لقد صنع فيديو قصير الحدث في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، ولم تصنعه أي وسيلة إعلام كبرى.
فبدأت قصة الاحتجاج من ذلك الفيديو الذي طاف العالم خلال ساعات وأيقظ الحركات الاجتماعية والسياسية، وكسر فكرة المواطنة الهشة داخل المجتمع الإسرائيلي.
ذلك الفيديو كان لشابة فلسطينية تصرخ بلغة إنجليزية غاضبة في وجه رجل يهودي “أنت تسرق منزلي” فرد عليها “إذا لم أسرقه فسوف يسرقه شخص آخر”. هنا ابتدأت المأساة المتواصلة عن حياة منفصلة وغير متكافئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين
ذلك الفيديو القصير حقق لحد الآن ما لم تحققه عقود من الاحتجاجات العربية ومقاطعة إسرائيل واندلاع العنف المنتظم.
استبدلت في هذا الشارع الرقمي الأسلحة والعصي والصراخ والبصاق… بالهاشتاغات والصور والتعابير اللغوية والرموز والرسمات الاحتجاجية. أين بإمكان رجال الشرطة وما يسمى بقوات مكافحة الشغب التواجد لحظتها؟ ألم أشكك في مقدمة هذا المقال بوجود حياة أصلا للرقيب!
صحيفة نيويورك تايمز جمعت تعبيرات رقمية احتجاجية من على إنستغرام وتويتر وفيسبوك وتيك توك… وعدت النشطاء العرب على مواقع التواصل أكثر تأثيرا من السياسيين، عندما أوصلوا صورة عما يجري على الأرض لجمهور عالمي لم يعرف من قبل أين تقع غزة! إلى درجة أن حسابا أميركيا على إنستغرام مهتما بشؤون الموضة يحظى بمتابعة 2.7 مليون متابع أعاد ثلاثة منشورات متعاطفة مع الفلسطينيين.
قال إن “الفارق الرئيسي بين الماضي والحاضر هو السرعة. بينما استغرقت الرسائل الإخبارية الموجهة ضد إسرائيل شهورا لتنتشر في الستينات، فإن عمليات إعادة النشر والتغريد اليوم تتراكم خلال أقل من دقيقة”.
لذلك ساعد هذا الاحتجاج الرقمي المتصاعد والمستمر على تغيير القصة، أو تصحيح معلومات فيها على الأقل، وكان مصدرا لكبرى وسائل الإعلام في العالم. الأمر الذي جعل وسائل إعلام محترفة تحذف معتذرة بعض ما نشرته وأنحت باللائمة في ذلك على مسألة تقنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق