الأربعاء، 8 يوليو 2020

تاريخ متفائل للجنس البشري.. ما الذي سيحدث إذا انهارت الدول والحضارة؟

ينفي بيرغمان أن يكون البشر، بحكم طبيعتهم وفطرتهم، أنانيين وعدوانيين، ويسمي هذه الفكرة السائدة "نظرية القشرة"، ومفادها أن الحضارة ليست أكثر من قشرة رقيقة تتصدع،
 روسو الذي اعتبر أن البشر فطرتهم جيدة وأن "الحضارة هي ما يدمرنا".
 لا يوجد دليل يدعم الفكرة الشائعة على نطاق واسع بأن مجتمعات البدو والصيادين كانت غير سلمية، لكن السلطة تفسدهم
"ماذا لو كانت أفكارنا السلبية حول الطبيعة البشرية هي في الواقع شكل من أشكال الجهل؟"، مؤكدا أن البشر في الواقع أكثر لطفا وإيثارا من الحكومات أو الشركات أو المؤسسات الحديثة. نفس كتاب السعادة الدا لاما 
يطرح الكتاب فكرة جذرية مفادها أن البشر في أعماقهم "محترمون" ويتمتعون بالرقي، ومع ذلك قد يتساءل بعض القراء: إذا كانت نتائج المؤلف صحيحة فلماذا يتقاتل البشر إذن؟ ولماذا يمتلئ العالم والتاريخ بالحروب والشرور والإبادات الجماعية؟
نحن نعتبر الآخرين أناسا أنانيين وغير جديرين بالثقة وخطرين، وبالتالي نتصرف تجاههم بريبة وشك، وهكذا تصور الفيلسوف في القرن 17 توماس هوبز حالتنا الطبيعية، معتقدا أن كل ما قد يحول بيننا وبين الفوضى العنيفة هو دولة قوية وقيادة حازمة".
لكن في حالة اتباع هوبز، كما يقول بيرغمان، فإننا نضمن أن تنعكس علينا النظرة السلبية التي نراها عن الطبيعة البشرية، وبدلا من ذلك، يضع المؤلف ثقته في جان جاك روسو، المفكر الفرنسي في القرن 18، والذي قال إن الإنسان يولد حرا، بينما الحضارة -بطرقها وأدواتها القسرية ونظام الطبقات الاجتماعية وقوانينها التقييدية- هي من يضعه في القيود والأغلال.
 هوبز وروسو على أنهما قطبا جدل الطبيعة البشرية
المجتمع المعاصر قد بني على فرضية خاطئة، مؤكدا أن البشر في جذورهم 
ودودون وسلميون

الحضارة والعنف

 مسببات الأمراض لم تكن الأشياء الوحيدة التي نمت مع الزراعة، بل كذلك تزايدت أعداد البشر وتحسنت معيشتهم.
دعم فكرة تقديم المزيد من الاستقلال للموظفين وتقليل المراقبة الإدارية، وهي أمور محل ترحيب، ويبدو لهذا التفكير وجاهة في وقت قد يميل فيه أرباب العمل إلى استخدام برامج تتبع جديدة لمراقبة عُمالهم، الذين يقبعون حاليا في المنازل.

يتم اختيار واحدة فقط من وجهتي النظر التي حملها روسو وهوبز، في حين أن الواقع يوحي بأن الإنسانية تشمل وجهتي النظر معا.

التقدم والجائحة

ومنذ عصر التنوير الأوروبي وما تلاه، كان لدى العالم الغربي اعتقاد دائم بأن أحوال البشرية تتحسن باستمرار عبر تطوّر المؤسسات والأفكار والابتكارات وأنماط الحياة الجديدة. وفي العصر الحديث، من المفترض أن تتسارع وتيرة التقدم مع التقنيات الجديدة التي تمكّن الأفراد والمجتمعات، لكن هل التقدم حتمي بالفعل؟
 الحضارة الإنسانية اختلفت بالفعل لكنها لم تتقدم ولم تصبح أفضل، وعلى مدى القرنين ونصف القرن الماضيين، ينظر بعض الفلاسفة والمفكرين للتقدم بطريقة أخرى باعتباره "أيديولوجيا وليس حقيقة" أو طريقة للتفكير في العالم بدلا من وصفه.
ويطرح كتاب "هل أفضل أيام البشر قادمة؟" الصادر ترجمته العربية حديثا عن دار نابو للنشر العراقية، هذه التساؤلات من زوايا فكرية واجتماعية وفلسفية مختلفة. ويمثل الكتاب نوعا من المناظرة بين أربعة آراء متعددة للكاتبين السويسريين: آلان دو بوتون ومات ريدلي، وكلا من الباحث الأميركي في اللغويات وعلم النفس المعرفي ستيفن بينكر، والصحفي البريطاني مالكوم غلادويل.
يمكن تلخيص حجة المتفائلين الرئيسية بأن مؤشرات التقدم الإنساني -مثل الثروة والصحة وقضايا عدم المساواة- تظهر تحسنا كبيرا، في المقابل يعترف الصحفي البريطاني غلادويل بذلك، لكنه يشدد على احتمال وقوع كارثة كبرى (حرب نووية وما إلى ذلك).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق