الجمعة، 8 أبريل 2022

حجاب بلا عزلة وسفور بلا تبرج

Oct 13, 2018 May 30, 2021

سعد الدين الهلالي
«الإعلام والهوية الدينية فى بناء الإنسان قال د. «الهلالى»: إن الهوية الدينية بيان 
لطبيعة الدين، التى تنقسم إلى «دين ربانى» وهو لكل الإنسانية، كما أنزله الله، و«دين صناعى» ابتدعه الإنسان مثل بعض الطوائف التى تمثل السلفية والجماعات وغيرها.

 لا يوجد فى القرآن ولا سنة وأحاديث رسول الله نص بجملة واحدة «الحجاب فرض».
ولكن يمكن «استنباط» أن الحجاب والحشمة فرض من القرآن ومن الأحاديث والسنة النبوية.. والاستنباط هو استنباط بشرى.. وحين سأله «أديب»: »يمكن أيضا استنباط العكس من القرآن والسنة؟«.. استشهد بالقرآن: «خذوا زينتكم عند كل مسجد»، ثم تلا قول الله تعالى »وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ».. موضحا أن جملة «ما ظهر منها» تسمى فى علوم الفقه كلمة «مبهمة».. وقال إن «الخمار» هو الغطاء وليس المقصود به «غطاء الرأس» بل الجيب.. والجيب هو «كل الثنيات» فى الجسد.

وقال «الهلالى» إن الله لم يضع للحجاب مواصفات محددة ولكن تجار الدين وضعوا له مواصفات وصلت إلى حد «النقاب» ونفى الدين عن غيرها.. والسؤال الذى يفرض نفسه لماذا ينتفض المتعصبون وذوو المناصب والمراكز الحساسة ضد هذه الآراء؟.
إنهم يدافعون عن «دولتهم الدينية»، وعن احتكار الدين الذى أصبح «بيزنس» يدر الملايين من الفضائيات والأحزاب الدينية والجمعيات السلفية.. وهو ما سماه د. «الهلالى» الدين الصناعى.. الذى يفقد الإنسان هويته الدينية الأصيلة.. تلك التى لا 
يمكنوننا من العودة إليها!.

الحجاب رمز ديني وسياسي أم حرية شخصية
عندمـــــا يربط الإنســـــان ســـــعادته بشـــــكله
الخارجي لن يكون حرا أبدا، فهو إنســـــان
مقيد بأمور سطحية فارغة ولن يكون سعيدا
طوال عمره

من الملاحظ جليا في جميع آيات القرآن المذكورة والتي ذكرت كلمة "حجاب"، لم تستخدم هذه الكلمة ولو لمرة واحدة كوصف لزي المرأة

"وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا" (سورة الإسراء 45)، أي حاجز إيماني يمنعهم من الإيمان بالقرآن.
"ومَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ" (سورة الشورى 51)، أي أن الله قد يوحي لعباده ولكن بدون أن يراه البشر.
أما الأمر الثالث فهو أن انتشار الحجاب لم يصحبه انتشار للفضيلة كما كان البعض يظن، بل على العكس تماما فإن أعلى نسب التحرش الجنسي بالنساء في العالم هي في دول إسلامية ممن يولى شعبها اهتماما يفوق الوصف بالحجاب وارتداء المرأة للزي "الإسلامي"!
فعلى سبيل المثال وبحسب تقرير لمكتب شكاوى المجلس القومي لحقوق الإنسان عام 2012، فإن 64% من نساء مصر يتعرضن للتحرش الجنسي سواء باللفظ أو بالفعل في الشوارع والميادين العامة، وهذه النسبة جعلت مصر تحتل المرتبة الثانية على العالم بعد أفغانستان فى التحرش الجنسي.

فهم مدلول الكلمات القرآنية يعود إلى مفهوم الكلمات زمن نزول الآيات، ولا عبرة لمفهوم كلمات اللغة العربية التى نستخدمها الآن»، ثالثتها: «القصص التاريخى لا يستدل به فى تفهم الأحكام ولكن يستأنس به»، رابعتها: «أن يكون لدينا الاستعداد التام للسير تبع المنهج العملى خطوة بخطوة وأن نقبل بالنتائج مهما كانت صادمة»، خامستها: «أى موقف مسبق مع أو ضد يعيق الوصول إلى الحقيقة»..

«وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ» «سورة النور: 31»، على أنها فرضت الحجاب والاحتجاب على المرأة، فى حين أن الآية لو طبقنا القاعدة الثانية التى اتفقنا عليها فى أول المقال سنكتشف أن مراد الله هو أن تضع المرأة خمارًا على جيوبها. طيب، ما الخمار وما الجيوب؟ الخمار هو الغطاء، وخمر الشىء أى جعل عليه غطاءً، ولهذا يُقال على الشراب المسكر خمرًا لأنه يغطى العقل، طيب والجيوب هى بالتأكيد ليست الجيوب التى نضع فيها النقود الآن، فالجيب المقصود فى القرآن الكريم هو فتحة الصدر. إذن يكون معنى الآية أن تضع المؤمنات غطاءً على الصدر والعنق.

قبل الخوض فى إشكالية الحجاب علينا أن نجدد المصطلحات وقواعد القياس قبل أى حوار، حتى لا يصبح حوارنا حوار طرشان، أولى تلك القواعد: اعتماد القاعدة الفقهية «أن المختلف فيه لا إنكار فيه»، وثانيتها: «فهم مدلول الكلمات القرآنية يعود إلى مفهوم الكلمات زمن نزول الآيات، ولا عبرة لمفهوم كلمات اللغة العربية التى نستخدمها الآن»، ثالثتها: «القصص التاريخى لا يستدل به فى تفهم الأحكام ولكن يستأنس به»، رابعتها: «أن يكون لدينا الاستعداد التام للسير تبع المنهج العملى خطوة بخطوة وأن نقبل بالنتائج مهما كانت صادمة»، خامستها: «أى موقف مسبق مع أو ضد يعيق الوصول إلى الحقيقة».. إذا تفقنا على هذه القواعد يمكننا أن نستكمل معًا الحوار، وإذا كانت تلك الشروط غير محققة، فالتوقف عن الحوار أجدى وأوفر صحة نفسية.

بسم الله نبدأ: الحجاب لغة هو منع رؤية الشىء، هو الستر، وحجب الشىء ويحجبه حجبًا وحجابًا، وحجبه أى ستره، وقد احتجب وتحجَّب إذا اكتنّ من وراء حجاب، وامرأةٌ محجوبةٌ: أى قد سُترت بستر، وحجاب الجوف: هو ما يحجب بين الفؤاد وسائره، إذن الحجاب هو تلك الوسيلة التى تمنع رؤية الآخر، قد تكون ستارة أو بابًا أو قطعة جلدية كما فى الحجاب الحاجز فى جوف الإنسان.. إلخ.

ننتقل إلى نقطة أخرى وهى تعريف الزى أو الرداء، هو اللباس، أى ما يرتديه المرء، سواء كان أنثى أم رجلًا. لو متفق معى صديقى القارئ أكمل قراءة المقال، لو اختلفنا أرجوك توقف وانتقل إلى مقال آخر.

هنا تكمن المشكلة! فالبعض أطلق على رداء المرأة أو لباسها اسم الحجاب، وسحب خصائص الحجاب وجعلها شروطًا للزى الذى يجب أن ترتديه المرأة المسلمة، وهذا الخلط هو أصل الداء، لماذا؟ لأن الآيات التى يستدل بها مَن جعلوا زى المرأة حجابًا لم تصرح لا بفرضه ولا بتلك الخصائص، فهم يستدلون بالآية الكريمة: «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ» «سورة النور: 31»، على أنها فرضت الحجاب والاحتجاب على المرأة، فى حين أن الآية لو طبقنا القاعدة الثانية التى اتفقنا عليها فى أول المقال سنكتشف أن مراد الله هو أن تضع المرأة خمارًا على جيوبها. طيب، ما الخمار وما الجيوب؟ الخمار هو الغطاء، وخمر الشىء أى جعل عليه غطاءً، ولهذا يُقال على الشراب المسكر خمرًا لأنه يغطى العقل، طيب والجيوب هى بالتأكيد ليست الجيوب التى نضع فيها النقود الآن، فالجيب المقصود فى القرآن الكريم هو فتحة الصدر. إذن يكون معنى الآية أن تضع المؤمنات غطاءً على الصدر والعنق.

نلاحظ أن الآية حددت الصدر بالتغطية ولم تحدد الرأس، فلو أن مراد الله أن تغطى المرأة رأسها لقال وليضربن بخمرهن على رؤوسهن، أو على سائر جسدهن، لكنه خصص جزءًا من جسد المرأة فيه إغراء أو تشبه بنساء غير عفيفات فى زمن النبوة، لاحظ أيضًا أن الآية لم تحدد شكل الزى الذى يجب أن ترتديه المرأة على الإطلاق، كما لم تحدد الزينة فى قوله «ولا يبدين زينتهن»، وليس من الطبيعى أن يعتبر الرجل أن جسد المرأة كله زينة! كما لم تحدد الآية بشكل دقيق المقصود بعبارة «ما ظهر منها» وترك الله تعالى لنا المعنى مفتوحًا حتى يفسرها كل حسب ثقافته، لكن هناك آيات أخرى يتشبث بها أصحابنا، وهى قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ» «سورة الأحزاب: 59»، وقبل النظر فى مدلول كلمات الآية تعالَ نستأنس بقصة نزول هذه الآية حسب القاعدة الثالثة التى اتفقنا عليها، تقول كتب التفسير إن سبب نزول تلك الآية أن العرب كانت تأنف أن يكون البيت مكانًا للتغوط والتبول، ولم يستخدم العرب دورات المياه فى المنازل إلا بعد الاختلاط بالفرس والروم والمصريين، لهذا كانوا يذهبون (سواء كانوا رجالًا أم نساءً، عبيدًا أم أحرارًا) إلى منطقة بعيدة عن الأعين فى الصحراء الممتدة والواسعة، ليقوموا بعملية الإخراج وغسل الأعضاء ويعودون، والمجتمع العربى كسائر المجتمعات به مراهقون وفُسَّاق، فقد كان بعض الفجار يتعرضون (يتحرشون جنسيًّا) بالجوارى العبيد، فحدث أن تعرضوا أيضًا للمؤمنات على مظنة منهم أنهن من الجوارى أو من غير العفيفات. وقد شكون ذلك إلى النبى، ومن ثَمَّ نزلت الآية لتضع فارقًا وتمييزًا بين الحرائر من المؤمنات والجوارى وغير العفيفات، وهو إدناء المؤمنات لجلابيبهن، حتى يُعرفن فلا يُؤذين. والجلباب هو ما ترتديه المرأة، والآية لم تحدد له شروطًا ولا ملامح إلا ملمح تغطية الصدر والعنق، ولكن الله أمرهن أن يدنين والدنو هو الاقتراب، قال الله تعالى «ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ» «سورة النجم: 8»، ودنا أى اقترب، والمقصود أن يقربن ملابسهن كى يعرفن.

*
تحرير العقول


قديمًا فى الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات كنا نجد طالبات الجامعة حاسرات الرأس. الآن معظمهن محجبات أو منتقبات. كان هذا بسبب الخطاب الدينى الذى شاع فى مصر نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات. هذا الخطاب طرح الحجاب باعتباره جزءًا من الشرع. فى حين أنه لا علاقة له بالشرع. حتى تاريخيًا أول مَن بدأ يرتدى هذا الزى «الحجاب- النقاب» هم اليهود.

فهل لدينا الشجاعة اليوم أن نحرر الرأس من غطائه؟. نحتاج إلى قدوة أو أكثر ليحدث هذا الأمر. لتكون هذه علامة عملية نراها على أرض الواقع لتطوير الخطاب الدينى.
المُجدِّد الدينى جمال البنا قدم للمكتبة العربية كتابًا وافيًا عن الحجاب. موضحًا أنه لا علاقة له بالشرع ولا بالدين.
الذى قدمه الشعراوى هو طرح لتفسيرات الزمخشرى صاحب الكتاب الشهير «الكشاف». ولكن بلغته السهلة. بالإضافة إلى حضور الشعراوى وبما لديه من كاريزما. هذا ما جعل أفكار وتأثير الزمخشرى المولود فى أوزباكستان والمتوفى فى إيران عام 1143 تشيع فى مصر.
حين جاء شاب وتصدى لمهمة تجديد الخطاب الدينى. حُكم عليه بالسجن لمدة عام.
المشكلة أنه بصرف النظر عن الفكرة وأساسها. الكاريزما والتكرار هما ما يرسخ الدعوة حتى لو كانت خاطئة. لذلك فبدلًا من استكمال مصر لنهضتها التى بدأها على عبدالرازق ومحمد عبده وباقى المحدثين. نصر حامد أبوزيد وفرج فودة وسعيد العشماوى وشيخ المُجدِّدين جمال البنا. جاء مبشرون عادوا بنا إلى عصور الظلام من جديد. حيث سادت الشعائر والمظاهر والتفاسير اللفظية متغلبة على مقاصد كل الأديان.
لا أوجّه أحدًا لارتداء الحجاب أو آخر لخلعه. أدافع بالأساس عمن لم يرتدين الحجاب. هل كن كافرات؟.
هل يمكن القول إن مصر لم تكن مسلمة قبل عام 1970؟.
منذ أن نادت هدى شعراوى بخلع الحجاب. إلى بداية هذا الغزو الوهابى على زى نساء مصر.
الأصل فى الدين الاحتشام. لا أحد يعارض الاحتشام.
بالمناسبة، الأناقة ليست ضد الاحتشام.
ظاهرة «الميكروجيب» دخلت مصر فى وقت ما. كانت غزوًا بالموضة الغربية. سرعان ما انحسرت.
أما الزى الجديد الذى نتحدث عنه. فقد ساد واكتسح واستمر فى المجتمع كله بين الشباب والكبار. لأنه غزا مصر تحت مظلة الدين. كان غزوًا مكتسحًا للزى المصرى المتعارف عليه. فاحتل الحجاب كل رأس.
 لا يوجد زى إسلامى، وإن الحجاب ليس هو مصدر العِفَّة، بدليل زيادة نسبة التحرش مع زيادة انتشار الحجاب، مقارنة بفترة الخمسينيات والستينيات «لهذا الأمر أسباب كثيرة».. وقلت نصًا إن تحرير الرؤوس من الخارج يتطلب أن نبدأ بتحريرها من الداخل.
عتقد أن أى امرأة عندها يقين داخلى ومتدينة حقًا، ستجد نفسها ترغمها على ألا تكشف جسدها بدعوى أن التدين ليس بالمظاهر.. فسلامة المظهر ضرورية من أجل سلامة الجوهر.. الأمر هو حرية شخصية، لا نجبر أحدًا على ارتداء زِىّ محدد، ولا نجبره على خلعه.. فليس كل مَن ارتدت الحجاب هى متدينة بالضرورة.. البداية تكون من الداخل «التدين الحقيقى» ولا تمنع الخارجى كارتداء زى محدد.
ليس كل مَن ارتدى البالطو الأبيض أصبح طبيبًا، وليس كل مَن ارتدى الزِىّ العسكرى أصبح مقاتلًا.. ولكن ارتداء البالطو والزِىّ العسكرى يضيف وقارًا للطبيب والمقاتل، وبالمِثْل الحجاب.. ولكن للأسف بعض مَن يرتدين الحجاب يُسِئْنَ للجميع بسبب سوء أخلاقهن.. وهذا لا يجعلنا نرفض الحقيقى من أجل المزيف.
*

الفانانات
صابرين ولاحقا، رفضت صابرين الانتقادات
الموجهـــة إليهـــا بعد خلعهـــا الحجاب،
وقالـــت، فـــي أول تعليـــق بعد نشـــرها
الصـــورة الجديـــدة، فـــي تصريحـــات
نقلتها مواقع إلكترونيـــة، إنها
لم تكن
محـجبة من الأســـاس
، ووصفت نفسها
بـ
المحتشـــمة فقط، مشـــيرة إلـــى أنها
تتعرض للانتقادات منذ فترة طويلة


وأضافت، أرفض الانتقادات ولكني
في الوقت نفســـه تعـــودت عليها منذ أن
ظهـــرت بالباروكة في مسلســـل شـــيخ
العـــرب همام مـــع النجـــم الكبير يحيى
الفخراني، وذلك بعـــد فترة من ارتدائي
الحجاب


وظهرت صابرين بخصلات شعرها الأصفر دون أن تدون أي تعقيب على الصورتين، فيما علق بعض متابعيها: «ربَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّاب»، و«لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم ثبتنا على الإيمان»، و«إنتي أحلى بالحجاب»، وغيرها من الآراء المهاجمة لها.
جديرٌ بالذكر أن صابرين ارتدت الحجاب واعتزلت الفن عقب نجاحها في بطولة مسلسل «أم كلثوم» المذاع عام 1999، قبل أن تعود إلى الفن من بوابة مسلسل «كشكول لكل مواطن» في 2006.
وبهاتين الصورتين تخلع صابرين الحجاب بعد ٢٠ عاما من ارتدائه، بعد كثير من شد وجذب حول ارتدائها باروكة من عدمه.
وفي عام 2010 وُجهت انتقادات لاذعة إليها عقب ظهورها في مسلسل «شيخ العرب همام» مرتدية باروكة، وهو ما استمرت عليه حتى آخر أعمالها «فكرة بمليون جنيه»، وعقبت آنذاك على هذا الهجوم في عدد من اللقاءات التليفزيونية: «أنا مش محجبة لكنّي محتشمة، منذ عودتي للتمثيل وأشعر أنّني نزلت درجة عن الحجاب، فالحجاب له قواعد ومعايير خاصة، أعترف أنّني لم أعد ملتزمة به، لذلك فأنا أعتبر نفسي محتشمة أكثر من محجبة».


 وهالة فاخر
شاهيناز

الفنانتان سهير رمزي وشهيرة تخلعان #الحجاب ويردان على منتقديهما

وائل الإبراشي يهاجم عبير صبري: إنتي دلوقتي بتحاربي السينما النظيفة وقبل كدا حرمتي الفن ولبست الحجاب

عبير صابري وبرنامج ديني 2002 ل 2010
شيخ الحارة ودريم عمر خالد
ايمان العاصي اختفاء غرابة اعتكاف مسجد عشوائية
موناليزا

الفديو الذي تعرفت فيه علي الحجاب رئيس مؤسسة الاسلام بفرنسا 

*

أكدت الفنانة حلا شيحة، أن الحجاب ليس أساس الدين، مضيفة أن الكثير من الناس يربون أبناءهم على مفاهيم دينية خاطئة.

وقالت حلا شيحة في حوار مع قناة "CutheCrap": "ارتديت الحجاب بعد فترة طويلة من عدم الراحة والتكيف بين حبي للتعمق في الدين والصلاة والدفء الذي كنت أشعر به عند ارتدائي الحجاب أثناء الصلاة، وبين عملي كممثلة.. كان سني وقتها صغيرا ولم أتمكن من الموازنة والعيش في المنتصف كما أمرنا الله".

وأكدت حلا، أن البعض يربي أبناءه على مفاهيم دينية خاطئة، قائمة على الخوف من الله والعقاب وقالت: "علينا تربيتهم على حب الله والتقرب منه، وليس الخوف منه والعقاب، بالتأكيد الله يحب الحجاب ولكنه ليس الأساس أو الأولوية في الدين بدليل أنه مذكور في سورة (النور) في منتصف القرآن وليس في سورة (البقرة) مثلا في بداية القرآن".

وأضافت حلا: "الموضوع بدأ بسؤالي لنفسي دوما أنا مين؟، كنت مشهورة ومحبوبة ولكن البحث عن الذات من داخلي جاء لي بعد اشتراكي في (اللمبي) وكنت قبلها لست سعيدة على المستوى الشخصي، وقابلت أشخاص صدمتني علاقتي بهم، وكنت أشعر أن هناك شيء ما ناقص، ويجب علينا تكرار سؤال من أنا للوصول للإجابة".

وواصلت حلا حوارها قائلة : "الإنسان مقسوم لروح وجسد وكان الجزء الداخلي عندي ناقص ولم أشعر به، مع الصلاة والقرآن وهي روحانيات رائعة ولا تحتاج لحجاب أو تدين، كنت أشعر بطاقة التوازن، فهي صلتك بربك، وكانت هذه البداية واظبت على الصلاة وقرأت القرآن كثيرا وكان ذلك يشعرني بالراحة، وهنا شعرت أن تواجدي في المجال الفني غير صحيح وكان هذا القرار الخاطيء".

يُذكر أن حلا شيحة عادت إلى التمثيل بعد اعتزال الفن لسنوات، وقدمت في شهر رمضان الماضي مسلسل "زلزال" الذي شاركها بطولته الفنان محمد رمضان وماجد المصري، وهو من تأليف عبد الرحيم كمال وإخراج إبراهيم فخر.

*

نزع الحجاب والفرصة التاريخية


خطاب جميل وجذاب ومقنع، ولا عيب فيمن لا يؤمن بشيء أن يؤمن به يوما ما، فأنا شخصيا والكثير معي  كنا في زمن ما  نؤمن بضرورة التدخل في شؤون الآخرين، وبضرورة قيام الدولة ب" حماية الدين" عن طريق منع الناس من "المعصية"، و "أطرهم على الحق" بالتعبير السلفي، وبضرورة تدخل قوة القانون لمنع الناس من إتيان المنكر ولو بالقوة، وكنا نرى ذلك من الواجبات والفرائض، ونعتبر المقصر فيها ناقص الإيمان غير مكتمل الديانة.
لكننا اليوم نؤمن بمبدأ الحريات الفردية، وبضرورة حماية الحياة الخاصة للأفراد، وعدم التدخل في اختيارات الغير العقدية منها والسلوكية ما لم يكن فيها إيذاء للغير، والتفريق بين الفضاء الخاص الذي ليس لأحد التدخل فيه، والفضاء العام الذي يؤطره القانون تبعا لقيم المجتمع وحركيته ونقاشاته دون فرض أي وصاية إيديولوجية.

ونعلن عن هذه المراجعة والتطور الفكري للناس دون أي تحرج أو غموض في المواقف، وأعتبره شخصيا أمرا طبيعيا بحكم ما تضيفه الحياة من معارف وتجارب واحتكاك بالآخر، بل مما يدعو للاعتزاز والفخر.

*
خالد منتصر والحجاب صابيرين 2019

سارع مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، بعد أن أحس بالخطر الداهم على المجتمع المصرى من ظاهرة خلع بعض الفنانات للحجاب، وخوفاً من أن تقلدهن بنات مصر، سارع بإصدار فتوى أن الحجاب فرض ولا يقبل الخوض فيه، وكرّر التأكيد والتهديد والوعيد لكل من ستُسول له نفسه بالتشكيك فى هذا الأمر، حتى ظننته الركن السادس الذى بُنى عليه الإسلام،

تقول الفتوى فى تبريرها للحجاب:
«الله قد أودع فى المرأة جاذبية دافعة وكافية لِلَفت نظر الرجال إليها؛ لذلك فالأليق بتكوينها الجذاب هذا أن تستر مفاتنها؛ كى لا تُعاملَ على اعتبار أنها جسدٌ أو شهوةٌ».. وتؤكد الفتوى أن «الطبيعة تدعو الأنثى أن تتمنّع على الذكر، وأن تقيم بينه وبينها أكثرَ من حجاب ساتر، حتى تظل دائماً مطلوبةً عنده، ويظل هو يبحث عنها، ويسلك السبل المشروعة للوصول إليها؛ فإذا وصل إليها بعد شوق ومعاناة عن طريق الزواج، كانت عزيزة عليه، كريمة عنده، ومما سبق يتبين أن الذى فرضه الإسلام على المرأة، من ارتداء هذا الزى الذى تستر به مفاتنها عن الرجال، لم يكن إلا ليُحافظ به على فطرتها».
انتهى الاقتباس، وبكل هدوء أقول إننى أرفض تلك النظرة الدونية إلى المرأة المنطلقة من مثال السلفيين الشهير، المرأة قطعة الحلوى التى لا بد من تغليفها حتى لا يتجمّع حولها الذباب!!، فالمرأة ليست جماداً أو قطعة حلوى والرجل ليس ذبابة، والمفروض أن ينفى عن نفسه تلك الصفة القبيحة المهينة، فهو ليس ذئباً مفترساً هائجاً فاقد الأهلية،
لا نحكى عن أنثى، لكن عن إنسانة أولاً، إنسانة لها حريتها وشخصيتها وكيانها، نحن لا نتحدث عن فتاة هوى تتفنّن فى إرضاء الزبائن!!، نحن لا نتحدث عن حياة المرأة بصفتها شريطاً مسلسلاً من محاولات اصطياد العرسان المزمنة، هى زيها زيك أيها الرجل، وطظ فى الزواج ألف مرة إذا أتى بتلك الطريقة الوضيعة من الإغواء والإغراء والتمنع والتدلع.. إلخ لإيقاع الغضنفر الفحل فى الفخ!!!
*
حجاب بلا عزلة وسفور بلا تبرج

ديسمبر/2019 د/ عصمت نصار

لعل العديد من النقاد الذين زجوا «بالمنفلوطي» في زمرة الرجعيين بنوا حجتهم وحكمهم على موقفه من حرية المرأة أو من قضية «الحجاب والسفور». التى أثُيرت بين المثقفين عقب ظهور الكتابات الداعية لحرية المرأة وسفورها واقتدائها بالمرأة الأوروبية - وذلك في أخريات القرن التاسع عشر والرُبع الأول من القرن العشرين.

والحقيقة غير ذلك تمامًا، أى أن حكمهم عليه لم يكن خاليًا من العجلة وقلة الدراية بوجهة نظره المتكاملة حيال هذه القضية، فمن ذا الذى ينكر أن الفيلسوف الفرنسى «جان جاك روسو» (1712م-1778م)» من قادة التنوير الأوروبى الذين دعوا إلى الحرية رغم موقفه المحافظ من قضايا المرأة، إذ انتصر إلى العقل والثقافة السائدة في مناقشته لسفور المرأة وحجابها واختلاطها وعملها.

وحسبى أن أشُير في عجالة إلى مذاهب المفكرين المحدثين في الثقافة العربية حيال قضية «الحجاب والسفور».

فقد انقسم المفكرون في مصر والشام إلى ثلاثة اتجاهات: أولها الاتجاه المحافظ الرجعى وعلى النقيض الاتجاه التغريبى العلمانى وبين هؤلاء وهؤلائك، ظهر الاتجاه المحافظ المستنير.
فقد ذهب الفريق الأول إلى أن حجاب المرأة المادى والمعنوى (الزى ومكانة المرأة في المجتمع) جزءٌ لا يتجزأ من الثقافة الشرقية وأصل من أصول العادات والتقاليد العريقة، وأمرٌ من الأمور التى حث عليها الدين. 

أما الفريق الثانى فنزع إلى أن حال المرأة في الشرق أقرب إلى الجمود والتخلف والنظرة الذكورية التى تسلب المرأة كل حقوقها ومن ثم يجب الإقلاع عن كل ما يجور على حريتها وإزاحة كل المعوقات التى تحرمها من المساواة الكاملة بينها وبين الرجل، ثم الإقتداء بالمرأة الأوروبية في لباسها وتصرفتها بغض النظر عن الدين.

أما الفريق الثالث (المحافظ المستنير) فقد نظر إلى القضية نظرة عاقلة تجمع بين الأصالة والمعاصرة والمنقول والمعقول، والثابت من الهوية والمشخصات والثقافة السائدة والعلم واحتياجات المجتمع والأصول الشرعية التى حددت حقوق المرأة وواجباتها في الواقع المعيش.

وقد انضوى «المنفلوطي» تحت راية الاتجاه الأخير، أعنى مدرسة «محمد عبده» تلك المدرسة التى ضمت بدورها ثلاثة اتجاهات: أولها في أقصى اليمين وكان يرى أن حال المرأة الشرقية لن يتغير إلا في ركاب الإصلاح الثقافى والاجتماعي والسياسى والأخلاقي. 
وأن الدعوة لسفورها ومساواتها بالرجل في الأمور العامة وإدارة شئون الحياة من الأمور المتعجلة التى يصعب تطبيقها في مجتمع يعانى من الأمية والجمود في العادات والتقاليد، وفى الوقت نفسه يشكو من انحلال ومجون الغربيات ومن سار في ركابهن من الشرقيات. 
الأمر الذى يقتدى نهجًا لإعادة تربية الرأى العام بداية من الأسرة ونهاية بقادة الرأي من المنظرين والمفكرين والدعاة في الإسلام والمسيحية.
وفى أقصى اليسار نجد الليبراليين من مدرسة الأستاذ الإمام «محمد عبده» وهم الذين حاولوا الإبقاء على الثابت من الموروث الذى لا يتعارض مع الإصلاحات التى يجب القيام بها دفعة واحدة، مثل حقوق المرأة في اختيار الزوج والطلاق والخلع والاعتراض على التعدد والميراث والتعليم والعمل والمشاركة الإيجابية في شتى أمور الحياة. بالقدر الذى يتلافى الصدام مع الرأى العام القائد.
وفى الوسط نجد من يدعو إلى حقوق المرأة عن طريق إثبات أن الشرع والأصيل من العادات والتقاليد لا يمانع من استرداد المرأة الشرقية لحقوقها، تلك التى سلبتها منها قوى رجعية باسم الأعراف تارة والتأويلات الخاطئة للنصوص المقدسة (القرآن والأحاديث والإجماع والقياس) تارة أخرى.

وبيّن أنصار هذا الاتجاه أن ما جاء به الشرع أفضل بكثير مما تنادى به أوروبا، وإن الإسلام لم يكن قط ضد حرية المرأة بأوسع معانيها ولكنه حدد القيم الأخلاقية التى تحمى هذه الحرية وتمنعها من الجموح والجنوح.

ومجمل آراء «المنفلوطي» تنتمى إلى الفريق الأول، أى الذى ناقش القضية بعمقٍ وأكثر واقعية، ورغب عن نهج الوعظ والتوجيه الذى يستند إلى الأصول العقدّية والضوابط الشرعية، فذهب إلى مناقشة القضية بمنحى عقلى لا يخلو من الجِدّة والطرافة، سواءٍ في العرض أو المعالجة فلم يكتب «المنفلوطي» المقالات المسهبة التى تمدح في تقاليد وقيم المرأة المسلمة أى النصح المباشر، فلجأ إلى أسلوب القصة القصيرة التى تستمد أحداثها من الوقائع والواقعات الحياتية واتخذ من المنهج الاستقرائى الذى يستمد براهينه من التجارب الإنسانية في المجتمع المصرى والممارسات اليومية سبيلًا لشرح وجهة نظره حيال هذه القضية وذلك في قصص: ( الحجاب، الضحية، مذكرات مارجريت، الشرف، الحب والزواج والزوجتان). 
ذلك بالإضافة إلى بعض الفقرات التى حرص على إيرادها في أحاديثه ونقداته لمفهوم الحرية غير المسئولة والتقليد الجاهل للمدنية الغربية.
حجاب بلا عزلة وسفور بلا تبرج «2»

أدرك «المنفلوطي» أن انتصاره للمنقول في مسألة لباس المرأة من زاوية الدفاع عن الدين والعريق من العادات لن يقبله شبيبة المفتونين بالمدنية الغربية، فراح يحتكم إلى العلم والممارسات العملية للفصل في هذه القضية فأكد أن الإفراط لا ينتج عنه إلا التفريط وأن الذين يدعون إلى ارتداء المرأة النقاب أو البرقع والتزام الحرامليك والتنازل عن كبريائها وكرامتها وحريتها إرضاءً للرجل كل ذلك الإفراط وغيره من أشكال التعصب الذكورى لا ينتج عنه سوى ثورة هوجاء، ناقمة على كل الثوابت،

 وعلى ذلك الاستبداد الذى حرمها من حريتها المغتصبة وأول ما تتمرد عليه تلك الثورة فضيلتى الحياء والعفة بحجة أن الحياء الذى اكتسبته المرأة من التربية الخلوقية قد انعكس في سلوكها فنجم عنه العديد من القيم السلبية مثل الجبن والخنوع والاستسلام والعبودية، وجعل الرجل لا ينظر إلى المرأة إلا بعين الشهوة فهى بالنسبة له لا ترقى إلى مقام الصديق أو الرفيق العاقل أو المُربى الفاضل حتى لو كانت أمهِ.
أما الفضيلة الثانية التى عصفت بها الثورة هى العفة، التى حُرمت من أجلها المرأة من التعليم والعمل والمشاركة الإيجابية في المجتمع.

ويوضح «المنفلوطي» خطر تلك الثورة على سلوك المرأة أولًا وسلامة المجتمع وأمنهِ ثانيًا، فإذا كانت الحرية حقً مغتصبً فمن الواجب على من يريد استردادها التأهل لها حتى لا يسقط في أخدود الرذائل ويحترق بنيران الفوضى.

ومن ثم جاءت دعوة مفكرنا للسيّر نحو تحرير المرأة بغير عجلة فلا نطالب بسفورها واختلاطها بالجنس الآخر قبل أن نسلح شبيبتنا الذكور بالنخوة والشرف والنُبل وغير ذلك من فضائل تمنعهم من تلك النظرة الجائرة التى لا ترى في المرأة إلا جسد ومتعة وشهوة وأن التواصل معها لا يكون إلا بغرض اللعب بها وعواطفها وغرائزها. كما يجب على المجتمع أيضًا توعية تلك المرأة الجاهلة التى سجنها وراء قضبان التقاليد خوفًا عليها والانتفاع بجهدها ومواهبها داخل البيت لتكون جارية أو مرضعة.

وليس أدل على إيمان وقناعة «المنفلوطي» بحرية المرأة باعتبارها إنسانًا كاملًا إلا هذه الكلمات التى جاءت في حديثه عن حقوق المرأة، تلك التى صورها فيها على أنها هرة سجينة آبت أن تعيش الحياة خلف الأبواب الموصدة.

فيقول «لا سبيل إلى السعادة في الحياة إلا إذا عاش الإنسان فيها حرًا مطلقًا، لا يسيطر على جسمه وعقله ونفسه ووجدانه وفكره مسيطرٌ إلا أدب النفس. 
الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس، فمن عاش محرومًا منها عاش في ظلمة حالكة، يتصل أولها بظلمة الرحم وآخرها بظلمة القبر.
الحرية هى الحياة، ولولاها لكانت حياة الإنسان أشبه شيء بحياة اللُعب المتحركة في أيدى الأطفال بحركة صناعية.... إن الإنسان الذى يمدُّ يده لطلب الحرية ليس بمتسول ولا مستجّد، وإنما هو يطلب حقًا من حقوقه التى سلبته إياها المطامع البشرية، فإن ظفر بها فلا منَّة لمخلوق عليه ولا يد لأحد عنده».

وإذا انتقلنا من توضيح مقصد «المنفلوطي» من مناشدته الداعين لتحرير المرأة ضرورة التمهل في ما ينشدون، والبرهنة في نفس الوقت على أنه من أكابر دعاة الحرية باعتبارها من أشرف الحقوق الإنسانية.
وحسبنا أن نكشف عن نهجه في تثقيف المجتمع المصرى وتوعيته بضرورة الحفاظ على مشخصاته وهويته الثقافية التى لا يمكن تبديلها بين ليلة وضحاها دون إدراك إخطار ومآلات ذلك التغيّر المفاجئ، فذهب في إحدى قصصه «الحجاب» إلى أن أحد أصدقائه الذين راقهم العيش وفقًا للمدنية الأوروبية - وذلك في خلال دراسته وعمله في أوروبا -، قد جاء يشكو له جمود زوجته وتمسكها بالحجاب ورفضها الجلوس مع أصدقائه ونقضها سلوك الأوروبيات ولباسهن، فبيّن له مفكرنا أن هناك فارقا كبيرا بين الثقافتين من العبث تجاهله، فرد عليه صديقه بأنه يحلم بذلك اليوم الذى تمزق فيه كل البراقع وتصبح المرأة المصرية حرة في لباسها وسلوكها مثل المرأة الأوروبية، فرد عليه «المنفلوطي» بأن البرقع ليس حجابًا بل هو رمز لقناعات وقيم اجتماعية وخلوقية ألفتها المرأة المصرية واستراح إليها المجتمع وباتت من الثوابت الثقافية. فلم يقتنع صاحبه بحجته قائلًا «إن المرأة الشريفة تستطيع أن تعيش بين الرجال بشرفها وعفتها في حصن حصين، لا تمتد إليه المطامع». فلم يجب عليه «المنفلوطي»، وتأكد أن التجربة وحدها هى التى سوف تثبت له عكس ما ادعاه. 

وراح يردد في نفسه «هذبوا رجالكم قبل أن تهذبوا نسائكم، فإن عجزتم عن الرجال فأنتم عن النساء أعجز».

وكيف تقنعون المرأة المصرية وهى بحالتها هذه في الربع الأول من القرن العشرين أن الحب أساس الزواج وأن اختيارها للزوج حقٌ مطلقٌ لها لا يشاركها فيه وليًا أو ناصحًا، وأن الزوج المرغوب يجب أن يكون دومًا هو العاشق المتيم بفتنتها والمشبع دائمًا لغرائزها وإذا عجز عن ذلك فلها أن ترغب في غيره وتبحث عن دونه بين ما يروق لها من الرجال شأن ذلك الحق الذكوري، الذى أباحه المجتمع للرجل دون المرأة.

وأن البرقع والحجاب لا يليق بالمرأة الحرة فتبرجت وخلعت مع البرقع الحياء والعفة وعرضت نفسها في سوق الجوارى بعد إدراكها ان الرجل لا يقنع إلا بمن ترضى شهواته وغرائزه، فرغب عنها المحافظون وتأفف منها المتحررون بحجة أن معاشرتها بغير زواج يؤدى الغرض والأفضل والأوفر بالنسبة له، وبذلك كله سوف تجنون عليها باسم المدنية والحرية.

وراح يصرح بقوله معقبٍ على ما كان يدور بداخله «نحن نعلم كما تعلمون أن المرأة في حاجة إلى العلم، فليهذبها أبوها أو أخوها، فالتهذيب أنفع لها من العلم، وإلى اختيار الزوج العادل والرحيم، فليحسن الآباء اختيار الأزواج لبناتهم وليجمل الأزواج عشرة نسائهم. وإلى النور والهواء تبرز لكليهما وتتمتع المرأة فيهما بنعمة الحياة، فليأذن لها أولياؤها بذلك وليرافقها رفيق منهم في غدواتها وروحاتها كما يرافق الشاه راعيها خوفًا عليها من الذئاب فإن عجزنا عن أن نأخذ الأباء والإخوة والأزواج بذلك فلننفض أيدينا من الأمة جميعها نسائها ورجالها فليست المرأة بأقدر على إصلاح نفسها من الرجل على إصلاحها».

والسؤال المطروح هل في مقدورنا تقبل هذا الرأى في الربع الأول من القرن الحادى والعشرين؟ - بعدما مارسنا التجربة المناقضة لرأى «المنفلوطي» كاملة-.
فهل تحررت المرأة مما كانت تؤاسيه؟ وهل تغيرت نظرة الرجل إليها؟ وهل نجحت المحجبات منهن - في ظل الثقافة الحاضرة - في الحفاظ على حيائهن وعفافهن؟.

-----------------
حجاب بلا عزلة وسفور بلا تبرج 3

إذا عدنا لحديث «المنفلوطي» عن قصة صاحبه المفتون بنموذج المرأة الأوروبية وقضية حجاب المرأة المصرية وما ينبغى على المجتمع فعله تبعًا لمقتضيات الواقع والأوضاع القائمة آنذاك

فالثقافة الأوروبية قد أفلحت إلى حدٍ كبير في تهيئة المرأة والرجل للعيش في تلك الحياة بحرية لا قيدٍ فيها سوى الإلزام والالتزام. فالأول يمثله سيف القانون العادل الباطش بلا هوادة لكل مخالفيه، والثانى ولِد في كنف التربية والعلم والقناعات الشخصية والوعى بالمسئولية.
أما المرأة المصرية فلم تنعم بذلك ولم يظفر مجتمعنا الشرقى بهذا الذى نحلم به وصوت العقل يحذرنا من تجاهل مثل هذه الأمور.

ثم ينتقل مفكرنا إلى الحديث عن آفة التقليد والتغريب مؤكدًا أن التجديد والتحديث والتمدن لا يعنى فتح النوافذ والأبواب دون ضابط أو حارس، لأن الهواء بالخارج لا يخلو من الجراثيم الضارة والأتربة المختلطة بالأمطار فتعكره وبالنسيم فتفسده، ومن ثم كان لزامًا علينا أن نهيئ أنفسنا بالعقل والعلم والحرية لنتمكن من الدفاع عن مشخصاتنا وترسيخ قواعد ثوابتنا الثقافية التى تعبر عن هويتنا ويقول: «لا يستطيع المصري، وهو ذلك الضعيف المستسلم أن يكون من المدنية الغربية إذا دنا منها إلا كالغربال من دقيق الخبز يمسك بقشره ويفلت لُبابه أو المصفاة حيال الخمر تحتفظ بعقاره وتهمل رحيقه، فخير له أن يتجنبها وأن يفر منها فرار السليم من الأجرب».

يريد المصرى أن يقلد الغربى في نشاطه وخفته.... فإذا جد الجد دب الملل إلى نفسه..... يريد أن يقلده في رفاهيته فلا يأخذ منها إلا حانات الخمر.... يريد أن يقلده في الوطنية فلا يأخذ منها إلا نعيقها والطنطنة بشعاراتها، وإذا سُئل عن البرهنة عليها والعمل من أجلها أسلم رجليه إلى الرياح وهرب متملقًا..... يريد أن يقلد الغربى في العلم فلا يعرف منه إلا كلمات يرددها بين شدقيه، أما جوهر المعرفة فلا يظفر منه بما يروى إغاثة الظمآن.... يريد أن يقلده في تعليم المرأة وتربيتها، فيقنع بعلمها الذى يمكنها من كتابة في جريدة أو خطبة في محفل، ويرتضى من تربيتها التفنن في الأزياء والمقدرة على سحر النفوس واستلاب الألباب بدلالها وتبرجها.... هذا التقليد المشوه يشبه تقليد جهلة المتدينين الذين يقلدون السلف الصالح في تطهير الثياب وقلوبهم ملآى بالأقذار.... لا مانع من أن يعرب لنا المعربون المفيد النافع من مؤلفات علماء الغرب، على أن ننظر إليه نظرة الباحث المنتقد لا الضعيف المستسلم....».

وانتهى إلى أن غايتنا من تحرير المرأة يجب أن نضعها نصب أعيننا أثناء وضعنا للبرنامج التربوى والأخلاقى والتعليمى لتحريرها من حجاب الجمود والجهل والخرافة، وأن تكون توعيتنا لها توجيهًا وليس تلقينًا فتنبت أخلاقها التزامًا وليس إلزامًا ويصبح سفورها عرضًا لا يخدش كرامتها وشرفها ولا يقضى على حيائها وعفتها.

وعليه فحسبنا أن نثبت أن تجديد «المنفلوطي» لم يكن عشوائيًا أو شعارًا غير واقعي بل هو في الواقع برنامج نسقى ومشروع حضاري.

حجاب بلا عزلة وسفور بلا تبرج 4

لم يقتنع «المنفلوطي» بما كان يردده العوام من الرجعيين تجاه المرأة، مثل اعتبارها مخلوقًا ناقصًا وضلعًا أعوج لا سبيل لإصلاحه وعقلًا أحمق لا يقودها إلا لأبشع الرذائل بداية من النميمة والخبث والكذب والتطفل انتهاءً بالخيانة والعُهر، وإن تديّنها لن يعصمها من الكفر بالنعمة والتمرد على الضيق والشدائد، والطمع فيما يمتلكه الآخرون.

وقد صرح بذلك خلال قصته (الزوجتان) تلك التى تحدث فيها عن إحدى الفتيات الصالحات التى تربّت في بيتٍ فاضلٍ وتعلمت من والدتها فن إدارة المنزل ورعاية الزوج والأطفال، ذلك فضلًا عن الأدب الجم وجميل الطباع، فشَبت متطلعة لزوجٍ تقى تشاركه في بناء بيت قوامه المحبة وأساسه الرعاية والاحترام. فتخيّر لها والدها من بين خطابها رجلً ظن فيه التقوى والعلم والصلاح وعاش الزوجان في هناءٍ وسعة.

حتى تعرض الزوج لضائقة مالية فلم تبخل عليه بمالها غير أنه راح ينفق ببذخٍ على المكروهات من اللذات وقاده شيطانه إلى التطلع على الأخريات من النساء وراح يقارن بين زوجته المحافظة وغيرها من المتعلمات والمتبرجات والمترددات على الصالونات الأدبية والبارعات في الحديث عن أمور الاجتماع والفن والسياسة. 

فراح يندب سوء حظه في زوجته ولاسيما بعد أن رُقّيَ في عمله إلى منصب قيادى فهجر بيته دون راعٍ أو حارسٍ ولم يبالِ بمصير ابنته الرضيعة التى حملتها أمها بحثًا عن أبيها الغائب فأرشدها بعض معارفه لمسكنه الجديد الذى تزوج فيه من إحدى الفتيات المتفرنجات.

ولم يجابه الزوج الغائب عند رؤية زوجته إلا بالزجر واللوم على مطاردتها له ثم انتهى الأمر بتطليقها.
ثم رزقها الله برجلٍ أفضل منه، أما الزوج المتمرد فراح يتجرع كأسُ الغيرة ويعانى من الصراع النفسى من جراء تصرفات زوجته التى انتحلت عوائد الأوروبيات.

ويخلص مفكرنا من هذه الأقصوصة التى ساقها خلال حديثه عن طباع النساء إلى عدة حقائق أراد ترسيخها في العقل الجمعى عوضًا عن الانطباعات الفاسدة والتصورات الخاطئة عن المرأة، فبيّن أن الثقافة والتربية والاستعداد النفسى من أهم العوامل التى تؤثر تأثيرًا مباشرًا في تنشئة الإنسان بوجه عام.

والمرأة لا تقل استعدادًا عن الرجل للتشكل والتلون والتطبع تبعًا للبيئة التى تنشأ فيها، بل إن المرأة في كثير من المواقف تكون أميل إلى الحسن من السلوك والجميل من الطباع وذلك تبعًا لعواطفها ومشاعرها الراقية، ومن ثم لا مجال لاتهام المرأة بنعوتٍ لا تنطبق على الرجال فكلاهما ابن البيئة والتربية والثقافة والممارسات والخبرات وتحصيل المعارف هو المعيار الذى يحتكم إليه للمفاضلة بين الجنسين.

ذلك هو ما أراده «المنفلوطي» ولخصه في مقولةٍ أوردها على لسان بطلة قصته التى تقول فيها «لا تغضب يا سيدى إن قلت لك إن قلب الرجل متقلب، متلون يسرع إلى البُغض كما يسرع إلى الحب، وإن هذه المرأة التى تحتقرونها وتزدرونها وتضربون بها الأمثال بخفة عقلها وضعف قلبها أوثق منه عقدًا وأمتن ودًا وأوفى عهدًا ولو وفى الزوج لزوجته وفاءها له ما استطاع أن يفرق بين قلبيهما إلا حوادث الدهر».

ويناقش مفكرنا قضية الخيانات الزوجية وتطلع المرأة إلى آخر قد تعرفت عليه ففاضلت بينه وبين حليلها، فوجدته أقدر على تلبية ما كانت تطمح إليه وتحلم به (الشباب، الوسامة، القوة، حلو الكلام، لطيف المعشر، رقيق المشاعر، السخاء والثراء...) وذلك في قصته (الحب والزواج).

وأكد أن مثل هذه الانحرافات لا تقع فيها النساء وحدها بل الرجال أيضًا ويرجع ذلك لسوء الاختيار وعدم اكتمال عقل الجنسين الذى يُحتَكم إليه في المفاضلة والموازنة.

ذلك فضلًا عن فساد البيئة وعدم تحمل مقتضيات الزواج ومسئولياته، أو تعلق أحد الزوجين بأفكار وعوائد وخصال الغرباء، الأمر الذى يفسد على الزوجين عيشهما ويبرر لكليهما التمرد على الواقع المعيش بعد تشويهِه في أعينهما فيستبيح أحدهما الخيانة عوضًا عن الطلاق وتبعاتِه أو المواجهة ومشكلاتها.

وقد وجه «المنفلوطي» جل سهام النقد لأولئك الكتاب الذين برروا في قصصهم وروايتهم الخيانة والعهر والانحراف الجنسى بحجة خلو بيت الزوجية من الحب والعشق والمرح واللذائذ المادية ووجودها في صحبة الآخرين، فها هو يعبر عن ذلك على لسان إحدى بطلات تلك الروايات التى قالت فيها «إن ما يسميه الناس بالزنا والخيانة هو في الحقيقة طهارة وأمانة لأن أساسه الحب، وكل ما أساسه الحب فهو طاهر شريف، وإن كان في أعين الناس عيبًا وعارًا. وما الخيانة ولا الجريمة ولا الغش ولا الخداع إلا أن تعاشر المرأة زوجًا تكرهه معاشرتها من تحبه، فيفترشها الأول كما يفترشها الثاني، لأنها لا تكون في حكم العقل ولا نظر العدل زوجًا له مادامت لا تحبه ولا تألف عشرته. ولو أدرك الناس أسرار الديانات وأغراضها لعرفوا أنها متفقة في هذه المسألة مع الشرائع الطبيعية وأنها ربما تَعُد المرأة في بيت زوجها زانية وفى بيت عشيقها طاهرة إذا كانت تكره الأول وتحب الثاني».

والغريب أن هذا الهراء الفاحش بات يتردد على لسان الكثيرات منهن على شبكة التواصل الاجتماعي والقنوات التليفزيونية، والعجيب أن نجد بعض قادة الرأى من المشاهير يجابهون القضية بمنطق التصدى للعوارض أو الأمراض الموسمية التى تصيب الحياة الزوجية، والمثير للدهشة أن هذا التبرير يتكرر بألفاظٍ مختلفة على لسان المثقفات والجاهلات والارستقراطيات والمعدومات والمحجبات والمنتقبات وحديثات الزواج وقديماته.

ولعل «المنفلوطي» قد اكتفى بتعقيبه على ذلك بنقده للمجتمع وتنبيِه الأذهان إلى هذا الخطر وذلك بقوله «لا بأس أن يتثبت الرجل قبل عقد الزواج من وجود الصفة المحبوبة لديه في المرأة التى يختارها لنفسه ولا بأس أن تصنع المرأة صنيعه ولكن لا يعنى ذلك أن يكون الحب الشهوى هو قاعدة الزواج يحيا بحياته ويموت بموته، فالقلوب متقلبة والأهواء نزّاعة بل بمعنى أن يكون كل منهما لصاحبه صديقًا أكثر منه عشيقًا، فالصداقة تنمو بالمودة غرسها وتمتد ظلها أما الحب فظل يتنقل وحال يتحول».

والسؤال المطروح هل نعد مناقشة «المنفلوطي» لهذه القضية استشرافًا وتوقعًا أم عجز المرأة المصرية المعاصرة عن تحمل مسئولية الحرية، أو سقوط ثوابتنا الأخلاقية وجميل عاداتنا الاجتماعية رغم تظاهرنا الزائف بالتديّن.

*

رضوى الشربيني


وتقول الشربيني: "لا تقلعي الحجاب أنتِ أحسن مني ومن غير المحجبة 100 ألف مرة"، وتضيف: "غير المحجبة شيطان نفسها أقوى من إيمانها وقوتها، وأنتِ (المحجبة) أحسن عند ربنا".

وتحظى الشربيني بشعبية واسعة في مصر وتعرف بتبنيها لقضايا وآراء داعمة للمرأة، ولديها أكثر من 11 مليون متابع عبر إنستغرام.

واعتبر متابعون وحقوقيون أن تصريحات الشربيني بمثابة تشجيع للمتحرشين على التحرش بغير المحجبة، وأن تفضيل المحجبة على غير المحجبة إحدى الطرق الممهدة للعنف ضد المرأة.

نفرق بين التعبير عن الرأي وإصدار الحكم

وأضافت “أن تقول إنها ترغب في الحجاب أو إن الحجاب جميل، فهي حرة في رأيها، لكن أن تصف المحجبة بأنها أفضل 100 ألف مرة، وتقول إن الشياطين تركب غير المحجبات، فهذا كلام عنصري وفيه تنمر، ويشجع على العنف ضد غير المحجبات”. وتابعت “لدينا كم من العنف غير المسبوق والتحرش والإهانة في الشارع، وهذا يفتح الباب للتحرش بغير المحجبات، كما أن استخدام ألفاظ مثل ‘أفضل’ خطير جداً في الرسالة الإعلامية”.

وأوضحت “ما قالته الشربيني حكم وليس رأياً”. ويشتكي متابعون للإعلام المصري من تجاوز بعض المذيعين لمهمتهم ودورهم وإقحام رأيهم في قضايا تستلزم متخصصين على درجة من المعرفة والخبرة

المشكلة الخطيرة هي استهانة الإعلامي بعقل المشاهد والتعامل مع الجمهور بطريقة شعبوية لزيادة نسبة المتابعة، عبر تناول قضايا ومعالجتها وفق أهواء شريحة من المشاهدين بغض النظر عن صحتها أو خطئها.

*

بكل ذكاء قالت «سماح»: الأئمة أجمعوا على أنه فرض بس أنا بتكلم عن ربنا والقرآن، القرآن قال إيه، مشيرة إلى أن تفسير آية الحجاب جاء من قبل البشر «بنى آدمين، طب ما أنا كمان بنى آدم وفسرته بطريقة تانية».. «سماح» هنا تتحدث عن صميم علاقتها بربنا أولاً وعما نسميه «الرشد الدينى» ثانياً ورفع وصاية وكلاء الله على الأرض عن البشر.. وكنا نتصور أن الكهنة وملالى السنة هم وحدهم من يمارسون دور «الوصاية على البشر»، لكن المفاجأة أن بداخل كل مسلم «داعشى صغنن» انتفض مذعوراً ليدافع عن «الرمز السياسى» لتيار تسييس الدين والتربح من خلفه!

أى فتاة، ربما لا تعرف حتى عدد ركعات السنن، تقمصت دور «المفتية» وبادرت بالهجوم الضارى، على «السوشيال ميديا»، على إنسانة بمرتبة «نجمة» مارست حقها فى التعبير عن نفسها.. وأى «متحرش» أجل نشاطه لما بعد رمضان، قرر أن يفترس «سماح» لأنها «تستفز ذكورته كما علمه مجانص غلام الأزهر».. حالة غليان تشعر معها أن هؤلاء الصبية والفتيات سوف يحررون القدس!!

الغريب أن معظمهم ممن وصفتهم «سماح» قائلة: (أنا بشوف محجبات كتير فى الشارع لابسين استريتش)، متسائلة «هو ده يرضى ربنا؟».. ويبدو أن «سماح» لم تر إحداهن تحت إبط شاب على كورنيش النيل أو تنظر إلى المكياج الفاقع والبودى ستومك الذى ترتديه.

كانت «سماح» متسقة مع نفسها ببساطة تفوق فذلكة المثقفين (أنا ما بشتغلش فى الدين عشان أتكلم فيه، أنا بنى آدم عادى، لو حطيت حاجة على دماغى بتخنق، ماليش علاقة بهو فرض ولا مش فرض أنا مش متخصصة فى الدين).. نعم من حق «البنى آدم» أن يتفكر أو يتفقه فى الدين أو يستفتى قلبه.. من حقه أن يتحكم فى حياته الشخصية وأولها مظهره ما دام لا يؤذى أحداً ولا يتعدى على خصوصية الآخر.. لكننا مجتمع متربص متنمر بالآخر نفتش ضميره ونطلق أحكاماً عبثية عليه.. نشق صدره ونقرر إن كان «متديناً» بما يكفى لتركه «فى حاله».. فإذا لم يقنعنا ننكل به ونغتاله بالفضائح!.

لم يعد الحجاب إذن للتمييز بين الحرائر والإماء.. أصبح زياً لتمزيق الوطن من فريق يدعى احتكار الفضيلة ويزايد على الفضليات «بطرحة»!.

 May 30, 2021*

الأعراف الاجتماعية تعرقل الفتيات عن إتمام الدراسة خارج الأوطان

العادات والأعراف المجتمعية تلعب دورا قويا في الحد من حرية المرأة خاصة في المجتمعات الريفية والمتحفظة التي لا تزال فيها النساء يعشن تحت الوصاية الذكورية.

ويرى علماء الاجتماع أن الوصاية الصادرة عن الأب أو الأخ والتي تتغلغل في الأوساط الريفية تعوق الفتيات عن تحقيق طموحاتهن في الدراسة والنجاح والرقي. ويدعو علماء الاجتماع إلى ضرورة تغيير العقليات لتحقيق المزيد من المساواة بين الجنسين.

تربط العديد من الأسر العربية بين سفر بناتها للدراسة ببلدان أجنبية ونظرة المجتمع إليهن والتي تصنفهن عادة ضمن خانة المتحررات من القيود الاجتماعية. وترى أن سفر بناتها للدراسة بالخارج سيجعلهن عرضة للألسن، وفق رؤية تعززها الأعراف والعادات والتقاليد الاجتماعية. وقد تزيد حدة هذه النظرة إذا كان الأب أو الأخ ذا مستوى تعليمي متدن.

السبب الأهم والمباشر هو استناد المناهضين للمرأة إلى الدين بوصفه، وفق تفسيرهم له، يقر بأن الفضاء الأنسب للمرأة هو البيت والإنجاب لا العمل والمنافسة وشغل المناصب”.

لذلك يقع تكبيل المرأة ومحاصرتها وردعها عن الوصول إلى أهدافها وتحقيق ذاتها، ودورها في العمل يحدده لها المجتمع، وغالبا ما يحصرها في وظائف تتعلق بالتعليم والصحة أو الحصول على دورات تكوينية في الطبخ والخياطة والحلاقة، وحتى في مجال الصحة يفرض عليها العمل كممرضة وتترك المهام الطبية الأخرى، خصوصا الجراحة، للرجل لأنه الأكثر دقة وقدرة على التحكم في مشاعره”.

 النساء لا يزلن يعشن تحت وصاية وعنف ذكوري صادر عن الأب والأخ والزوج والرئيس في العمل والزميل، علما بأن حضور المرأة يكاد يضاهي حضور الرجل في الفضاء العام. وعزا الأمر إلى العقلية الذكورية المترسخة في الأذهان، والتي لم تستطع الجامعات القضاء عليها.

 يُعاني كل من المغرب واليمن من ظاهرة عدم المساواة بين الجنسين في مجال التعليم. وعادة ما يؤدي تداخل العوامل الثقافية والاجتماعية التي تحد من تعليم البنات وبالأخص في الأرياف، إلى مضاعفة ما يُعاني منه الذكور في تلك المناطق من نقص في الإمكانيات المادية، ومن تراجع في جودة التعليم، وضعف في البنية التحتية من طرق وكهرباء، وبُعد المدارس القروية عن التجمعات السكنية.

“إلى جانب عامل البعد الذي يدفع الأب إلى الخوف على إرسال ابنته للتعليم، هناك أيضا العامل الاقتصادي المرتبط بضعف دخل الآباء. لذا يفضل الأب تغطية تكاليف الدراسة لفائدة الولد والتضحية بحق البنت في ذلك. فرسوم التسجيل، على سبيل المثال، في الإعدادية الوحيدة بالمنطقة التي تشتمل على نظام داخلي تبلغ 400 درهم (أي حوالي 55 دولارا)”.

ومازالت حرية المرأة في المنطقة العربية ومكانتها معرضتين لأكوام من الانتقادات. وتختلف نسب وأشكال عدم المساواة بين الجنسين من بلد إلى آخر حسب العادات الاجتماعية والثقافية وكذلك الأحكام القانونية.

على الرغم من أن الكثير من المحللين والباحثين يفسرون الإسلام على أنه السبب الرئيسي وراء محدودية المرأة العربية أو حتى حرمانها من حقوق الإنسان الأساسية الخاصة بها مثل السفر أو العمل في الخارج أو التعليم، فإن الحقيقة تكمن في أن العادات والأعراف المجتمعية تلعب دورا قويا في الحد من حرية المرأة، وهذا ما نشهده في المجتمعات الريفية والمتحفظة خصوصا.

الأعراف الجديدة في توسع على حساب الأعراف القديمة المحافظة جدا إلى درجة التزمت، مشيرا إلى أن  الوالدين يخافان على ابنتهما لكن غلبت الثقة فيها سوء الظن، ولم يعد ينظر إلى البنت على أنها ضعيفة أو فريسة للإغراء الجنسي، وإنما عوضت تلك النظرة الجاهلة نظرة المراهنة على ما يزرعه الوالدان فيها من قيم. ولا شك في أن أعراف الشك والوسوسة والنظر إلى المرأة على أنها عورة في زمن السفر عبر الفضاء الخارجي وفي زمن الإنترنت والذرة والاستنساخ  قد تلاشى مفعولها وذهب أدراج الرياح.

*

الوصاية الذكورية على أجساد النساء

الآداب العامة في بعض الدول العربية تقتضي أن يكون برفقة المرأة محرم

حبيسة نظرة دونية تكرس للوصاية عليها بمنعها من الإقامة بالفنادق والمنشآت السياحية دون أن يكون برفقتها “محرم” وذلك بدعوى عدم الانزلاق الأخلاقي وإقامة علاقات خارج إطار الزواج، حفاظا على الآداب العامة.

حظيت بها المرأة في دول عديدة على مستوى التمكين والخروج للعمل والتحرر من الأسر العائلي بسن تشريعات تحفظ لها مكانتها وكرامتها، إلا أنها مازالت محرومة من الحد الأدنى للخصوصية والاختلاء بالنفس، ولو كان عن طريق الإقامة بأحد الفنادق.

وتهيمن على بعض الحكومات أفكار محافظة، تبدو فيها المرأة الحلقة الأضعف والضحية الأبرز ضمن الصراع القائم بين المجتمعات والمؤسسات النظامية حول مبادئ الحفاظ على العادات والتقاليد، ومهما ارتفع منسوب التحرر والمدنية والتحضر هناك سقف وخطوط حمراء تحيط بالنساء لا يستطعن تجاوزها.

ورغم أن السعودية التي كان يُنظر إليها على أنها ضمن البلدان التي تُمارس العنصرية ضد المرأة سبقت دولا أكثر انفتاحا بإتاحة السكن المنفرد للنساء بالفنادق دون وصاية أسرية أو محرم، مازالت هناك حكومات تمارس التمييز ضد المرأة وتحرمها من الحجز بالفنادق دون رفيق عائلي.

يبدو أن هناك ما يشبه الاتفاق على أن حرمان النساء من الإقامة بمفردهن في الفنادق السياحية كفيل بالحد من انتشار العلاقات الجنسية المشبوهة،

خصوصية منقوصة

تعكس هذه النظرة الدونية للمرأة وجود مجتمعات غير متقبلة لاستقلالية وخصوصية المرأة بدعوى أن نشر هذه الأفكار له تداعيات سلبية على الأخلاقيات العامة، وكأن النساء وحدهن السبب في وصول التدني القيمي والسلوكي إلى مستويات قياسية من دون إدراك لكون السيدات ضحايا الانحراف واستحلال بعض الرجال للأعراض.

الثقافة المتوارثة عمقت في الأذهان فكرة المرأة اللعوب التي يصعب لجمها جسديا.

“كل امرأة أقل من أربعين عاما ممنوعة من المبيت وحدها في فنادق الثلاث والأربع نجوم، إلا بحضور محرم، مثل الأب والأخ والعم والخال، وأن هذه تعليمات رسمية لا يمكن تجاوزها”.

 استمرار الوصاية الأخلاقية على النساء في المجتمعات العربية هو تكريس واضح للعنف النفسي واللفظي والجسدي ضدهن، لأن القضاء على النظرة الدونية للمرأة لن يتحقق دون تفعيل القوانين والدساتير التي تنص على تجريم التمييز والعنصرية ومحاسبة المتورطين في أفعال مهينة بحق السيدات.

السماح للأجنبيات بالإقامة في الفنادق بشكل منفرد دون وصي عليهن مقابل حرمان العربيات من هذا الحق في بعض المجتمعات يبعث برسائل مهينة عن المرأة الشرقية، ويصورها على أنها دون الرجل سوف تسير في طرق الشبهات، وهذا الواقع يعطي لضعاف النفوس ممارسة العنف ضدها بداعي تقويم سلوكها والحفاظ على الآداب العامة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق