Mar 16, 2021 Mar 3, 2022
كل الأشياء في العالم قد ترتبط ببعضها ارتباطاً غريباً وغير متوقع، وأنك قد تفعل شيئاً، لهدفٍ معين، فتجد نفسك قد حققت هدفاً آخر لم تتنبأ بارتباطه بما تقوم به أبداً.
كتاب فن الحرب للجنرال الصيني «سون تزو»، المصنف كأحد أهم ١٠٠ كتاب في العالم. فأن تقرأ أقدم أطروحة عسكرية في العالم، (كتاب عمره ٢٥٠٠ سنة)، ستهيئ نفسك لقراءة تكتيكات عسكرية وإستراتيجيات حربية وخدع قتالية، لن تتصور بأنه سيضيء علاقاتك الإنسانية، ويشير إلى أخطائك الاجتماعية، ويحيي مواقفك الصائبة.
شعرت بذلك للمرة الأولى حين قرأت قواعد "سون تزو" الخمس للنصر، التي أولاها تنصّ على أنه سينتصر من يعرف متى يقاتل ومتى لا يقاتل
الذكاء الاجتماعي أن يُراعي التوقيت ويتساءل: هل الوقت/ الظرف مناسب لإبداء رد فعل؟
كما هو مهم أن يفكر في مدى جدارة الأمر ومدى استحقاق الخوض فيه، فليست كل معركة هي معركتك، والتراجع في بعض المواقف ذكاء، لأنّ بعض المعارك الاجتماعية لا تستحق أن تهدر فيها وعليها وقتك وطاقتك ومشاعرك.
لفتت انتباهي كذلك جزئية تقول «يجب ألا ينزل حاكم قواته إلى ميدان معركة لمجرد إطفاء غضبه، ويجب ألا يخوض الجنرال معركة لمجرد أن إهانة جرحت كبرياءه، امض قدماً إن كان هذا لمصلحتك، وإن لم يكن فلتبق حيث أنت».
وجعلني أتساءل: كم منّا يُعلن حربه منقاداً بمشاعره، مشاعره فقط، دون عقله والمنطق؟
كم منّا جَرْحُ كبريائه أضرمَ النارَ في علاقة جميلة لم يستدع ظرفها ردة فعلٍ كهذه؟
كم منّا أيضاً بقي في مكانه رغم أنّ كل ما في الكون يقول له: تحرك؟
كم منّا ترك أرضه وميدانه بسبب سوء تقديره أو بسبب من دفعوه دفعاً إلى ذلك «لمصلحتهم»؟
هل كان الأمر يستحق فعلاً؟!
*
May 24, 2019
دار الإسلام ودار الحرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق