Apr 4, 2019
مقال من العالم الي الصحفي الي السياسي
الأفكارهى مجال عمل المثقف. للمثقف شغف لا ينقطع بالأفكار، كل الأفكار، القديمة والجديدة، فالمثقف شغوف بمعرفة أصول الأشياء، وتتبع مآلاتها. لا يشعر المثقف أبدا بأن لديه كفاية من الأفكار، وهو لا يمل من البحث عن أفكار جديدة، وعن صياغات جديدة لأفكار قديمة. بعض المثقفين لا يكتفون باستهلاك الأفكار، وإنما ينتجونها أيضا. المثقف يستثمر فى الأفكار، فهو يستهلك الكثير منها، يعيد تشغيلها وتشكيلها، وينتج منها أفكارا جديدة. المثقف يحب الكلام وعصف الأذهان، وأجمل وقته هو الذى يقضيه وسط أقرانه من المثقفين، فى نقاش فكرى غنى ومعقد، حتى وإن لم ينته الجدل لنتيجة محددة.
المثقف يطرح الأسئلة، وكلما كان السؤال عويصا، ويحتمل إجابات متعددة، دل على عمق صاحبه، وأقدامه الراسخة فى عالم الأفكار. السياسى - على عكس المثقف - لا يطرح الأسئلة، لكنه يقدم الإجابات والحلول. الشك، وعدم اليقين، ونسبية الحقيقة وتعددها، كلها من علامات حسن الثقافة وعمقها؛ فيما يتوقع الناس من السياسى تزويدهم باليقين، والأحكام النهائية والإجابات القطعية. صدور الإجابات القطعية عن المثقف فيها دليل على نقص الثقافة؛ فيما ظهور علامات عدم اليقين على السياسى يعد دليلا على الضعف واهتزاز الثقة. المثقف يستثمر فى الافكار؛ والسياسى يستثمر فى العلاقات. المثقف ينتج الأفكار أو يتأنى فى دراستها؛ والسياسى يكفيه من الفكرة عنوانها البراق، يجذب به أنصارا ويحوله إلى قوة تغيير.
يحب المثقف الوقت الذى يقضيه مع نفسه يقرأ ويفكر ويكتب؛ فيما السياسى يفضل قضاء وقته فى التواصل مع أنصار يوجههم، أو مترددين يقنعهم، أو خصوم يحيدهم أو يخدعهم. المثقف يترفع عن النميمة والحكايات الرخيصة؛ فيما السياسى يعيش على مثل هذه الأشياء، يجد فيها مادة للعمل وأدوات للحرب على الخصوم. المثقف لا يحب لأحد أن يزعجه بمشكلات تافهة، وهو المشغول بمصير الوطن والبشرية؛ أما السياسى فيصيبه القلق لو كف الناس عن إلقاء مشكلاتهم على بابه منتظرين منه حلها.
ليس مهما أن يقدم السياسى للناس الإجابات الصحيحة على أسئلتهم، ولكن المهم هو أن يصدقه الناس. السياسى لا يبحث عن الحقيقة، لكنه يسعى للسلطة؛ فالسلطة هى مجال عمل السياسي، وهى العملة التى يتعامل بها. يستثمر السياسى فى السلطة، فيؤسس لنفسه سلطة معنوية وغير رسمية، يوظفها من أجل الفوز بسلطة رسمية فى أجهزة الدولة والحكم. لدى السياسى قدرة على الإقناع، ولديه أيضا موارد يستخدمها مكافأة أو رشوة- لتعزيز سلطته. السياسى الحاذق لا يكافئ فقط، ولكنه يعاقب أيضا. اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية بين المثقفين، لكنه يفسد أشياء كثيرة لدى السياسيين. التسامح فضيلة بين المثقفين، لكنه نادرا ما يكون كذلك بين السياسيين.
التصرف السليم من وجهة نظر السياسى هو التصرف الذى يجعله أكثر قوة، فيما يجعل خصومه أكثر ضعفا. السياسى لا يكف عن مقارنة قوته بقوة الآخرين، فبعضهم أقوى منه، وبعضهم الآخر أضعف منه؛ والمطلوب هو إضعاف الأقوياء، واستتباع الضعفاء. الخسارة والمكسب هى مفاهيم غريبة فى عالم الأفكار، لكنها رئيسية فى عالم السياسة والسياسيين. مكاسب السياسى تقاس بما لديه من سلطة، وخسائره تقاس بما يذهب للآخرين منها.
المثقف لا يحب الاختلاط بالجهلاء وقليلى المعرفة، ويهوى لحظة الاجتماع بأقرانه المتبحرين فى شئون الثقافة والفكر. السياسي، على العكس، يخالط أصناف الناس كافة، مادام فى ذلك مصلحة، فهؤلاء فقراء لكنهم أتباع؛ وهؤلاء أثرياء لديهم أموال تحتاجها الحملات ويحتاجها الفقراء من الأنصار؛ وهؤلاء إعلاميون يمكنهم تسويد الصفحة وتبييضها؛ وهؤلاء رجال حكم وإدارة يصدرون التشريعات ويوافقون على الميزانيات. السياسى الحاذق وسيط موهوب بين كل هؤلاء؛ يتوسط بين أصحاب المصالح داخل الحكم، وخارجه؛ وكلما اعتمد عليه عدد أكبر من الناس فى قضاء مصالحهم وتسيير أمورهم علت أسهمه. السياسى يوزع العطايا لكنه ليس فاعل خير.
السياسى لا يفعل شيئا لوجه الله، فهو يحتفظ بسجل دقيق للأفضال والخدمات والمجاملات، ويتوقع استرداد ما دفعه مضافا إليه فائدة مناسبة. الأجل القصير هو المدى الزمنى الذى ينشغل به السياسي، والانتخابات التالية هى أبعد نقطة تشغل تفكيره. على العكس من ذلك، فإن المصالح بعيدة المدى للأمة كلها، هى ما يشغل تفكير رجل الدولة، الذى هو مثقف أو سياسى أو تكنوقراطى وصل إلى موقع السلطة، فقرر التصرف بما يخدم المصلحة بعيدة المدى للأمة، بغض النظر عن النتائج قصيرة المدى لذلك على شعبيته. رجل الدولة هو مثقف تحرر من التردد وعدم الحسم؛ أو سياسى تخلى عن الأنانية؛ فاجتمعت فيه المثل العليا والقدرة على الفعل. التاريخ مليء بسير رجال الدولة.
تصرف الرئيس السادات كرجل دولة عندما اتخذ قرار الحرب، خاصة عندما اتخذ قرار السلام الذى خسر من ورائه الكثير فى حياته، وإن كانت مصر كسبت بسببه الكثير. المستشار الألمانى جيرهارد شرودر تصرف كرجل دولة عندما أخذ على عاتقه إصلاح نظام المعاشات والتعويضات فى بلاده، رغم إدراكه أن هذا القرار بالذات سوف يتسبب فى خسارته الانتخابات التالية، وإن كان سينقذ الاقتصاد الألمانى لسنوات مقبلة. المثقف والسياسى ورجل الدولة كلهم ينتمون للنخبة، وإن كانوا يمثلون ثلاثة أصناف مختلفة داخلها.
المعرفة هى الفضيلة العليا لدى المثقف؛ والسلطة هى الفضيلة الأسمى لدى السياسي؛ فيما الواجب هو الفضيلة الأعلى شأنا لدى رجل الدولة. محظوظة الأمة التى يرزقها الله وفرة من المثقفين الأصلاء، وسياسيين يراعون الضمير والقانون، ورجال دولة يظهرون عند المنعطفات الكبرى.
*
إشكالية المثقف
والسياسي
لست ً سياسيا،
وإنما أنا مؤمن بأفكار وأهداف، عملت
ً طويلا وفي ظروف مختلفة من أجل
تحقيقها،وعانيت بسبب هذا الإيمان
وما كان يدفعني إليه من مواقف كثيرا
وما زلت أعيش مثل هذه المعاناة،
واعترضت ً يوما على من وصفني
بالعقائدي وقلت: أنا ّ محب ولست
عقائديا
رجل الدولة هو من يعرف متى وجب عيه ترك قناعاته الشخصية جانبا.
*
معظم السياسيين في البلدان العربية يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء، ويتفاخرون بذلك على شاشات القنوات التلفزيونية ومنصات وسائل الإعلام، ويتباهون بقدرتهم على إدارة الأمور بقبضة حديدية. وهذه هي طريقتهم، وفكرتهم عن السياسة، ويتعاملون مع شعوبهم كما لو كانوا أفراد عصابات، ويحاولون أن يرهبوهم بالتعذيب والقمع والقتل، لكن من داخلهم يشعرون بأنهم محتالون وقد يكتشف أمرهم في أي لحظة.
للأسف الانتخابات الحالية متأثرة بشكل كبير بالأفضليات الطائفية والطبقية والعرقية والمذهبية والأيديولوجية، وتغيير كل هذا يمكن أن يكون بطيئاً. لكن في غضون ذلك، لا بأس من أخذ فكرة عن اختبار التوظيف الأكثر شيوعا في الأرجنتين، وهو وضع “شخص تحت المطر”. ومن خلال هذا الاختبار يتم قياس كيف يتصرف الشخص وكيف يتعامل مع شيء غير متوقع، ورغم أن هذا الاختبار قد وجد إقبالا كبيرا من قبل شركات التوظيف فقط، إلا أنني أتوقع أن اعتماده أيضا في عالم السياسة سيساهم في تغير النمط السياسي المتسلط وسيبدأ حينها المواطن في التعرف أكثر على حقيقة المرشحين ولا ينتخبهم بناء على هيئتهم أو وعود دفعهم ضريبة الكلام المجرد.
*
سياسي ومثقف وصحافي
السياسيون مفضوحون. يقولون شيئا، فيطاردهم المجتمع الذي يمثّلونه أو يقودونه، ويحاسبهم على ما يقولون. هذه ظاهرة صحية بالطبع، لأن السياسيين يتحملون المسؤولية وعليهم أن يكونوا محاسبين، سواء سياسيا أو أخلاقيا. السياسيون يصعدون ويسقطون من ألسنتهم مثلما يحققون مجدهم أو يتعرضون لنكبات بحكم أفعالهم.
المثقفون أكثر حصانة. يستطيعون أن يقولوا أشياء ضمن أطر فكرية معينة ليست بالضرورة ملزمة لأحد. المثقف يدلي بدلوه في الشأن العام، ويترك الآخرين يقررون أن يقتدوا بأفكاره أم لا. لكن التأثير المعنوي للمثقفين كبير ومحسوس. لا يستطيع أحد إنكار وجودهم، حتى وإن أنكر عليهم أفكارهم.
لكن في أي إطار فكري يتحرك المثقف؟ هل هو مبتدع للأفكار أم مفسر للظواهر ضمن سياقات فكرية محددة سلفا. المفكر اليساري مثلا، لا يستطيع أن يشذ عن إيمانه اليساري. ينظر لحال المجتمعات فيقترح ويكتب ضمن التفسير اليساري للأشياء. المفكر الديني يرى الدنيا بمقاييسه ولا يخرج عن التفسير الديني لظواهر دنيوية. يتمترس بالنص حماية للأفكار التي يقدمها. المفكر اليميني يقدم تفسيرات في جوانب منها ترد على منطق اليسار وفي جوانب أخرى صياغة يمينية لحركة المجتمعات. في كثير من الأحيان يقف المفكر الليبرالي بدوره حائرا أمام تقديم أفكار منفتحة لمجتمع منغلق على توجهاته من يسار ودين ويمين.
هذا يجعل الاستقطاب في التوجه والتفسير فرضية مسبقة. المثقفون لا يحاسبون مثل السياسيين، لكنهم لا يقلون خطرا عندما يتعلق الأمر بصياغة توجهات المجتمعات. ما يحققه السياسي بكلامه وفعله، قد يستطيع المثقف تحقيقه بما يكتبه ليوجه المجتمع.
وفي مناخ الاستقطاب السائد حاليا، نجد أن المثقفين ليسوا بالنقاء الفكري الذي نفترضه فيهم، وهم أسوة بالسياسيين، يحملون توجهاتهم المصلحية والتي تعكس ما يريدون تحقيقه لذواتهم أو لبيئتهم التي يتحركون فيها ومن خلالها.
على قمة جبل الحصانات يتربع الصحفيون. لا هم مساءلون سياسيا، ولا هم محاسبون فكريا. يستطيع الصحفي أن يخوض في أي موضوع من دون أن يخشى المتابعة والتأنيب. ربما يبالغ البعض منهم فيذهب إلى المحاكم، أو السجن. لكن بالمقارنة مع ما يثيرونه من قضايا وما ينسبونه من أقوال أو ما يرددونه من آراء، يبدو الصحفيون في منعة مبالغ فيها وبقدرة هائلة على التقلب في المواقف من دون روادع مهنية أو أخلاقية.
خذ مثلا كتّاب أعمدة الرأي. يستطيع هؤلاء كتابة الشيء ونقيضه خلال سنة من الزمان. يؤيدون طرفا على حساب طرف آخر، ثم ينقلبون. لا أحد يحاسبهم، لأن هذا من حقهم. هم مفسرون لما يقوله الآخرون في المجتمع والسياسة والفكر. وتبعا للمرحلة، ترى كتاب أعمدة الرأي يتمايلون بين توجه وآخر.
كتّاب التحقيقات الصحفية أخطر. أمامهم المجتمع بكل تلويناته. وتبعا لاختياراتهم، يستطيعون توجيه المعلومة نحو هدفهم الخاص، الذي لا يمثل بالضرورة الحقيقة. يستطيع كاتب التحقيق الصحفي أن ينتقي المتحدثين الذي يدعمون وجهة نظره وينقل عنهم ثم يصوغ النص بدفع موجّه نحو الفكرة للوصول إلى استنتاجات قد تشكّل فكر القارئ وتوجّهاته من دون أن يحسّ. القارئ يفترض الموضوعية في الصحفي، والموضوعية ليست صفة مصاحبة للكثير من كتاب التحقيقات الصحفية. هذه الحقيقة يعرفها من يعمل بصنعة الصحافة ويعرف كيف يوجهها لصالحه.
درجة الخطورة في التوجيه تزداد مع وصول الموضوعات الصحفية إلى يد المحرر. المحرر هو مفصل أساس في عملية التوجيه والاستقطاب. يستطيع، من دون محاسبة تقريبا، وفي أغلب الأحيان من دون أن يعرف القارئ من يدير الصفحات، أن يوجه الأمور لتكون متناسبة مع ما يريد. المحرر هو صفحته في العموم، حتى مع وجود الخط التحريري لصحيفة.
في المفصل الأخير في الحصانة من المحاسبة تجلس إدارة التحرير: مدير التحرير أولا ورئيس التحرير، كبيرهم الذي علّمهم السحر. من الصعب وصف قدرات إدارة التحرير على توجيه الأمور من خلف الستار. لكنها قائدة الأوركسترا التي تستطيع أن تحول الخط التحريري للصحيفة إلى منبر سياسي أو فكري أو مؤسسة تشكيل للرأي العام. يدرك السياسيون أن الصحف هي أخطر ما يمكن أن يواجهوه من تحديات. كل كلمة محسوبة على السياسي. أيّ كلمة لا تحسب على الصحيفة، لأنها مفوّهة تنطق بحال المجتمع مهما كان ضعف مصداقية ما تقوله. كثيرون يعتبرون أن نشر أيّ خبر في صحيفة هو الحقيقة المطلقة التي لا تكذب. أغبى قرار يتخذه سياسي هو أن يدخل في مواجهة مع مؤسسة إعلامية. يستطيع أن يسبّها في يوم وهي تشنّع عليه كل يوم.
طيف المسؤولية هذا يشكل الرأي العام ويصوغه، من السياسي مرورا بالمثقف، وصولا إلى الصحفي. طيف لا ينجو من الاستقطاب. طيف ملوّن.
*
لماذا يلجأ القادة والسياسيون إلى الكذب والتحريض؟
"السياسي لا يكذب، لكنه يقتصد في قول الحقيقة". والسياسة كما يتفق الجميع هي "فن الممكن"، ولذلك هي أكثر عُرضة للكذب كسلوك إنساني يمكن ملاحظته بكثرة في الممارسة السياسية.
كتابه "لماذا يكذب القادة؟"
لا يألو السياسيون جهداً في إطلاق الشائعات ضد المرشح المنافس كي يُنتخبوا هم، بل تُنبش معلومات من ماضي ذلك المرشح لا علاقة لها بحملته الانتخابية بغية التأثير في الرأي العام. ويخترع السياسيون بعد انتخابهم ووصولهم إلى سدة المسؤولية أعداء، في حال عدم وجودهم، ولو كانوا أعداء "طواحين" كما طواحين رواية سرفانتس الشهيرة "دون كيشوته"، فالهدف هو شد العصب الجماهيري حول القائد تحت سقف محاربة عدو ما، كائناً مَن كان هذا العدو
وربما يكون هذا العدو أحياناً مواطنين من الدولة ذاتها، كما يجري في الدول التي تميّز بين مواطنيها على أساس العرق أو الدين أو الجنس، كما كانت الحال في رواندا وجنوب أفريقيا وأفغانستان والعراق وسوريا والصومال والولايات المتحدة نفسها التي لا يزال التمييز العنصري على أساس اللون قائماً فيها على الرغم من كل محاولات منعه، أو كما هي الحال اليوم في لبنان، حيث يخرج السياسيون أرنب الطائفية من قبعاتهم كلما اشتد العصب الشعبي في مواجهتهم.
على سبيل المثال، الكذبة التي يطلقها قائد على شعبه بخصوص تهديد خارجي للحصول على دعم شعبي ضد هذا التهديد. أو الكذب الاستراتيجي لإخفاء فشل دبلوماسي أو حربي ما. ومن أنواع الكذب التي باتت معروفة عالمياً، صناعة الأساطير القومية، والأكاذيب الإعلامية والدعائية لتمويه ممارسات غير متسقة مع القواعد والمواثيق العالمية.
كسب تفوق استراتيجي على جمهور أجنبي في عالم فوضوي تحوطه الأخطار والأكاذيب السياسية والبراغماتية والدعائية والأيديولوجية العقائدية الصادرة من كل مكان لحماية مصالح دول وشعوبها أو حتى لحماية مصالح سياسية شخصية وآنية، خصوصاً حين يؤمن القادة أن الكذب أداة مهمة في شؤون الدولة، من الممكن بل من الواجب استخدامها في ظروف متنوّعة.
جرائم إبادة جماعية. ومع احتمال أن يكون بعض التصريحات أو السياسات أو طرق التعبير المكفولة قانوناً، لا يحرض على العنف مباشرةً، ولكن يمكنه أن ينشر بذور التعصّب التي تؤدي إلى إضفاء الشرعية على أعمال الكراهية. وهي لا تحتاج كي تقع إلا إلى عناصر قليلة، أي إلى سياق يُفضي إلى العنف، ومتحدث مؤثر صاحب كاريزما ولغة شعبوية ويملك الوسائل الإعلامية والدعائية لنشر خطابه، ويكون في مقابله جمهور متقبِّل ومتجاوب، وفئة مستهدَفة في خطاب التحريض على الكراهية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق