Nov 12, 2021
ومشكلة المرأة في البيئات السكانية التي تؤمن بالزواج غير الموثق، أنها لا تمتلك حق الرفض أو عدم إتمام العلاقة بلا أوراق ثبوتية، وكل ما عليها أن تستجيب لرغبة أسرتها وإلا تُتهم بأنها عاصية ومتمردة، لأن العائلات في هذه المناطق تتعامل مع “كلمة الشرف” على أنها أقوى من القانون.
وتتماهى فتوى المؤسسة الدينية مع توجهات التيار السلفي الذي ينخر في أوساط مجتمعية كثيرة، ويسعى جاهدا لإقناع البسطاء بأن زواج السنة هو الأصل، أما مسألة التوثيق فهي استثناء، بل إنه يسعى لإقناع الناس بأن الزواج الحقيقي في الإشهار، وطالما توافر فلا قيمة لوجود المأذون لمجرد كتابة ورقة ليسجلها عند الحكومة.
يحدث في بعض المناطق المصرية أن يقوم أحد الشيوخ بدور المأذون أو الإمام الذي يبارك الزيجة ويضفي عليها شرعية دينية، ويتولى بنفسه مسألة تحقيق الاتفاق بين العائلتين على طريقة السنة النبوية، ويستغلون أن الكثير من الأسر البسيطة تعيش على الفطرة في كل ما يخص تعاملاتها الاجتماعية، ويسوقون لكون التوثيق رفاهية.
تزويجهن في سن مبكرة يحصنهن من الوقوع في فخ المحرمات ويمنعهن من ارتكاب خطيئة، وأن الدين دعا إلى تقديم مواعيد زواج الأنثى دون ارتباط بمرحلة عمرية، وتقتنع هذه الأسر بأن الفتاة مكانها المنزل وليس التعليم والذهاب للعمل.
ورغم حملات التوعية التي قادتها مؤسسات رسمية معنية بشؤون المرأة، مثل مجالس الأمومة والطفولة، للتحذير من تبعات الزواج غير الموثق وتزويج القاصرات، إلا أن الأزمة مازالت في الغطاء الشرعي الذي توفره المؤسسة الدينية، حتى صارت حقوق السيدات رهينة اتفاق شفهي أو وعد شرف بين العائلات.
ويترتب على هذا الزواج أن تُحرم المرأة من الميراث، أو الحصول على المعاش إذا توفي زوجها، كما أنها تعيش محرومة من مشاركته في السفر أو النزول معه في أماكن خاصة مثل الفنادق أو ركوب عربات النوم بالقطارات، أو تلقي المساعدات الحكومية على أنها امرأة معيلة، لأن الدولة لا تعترف بزواجها من الأساس.
ومازالت المؤسسة الدينية في مصر غير قادرة على حسم موقفها بين التماهي مع الماضي والتعامل بشكل عصري مع القضايا الأسرية، فهي ترغب أن يكون الزواج شفهيا، كما الطلاق، كلاهما غير موثق، والأزمة الأكبر أنها نجحت إلى حد بعيد في إقناع المجتمع بأن الفتوى أهم من القانون، ما يؤسس لأزمات أسرية عصية عن الحل.
*
Jul 7, 2021
الطلاق الشفهي
طلَّقني ثلاث مرات، جميعهم شفهيا، ولا يُمكنني الاستمرار بهذا الذنب، وهو يرفض الاعتراف بأنه طلَّقني من الأساس".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق