الخميس، 14 أبريل 2022

فن الحرب *********

Mar 16, 2021 Mar 3, 2022

 كل الأشياء في العالم قد ترتبط ببعضها ارتباطاً غريباً وغير متوقع، وأنك قد تفعل شيئاً، لهدفٍ معين، فتجد نفسك قد حققت هدفاً آخر لم تتنبأ بارتباطه بما تقوم به أبداً.

 كتاب فن الحرب للجنرال الصيني «سون تزو»، المصنف كأحد أهم ١٠٠ كتاب في العالم. فأن تقرأ أقدم أطروحة عسكرية في العالم، (كتاب عمره ٢٥٠٠ سنة)، ستهيئ نفسك لقراءة تكتيكات عسكرية وإستراتيجيات حربية وخدع قتالية، لن تتصور بأنه سيضيء علاقاتك الإنسانية، ويشير إلى أخطائك الاجتماعية، ويحيي مواقفك الصائبة.

شعرت بذلك للمرة الأولى حين قرأت قواعد "سون تزو" الخمس للنصر، التي أولاها تنصّ على أنه سينتصر من يعرف متى يقاتل ومتى لا يقاتل

الذكاء الاجتماعي أن يُراعي التوقيت ويتساءل: هل الوقت/ الظرف مناسب لإبداء رد فعل؟

كما هو مهم أن يفكر في مدى جدارة الأمر ومدى استحقاق الخوض فيه، فليست كل معركة هي معركتك، والتراجع في بعض المواقف ذكاء، لأنّ بعض المعارك الاجتماعية لا تستحق أن تهدر فيها وعليها وقتك وطاقتك ومشاعرك.

لفتت انتباهي كذلك جزئية تقول «يجب ألا ينزل حاكم قواته إلى ميدان معركة لمجرد إطفاء غضبه، ويجب ألا يخوض الجنرال معركة لمجرد أن إهانة جرحت كبرياءه، امض قدماً إن كان هذا لمصلحتك، وإن لم يكن فلتبق حيث أنت».

وجعلني أتساءل: كم منّا يُعلن حربه منقاداً بمشاعره، مشاعره فقط، دون عقله والمنطق؟

كم منّا جَرْحُ كبريائه أضرمَ النارَ في علاقة جميلة لم يستدع ظرفها ردة فعلٍ كهذه؟

كم منّا أيضاً بقي في مكانه رغم أنّ كل ما في الكون يقول له: تحرك؟

كم منّا ترك أرضه وميدانه بسبب سوء تقديره أو بسبب من دفعوه دفعاً إلى ذلك «لمصلحتهم»؟

هل كان الأمر يستحق فعلاً؟!

*

May 24, 2019

دار الإسلام ودار الحرب

 سورة التوبة التى تقرر «قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون» وكذلك الحديث النبوي: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله فإن فعلوا ذلك عصموا دماءهم مني».
غير أن قراءة معاصرة فى المفهوم تشير إلى تبدل الأحوال، وتحول دار الإسلام الذى يعتبر مفهوم العالم الإسلامى مرادفا حديثا لها، من الهجوم إلى الدفاع، بمعنى فقدان حالة المبادرة فى العلاقة مع الآخر الأساس الذى كان يقوم عليه تقسيم العالم إلى دار للإسلام ودار للحرب. وربما يعزز من تداعى المفهوم فى مرحلتنا الحالية تطورات العولمة ووسائل الاتصال التى جعلت من العالم وحدة واحدة، على نحو يتوارى معه المفهوم.

وعلى ذلك مثلا وفى ضوء اتساع نطاق هجرة المسلمين إلى أوروبا والتوقعات بأن يصل عددهم هناك إلى ما يتراوح بين 30 و40 مليونا بحلول عام 2025، فإن السؤال هو هل تعتبر أوروبا فى هذه الحالة دار حرب، أم أنها تدخل فى عداد دار الإسلام؟ وإذا كان فى دولة مثل بريطانيا عدد من المساجد يتجاوز ألف مسجد، فهل تعتبر دار حرب؟
*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق