الخميس، 2 يوليو 2020

ألغاز الحب

فن "إدارة المشاعر"

 لماذا هذا الشخص تحديداً؟ إن كانت هناك إجابات منطقية، مثل: إنه وسيم، إنها جميلة، هو من عائلة محترمة، هي على خلق، إلى آخر هذه الصفات "المنطقية"، فذلك حينئذٍ ليس بحب، صحيح أنه قد يفضي إلى زواج، وإلى زواج ناجح ربما، ولكنه ليس حباً، الحب كما أنه ليس له تعريف، ليس له أسباب تبرره يا سيدي، أنا أحب هذا الشخص وانتهى، ثمة لغة بين الأرواح لا تفهمها عقولنا.

تدخل نفسك في اختبارات، تتخيل مثلاً أن هذا الشخص سوف يكون رفيقك ٣٠ أو ٤٠ عاماً، كل يوم هو آخر وجه تراه وأول وجه تبدأ به، سيكون معك عندما تضرب الحياة ضرباتها، وسيكون معك عندما تهديك الحياة هداياها، فهل أنت مستعد في الحالتين أن يكون هذا الشخص هو رفيقك؟

رحلة طويلة، رحلة من الصعب أن تجد فيها في هذا الزمن الرفيق المناسب، لقد كثرت أمراضنا النفسية، أجزم بأنه ما منا من شخص سليم، بعض الأمراض مقبولة ومحتملة، وأخرى غير ذلك، لذا فما إن تجد الشخص الذي يدق قلبك له فتعلَّق به، بالأحرى اخطفه، قم بأسره، لا تطلق سراحه أبداً، إنه قطعة نفيسة في هذا الزمن الصعب.

قد يكون ذلك في سن مبكرة، وقد يكون في سن متأخرة، لا يهم، المهم أن تتعلق به، بشرط أن تكون قد وصلتك رسالة مؤكدة من قلبك.

كيف تعيش حياتك اليومية وقلبك لا يدق لطلعة الشريك ونفسك لا تتوق إلى أزهاره؟ كيف تعيش ولا يعذبك الشوق إليه وهو بالكاد غادرك إلى عمله اليومي؟ كيف لا ترتعش أنفاسك حين يعود؟ كيف لا تكون مراهقاً في حضرته حتى وإن بلغت الـ٨٠ من عمرك؟

دون هذا الحب المجنون ستكون حياتك تعيسة بالمعنى الحرفي للكلمة.
 الإيجابي أنهم لا يضطرون إلى تمضية ما تبقى من حياتهم على تلك الحال النكدة، لكن السلبي أنهم لا يبذلون جهداً للإبقاء على الأسرة،

ضغط الزواج التقليدي، أو لأنه خدع نفسه، أو خدعته مشاعره.

الحب في نظري شرط أساسي للزواج، ولا يعني ذلك الدخول فيما يعرف بعلاقات ما قبل الزواج، ولا بقضاء شهور وسنوات في علاقة ما.

كل المطلوب أن يدق القلب ويرسل رسالة واضحة المعالم: هذا الشخص لا غيره.

الذين يؤمنون بشرعية حربهم ونزاهتها يقاتلون حتى النهاية، حتى النصر، والذين تتذبذب قلوبهم يفرون من أول ضربة.

لكن ماذا إذا انقلبت مشاعرنا فجأة، وطار هذا الحب وهذا الولع دون أسباب واضحة؟
 لا شيء مضمونا
لكن على الأقل خذ بالأسباب، لا تبالغ في تصورك لشريك العمر، الملائكة لا تعيش على الأرض، لا تبنِ صورة خيالية ثم تصدم بالواقع، تعرف على الواقع قبل أن تخوض فيه.

الشريك المناسب غير الشريك الخيالي.

تعرف على الوجه المعتم كما تعرفت على الوجه المشرق، وتأكد أن قلبك ما زال يدق بعد هذه المعرفة؟ أي أن تقبل بالوجهين.تقبل العيوب 

عد إلى الشرط الأساسي وهو أن تجيد إدارة مشاعرك حتى لا تتسرع بالارتباط ثم تكتشف لاحقاً أنه كان وهماً

لا تتعامل مع شريكك كأنك تخوض تجربة، ثم تدعي لاحقاً أن مشاعرك انقلبت، لا ترتبط به إلا وفي نيتك أنه الاختيار الأبدي، وبمثل هذه الثقة ينتصر الجنود في الحرب.


هل أقاتل لأجل الطرف الآخر إذا كانت الظروف غير ملائمة؟
أجبت السائل بأنه ما كان ليسأل هذا السؤال لو كان حبه حقيقياً وصادقاً، لن يضع مستقبل علاقته محل اختبار وحسابات، هل ينهي العلاقة أم يقاتل لينال رفيقه.
الأمر ليس بصفقة، قد يكون ذلك صالحاً في الزواج التقليدي، هذا العريس ظروفه صعبة، سأنتظر آخر، أو هذه العروس يصعب الارتباط بها في الوقت الحالي سأبحث لي عن أخرى.
الذي يحب لا يسأل هذا السؤال أبداً.
الذي يحب يحارب..
هنا يلتقي الحب والحرب.
المؤسس عثمان
في الحروب يحتاج المرء إلى قدر من الذكاء ليفوز على غريمه، أو كحالتنا يفوز بغريمه
لماذا ندعي المساواة في أمور وننفيها في أمور، لماذا من المعيب أن تبلغ الفتاة شخصاً بحبها؟
في الوقت ذاته أدرك أمرين: طبيعة مجتمعاتنا من ناحية، ورغبة الفتاة في الشعور بالدلال وبرغبة الآخر فيها من ناحية أخرى.
ثمة حل وسط، أن تبدي اهتمامها به، لعله ينتبه، فإذا انتبه ومس السهم قلبه فخيراً، وإذا لم يلتقط الرسالة فما من أمل.
“اقترب من الذي يجعلك تُحب نفسك يبتسم حين يراك ويدمع حين تبكي ويبتهج لمجرد أن يراك تضحك الذي يُحبك ولا ينتظر منك سوى أن تكون بخير”.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق