الأحد، 10 أبريل 2022

أصحاب الملايين.. وأصحاب الملاليم

Nov 26, 2021

باعتبارى موظفاً بالدولة أولاً وأخيراً، أى أتقاضى راتباً فى نهاية كل شهر، قد أرى فى حيازة رقم المليون جنيه من الضخامة، لدرجة الاستنكار والاستكثار، فما بالنا برقم المليار؟! لكن الأمر حين يتعلق برجل أعمال من الوزن الثقيل، أو حتى المتوسط، بالتأكيد سوف يختلف من كل الوجوه. قد يرفض رجل الأعمال الشراكة فى مشروع ما، لمجرد أنه سوف يعود عليه فى النهاية بمليون واحد أو اثنين مثلاً، وقد يرفض بيع هذا المشروع أو ذاك، لأنه لن يحقق له مكسباً سوى ثلاثة ملايين أو أربعة، وقد يندب حظه فى نهاية العام، لأنه لم يحقق أرباحاً تزيد على العشرة ملايين.

ظل الرأى العام كما هو، الدولة على المستوى الرسمى أيضاً مازالت تتتعامل معهم بنفس العقلية، اتبرعوا لمصر، ادفعوا لتحيا مصر. المساومات مستمرة، الابتزاز سيد الموقف، المشروعات الكبرى وحتى الصغرى أصبحت من نصيب مؤسسة بعينها.

 فيلات وقصور فى مارينا أو شرم الشيخ؟ ما بالنا إذا ارتبط بالحديث عن أملاك بالخارج؟ ما بالنا إذا ارتبط بالحديث عن أسفار ترفيهية؟ هنا تظهر كل العقد النفسية، هنا سوف نهتف، وسوف نثور، وسوف نستنكر، وسوف نشجب كان له أكبر الأثر فى قرارات المحققين من أصحاب الرواتب الشهرية أيضاً، بحكم أنها ضغوط الرأى العام، والنزول على الاتجاه العام، وما يُتداول فى النقل العام

سُنَّة الله «والله فضَّل بعضكم على بعض فى الرزق»، ليس معنى ذلك أننا سوف نوافق أبداً على الاعتداء على المال العام، أو نهب أموال الدولة، أو التعدى على أملاك الدولة، لكننا يجب أن نتعامل مع مثل هذه الأمور بحجمها، فلا يعقل أبداً أن يظل هذا الشخص أو ذاك قيد الحبس لعدة أعوام، ثم يصدر الحكم ببراءته فى نهاية الأمر، وهكذا دواليك، إلى أن أصبحنا ننطلق فى تعاملاتنا من قاعدة (المتهم مُدان حتى تثبت براءته) بالمخالفة تماماً للقانون الوضعى، والسماوى، والمنطقى، والدولى، وهنا تكمن المشكلة التى أراها نفسية بالدرجة الأولى!.

 *

طيب ما رأيك في أن شخصًا ما راتبه مائة دولار في الدقيقة الواحدة؟ ذلك الشخص اسمه لي آر. رايموند، وكان حتى ديسمبر الماضي المدير التنفيذي للشركة النفطية العملاقة إكسون موبيل

كان آخر راتب تقاضاه ستيف جوبس مؤسس شركة أبيل للكمبيوتر قبل رحيله يبلغ 875 مليون دولار، بينما بلغ راتب مايكل إيسنر المدير السابق لشركة والت ديزني 577 مليون دولار في السنة. نحن ندفع لشراء الآيفون ومشاهدة أفلام أو زيارة مدن ديزني الترفيهية، وفلوس الملايين منا تدخل جيب شخص واحد!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق