كتاب روبرت بيرتون، "تشريح الشجن (The Anatomy of Melancholy)" قد كتب في عام 1621
كان يعاني شخصيا من الشجن (أو الملانخوليا)، الداء الذي يتمثل في مشاعر الإحباط والكآبة والخمول.
الفهم المعاصر للكآبة والتغيرات المزاجية؟
ي تفهم الاختلالات المزاجية، يقول أكاديميون معاصرون إن ما وصفه بيرتون بالارتفاعات والانخفاضات الشديدة في المزاج قد تكون أعراض داء الاضطراب ثنائي القطب
نظرية فوائد الاستحمام في الهواء الطلق "في الأنهار الجارية ذات المياه الباردة
للطبيعة دورا أساسيا في علاج أعراض الشجن (الملانخوليا).
"كتب بيرتون قبل نحو 400 سنة، "أفضل طريقة للحصول على الراحة تتمثل في إخبار صديق بالبؤس الذي تعاني منه، وليس كتمانه في صدرك."
من المعروف أن استبطان الأمور والانعزال هي من السلوكيات الشائعة عند الذين يعانون من الكآبة. ولكن بينما من النادر أن تؤدي هذه السلوكيات إلى ـي تحسن في حالة المريض، فهو يشعر في أغلب الأحيان باستحالة مجابهتها عن طريق التواصل مع الآخرين.
"استخدام الأصدقاء، إذ قد تفرحك دعاباتهم وفكاهاتهم."
اشتكيت لطبيبك من سوء مزاجك، قد تتوقع أن يصف لك عقاقير مضادة للكآبة. ولكن هل تعلم أن الأطباء في بلدان كالدنمارك وكندا وبريطانيا يصفون الآن "وصفات اجتماعية" مثل الانخراط في صفوف لتعليم الفن والقيام بزيارات للمتاحف والمشاركة في نزهات جماعية؟
الشعور بالوحدة - وليس مرضا عقليا خطيرا - هو سبب فقدان المريض الإحساس بالمتعة، فإن "الوصفات الاجتماعية" قد تكون أكثر نفعا بكثير من العقاقير.
قضاء وقت طويل جدا في القراءة والكتابة تحرم الإنسان من الوقت الكافي لمتابعة أنشطة أخرى ذات منافع معروفة للصحة العقلية كممارسة التمارين الرياضية والنوم والتواصل الاجتماعي.
الإفراط في الدراسة يؤدي إلى الخمول والشعور بالوحدة وإهمال النشاطات الأخرى التي تغذي الذهن المعافى.
قد يكون فهمه لعلم وظائف الأعضاء قديما وعفا عليه الزمن (إذ كانت معلوماته الطبية مبنية على أساس "نظرية السوائل" اليونانية القديمة التي تقول إن نظاما ذا أربعة سوائل بدنية - سائل المرارة الأسود وسائل المرارة الأصفر والدم والقشع - هو الذي يتحكم بعمل الجسم البشري وشكله وحتى شخصيته.)
في واقع الحال، كانت هذه النظرية هي السائدة حتى خمسينيات القرن التاسع عشر، عندما استبدلت عندما اكتشف العالم الفرنسي لوي باستور الجراثيم المسببة للأمراض (وأسس لنظرية الجراثيم.) ويعترف لباستور بالفضل في إحداث ثورة فكرية في المجال الطبي.
كزيادة الوعي بالذات والسباحة والطبيعة والتواصل الإجتماعي والقراءة قد نفعت الناس قبل 400 سنة، لم لا تنفع اليوم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق