستمر منذ عقود".

*


القدس.. والمتاجرون الجدد


حماس ديني بعيد عن الخطابات السياسية التي تحتاجها القضايا الحساسة

 يستعرضون عضلاتهم الفكرية أمام مريديهم وأتباعهم.

موقف دولة الإمارات من القضية الفلسطينية هو الأكثر وضوحا من بين كل الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسها تركيا، التي ترتبط بعلاقات استراتيجية مع إسرائيل، وتاجر رئيسها رجب طيّب أردوغان بالفلسطينيين في قمة دافوس عام 2009. على الأقل عندما قررت الإمارات أن تتعامل مع إسرائيل أعلنت ذلك على الملأ ولم تقم بعقد صفقات سرّية أو تتراجع عن دعمها للقضية الفلسطينية.

مستغلين عفوية الشعوب العربية ونقاء ونظافة نفوسها

 أحد أسباب فشل حل القضية الفلسطينية هم المتاجرون بالقضية على مرّ الزمان من رجال الدين الذين ابتليت المجتمعات الإسلامية والعربية بهم، أمثال حسن نصرالله والقرضاوي. وللأسف، يبدو أن دول الخليج العربي أيضا بدأت تستنسخ هذه النوعية من المتاجرين بعد أن جذبهم الإعلام، والمهمّ عندهم هو أن يبقوا في ذاكرة المتلقي لأطول فترة ممكنة لأنهم يدركون جيدا أن الزمن كفيل بفضح مواقفهم.

“فقه الشتم” صراحة أو بالتلميح، لا يحتاج منهم إلى بذل الجهد أو العناء؛ شعاراتهم الرنانة ومفرداتهم من شاكلة “الانبطاح” يمتلأ بها قاموسهم، دون أن يدركوا أن هذا يتسبب في تهييج الشارع ضد الحكومات الخليجية وبالتالي تخريب الأوطان، لا يعنيهم الأمر طالما تمتعوا بكافة الامتيازات والمناصب والوجاهة الاجتماعية؛ شعارهم أنا ومن بعدي الطوفان.

بدلا من أن يساعدوا قادتهم في توضيح الرأي الشرعي في مثل هذه المواقف السياسية المعقدة التي تتطلب الحكمة والتفكير العميق، يلقون التهم على دولة الإمارات، ويحرّضون عليها الرأي العام العربي والإسلامي، ويحمّلونها مسؤولية الانتكاسات العربية التي كان سببها المتاجرون بالقضية الفلسطينية على مدى العقود الثمانية.

لا أحد يوافق على ما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين، سواء من الدول المطبّعة أو غيرها؛ الجميع، وبينها دولة الإمارات التي أعلنت موقفها الرافض لتلك الإجراءات وفق الأعراف الدولية، وبالتالي لا يُقبل التطاول على الإمارات إعلاميا، ومن خلال تويتر، لتحقيق أغراض شخصية قد تتسبب بمشاكل بين الشعوب، إلا إذا كان الهدف الأساسي من وراء التغريدة هو الإساءة.

*

 القدس الشرقيّة محتلة وأن الاحتلال لا يمكن أن يستمر إلى الأبد.


May 10, 2021


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق