يقول جورج برنارد شو: "الغبي إذا قرأ كثيراً من الكتب الغبية سيتحول إلى غبي مزعج وخطير جداً، لأنّه سيصبح غبياً واثقاً من نفسه، وهنا الكارثة".
ما دمنا مؤمنين بضرورة تقبّل كلّ الآراء، مهما كانت شاذّة في سياقاتها التاريخية والاجتماعية والثقافية
يقصد تلك الكتب التي تحتوي على آراء أصحابها غير القابلة، من وجهة نظرهم، للشكّ، فكلّ من يظن نفسه على حق دائماً ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأن ليس لأيٍّ كان أن يشكك بما يراه أو يكتبه أو ينشره، إنّما هو كاتب غبي، ولا ينتُج عنه سوى الغباء في هيئة آراء أو أفكار أو كتب.
الأصل في المعرفة هو الشك، فالحقيقة غاية تكاد تكون مستحيلةً في ما يتداوله البشر من آراء أو أفكار. ولهذا كلما زادت معرفة المرء بالحياة ارتفعت نسبة الشكّ لديه بهذه المعرفة وبهذه الحياة، وبالتالي قلّت نسبة ثقته بنفسه وبمعرفته وبالحياة أيضاً. لكنّ الحياة بليت بأولئك الذين يعتقدون أنهم وحدهم القادرون على التفكير، وأنّهم وحدهم المهيأون للوصول إلى غايات الخلق، وأنهم وحدهم المالكون مفاتيح خزائن الحقيقة.
. فلا يكتب رأيا عن مسألة ما إلا وهو الرأي النهائي في تلك المسألة، وبالتالي هو يلغي، منذ بدء أي نقاش محتمل، أي رأي آخر، حتى قبل اختباره أو محاولته التفكير به، لأنه يرى أن ذلك مجرّد تضييع لوقته الثمين ما دام قد وصل إلى غاية الأمر وانتهى.
ولسوء الحظ، هؤلاء الكتاب الأغبياء المحتكرون ما يعتبرونها الحقائق كثيرون جداً،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق