الجمعة، 1 أبريل 2022

التراجع عن سياسات الحمائية والاكتفاء الذاتي مقابل القروض . ثورات ربيع عربي جديدة

  واعتماد سياسة الاستيراد، ما دامت السلع متوفرة لدى تلك الدول الرأسمالية، ولا شيء يمنع من توريدها. ونتج عن هذه السياسة الاقتصادية الجديدة ظهور الاحتكارات التي حصرت في أياديها عمليات الاستيراد. ولأجل ذلك، ضربت الإنتاج الكبير والمتوسط والصغير، عبر طرح السلع المنافسة، وعبر بعض الإعاقات الإدارية، علاوة على عمليات تخريب البنية التحتية الخاصة بإنتاج الطاقة الكهربائية التي تُعدُّ عصباً لأي إنتاج صناعي، كما رأينا في مصر وسورية والعراق والسودان ولبنان، وغيرها من الدول العربية التي ينعدم فيها استقرار التيار الكهربائي.

ستساعد أزمة الغذاء المتوقعة على تهيئة الظرف الموضوعي يوم تهتز أركان الأنظمة السائدة

إذا تهيأ الظرف الموضوعي لاندلاع ثورات أو انتفاضات في بعض الدول العربية، فإن الظرف الذاتي الذي يتعلق في مدى وجود قوى ثورية توجّه الثورة وتستبدل النظام القديم بنظام جديد يحقّق أهداف الثوار في العدالة والحريات والحقوق، ويؤسس نظاماً جديداً مناقضاً لأنظمة التفقير والتبأئيس التي سادت عقوداً، يعدّ شرطاً أساسيا لمنع حرف هذه الثورات، كما حدث في مصر وتونس، على الأقل. ومع ذلك، يمكن تجاوز بعض هذه الشروط، ليس بفضل قياداتٍ أو توجيهاتٍ أو مراعاة أولويات، بل بسبب أن خواء البطون القريب سيكون هو الدافع للانتفاض المدوّي، بغض النظر عن مدى وصول أي شرط من تلك الشروط إلى النضوج أو بقائه دون مرحلة البلوغ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق