May 27, 2019
يوجد شيء بريء، ثمة خدعة مستمرة نتقبلها بقناعة وكأنها صحيحة في كل ما نشتريه من المتاجر لمجرد قراءة معلومات المحتويات والاستهلاك، ولسوء الحظ لا يمتلك المتسوقون فكرة دقيقة عن صحة هذه المعلومات أو من يؤكدها لهم. لكنهم مستمرون في القبول بها، بل وأكثر من ذلك الترويج لها ونصح الآخرين باقتنائها!
تغري قائمة التفاصيل على علب العصائر والمشروبات والأطعمة المحضرة والبسكويت والشوكولاته، ما يجعلها مبرأة تماما من أضرار صحية متعلقة بنسبة السكر أو الدهون والأملاح، وتتحدث عن سعرات حرارية مثيرة الشكوك، لكنها في الواقع مثلها مثل بقية الأطعمة تحمل ضررها ومنافعها ولها نفس التأثير السلبي على زيادة الوزن، إلا أننا نقنع أنفسنا وبدافع عصي عن التفسير عن فائدتها فقط، تماما مثل ثقتنا بالخضروات التي تعزلها المتاجر في صناديق جميلة بوصفها طبيعية بلا معاملة كيماوية، ندفع أثمانها المضاعفة، ولا نشعر باختلافها، كما لا يظهر على أجسامنا أي تمييز بعد تناولها.
“هراء يخدعنا بعروض صحية”
ألا أن قوة المال ومراكز النفوذ التجاري والسياسي انتصرا في النهاية للطعام السريع وأفرغا حركة “الطعام البطيء” من نشاطها، وهو نفس المال الذي يحصد مبالغ هائلة اليوم من أجل إيهامنا بمزاعم الطعام الصحي، بيد أن ما نتناوله له نفس التأثير السلبي على أمراض السكر والدهون.
من بين الادعاءات التي تحتاج عقلا سطحيا لتصديقها منتجات اللحوم التي تزعم في علاماتها أن ما سنأكله هو نتاج رفاهية حيوان لم يتعرّض إلى اضطهاد الصيد الجائر والذبح القسري القاسي!
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق