إن الحجة الرئيسية للحفاظ على المجمع الانتخابي هو أنه جزء لا يتجزأ من الفلسفة الفدرالية التي تأسست عليها الدولة الأميركية، وتعني الفدرالية توزيع السلطات بين الحكومة الفدرالية وحكومات الولايات 50 والحكومات المحلية، بدلا من حكومة مركزية قوية، ويتيح المجمع الانتخابي للولايات، صغيرها وكبيرها، تأدية دور هام في اختيار أعضاء المجمع الانتخابي على أساس التصويت الشعبي لكل ولاية، كما أن من شأن هذا النظام تخطي كل الانقسامات التي جمعها الاتحاد الأميركي سواء الدينية أو العرقية أو الإثنية.
يحفظ مصالح الجميع
نجا نظام المجمع الانتخابي من كل ما مرت به الولايات المتحدة على مر تاريخها من صراعات داخلية وحروب أهلية، لسبب رئيسي وهو الرغبة في تمثيل مصالح الولايات وحمايتها من أي تطرف، سواء على المستوى الفدرالي أو داخل أي ولاية.
نص الدستور الأميركي على ضوابط وتوازنات بحيث لا تحاول السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية تغيير التوازن فيما بينها، من هنا يتمسك به الجميع سواء الولايات الكبيرة مثل كاليفورنيا وتكساس ونيويورك والصغيرة مثل آيداهو وداكوتا الشمالية.
فشلت كل الجهود في تغيير هذا النظام الفريد.
لا يسمح نظام المجمع الانتخابي بتجاهل الأقليات من السود واللاتينيين والآسيويين وغيرهم، حيث يجذبون انتباه المرشحين لأنهم يميلون إلى العيش في ولايات كبيرة ذات عدد كبير من الأصوات الانتخابية.
نتائج واضحة وحاسمة
من شأن اتباع الولايات المتحدة لنظام انتخاب شعبي للرئيس أن يؤدي لخلق الفوضى خاصة في حال تحدي أحد المرشحين النتائج، والمطالبة عبر القضاء بإعادة الفرز على المستوى الوطني.
في حال نظام المجمع الانتخابي، وكما حدث في انتخابات عام 2000 بين جورج بوش وآل غور، تم إعادة الفرز في ولاية واحدة، فلوريدا، ولم تتأثر بقية الولايات.
كما يسهم نظام المجمع الانتخابي في تحديد حاسم للطرف الفائز في ظل غياب الحصول على أغلبية الأصوات الشعبية، كما جرى بانتخابات 1968 و1992، حين وجد مرشح ثالث قوي، ولم يحقق أي من المرشحين أغلبية نصف الأصوات الشعبية، ولولا وجود المجمع الانتخابي كان سيطرح ذلك تساؤلات خطيرة حول شرعية الرئيس الجديد.
وهكذا يضمن نظام المجمع الانتخابي تحقيق أغلبية فائزة لأحد المرشحين في كل انتخابات، مما يجنب الولايات المتحدة أزمات دستورية من العيار الثقيل؛ أي إنه حل مناسب لقضية الشرعية، ولا يتطلب تعديلات دستورية أو سجالات حزبية.
تجنب قصور التصويت الشعبي
لا يتمتع نظام الانتخابات الشعبية بحجج قوية عند أغلب الخبراء الدستوريين، حيث يعد أغلب الأميركيين دولتهم "جمهورية دستورية" بالأساس، وليست "دولة ديمقراطية"، ويرى المدافعون عن نظام المجمع الانتخابي أنه الابن الشرعي للانتخابات الرئاسية على أساس أصول البلاد الدستورية.
كما يوفر هذا النظام جدارا صلبا ضد التزوير، حيث لا يؤثر تزوير أعداد صغيرة من الأصوات على نتائج الانتخابات النهائية، ويمنع التزوير المنهجي من خلال اتباع كل ولاية لإجراءات وطرق مختلفة في تصويتها.
*****Nov 2, 2020
تعد الولايات المتحدة الأمريكية جمهورية. القسم “أتعهد بالولاء لعلم الولايات المتحدة الأمريكية، وللجمهورية، أمة واحدة بعد الله، غير قابلة للتقسيم، بالحرية والعدل للجميع”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق