الثلاثاء، 26 أبريل 2022

العرف أقوى من الدين والقانون *************

العيب أم الحرام! *********

الثوابت والعادات والتقاليد ***********

الشريعة والفقه والقانون **************************************

Oct 22, 2020 Jun 25, 2021 Feb 9, 2022

 في المجتمعات المستقرة تجد سبب استقرارها إما القانون أو الدين أو العرف ، فكثير من البلاد خصوصاً الدول الأوربية والغربية يحكمها القانون ، والمجتمعات الشرقية والإسلامية يحكمها الدين عندما يضعف القانون ، فالمجتمعات الغربية قانونها قوي ودينها ضعيف فعندما يضعف القانون تحدث خروقات 

كما حصل فسُرِقت بعض المصارف ، أما المجتمعات الشرقية والإسلامية فتحدث الخروقات فيها عندما يضعف القانون والدين .

 فالعرف هو الحاكم على تطبيق القانون ، والقانون هو الممهد للعرف .

أما الدين فتجده في المجتمعات الإسلامية مطبق إذا كان العرف يدعمه ، أما إذا كان العرف يرفض الدين فيصعب عندها تطبيق الدين ، فمثلاً في العراق وخصوصاً في الوسط والجنوب يعتبر الحجاب أمر عرفي أكثر مما هو شرعي ،

فكثير من المحجبات يضعن الحجاب على رأسهن ولكن إما يتركن خصلة من شعرهن خارج الحجاب أو يتزينّ زينة فاضحة أو يلبسنّ ملابس ضيقة أو يسمعن للغناء أو يتحدثن مع الأجانب بكلام محرّم وضحكات مريبة أو ….. فهذا الحجاب عرفي وليس شرعي ، إذ تكونت عند هذه الفئة من المحجبات صورة أن الحجاب مسألة عرفية (يعني عيب وليس حرام) .

 إيران ، فالحجاب في إيران بنسبة كبيرة هو حجاب قانوني أكثر مما هو شرعي 

لولا القانون لوجدت السفور أمراً طبيعي في بعض مناطق إيران ، ولو لا العرف في العراق لوجدت السفور مسألة طبيعية كما كان ذلك في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي

ولكون العرف له هذه الأهمية باعتباره هو الحاكم الحقيقي وليس الدين ولا القانون فلا بد من الاستفادة منه وترقيته دينيناً وقانونياً ، بل إن الدين في بعض الأحيان يعتمد على العرف في الأحكام الشرعية ، وربما القانون أيضاً يعتمد على العرف أحياناً كون مشرعي ومنفذي القانون إضافة الى القضاة هم من العرف فعندما يريدون أن يقيموا قضية وحجمها وأهميتها فينظرون اليها بعين العرف ثم يشرعون قانوناً ما أو ينفذونه أو يقضون به ، لذا فإن كنا نرغب بتطبيق القانون أو تطبيق الدين فعلينا أن نرفع وعي الناس القانوني والديني – باعتبارهم المادة الأولية للعرف – حتى يكون حكم العرف عادلاً ، والعكس صحيح تماماً ، فلو أن قانوناً ما شُرِّع بما لا يتلاءم مع العرف سنجد تطبيقه صعباً إن لم يكن فاشلاً ، وبعض أحكام الدين تعتمد على مدى مقبولية الناس لها من باب ( خاطبوا الناس على قدر عقولهم ) وبالتالي رفع مستوى الثقافة الدينية والقانونية للشعب الخطوة الأولى لضمان تطبيق الدين والقانون .

والعكس غير مسموح به إطلاقاً ، فليس من الصحيح أن ننزل بالدين أو القانون الى مستوى وعي الناس لأن هذا سيجعل الدين والقانون بأيدي العوام والجهلة والمتعولمين وأنصاف المثقفين ،

إنزال القانون الى رغبات الناس فأقرّوا قانوناً يبيح زواج المثليين في الولايات المتحدة ، فهذه نتيجة إنزال الدين والقانون الى العامة وكان المفروض أن نرفع مستوى وعي العامة ليكونوا بمستوى الثقافة الدينية والقانونية الصحيحة 

*

آخر الداء الكي، إذا كنت على يقين أن الآخر مذنب فلا بد من الردع بسلاح الدولة. جدير بك أن لا تتردد. الليونة في زمن الفوضى ضعف، طبق القانون أو سلّم الأمانة. 

May 30, 2021

العادات السلبية تنتشر تحت غطاء ديني وسط غياب الوعي وضعف الثقة في المؤسسات الرسمية.

تشترك البلدان العربية في العديد من العادات والتقاليد، لكنها تشترك أكثر في انتشار العادات السلبية السيئة المتوارثة من جيل إلى آخر. ولا يردع تغليظ العقوبات العادات السلبية خاصة إذا كانت بمثابة عادة معمول بها منذ عقود طويلة في معظم الدول العربية، ما يفتح باب الجدل ساخنا أمام جدوى القوانين لتصحيح مسارات المجتمعات العربية.

خضوع الكثير من المجتمعات العربية للأعراف والتقاليد أقوى من خضوعها للقوانين الرسمية، ما يعني أن مواجهتها بالتشريعات وحدها لا تكفي.

ويرى خبراء علم النفس الاجتماعي أن أي مواجهة فعالة للعادات الموروثة لدى الشعوب تستلزم توظيف مؤسسات المُجتمع المدني وتدشين حملات تثقيفية وتنويرية لتوضيح سلبية العادات وآثارها على الإنسان والمجتمع.

ويبدو المثال الأوضح في عادة ختان الإناث المنتشرة في الكثير من الدول العربية وعلى رأسها مصر والسودان واليمن،

قد وافق مجلس النواب المصري على زيادة العقوبة على مرتكب جريمة ختان الإناث ورفعها من السجن سبع سنوات إلى عشر سنوات بالنسبة إلى المتورط فيها، ومن الحبس عشرة أعوام إلى عشرين عاما في حال وفاة الفتاة بسبب الختان.

وصار من الواضح أن تشديد العقوبات لا يمثل ردعا حقيقيا لأي فعل مرفوض اجتماعيا، خاصة إذا كان الفعل بمثابة عادة معمول بها منذ عقود طويلة.

يرى البعض أن تشديد العقوبات لا يقتلع الظواهر الاجتماعية السلبية، إنما قد يدفع الممارسين لها والمنتفعين منها إلى اللجوء إلى حيل جديدة للهروب من العقوبة، ما يفسر استمرار جرائم التحرش في ظل التشديد المستمر للعقوبات.

يعكس الأمر في جوانبه العامة ضعف ثقة المجتمعات في القوانين المعمول بها، اعتقادا بعدم عدالتها من الأساس أو لأن تطبيقها يخضع لنوع من الانتقائية، وهو ما يظهر في لجوء الكثير من المسؤولين في مجتمعات عربية مختلفة إلى الإقرار بالجلسات العرفية والقبول بأحكامها في بعض المناطق على حساب قوانين الدولة الرسمية. ومن هنا ينشأ مفهوم “رخاوة” المؤسسات الرسمية ليصل إلى مستوى قيامها بما هو غير رسمي لتسيير أوضاعها.

 عدم الاعتراف بالقوانين المدنية ظاهرة مجتمعية لافتة في الكثير المجتمعات العربية.

 هناك بعض الأشخاص في العالم العربي يفضلون الأعراف المعمول بها عشائريا، ولا يقتصر الأمر على أجواء الريف فقط كما يتصور البعض، بل يمتد ليشمل المدن الرئيسية.

من المثير أن يمتد رفض القوانين المدنية إلى فئات ومستويات مختلفة من المتعلمين تعليما جيدا، ولا يقتصر الأمر على الجهلاء والأميّين.

مدينة سوهاج، جنوب القاهرة، فإن هناك أطباء ومهندسين وأساتذة جامعات يقبلون بما تتفق عليه ما تعرف بجلسات الحكماء، ولو تناقضت نتائجها مع أحكام القوانين العامة.

تفكيك مصالح المنتفعين


يعبّر ارتباط الكثير من المجتمعات العربية بعادات سيئة عن ارتباط ضمني لمصالح مجموعات معينة من البشر تنتفع بتلك العادات، وتلجأ إلى البحث عن أطر داعمة لضمان استمرارها من خلال إضفاء نوع من القداسة الواهية عليها برد الأمر إلى الدين والتأويل واللجوء إلى التزوير نصوص بعينها لإسباغ مشروعية على عادات يصعب محوها بالقانون.

وفي هذه الحالة يُصبح أي قانون جديد مناقضا للعادة السيئة المستشرية ومتعارضا مع ما قد يتصوره العوام جزءا من الشريعة الإسلامية.

تستفيد مجموعات المصالح من ممارسة العادات السيئة، مثلما هو الحال في ختان الإناث، حيث تجد القابلات والممرضات وربما الأطباء مكسبا ماديا.

استمرار العادات السيئة مرهون في الغالب باستمرار مكاسب المستفيدين منها، خاصة أن الفهم المغلوط للدين يلعب دورا في نشر هذه العادات.

أكدت أن فراغ الساحة الدينية من نشر التنوير الصحيح يسمح لمدعي التديّن بخداع الناس والتلاعب بهم، سعيا للتماثل مع غلبة النظرة الذكورية على المجتمعات أو تقرّبا من التيارات الدينية المتطرفة.

ولاحظت عبيد أن القطاعات التحتية أو الدنيا في المجتمعات العربية قد تتقبل فتوى أو رأيا متشددا يعتبر ختان الإناث فضيلة أو سنة جائزة، بينما لا تتقبل فتوى دار الإفتاء المصرية الرسمية التي تحذر من العادة وتُنكر تغليفها برداء الدين، ووجود تخبط في مواقف علماء الدين ينسحب دوما لصالح ما يتفق مع النظرة الذكورية التي تعتبر جسد المرأة بابا لكل رذيلة وطريقا لكل معصية.

يصر البعض من رجال دين على مزج فهمهم الديني للقضية برؤى وتصورات المجتمع الذي يعيشون فيه * الشعبوية **، ما دفع الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق إلى إصدار فتوى شهيرة وصف فيها ختان الإناث بأنه “أمر محمود”، واتفق مجمع الفقه بالسودان في السابق على “جواز الختان”، نظرا إلى تغلغله في كافة أنحاء المجتمع وصعوبة دحره.

يشير الكثير من الخبراء إلى أن هناك حاجة ماسة لبرامج مجتمعية محددة وواضحة المعالم للتغلب على العادات المشينة في المجتمع، فتشديد العقوبات على تجار المخدرات لم يُنه الاتجار بها، لأن المصلحة القائمة المترتبة على الاتجار أهم وأقوى من مخاطر التعرض لأي عقاب محتمل.

العادات القديمة ذات الآثار السلبية مجتمعيا تحتاج إلى برامج إعلامية وثقافية وتعليمية تتجاوز مواد القانون التي قد لا يعرفها ولا يراها رجل الشارع العادي، ويعتقد مخالفو القوانين أن بإمكانهم الإفلات من الوقوع تحت طائلته والتحايل عليه.

شدّد بهجت على ضرورة الدخول بشكل أعمق في المجتمعات التحتية وإجراء التوعية الفعالة عبر وسائط متباينة وغير تقليدية للتأثير فيها ونبذ أي عادات مشينة مهما كانت درجات ترسخها في المجتمع.

 المحاورات واللقاءات المباشرة التي يمكن لمؤسسات مدنية، غير حكومية أن تقوم بها، لها دور فعال في تغيير تصورات وقناعات العامة في الريف والمناطق الشعبية التي تعاني من الجهل والفقر ونقص كبير في الخدمات الأساسية.

نبّهت إلى أن مجرد شعور هذه الفئات بوجود من يكترث لأمرهم، ويهتم بسلامتهم وصحتهم أفضل كثيرا من تشديد عقوبة الأهل المتورطين في الختان جهلا أو انسياقا مع تيار سلوكي عام.

مزايا الانفتاح


يلعب الانفتاح الثقافي دورا في تغيير النظرة العامة للمرأة، ويسهم في محو الكثير من العادات المجتمعية المسيئة لها، فالدول التي حققت تقاربا وانفتاحا أكبر على العالم الخارجي حظيت بتقدير أكبر للنساء، وشهدت تحسنا في أوضاعهن الاجتماعية بشكل عام.

* May 30, 2021

عن مجتمعاتنا والقانون!
وليد طوغان
25 ديسمبر 2019 Dec 28, 2019

السؤال: هل يضبط القانون وحده المجتمع ويقومه؟ أم أن المجتمع بنفسه هو الذى يضبط القانون.. ويطوره ويحميه ويجهزه للتطبيق؟
صحيح القانون أهم مقومات المجتمعات، لكن يظل مفهوم الضبط الاجتماعى عنصراً أهم.. وعاملاً أولياً سابقاً على القانون.
«الضبط الاجتماعى» هو تحركات المجتمع نفسه ورغبته فى ضبط القيم والسلوكيات العامة، وبالتالى ضبط المجتمع للغالبية العظمى من أفراده.
بالضبط الاجتماعى يتفهم المجتمع القوانين ويقدسها ويحترمها تحقيقاً لرغبة جمعية فى الاستقرار.. أو التفوق أو التقدم.
لدى بعض الاجتماعيين أن الضبط الاجتماعى مطلب أسبق على القوانين فى التنظيم.. ويقال إن الضبط الاجتماعى هو قانون المجتمع الأول.. أو هو قانونه الخفى. مثل اليد الخفية في السوق لادم سميث
مفهوم الضبط هو منطلقات المجتمع وأفكاره الجمعية تجاه مفاهيم جوهرية وأساسية وإيماناً بالقيم التى يجب أن تسود.. أو المفاهيم الراقية التى تصنع بها المجتمعات نفسها.
إذا كان القانون إجراءات عقابية لردع الخارجين على النظام العام، فإن فكرة الضبط الاجتماعى هى مجموعة أفكار قيمية تمنع غالبية المجتمع من الخروج على القانون بمنطق أخلاقى.. لا خوفاً من العقاب.
وتحمل فكرة المجتمع المنضبط أيضاً مشاعر الانتماء للوطن، والانحياز للدولة فى المجتمعات الحديثة، كما يدخل ضمن دلالاته الرغبة فى العمل، إيماناً بقيمة العمل وإعلاء لمعيار القيمة المضافة التى يشارك بها كل مواطن فى الدولة.. ونتيجة للشعور بالمسئولية تجاه الوطن.. وتجاه الدولة.
لذلك يصبح الضبط الاجتماعى هو عنصر الإلزام الأقوى. ومجتمع بلا ضوابط أخلاقية.. مجتمع ساقط غصب عنه.
لا تنهض المجتمعات بالقانون أولاً، إنما تنهض بالتزاماتها تجاه نفسها وتطبيق مفاهيم القيمة والانتماء.. والخير الجمعى.. على أسس التنوع.. والاختلاف.. لا الخلاف.
الضبط الاجتماعى مفهوم عام.. ومفهوم القانون خاص. يطبق القانون على قلة خرجت عليه، بينما عنصر الإلزام الخلقى والقيمى لأكثرية أفراد المجتمع ينبع من أخلاق ومبادئ قيمية.. ومثل عليا هى مصدر الإلزام.
لا يتوقف نمو المجتمعات حضارياً على مدى سطوة القانون فقط، إنما تنمو الجماعات بمدى حرص أفرادها على تنفيذ معايير الأخلاق.. واعتبارات الحق والخير.. من تلقاء أنفسهم.. وبحكم الإلزام القيمى.. لا خوفاً من القانون.
أزمة مجتمعاتنا فكرة دارجة ترجع مشكلاتنا إلى الاقتصاد.. وترجع أزمات الساسة إلى ما يسمونه «تضييق».. حيث يرى بعضهم أن الحلول فى مزيد من التشريعات والقوانين.
هذا الكلام ليس صحيحاً.. أزماتنا أساسها خلل فى معايير الضبط الاجتماعى.. وفى معايير القيمة.. وفى نظرة مختلفة فى بعض قطاعات المجتمع للمبادئ والأصول. فى يناير 2011 سقط كثير من الأصول.. وتهاوى كثير من حواجز المبادئ.. حتى على مستوى العلاقات الشخصية.
فى الهوجة خرجت فئات كثيرة على القانون مشحونين بمفاهيم مغلوطة ضد الدولة.. وضد الشارع.. فكان الصدام بين الشارع.. وبين القانون!
مجتمع بلا ضوابط.. لا يُحترم فيه قانون
وتدخل فى فكرة الضبط الاجتماعى أيضاً نظرة المجتمع لقيم الخير.. والحق والجمال.. وبالتالى نظرة المواطن بازدراء تام وكافٍ لجرأة «القلة» فى الخروج على القانون.
القانون يجب أن يكون مثل الموت الذي لا يستثني أحد .. - مونتسكيو
*
الجريمة تختلف عن الحرام*******
Jul 12, 2020

القانونى والدينى

القانون بـ يمنعك إنك تقتله، مش لـ إن قتله «شر»، أكتر من اللى عمله فيك، لا، دا مش شغلة القانون

 القانون بـ ينظم حياة الناس، على نحو عملى بحت، فتح الباب لـ القتل، هـ يحيل حياة الناس لـ جحيم، يلغى الطمأنينة النسبية اللى عايشين بيها وعليها، لو اتفتح الباب لـ القتل، ما حدش هـ يعرف ينام، ولا يمشى فى الشارع، ولا يقعد فى بيتهم باله رايق خمس دقايق، لـ ذلك القتل جريمة عظمى، ليها أقصى وأقسى العقوبات، علشان حضرتك وحضرته وحضرتى، يفكر خمسة مليون مرة، قبل ما يورد فى ذهنه إنه يقتل حد.

طيب، هل تغليظ العقوبات على القاتل، حل المشكلة بـ شكل جذرى؟ هل الناس بطلت نهائيًا تقتل بعض؟ شوف كام جريمة قتل بـ تحصل كل يوم، تمام، هو ما فيش حل «نهائى» لـ أى مشكلة، من ساعة ما اتوجدنا على الأرض دى، هـ يفضل الإنسان يؤذى أخاه الإنسان، بـ كل أشكال الإيذاء، ما فيش جريمة انتهت بـ صورة كاملة، حتى الاستعباد، ومش قصدى إيجاد صور حديثة للعبودية، قصدى ع العبودية التقليدية، ما زال حتى الآن فيه ناس عندها «عبيد».

أغلبية السبعة مليار اللى عايشين، آمنين على نفسهم من الجريمة دى، فـ المشكلة موجودة، بس قادرين نتعايش معاها، ونعيش وننتج ونروح ونيجى، الأمر مختلف تمامًا، لو جارك عبدالصمد يقدر يقتلك، وينجو بـ فعلته من العقاب.

أى: الأمر مختلف لو أصبح الفعل «اعتيادى»، وجود الجريمة شىء، وإنها تبقى فعل يومى شىء تانى خالص خالص.
المهم، إنه دور القانون تنظيمى لـ تيسير الحياة، إنما الحرام والحلال دا موضوع تانى تمامًا تمامًا، دى مرجعية شخصية فردية، ينظم بيها الإنسان الفرد حياته اليومية، وما يفعل أو لا يفعل من السلوكيات، حضرتك مسلم، حرام عليك تاكل لحم الخنزير، تمام، ما تاكلوش، إنما القانون ما ينفعش يمنعك من أكله، ليه؟ لـ تلات أسباب:
أولًا: هذا الحرام اللى إنت بـ تعمله، لا يتسبب تنظيميًا وعمليًا فى أذى إنسان آخر، عجلة الحياة مش هـ تتوقف، لما حضرتك تتغدى ورك خنزير.
ثانيًا: الدولة فيها مواطنين تانيين مش مسلمين، بـ التالى دا مش محرم عندهم، ما ينفعش أحرم ملايين الناس، من تناول أكلهم الطبيعى، علشان فيه ناس تانيين، بـ يحرموا على نفسهم الأكل دا. ومش معقول هـ أمشى ورا كل واحد، أشوف عقيدته إيه وبـ ياكل إيه.
ثالثًا: على الأرض، هـ أمنع الموضوع دا إزاى؟ هل هـ أعمل مثلًا قسم فى الداخلية، مكتب مكافحة أكل الخنزير، إنفاذ القانون، عملية مكلفة وقت وجهد وفلوس ورجال، ومنظومات كاملة قضائية وتنفيذية، إنفاذ القانون مش بـ النية، فـ هل التزام الناس بـ عدم أكل لحم الخنزير، يساوى صرف طاقات وقدرات الدولة فى مراعاته؟
ما ياكلوا، هم «أحرار».

أنا اخترت لك نموذج لحم الخنزير، لـ إنه فى حدود علمى، ما فيش خلاف بين المسلمين على حرمانيته، إنما قضايا الحلال والحرام، ليها اعتبارات أعقد كتير من دا، أهمها: إنه الحرام والحلال مش ممسوكين، غير قابلين لـ وضعهم فى أطر قانونية قابلة لـ التنفيذ، الحرام والحلال قائمين على منظومة تانية خالص، بـ تبدأ مثلًا من النية، القانون ما ينفعش يراقب نوايا الناس.
واحد بـ يصلى رياء الناس، دا حرام جدًا، يوديك جهنم وبئس المصير (طبقًا لـ الإسلام كما أفهمه) إنما القانون ماله؟ القانون دوره ينظم عملية صلاتك، فى حدود اختصاصاته، من إنه الدولة توفر لك دور العبادة، وتنظم أمورها العملية، وكيفية إدارتها والإشراف عليها، صلاتك نفسها ما تهمش القانون فى حاجة.
كمان الحرام والحلال عليهم اختلافات كتير، دا حرام بـ النسبة لك، بس مش حرام بـ النسبة لـ غيرك، التابع لـ نفس الدين، بل إنه فيه ناس أعرفها، كانت بـ تحرم حاجات فى التسعينيات، النهارده بـ تسعى لها، زى الأصوليين اللى كانوا بـ يحرموا التليفزيون، على أساس تحريم التصوير من بابه، بعدين فتحوا قنوات، وبقوا يطلعوا فى البرامج، ويقعدوا قدام الكاميرات عادى خالص.

ما فيش أى قضية فى الدنيا، مرت من غير اختلافات بين رجال الدين نفسهم، واختلافات جوهرية كمان، زى المرأة، فوائد البنوك، الفنون، الطلاق بـ النسبة لـ المسيحيين، وغيره وغيره وغيره.
فـ يا صديقى، الحرام والحلال شأن شخصى، من حق كل إنسان إنه ينظم حياته، زى ما هو عايز، يلزم نفسه بـ ما يشاء، لكن ما يحكمنا هو القانون، ما يلزم الناس هو مواد القانون، تانى، الناس أحرار فيما لا يمنعه القانون، بـ التالى، مناقشة أى أمر على مسطرة حرام حلال، يجب أن تبقى بين أناس ليهم نفس الأرضية العقائدية المشتركة، مع مراعاة أن ما يتوصلون إليه أيًا كان، يخصهم هم فقط، ولا يصح إلزام باقى الناس بيه.
غير كدا عبث، وإحنا المرارة شايلينها، والعلاج اللى المفروض نمشى بيه مش لاقيينه، وحاجة آخر وجع قلب، سايق عليك النبى يا شيخ.

*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق