Jul 19, 2021 Mar 4, 2022
(peer pressure) هو التأثير الذي يمارسه الأشخاص داخل المجموعة الاجتماعية نفسها على الشخص ليتوافق معهم كي يحظى بالقبول في المجموعة. ليس شرطا أن يكون الأقران أصدقاء مقربين، فربما يكونون زملاء بعيدين في المدرسة أو النادي، أو حتى مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي من العمر نفسه.
مرحلة الطفولة، يتحكَّم الوالدان بشكل أو بآخر في اختيار الأصدقاء لأبنائهم، عن طريق تدبير مواعيد اللعب مع أطفال معينين، وتطبيق رقابة شبه صارمة على المحيطات التي يتعامل فيها الطفل. وشيئا فشيئا، ينفلت هذا الحبل، ليصبح الأبناء أكثر استقلالية، يقضون مع زملائهم وأصدقائهم وقتا أطول مما يقضونه مع العائلة.
يتعرَّف الإنسان على نفسه بالنظر في مرآتها، وأيضا بالنظر إلى مرايا الآخرين. وطبقا لنظرية التعلُّم الاجتماعي، يُفترض أن عملية التعلُّم واكتساب السلوكيات الجديدة تتم من خلال مراقبة الآخرين وتقليدهم والتفاعل معهم. وغالبا تُعزِّز هذه التفاعلات الاجتماعية الإيجابية الثقة للأفراد، لكن الأمر يصبح مُعقَّدا عندما يكون السلوك المعزَّز سلوكا سلبيا.
ضغط الأقران" يُستخدم عندما يتحدَّث الناس عن سلوكيات تُعتبر غير مقبولة اجتماعيا أو غير مرغوب فيها، مثل تجربة الكحول أو التدخين أو المخدرات
الحاجة الأبدية إلى الاندماج في جماعة أو الشعور بالقبول أو تجنُّب الحرج، وأحيانا الجهل وعدم معرفة ما ينبغي فعله في موقف ما، قد تدفع بالإنسان للبحث في أفعال مَن حوله عن إرشادات حول ما هو مقبول وما هو غير مقبول.
المراهقين هم الأكثر عُرضة للسقوط في فخ ضغوط الأقران، لوقوعهم في مرحلة عُمرية حرجة يكونون فيها أكثر ميلا للاستقلال عن تأثير والديهم، بينما لم يتمكَّنوا بعد من تثبيت قيمهم الخاصة، أو مفاهيمهم حول العلاقات الإنسانية. وفي سعيهم الحثيث نحو القبول الاجتماعي، يصبحون أكثر استعدادا للانخراط في سلوكيات مُخالفة لقيمهم، دون إدراك عواقبها
المراهقون استجابة لدوافع مثل البروز الاجتماعي وإظهار السيطرة والقوة، وهي أمور تنشط مراكز المكافأة الاجتماعية في الدماغ. ويحصل المراهقون المشهورون على قوتهم -طبقا لبرينشتاين- من قدرتهم على تعزيز التوافق في المواقف والسلوكيات مع أولئك الذين يتطلَّعون إليهم.
المخاوف بشأن مكانتهم الاجتماعية، وتدني احترام الذات، والعلاقات الأسرية المضطربة، وطبيعة الآباء المفرطين في التساهل أو السلطويين تسلُّطا متزايدا. وأخيرا، الانتقال إلى مدرسة أو مدينة جديدة، وما يضعه ذلك من عبء على المراهق للاندماج سريعا في بيئته.
د يشعر الفرد أحيانا بالضغط لفعل أمر ما لمجرد أن الآخرين يفعلونه، لكن عموما يمكن تصنيف ضغط الأقران تبعا لمدى علنيته ومباشرته، وتأثيره الإيجابي أو السلبي.
يكون ضغط الأقران مُعلنا، عندما يُطلب من الشخص الانخراط في سلوك معين بوضوح، سواء من قِبَل فرد أو مجموعة، لكنه في غالب الأحيان يكون غير مُعلَن، حيث يتعرَّض الشخص لخيارات وتصرُّفات شخص ما أو أكثر من أقرانه، من أبرز الأمثلة على ذلك التأثُّر بخيارات الملابس، أو طريقة الحديث، أو رؤية العديد من الزملاء في العمر نفسه يدخنون خلسة.
يمكن أن يكون الضغط مباشرا أيضا أو خفيا وغير مباشر، وفي حين أن ضغوط الأقران غالبا ما ترتبط بالانخراط في سلوكيات سلبية مخالفة لقواعد المراهق الأخلاقية من أجل الفوز بالقبول الاجتماعي، فإن بعض السلوكيات الناتجة عن ضغط الأقران تكون إيجابية مثل ممارسة الرياضة، أو التفوق الدراسي، وهو أمر صحي ما لم يتحوَّل إلى هوس يستحوذ على حياة الأبناء، بحيث يصبح طريقة غير صحية للتأقلم مع الآخرين.
توفير بيئة منزلية داعمة وإيجابية خالية من السلوكيات الإدمانية،
عدم الهرب من المشاعر غير المريحة، مع تأكيد أن يتعلَّم الأبناء تحقيق التوازن بين قيمهم الخاصة وبين رغبتهم في التوافق مع أقرانهم،
يميل الأشخاص الذين لديهم عدد قليل من الأصدقاء إلى التوافق خوفا من فقدان الأصدقاء، وبمعنى آخر، إذا كان لدى ابنك العديد من خيارات الأصدقاء، فمن غير المرجَّح أن يتأثر بضغوط الآخرين.
المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم مَن يُخالل
الأصدقاء في مرحلة المراهقة دعما رائعا لا يمكن الاستغناء عنه، في استكشاف الأفكار والتجارب الجديدة واكتساب الخبرات المختلفة. ففي تلك المرحلة، يكتشف الفرد مَن هو، وأين مكانه في العالم، ومن المريح مواجهة هذه التحديات مع أصدقاء وأقران يجد بينهم القبول والدعم والتعاطف.
بغض النظر عن مدى حكمة اختياره لأصدقائه أو اعتقاده بأنه يعرفهم جيدا، سيكون على المراهق من وقت لآخر اتخاذ قرارات صعبة، قد لا تحظى بالشعبية بين أقرانه. هذه اللحظات والقرارات هي التي تمنحه الفرصة لتشكيل وعيه، ومعرفة مَن هو حقا. لا يوجد حل سحري لمواجهة هذه اللحظات، كل ما يحتاج إليه المرء هو جرعة من الشجاعة، والثقة في حدسه، وعائلة داعمة يمكنه العودة لها دائما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق