الجمعة، 15 أبريل 2022

مثالية نسبية أو استنسابية

 الاستقبال لهم من كل الدول الأوروبية، وحتى الولايات المتحدة، تقريباً بلا حواجز! في المقابل، نرى صفوف اللاجئين من الشرق الأوسط (أصحاب العيون العسلية) يبقون أشهراً على الحدود الأوروبية، وفي بعض الأوقات تُطلق عليهم النار، وترفض دول أوروبية حتى السماح لهم بالمرور، ويتاجر بهم سماسرة بيع البشر، ويقبع آخرون في معسكرات مزرية منذ سنوات، وإذا سُمح لبعضهم بتخطي تلك الحواجز، فإن شروط بقائهم تتعقد يوماً بعد يوم، ويموت آلاف في البحر المتوسط أو بحر المانش، طلباً للجوء آمن!

"مزرعة الحيوانات": "كل الحيوانات متساوية، ولكن بعضها أكثر مساواة من غيرها"! حقيقة إنسانية بسيطة: بعض البشر تجب العناية بهم أكثر من آخرين، وكذلك الدول، حلب واوكرانيا مثال

ما إن انفجر الصراع في أوكرانيا وشعر الجميع باحتمال حصول شح في توفر الطاقة مع ارتفاع نسبي في أثمانها، حتى بدأ الضغط من أجل إنتاج أكثر وأكبر من الطاقة الأحفورية، ونسي الجميع ضجة علة المناخ وخطورتها على العالم! فمن لا يزال يعتقد أن هناك مثالية في العلاقات الدولية فعليه أن يراجع ثوابته، هناك فقط مثالية نسبية أو استنسابية، إلا أن تجارة المثالية في الفضاء الدولي لا تزال بضاعة رائجة.

 لا بد من الوقوف ضد احتلال دولة لدولة أخرى،

أما الحديث عن الديموقراطية وحقوق الإنسان، فالجميع متّهم حتى يثبت العكس. وإذا لم يكن متهماً مباشرة فهو على الأقل يكيل بمكيالين، فعند المصالح يتوقف الحديث عن حقوق الإنسان، وعندها أيضاً يغضّ الطّرف عن تدمير مفهوم الديموقراطية وإن أصبحت "ديموكتاتورية".

 سيادة العنف ورمي كل ما أنجزه الإنسان من قوانين وممارسات للحفاظ على الكرامة الإنسانية في صفيحة الزبالة والعودة إلى قوانين الغاب (الغلبة والتسلط)

حضور القوة القامعة وتسلطها وغياب العدالة بمعناها الشامل

مستوى العالم اختلالاً في العدالة غير مسبوق. والمعضلة أنه لا الشرق ولا الغرب يملكان تصوراً واضحاً لإحلال العدالة الدولية بما يحقق مصالح الإنسانية جمعاء. النزعة الانعزالية الأميركية التي سادت في العقود الماضية، مقرونة بتدهور الممارسات الديموقراطية، صعّدت من منسوب التوتر في النسق الدولي، وأنتجت رخاوة في النظام الأمني الدولي، وسيظل مصطلح جورج أورويل ملازماً لنا، وستنزف البشرية الكثير من الدم وتشهد الكثير من الدمار!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق